المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الأم في بناء لغة الطفل


صاحبة السمو
04-10-2018, 11:17 AM
دور الأم في بناء لغة الطفل

أوضح الدكتور وائل أبو جودة، اختصاصي علاج امراض النطق والكلام في منطقة الشارقة التعليمية ان لكل من مصطلحات اللغة تعريفات مختلفة حيث ان اللغة Language هي الأفكار الموجودة في الدّماغ، أمّا الكلام Speech فهو عبارة عن وضع الأفكار الموجودة في قالب جديد يمكن سماعه، وهذا يعني أنّ هناك أعضاء في الجسم ستقوم بحركات لتأدية هذا الغرض، ومن هذا المصطلح تتفرّع لدينا مصطلحات أخرى وهي النّطق والطّلاقة والصّوت، أمّا النّطق Articulation فهو ما يختصّ بعلم أصوات اللّغة وذلك من حيث طريقة النّطق ومخرج الصوت وحالة الأوتار الصّوتيّة من حيث الاهتزاز أو السّكون، كما ان الطّلاقة Fluency يقصد بها طريقة خروج تيار الهواء أثناء الكلام من حيث الجهد المبذول في إنتاج الكلام، في حين يعتبر الصّوت Voice ما يختص بسمات الصّوت من حيث الحدّة والخشونة، الإجهاد والرّاحة، وكثيرا ما يتمحور حول وضع الأوتار الصّوتيّة من حيث الشّد والارتخاء، وخلوّها من الحبيبات أو الخدوش. وكذلك ما يختص بجانب الرّنين ويقصد به مكان خروج تيار الهواء من الأنف أو الفم وما ينشأ عنه من مشكلات الخنف Hypernasality والخنب Hyponasality.

اما أسباب اضطّرابات جوانب اللّغة والكلام فتعود الى الأسباب البيئيّة Environmental ، والأسباب العضويّة Organic، إلى جانب ما يطلق عليه الأسباب الوظيفيّة Functional ، حيث ان الأسباب البيئيّة، يقصد بها ما تشكله البيئة المحيطة بالطّفل من حيث غنى هذه البيئة أو فقرها بالمثيرات، أو من حيث نوعيّة هذه المثيرات؛ فالطّفل ما هو إلاّ صفحة بيضاء إلى درجة كبيرة ترسم عليه البيئة خطوطها وألوانها، والبيئات بالنّسبة للطّفل متعدّدة تبدأ بالأسرة ومن ثم الحميّ وبعد ذلك المدرسة.

أمّا الأسباب العضويّة، فيقصد بها حالة أعضاء الجسم عامّة وأعضاء جهاز الكلام خاصّة من حيث الصّحة والاعتلال، في حين يقصد بالأسباب الوظيفيّة، وجود اضطّراب لغويّ أو كلاميّ مع وجود بيئة سليمة وأعضاء خالية من الاعتلال.

وعن العلاقة بين وجود طفل يعاني اضطّراباً لغويّاً أو كلاميّاً ووجود أمّ مقلّة بالكلام، أو غير ثرثارة قال : لا شكّ أنّ للأمّ دوراً كبيراً في بناء لغة طفلها خاصّة في سنيّ عمره الأولى حيث إنّها تكون المصدر الأساسيّ للمثيرات الكلاميّة، وهو ما يطلق عليه العلماء الكلام الأموميّ Maternal Speech ، ولكن هذا لا يعني ارتباط وجود الاضطّراب اللّغوي لدى الطّفل بشكل حتميّ مع قلّة كلام الأمّ.

وأضاف ان أهمّ الاضطّرابات الّتي تصيب اللّغة والكلام هي التّأخر اللّغويّ Language Delay وهو ما يصيب جوانب اللّغة المختلفة من تأخر عن الوضع الطّبيعيّ.

والاضطّراب اللّغويّ Language Disorder الذي يصيب جوانب محدّدة من لغة الطّفل مع وجود جوانب أخرى سليمة، اضافة الى اضطّرابات اللّغة العصبيّة المنشأ Neurogenic Language Based Disorders: ومن هذه الاضطّرابات صعوبات القراءة Dyslexia وصعوبات الكتابة Dysgraphia وعسر النّطق Apraxia وعسر الكلام Dysarthria .

ولعلّ أكثر هذه الاضطّرابات شيوعا بين الأطفال هو التّأخر اللّغوي الّذي يتدرّج من البسيط وصولا إلى حافّة التّخلّف العقليّ.

كذلك اضطّرابات الكلام: وتقسم إلى ثلاثة أقسام وهي اضطّرابات النّطق: وتعني وجود أخطاء نطقية لأصوات اللّغة إمّا من حيث مخرج الصوت كأن ينطق الطّفل صوت السّين ثاء؛ ويكون بذلك قد غيّر مكان اللّسان، أو من حيث طريقة نطق الصّوت من مثل نطق صوت العين همزة ويكون بذلك قد غيّر طريقة النّطق بالاحتكاك إلى وقفيّ، أو حالة الأوتار الصوتيّة من حيث الاهتزاز والسّكون، من مثل نطق صوت الدّال تاء. واضطّرابات الطّلاقة: ولعلّ أشهرها هو التّأتأة حيث يبدو تيّار الهواء لدى المتكلّم غير كاف لحاجته عند الكلام، فتظهر على شكل إجهاد كبير عند الكلام، مع وجود واحد أو أكثر من السّلوكات الآتية: تكرار صوت أو مقطع أو كلمة، تطويل صوت، الوقوف التّام عن الكلام.

هذا إلى جانب وجود بعض السلوكات الأخرى من مثل: حركات ملحوظة لليدين والقدمين أثناء الكلام، تحريك مبالغ فيه للأجفان، شدّ واضح في الوجه.. كذلك اضطّرابات الصّوت: وتعني وجود عيوب في سمات الكلام الناتج عن الطّفل وسأخصّ هنا الحديث عن الخنف، والّذي غالبا ما يكون نتيجة لعيب خلقيّ في سقف الحلق النّاعم أو ولادة الطّفل بشفة أرنبيّة مع انشقاق الحلق.

كما انه لا توجد علاقة بين هذه الاضطّرابات ونسبة معدّل الذّكاء حيث إن هناك عددا من الّذين عانوا من بعض هذه الاضطّرابات أصبحوا من المشاهير في عملهم من مثل إسحق نيوتن فقد كان يعاني من الدّيسلكسيا.

أما بالنسبة للآثار النّفسيّة المترتبة على إصابة الأطفال باضطّرابات اللّغة والكلام فهي تختلف تبعا لنوع الاضطّراب وعمر الطّفل؛ فكلّما تعجّل الأهل في عرض ولدهم على المختصّين، كانت الآثار النّفسيّة أقل. وممّا يجدر ذكره أنّ الآثار تكون على كلا الجانبين الأهل والطّفل. وكذلك يجب أن نعرف أنّ هذه الآثار كالإحباط والانعزال والعدوانيّة وتدني التّحصيل الدراسي في أحيان كثيرة، كلّما زادت، قلّت فرص الشّفاء التّام.

وقال: يحتاج الطّفل إلى المزيد من النّماذج الكلاميّة والسّلوكيّة الّتي لا تتوافّر إلاّ بوجود علاقات عائليّة دافئة، وأساليب حواريّة مستمرّة قائمة على الحبّ والتّفاهم بين جميع أفراد الأسرة، والكف عن قمع رغبات الطّفل بالصراخ أو الإهمال. وأن يكون هناك وقت كاف للكلام والحوار حتّى نرتقي بالطبيعيّين من أبنائنا، ونكتشف غير الطّبيعيّين منهم، لندعمهم ونساعدهم على تخطّي مشكلاتهم.

الأم أول من تلاحظ

ومن جانب آخر ترى الاستاذة سناء عبد العظيم، موجهة رعاية نفسية في وزارة التربية والتعليم ان “الديسليكسيا” هي واحد من مظاهر صعوبات التعلم، التي هي اضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتعلقة بفهم أو استعمال اللغة المكتوبة أو المنطوقة وتعود اضطرابات صعوبات التعلم إلى أسباب تتعلق بإصابة وظيفية في الدماغ ولا تتعلق بالإعاقات العقلية أو السمعية أو البصرية أو غيرها، كما يعبر عن “الديسليكسيا” لغويا بمصطلح “العسر القرائي”، أي الصعوبات المرتبطة بالقراءة، وترجع إلى عوامل عضوية بيولوجية ترتبط بتلف في عصب الخلايا الدماغية نتيجة التهاب السحايا مثلاً أو الحصبة الألمانية أو التهابات الدماغ أو نقص الأكسجين وصعوبات الولادة وغيرها، كما يرجح وجود عوامل وراثية وراء “الديسليكسيا” ظهرت في الدراسات التي أجريت على التوائم في هذا المجال، كذلك توجد عوامل بيئية وراء “الديسليكسيا” مثل سوء التغذية وسوء الحالة الطبية ونقص الخبرات التعليمية والتدريب وما إلى ذلك.

وأوضحت عبد العظيم ان أبرز أعراض “الديسليكسيا” هي الصعوبة الواضحة في قدرة الطفل على القراءة بالرغم من تمتعه بقدرات عقلية عالية تمكنه من تعلم القراءة واكتساب مهاراتها، ولا يمكن تشخيص “الديسليكسيا” إلا بعد سن الثامنة على الأقل حتى يكون الطفل قد تلقى الفرص التعليمية المناسبة التي تمكنه من تعلم مهارات القراءة وإتقانها في حين يتركز علاج الأطفال المصابين بالديسلكسيا على العلاج الطبي الذي يتعرض للخلل الوظيفي للدماغ، بالإضافة إلى التعلم العلاجي الذي يركز على اتباع طرائق تدريسية خاصة تهدف إلى تعليم الطفل مهارات القراءة بطرق خاصة.

اما تأخر النطق وهو واحد من أنواع صعوبات النطق والكلام التي تصيب بعض الأطفال، ويقصد به أن يتأخر ظهور الكلمة الأولى عند الطفل، فالطفل العادي سينطق الكلمة الأولى في السنة الأولى من عمره تقريباً ويمكن أن تمتد إلى عمر 15 شهراً تقريباً ولكن أن يتأخر ظهور الكلمة إلى أكثر من هذا العمر فهو يعرف بتأخر النطق ويلاحظ أنه في حالة الأطفال المتأخرين عقليا تمتد فترة ظهور الكلمة الأولى إلى 26 شهراً تقريباً، كما أن دراسات النمو على الأطفال تشير إلى أن الطفل في عمر السنتين تكون حصيلته اللغوية 272 مفردة.

وأشارت الى دراسات تقول إن هناك عوامل ترتبط بنمو لغة الطفل وقدرته على نطق الكلمات منها ما يرتبط بذكاء الطفل أو قدرته العقلية ومنها ما يرتبط بسلامة الجهاز العصبي لديه، كما أن ثراء البيئة الاجتماعية والثقافية ووجود مثيرات حسية كافية في البيئة المحيطة بالطفل لهما أثر واضح في مدى اكتسابه للغة ومن ثم النطق بها. وصحيح أن الطفل يكتسب لغته الأولى غالباً من الأم أو من يقوم مقامها، حيث نلاحظ مثلاً أن الأم هي التي تستطيع فهم إشارات الطفل وكلامه حتى وإن لم يفهمه الآخرون. ولكن ليس بالضرورة أن تكون الأم ثرثارة بالمعنى السلبي للكلمة لكي لا يتأخر في الكلام والصحيح أن نقول إن اكتساب الطفل للغة ونطقه الصحيح بها يتأثر بما تقدمه له من خبرات تعليمية وخاصة في السن المبكرة.

اما بالنسبة للأطفال الذين نلاحظ تأخر نطق لديهم أو انخفاض مستوى الحصيلة اللغوية من مفرداتهم مقارنة بالأطفال في عمرهم، فيجب أولاً إجراء فحوص طبية متخصصة على الطفل للتأكد من الأسباب العضوية وراء هذه المشكلة ومن ثم عرضه على متخصص علاج صعوبات النطق وقد يحتاج الأمر إلى عرضه على الطبيب أو الاختصاصي النفسي وذلك لدراسة الحالة من جميع جوانبها وتحديد التدخل العلاجي المناسب من كل الأطراف وبوجه عام يجب على الأم أن تلاحظ في سن مبكرة أي عيوب تظهر على نطق الطفل سواء من حيث إخراجه للكلمات أو من حيث وفرة محصوله اللغوي وضحالته ذلك أن الاكتشاف المبكر لصعوبات النطق أو تأخره يؤديان إلى نتائج إيجابية في العلاج.

الطفل الذي يعاني من تأخر النطق يعاني بالطبع من مشكلات نفسية كالقلق والتوتر وضعف الثقة بالنفس والرغبة في توكيد الذات حتى وإن كان بطريقة غير سليمة، هذه المشكلات النفسية تؤثر في كل نمط حياته وأسلوبه في التعامل مع الآخرين. لذا يجب على الأسرة أن تراعي كيفية التعامل معه حتى لا تتفاقم مشكلاته النفسية ويمتد أثرها إلى فترات طويلة من عمره.

وذكرت ان صعوبة النطق لا تدل على الذكاء بل على العكس فإن تأخر النطق على سبيل المثال يظهر بوضوح في حالة الأطفال المتأخرين عقلياً.

غـُـلايےّ
04-10-2018, 12:28 PM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

بٰٰقايٰا روحہٰ
04-10-2018, 04:42 PM
سلمُ لنا هذُآ الذوُوُق ..
الذُي يقطفُ لنا..
آجمًل العبارات وٌآروعهاآ..
ماأننحرُم منُ ذآئقتُك الجميلهُ والمميزهُ..
لآحرمنآآك...
ودي ورحيق عطري..:34:

ساعي البريد
04-22-2018, 07:28 PM
.
.
.







أشكرك على طرحّك ,
يعطيك الف عافيه علىْ مجهودك ..و عسـآك عالقوة يـارب ,
تحيّتي لـكhttp://www.7ophamsa.com/vb/images/smilies/n2016/er-12.png

❞ ضَيٍ آلقُمَر ✦•
04-23-2018, 03:30 AM
_
انتقاء رائع ومتفّرد
وعطاء بآذخ لامس سماء الابدآع
دمتِ ي طٌهر .،:20::31:

لذة مطر ..!
06-04-2018, 12:28 PM
إنتقآء جميل..
تسلم يدك ويسلم ذوقك الأنيق للطرح..
تقديري واحترامي لك ..:20:

فيّ
08-11-2018, 09:46 PM
سلمت يمينك النديه بالجمال
على شذرات الحُضور وعبق المنثور ..
يعطيك العافية على ثمرات جهودك ..
شكري وتقديري .

أبو علياء
12-18-2018, 03:41 PM
تحية معطرة بالورد اهيدها لكم:rose:
كل الشكر على الموضوع المميز والمعلومات المفيده
اتمنى لكم المزيد من التالق والتميز
يعطيكم الف عافيه على تقديم ماهو جديد ومفيد
لروحكم جنان الورد
دمتم بسعاده لا تغادر ارواحكم

شيخة رواية
05-23-2019, 06:25 AM
سلمت الأيادي على الطرح الرائع
لاعدمنا القاادم بكل شوق وترقب
لكِ كل إحترآمي

Şøķåŕą
08-06-2022, 09:03 AM
_



سلمت الأيادي ..
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد .