sweet
02-17-2018, 09:16 AM
يعتبر هذا النوع من المكتبات، من الظواهر التي تَمِيزُ الحضارة الإسلامية على امتداد تاريخها. وقد حفظت لنا كتب التاريخ والتراجم بعض أسامي الملوك والأمراء المغاربة، الذين عنوا باقتناء الكتب وتشييد المكتبات خلال المرحلة التاريخية التي نحن بصددها، منهم أمير "بطليوس" المظفر بن الأفطس (ت460هـ)، الذي وصف بأنه "كان جمّاعة للكتب، ذا خزانة عظيمة، لم يكن في ملوك الأندلس من يفوقه في الأدب والمعرفة"، ومنهم الأمير المرابطي المنصور بن محمد بن أبي داود اللمتوني (ت550هـ)، الذي قيل في ترجمته "كان ملوكي الأدوات، سامي الهمة، نزيه النفس، راغبًا في العلم، منافسًا في الدواوين العتيقة والأصول النفيسة، جمع من ذلك ما أعجز أهل زمانه". ومنهم الأمير ميمون بن ياسين المرابطي (ت530هـ)، الذي وصفه مترجموه بأنه "كان رجلاً صالحًا معتنيًا بالآثار"، "ذا همة رفيعة في اقتناء الكتب"، ومن ذلك أنه اشترى حين حجه نسخة من صحيح مسلم مشرقية الخط في تسعة وعشرين جزءًا، وكان لا يبالي بما ينفق في ذلك، فقد أثر عنه أنه اشترى أيضًا أصل أبي ذر الهروي من صحيح البخاري بمال جسيم.
كما تذكر المصادر إشارات عن تأسيس يوسف بن تاشفين لخزائن بـ"لمتونة"، عمَّرها بالكتب التي جلبها من خلال رحلاته إلى الأندلس، وعلى دربه سار ابنه عليٌّ فجمع مكتبة عديمة النظير.
ومن أشهر من عرف بعدهما من الموحدين، أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الموحدي، الذي عرف بشغفه الشديد بالعلم وجمع مظانه، حتى بذل في ذلك التعويضات السنية، بل قد بلغ به الوله بالكتب إلى استعمال القوة في جمعها وانتزاعها من أهلها غصبًا؛ وبذلك جمع من الكتب ما لم يجمعه غيره، قال المراكشي: "ولم يزل يجمع الكتب من أقطار الأندلس والمغرب ويبحث عن العلماء وخاصة أهل علم النظر، إلى أن اجتمع له منهم ما لم يجتمع لملك قبله ممن ملك المغرب". ومعلوم أن مكتبة الحكم، تنيف محتوياتها عن أربعمائة ألف مجلد. بناء على هذه الشهادة يمكن القول: "إن يوسف الموحدي هو المؤسس لأول مكتبة ملكية عظيمة بالمغرب".
وقد حرص خلَفُ أبي يعقوب على عمارة هذه المكتبة بجديد المقتنيات ونفيس المنتسخات، إلا أنها ستتعرض لنكبة مؤسفة عند خلع الخليفة عبد الواحد الأول الموحدي، فنهبت أكثر كتبها واختل نظام سيرها، حتى استقر الأمر لعبد الله العادل -الذي خلف السلطان المخلوع- فعمل على تنظيم ما بقي من كتبها وتمييز الكامل منها، ثم سار على الاهتمام بها خلَفُه أبو حفص عمر المرتضى، إلى أن آل أمرها إلى بني مرين.
:34:
كما تذكر المصادر إشارات عن تأسيس يوسف بن تاشفين لخزائن بـ"لمتونة"، عمَّرها بالكتب التي جلبها من خلال رحلاته إلى الأندلس، وعلى دربه سار ابنه عليٌّ فجمع مكتبة عديمة النظير.
ومن أشهر من عرف بعدهما من الموحدين، أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الموحدي، الذي عرف بشغفه الشديد بالعلم وجمع مظانه، حتى بذل في ذلك التعويضات السنية، بل قد بلغ به الوله بالكتب إلى استعمال القوة في جمعها وانتزاعها من أهلها غصبًا؛ وبذلك جمع من الكتب ما لم يجمعه غيره، قال المراكشي: "ولم يزل يجمع الكتب من أقطار الأندلس والمغرب ويبحث عن العلماء وخاصة أهل علم النظر، إلى أن اجتمع له منهم ما لم يجتمع لملك قبله ممن ملك المغرب". ومعلوم أن مكتبة الحكم، تنيف محتوياتها عن أربعمائة ألف مجلد. بناء على هذه الشهادة يمكن القول: "إن يوسف الموحدي هو المؤسس لأول مكتبة ملكية عظيمة بالمغرب".
وقد حرص خلَفُ أبي يعقوب على عمارة هذه المكتبة بجديد المقتنيات ونفيس المنتسخات، إلا أنها ستتعرض لنكبة مؤسفة عند خلع الخليفة عبد الواحد الأول الموحدي، فنهبت أكثر كتبها واختل نظام سيرها، حتى استقر الأمر لعبد الله العادل -الذي خلف السلطان المخلوع- فعمل على تنظيم ما بقي من كتبها وتمييز الكامل منها، ثم سار على الاهتمام بها خلَفُه أبو حفص عمر المرتضى، إلى أن آل أمرها إلى بني مرين.
:34: