المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرب من كتاب الله تعالى وأنه سعادة الدارين


أبو علياء
05-14-2018, 10:41 AM
القرب من كتاب الله تعالى وأنه سعادة الدارين



إن البعد عن كتاب الله، والغربة عن هذا النور المبين، وهذا الصراط المستبين هو شقاء هذه الأمة، والقرب والدنو منه، والعمل بآياته، والتأثر بعظاته،

والوقوف عند حدوده وزواجره، هو سعادة الدارين وهو فلاحهما، هذه الصفة العظيمة وهي التأثر بكتاب الله عز وجل، منحة ربانية، وعطية إلهية،

اختار الله لها أمة صالحة، وسلفاً صالحا، صلحت أعمالهم لما كانوا رهبان الليل بكتاب الله، وظمئوا هواجرهم حينما تقرحت قلوبهم من آيات الله.

إن هذا الكتاب المبين عظيم الوقع في قلوب المؤمنين، هذا الكتاب الذي أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير، وجد أرضاً طيبة، وقلوباً مستنيرة،

تهيأت لسماعه، وتأثرت لعظاته، فشاء الله ما شاء لها، فكان الصحابي يسمع الآية من كتاب الله لا يقر قراره، ولا ترتاح نفسه إلا بالعمل والتطبيق،

نظروا إلى كتاب الله فوجدوا أنه حبل من الله متين، وصراط من الله مستبين، فأيقنوا يقيناً لاشك معه ولا مرية ألا سعادة إلا بالتمسك به، والاعتصام بحبله،

فحققوا ذلك قولاً وعملاً ظاهراً وباطناً.

فيا لله! من أمة عرفت كتاب الله، عاشت مع هذا الكتاب حينما يذكرها بالآخرة حتى كأنها تنظر إليها نظر عين، عاشت مع هذا الكتاب حينما أدبهم

في القول والعمل، وفي الظاهر والباطن، حتى أدبهم رجالاً ونساء، ذكراناً وإناثاً، فأدب المؤمن في قيله وأدبه في حديثه، أدبه وهو في ثورة الغضب،

وأدبه وهو في قمة الرضا، وأدب المؤمنة في ظاهرها وباطنها، حتى أدبها وهي ترفع قدماً وتضع أخرى.

كتاب الله، وما كتاب الله؟ وهل شقيت الأمة إلا بالإعراض عن كتاب الله؟ وهل سعدت إلا في ذلك الزمان الذي احتضنت فيه هذا الكتاب المبارك،

فعاشت معه العيشة الراضية الهنيئة الطيبة المباركة، التي وعد الله عز وجل بها أهل القرآن.

لذلك -أحبتي في الله- كانت هذه الكلمات من فضيلة الشيخ تذكيراً لنا جميعاً أن نحيا مع كتاب الله، وحركت في القلب أشجاناً وأحزاناً لا يعلمها إلا الله،

والله لا تفتح سيرة القرآن، ولا يذكر مؤمن بحق القرآن عليه، إلا تأثر والله عظيم الأثر، إن هذا المنهج وهذا الكتاب المبارك هو الذي بيننا وبين الله، من

عمل به أحبه الله، ومن اعتز به أعزه الله، ومن أكرم هذا الكتاب أكرمه الله، ومن لم يرفع به رأساً، ولم يجعله في الأمور أساساً، فإنها الخيبة التي لا خيبة

وراءها: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طـه:124].

لذلك -أحبتي في الله- إذا أردتم أن تعرفوا سعادة المؤمن، وأراد المؤمن أن يعرف حياته من موته، فليحيي، وليذكر نفسه بتلك الحياة حينما يتساءل،

أين أنا من كتاب الله؟ وكل شخص منا إذا أراد أن يعرف مقامه عند الله، فليعرف قدر القرآن في قلبه، وليعرف قدر هذه الآيات في فؤاده، إذا كان لها خاشعاً،

ومن تلاوتها وسماعها دامعاً، فوالله قد حيي فؤاده، وعندها يكون للخير سباقاً، وللطاعة المرضية مشتاقاً.

إن هذا الكتاب ما عرض عبد مؤمن حاله عليه إلا دمع تلك الدمعة الصادقة بحرارة من قلبه، كيف لا يدمع وآيات القرآن قد نسيت! وحدود الله التي بينه

وبينه قد انتهكت! كيف لا يدمع على هذا الكتاب المبين والصراط المستبين، والله إنها للحسرة إذا قدم العبد على ربه، فوجد الأخيار والصالحين قد ملئت

كفات حسناتهم بتلاوة هذا الكتاب، ووجدهم قد حازوا من الله رضواناً، ومحبة وصفحاً وغفراناً، وجاء صفر اليدين من كتاب الله، وجاء بعظيم الغربة

والبعد عن كتاب الله عز وجل.

يا أحبتي في الله! القرآن وما القرآن! الذي وصف الله عز وجل أثره، وأخبر وهو أصدق القائلين، ولا أصدق منه حديثاً، أنه لو نزلت هذه الآيات على الجبال

لاندكت، ولو نزلت على الرواسي من خشية الله انهدت، فأين قلوبنا؟

أحبتي في الله! أين قلوبنا من هذا الكتاب العظيم الذي وصف الله أهل الإيمان الصادقين، أنهم يخشعون لسماعه ويبكون لآياته وعظاته

وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ [المائدة:83]؟

فهذه هي صفات الأحبة الذين اجتباهم الله للقرآن، واختارهم لهذا الكتاب المبين، إنه الإمام الذي يهدي إلى الله، والسبيل الذي لا سبيل إلى الله بسواه،

من كان مؤمناً صادقاً في إيمانه، فليجعل بينه وبين القرآن زماناً، ليجعل بينه وبين القرآن لحظات من يومه، وساعات من نهاره وليله، يعيش مع هذه الآيات،

يعيش مع أهل الآخرة، إن كانوا في نعيم سمت روحه إلى ذلك النعيم، حتى كأنه ينظر إلى الجنة نظر عيان، وإن كان مع الآخرة في جحيمها وسعيرها،

أفض قلبه من خشية الله، وحرك في القلب وازعاً يزعه عن حدود الله.

لذلك إخواني في الله! لا سعادة إلا بالقرب من القرآن، ولا فلاح إلا بالقرب من كلام الرحمن، إنا لله وإنا إليه راجعون، طابت لنا أحاديث العباد، أليس

الواحد منا إذا سهر ليلة تمنى أن يسهر مع أخ له يحبه؟ فكيف بمن آثر مرضاة الله على مرضاة العباد؟ أين أولئك الذين بلغ الواحد منهم أنه يقرعه ضيفه،

يقول الحسن رحمه الله: [فيستأذنه وكأنه له حاجة في بيته، فيدخل يركع ركعات بين يدي ربه].والله ما عظم شقاؤنا ولا عظم بلاؤنا إلا حينما

لم نقدر لهذا القرآن قدره، وحينما أصبحت غربتنا شديدة عن القرآن، قال بعض السلف: [والله ما عرضت

نفسي وقولي وعملي على كتاب الله، إلا اتهمتها بالنفاق] كانوا إذا قرءوا القرآن أحسوا أنهم هم المخاطبون بالقرآن، وأحس الواحد منهم أنه إذا جاءت ا

لمقرعة تقرع عاصياً عصى الله عز وجل عد نفسه ذلك الرجل، فبكى شفقة وخوفاً من عذاب الله وسطوة الله، ناهيك عن قيام الليل، وتلاوة هذا الكتاب

في تلك الساعات التي هدأت فيها العيون، وسكنت فيها ا الجفون.

فيا لله من أرواح طيبة! ويا لله من قلوب صادقة! عرفت كتاب ربها، وأدركت أنه لا سعادة ولا فلاح إلا به، وإنه للعجب أن تقرأ سيرة الصحابي

الطاهر المبارك، فتجده قد ملئت صفحته جهاداً وجلاداً وصبراً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء، ومع ذلك يقوم بالآية

يخشع لوجه الله عند قراءتها.

أثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، أنه أراد أن يقوم ليلة، فاستفتح تلك السورة العظيمة، التي أصبح يقرأها الصغير منا قبل

الكبير، وهي تلك السورة العظيمة التي قل أن تجد صغير سن إلا وهو يستطيع قراءتها عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ[النبأ:1] قرأها رضي الله عنه وأرضاه،

يريد أن يحيي ليلته بقراءة ذلك الجزء المبارك، وإذا به تخنقه العبرة، ويغلبه البكاء، حينما ذكر قول الله عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ [النبأ:2]

تذكر أن الله وصف نبأ الآخرة بأنه نبأ عظيم، فما استطاع أن يجاوزها؛ لأنه يعلم من الذي يخاطبه، ويعلم من هذا كلامه،

وأن الله تعالى إذا وصف الشيء بأنه عظيم، فلا عظيم فوق عظيم وصفه الله بعظيم،

فحركت في قلبه الخوف والخشية، حتى أثر عنه رضي الله عنه أنه مازال يرددها إلى السحر بكاءً من خشية الله عز وجل.

جبروت أنثى
05-14-2018, 05:07 PM
طرح رآئع بل اكثر من رآئع
بجد رآق لي طرحك المميز
حروف في منتهى الابدآآآع
كل الشكر والامتنآن لـ روعتكـ
دوماً .. تقتطف طلائع الابدآآع .. وتنثريهآ لنـآ
فلك مني تقدير وشكر فوق شكر

غـُـلايےّ
05-14-2018, 05:08 PM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

ѕнмонк
05-14-2018, 08:28 PM
موضوع أكثر من راااائع
يعطيكْ العااافيه على المجهود
الأكثر من مميز ,,.~
سلمتً على إبداعكَ ,~,,~
دمتَ بـ خير ولكَ وافر إحترآمي ,~

صاحبة السمو
05-15-2018, 01:35 AM
سلمت انآملك على الطرح المميز
يعطيك العافية على مجهودك
لا عدمنَاك
تقديري وتحيتي لسموك :241:

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
05-15-2018, 02:30 AM
جزاكم ربي خير الجزاء
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين

بٰٰقايٰا روحہٰ
05-15-2018, 11:32 AM
ان كل مفردات حرفي لا تفيك حقك
من الشكر والتقدير والاحترام
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى:121::100:

ملاذ الحب
05-15-2018, 12:47 PM
بوحٌ ثري بالأناقة
وحرفٌ عابق بالنقاءْ
وسلمت أناملك الذهبيه
على ماخطته من سطور هنا
دمُت ودام قلمك ,,
لك ولنبض قلمك
تحية تقدير واعجاب

أبو علياء
06-04-2018, 05:36 PM
ناعسة الطرف

انرتم متصفحي بكلماتكم الجميله والرائعه
لا عدمت طلتكم العطرة
تقدير يليق بكم
ودي وعبق وردي


~~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-04-2018, 05:37 PM
الفاتنة

انرتم متصفحي بكلماتكم الجميله والرائعه
لا عدمت طلتكم العطرة
تقدير يليق بكم
ودي وعبق وردي


~~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-04-2018, 05:37 PM
الساهر

انرتم متصفحي بكلماتكم الجميله والرائعه
لا عدمت طلتكم العطرة
تقدير يليق بكم
ودي وعبق وردي


~~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-04-2018, 05:38 PM
صاحبة السمو

انرتم متصفحي بكلماتكم الجميله والرائعه
لا عدمت طلتكم العطرة
تقدير يليق بكم
ودي وعبق وردي


~~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-04-2018, 05:38 PM
رياح الشوق

انرتم متصفحي بكلماتكم الجميله والرائعه
لا عدمت طلتكم العطرة
تقدير يليق بكم
ودي وعبق وردي


~~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-04-2018, 05:38 PM
رواية عاشقه

انرتم متصفحي بكلماتكم الجميله والرائعه
لا عدمت طلتكم العطرة
تقدير يليق بكم
ودي وعبق وردي


~~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-04-2018, 05:39 PM
ملاذ الحب

انرتم متصفحي بكلماتكم الجميله والرائعه
لا عدمت طلتكم العطرة
تقدير يليق بكم
ودي وعبق وردي


~~~~~~
أبو علياء

لذة مطر ..!
06-24-2018, 07:20 PM
جزاك الله خير ع طرحك /وجعله في موازين حسناتك..:34:

أبو علياء
06-26-2018, 07:16 PM
لذة مطر


انرتم متصفحي بكلماتكم الجميله والرائعه
لا عدمت طلتكم العطرة
تقدير يليق بكم
ودي وعبق وردي


~~~~~~
أبو علياء

حلوة الروح
06-27-2018, 03:31 PM
width=1 height=1



https://www.up4.cc/image99105.html
\\
//
\\

ظهورن نسجت بجمال الاحساس وعذوبة الكلمه
نغم جمميل عزفته بـ طلتكك الراقيه
تسلم الانامل على هذا الانتقاء الجميل ك جمال روحك
ودام قلمك ينبض بحروف التميز والابداع
فـ ليسمح لي ان اشاركك في دفتركك
لروحك آكآليل اليآسمين العطررهه

"http://wahjj.com/vb/imgcache/11281.imgcache.gif "

نــــ:eq-34:ــــــونه




http://vb.shbab7.com/shbbab/shbbab.com1395121858_301.gif

أبو علياء
06-30-2018, 12:19 PM
الانوثة


انرتم متصفحي بكلماتكم الجميله والرائعه

لا عدمت طلتكم العطرة

تقدير يليق بكم

ودي وعبق وردي





~~~~~~

أبو علياء

شيخة رواية
09-27-2018, 08:14 AM
جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ
بآرَكـَ الله فيكـ وَفِي مِيزآنَ حَسنَآتكـ ...
آسْآل الله آنْ يَزّينَ حَيآتُكـ بـِ آلفِعْلَ آلرَشيدْ
وَجَعَلَ آلفرْدَوسَ مَقرّكـ بَعْدَ عمرٌ مَديدْ ...
دمْتَ بـِ طآعَة لله ..

أبو علياء
12-08-2018, 12:02 PM
شيخة رواية
نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

تذكارُ...!
01-26-2019, 09:26 AM
تسلم الأيادي على جهودك
الله يعطيك ألف عآفيه على الطرح الرائع..
لاحرمنا منك
ولآمن تميّزك
بآنتظار جديدك المتميّز
دمت بسعآدة

شيخة رواية
02-06-2019, 07:10 AM
أثآبك الله وبآرك فيك
وجزآك خير الجزآء
وجعله في ميزآن حسنآتك

أبو علياء
02-18-2019, 05:57 PM
رفيف الهوى
نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

روحي تبيك
05-20-2023, 05:07 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

Şøķåŕą
08-07-2023, 09:02 AM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله

كلي وهم
03-14-2024, 09:37 AM
إنُتقِآءَ يُعآنِقَ السُمآءَ تُميزِاً’..
طُرحَ رآُقيَ كـ رُقيَكّ’,.
دُمتَ نهُِراً جُآرفَاً يُروُينَآ بُروآئَعكّ’,,
,.