المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دلالات تربوية على سورة الفيل


نزف القلم
03-18-2022, 09:38 AM
قال -تعالى-: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 1 - 5].
الآية (1) قوله -تعالى-: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾ [الفيل: 1]:
تحكي سورة الفيل الاعتداء الذي شنه أبرهة الأشرم[1] صاحب أعظم قوة عسكرية قَبْل البعثة ضد العرب المسالِمين الذين يقطنون شبه الجزيرة العربية، ويقطنون بصحراء مكَّةَ في حياة بسيطة، ولا يملِكون شيئًا من الدنيا إلا التفاخُر بالبيت الحرام الذي بناه نبي الله إبراهيم - عليه السلام - قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]، فكان هذا الاعتداء غاشمًا؛ لأنه صدَر من قوة تستعين بالأفيال - كأقوى سلاح في ذاك الوقت، وكانت وقتها الحبشة - في حربها ضد أناس عزَّل مسالِمين، هؤلاء العرب الذين كانوا يحافظون على رمزٍ ديني، هو امتداد لوحدة الدين الإسلامي عبر الأزمان، هذا الرمز هو بيتُ الله الحرام، الذي رفَع قواعدَه نبيُّ الله إبراهيمُ عليه السلام، كان بمثابة قِبْلة يفِد إليه الناس من كل حدَب وصوب، وأثرًا إسلاميًّا يتخذه المسلمون مصلى، ويتوارثونه جيلاً عن جيل؛ قال -تعالى-: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ [البقرة: 125]، وكان العرب في ذلك الوقت يعيشون حوله في البادية، يعيشون حياة بسيطة تعتمد على رحلتَي الشتاء والصيف، فتأتيهم ثمار الشام واليمن وخيراتهما؛ قال -تعالى-: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 126]، ولأنهم يتميزون بشِيَم الأخلاق والكرم؛ حافَظوا على هذا الأثر الديني كبنيان، لكنهم لم يكترثوا في الحفاظ عليه كرمز للتوحيد؛ حيث أحاطت به الأصنامُ من كل جانب؛ قال -تعالى-: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19].
وهنا يثور التساؤل: لمن الغلبة إذًا؟ فالفيل رمز لأقوى سلاح عسكري عند العرب قبل زمن نبوة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهذا السلاح كان يمتلِكه أشدُّ أعداء الإسلام قوة، وحقدًا عليه؛ حيث قصدوا هَدْمَ مقدساته وطَمْسَ معالم هذا الدين، وإذلال بقايا العرب أتباع الخليل إبراهيم؛ لذا جاءت سورة الفيل لتبين أنه مهما قوي أعداءُ الإسلام في السلاح، فإن الله ناصر عباده، وحافظ لمقدساته، ورادٌّ كيدَ أعدائه؛ ﴿ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64].
الآية (2) قوله -تعالى-: ﴿ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴾ [الفيل: 2]:
وهنا يَلفت القرآنُ انتباهنا إلى قضية مهمة، لماذا كادوا؟ ولماذا كان كيد أعداء الإسلام على الإسلام من قديم الأزل؟ بل إنك لتنتبهُ حين تعلم أنه سوف يستمر إلى أن تقوم الساعة، ويشهد لذلك قوله - سبحانه -: ﴿وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]، فلم تقِفْ محاولات الكيد بالمسلمين حول المسجد الحرام عند هجوم أبرهة، وإنما استمرت حتى أخرجت قريشٌ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ليفتنوهم ويصدوهم عن دينهم، وظل مُخرَجًا منها حتى رجع -صلى الله عليه وسلم- فاتحًا لها؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "لَمَّا فتَح الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم- مكةَ قام في الناس فحمِد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((إن الله حبَس عن مكةَ الفيل، وسلَّط عليها رسولَه والمؤمنين؛ فإنها لا تحِلُّ لأحد كان قبلي، وإنها أُحِلَّت لي ساعة من نهار، وإنها لا تحِلُّ لأحد بعدي، فلا يُنفَّرُ صيدُها، ولا يُختلى شَوكها، ولا تحِلُّ ساقطتها إلا لمنشد))[2]؛ أي لا يحل البدءُ بالقتال في مكة إلا مخافة أن يعتدى على من بها، وما فيها.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- أكَّد بأن هذه الحرب وذلك الكيد، لا يزال يدور بالإسلام والمسلمين، وبخاصة تلك البقعة من الأرض التي بها الكعبة، وهذا أمر - وإن لم يكُنْ مشاهَدًا بشكل مباشر - فإن ذلك من تسليم الله -تعالى- وحِفظه، لكنه لا يزال قائمًا؛ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداءَ من الأرض يُخسَفُ بأولهم وآخرهم))، قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يُخسَف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم ومَن ليس منهم؟ قال: ((يُخسَف بأولهم وآخرهم، ثم يُبعَثون على نياتهم))[3]، ولا تزال محاولاتهم مستمرةً حتى ينجحوا فعلاً في هدم الكعبة؛ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يخربُ الكعبةَ ذو السُّوَيقتين من الحبشة))[4]، وعنه -صلى الله عليه وسلم-: ((كأني به أسودُ أفحَجُ يقلَعُها حجرًا حجرًا))[5]، قال ابن بطال: "وذلك يكون في أوقات مختلفة؛ فحديث عائشة أن الجيش الذى يغزو الكعبة يُخسَف بهم هو في وقت غيرِ وقت هدم ذي السويقتين لها، ويمكن أن يكون هدمُه لها عند اقتراب الساعة، والله أعلم، ولا يدل ذلك أن الحجَّ ينقطع؛ فقد أخبر - عليه السلام - أن البيت يُحَجُّ بعد خروج يأجوجَ ومأجوج، وأن عيسى ابن مريم يحُج ويعتمر بعد ذلك"[6]؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((والذي نفسي بيده، لَيُهِلَّنَّ ابنُ مريم بفجِّ الرَّوحاء حاجًّا أو معتمرًا أو لَيَثْنِيَنَّهما))[7]، وقوله: ((أو لَيَثْنِيَنَّهما))؛ أي: يجمَعُ بين الحج والعمرة[8].
وتجدر الإشارة إلى أن الكعبة، وإن كانت رمزًا لاجتماع المسلمين، وتوحُّدِ كلمتهم، واعتصامهم بالله تعالى؛ ومن ثم اكتسبت حرمة لأجل ذلك - إلا أن الحفاظ على المسلمين أنفسهم هو أَولى من الحفاظ على الكعبة؛ فعن عبدالله بن عمر قال: رأيت رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يطوف بالكعبة ويقول: ((ما أطيَبَك وأطيبَ ريحَك! ما أعظمك وأعظمَ حرمتَك! والذي نفس محمد بيده، لَحُرمةُ المؤمن أعظمُ عند الله حرمة منك؛ ماله ودمه، وأن نظن به إلا خيرًا))[9].
الآية (3) قوله -تعالى-: ﴿ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴾ [الفيل: 3]:
يثور التساؤل عن طريقة نصر الله -تعالى- للمسلمين في قضيتهم الإسلامية، وعقيدتهم، والحفاظ على هُويتهم ومقدساتهم، وتوريث الإسلام للأجيال القادمة، هل يشترط أن ينتصر الإسلام بمعجزة؟ أم أن يجعل الله -تعالى- المسلمين سببًا لنصرة الإسلام؟! وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا إذًا أنزل الله -تعالى- الطير الأبابيل؟ أو بصيغة أخرى: متى يرسل الله -تعالى- الطير الأبابيل لينصر عبيده، ويحافظ على مقدسات المسلمين وأعراضهم من اجتياح الظالمين؟
يقول الله - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 7، 8]، إذًا الثقة في نصر الله -تعالى- مطلوبة، وتحصيل شرائط هذا النصر واجبٌ، وانتظار هذا النصر مؤكد، لكن الله - عز وجل - حينما ينزل النصر، فإنه يجعَلُه على يدِ أخلص عبيده وجنده، ولما كان العربُ قبل الإسلام في جاهلية، ولم يكن منهم أحد قد نصب نفسه مدافعًا عن هذا الدِّين، فإن الله -تعالى- استبدل الطير الأبابيل بهم؛ لتقوم بواجب الدفاع عن مقدسات هذا الدين؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "أقبل أصحاب الفيل حتى إذا دنوا من مكة، استقبلهم عبدالمطلب فقال لملكهم: ما جاء بك إلينا؟ ما عنَّاك يا ربنا؟ ألا بعثت فنأتيك بكل شيء أردت؟ فقال: أخبرتُ بهذا البيت الذي لا يدخله أحد إلا أمن، فجئت أخيف أهله، فقال: إنا نأتيك بكل شيء تريد فارجِعْ، فأبى إلا أن يدخله، وانطلق يسير نحوه، وتخلَّف عبدالمطلب فقام على جبل فقال: لا أشهد مَهلِك هذا البيت وأهله ثم قال:
اللهم إن لكل إلهٍ حلالاً فامنع حلالكْ
لا يغلبن مِحالُهم أبدًا مِحالكْ
اللهم فإن فعلتَ فأمرٌ ما بدا لكْ
فأقبلتْ مثلُ السحابة من نحو البحر حتى أظلتهم طير أبابيل، التي قال الله - عز وجل -: ﴿ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الفيل: 4]، قال: فجعل الفيل يعج عجًّا، فجعلهم كعصفٍ مأكول"[10].
ولذلك يمكن القولُ بأنه حين يُقبِل المسلمون على الله -تعالى- ليعبدوه بإخلاص، وإذا ما تحقق فيهم شرائط الاستخلاف في الأرض، فإنه سوف يستخدمهم الله -تعالى- لنصرة هذا الدين؛ يقول - سبحانه -: ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38]، أما إذا تولى المسلمون عن نصرة هذا الدِّين، فإن الله -تعالى- سوف يدافع عن دينه وعن مقدساته بذلك الطير الأبابيل، فنصرُ الله آتٍ لا محالة، سواء بأيدينا أو بأيدي غيرنا، وإنما الذي يجب أن نشغل أنفسنا به هو من يساهم في شرف هذا النصر، ويستحق أن يكون مثل هذه الطير الأبابيل في يوم من الأيام.
الآية (4) قوله -تعالى-: ﴿ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ [الفيل: 4]:
نتعلم من هذه الآية أن المعجزات لكي تتحقق على أرض الدنيا لا بد وأن تتحقق بقوانين الدنيا التي سنَّها الله تعالى، بمعنى أنه لا بد للأسباب التي خلقها الله -تعالى- أن تؤدي وظيفتها؛ فهلاك أبرهة ليس بعييٍّ على الله -تعالى- دون حاجة إلى إلقاء حجارة، ولكن الله -تعالى- أرادت مشيئته أن يكون هلاكه عليها كتفعيل لأسباب الدنيا، حتى ولو كنا بصدد معجزة ربانية؛ وذلك ليتعلم المسلم وجوب أن يأخذ بالأسباب الشرعية في التماس النصر، ولا يرتكن على الإيمان بالله -تعالى- المجرد من العمل؛ فالإيمان قول وعمل، ومن العمل: الإعداد للجهاد؛ يقول - سبحانه -: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ﴾ [الأنفال: 60]، والمقصد هو بذل ما في الوُسع والاستطاعة، فعلى المرء أن يبذل كل ما في استطاعته لهذه المواجهة، لا أن يواجه ودون أن يبذل بعدُ كلَّ ما في استطاعته؛ حيث يكون التوكل على الله بعد صدق الإيمان بالعمل والإعداد للجهاد.
كما نفهم من السياق كيف أن الأسلحة التي تنفع المؤمنين قد تكون أسلحةً تصغُر في نظر الكثير منا، إلا أنها عند الله -تعالى- أسلحة فتاكة، لها تأثير مدمر أشد من تأثير أقوى سلاح عسكري في يد أعداء الإسلام والمسلمين؛ فجنود الله -تعالى- كل ما خلقه من صغير وكبير، معلوم لنا وغير معلوم، فلا يقيس المسلمون قوتهم بأسلحتهم الصغيرة التي في أيديهم، وإنما بعون الله -تعالى- لهم؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي: ((ناوِلْني كفًّا من حصباءَ))، فناوَله فرمى به وجوه القوم فما بقي أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء، فنزلت: ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 17][11].
الآية (5) قوله -تعالى-: ﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 5]:
العصف هو التِّبن، وقشور النباتات؛ لقوله -تعالى-: ﴿ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴾ [الرحمن: 12]؛ لأنه تعصِفُ به الريح عند الذرِّ فتفرِّقه عن الحَب[12]، وتشبيههم بالعصف كناية عن شدة التدمير الذي لحق بهم، فلم يَبْقَ منهم غيرُ الفُتات، وفي ذلك إشارة ربانية إلى استمرار الحياة على الأرض حتى بعد هلاك الظالمين والمفسدين، إلى أن يقضيَ الله أمرًا كان مفعولاً، فهذا العصف لا تزالُ له وظيفة، ألا وهي أن يكون طعامًا مأكولاً للدواب والحيوانات، ومن ثم تستمرُّ الحياة حتى بعد الهلاك؛ يقول - سبحانه -: ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16].
[1] قال ابن إسحاق - السيرة النبوية لابن هشام ص 42 -: "أقام أرياط بأرض اليمن سنين في سلطانه ذلك، ثم نازَعه في أمر الحبشة باليمن أبرهةُ الحبشي - وكان في جنده - حتى تفرَّقت الحبشة عليهما، فانحاز إلى كل واحد منهما طائفةٌ منهم، ثم سار أحدهما إلى الآخر، فلما تقارَب الناس، أرسل أبرهة إلى أرياط: إنك لا تصنع بأن تلقى الحبشة بعضها ببعض حتى تفنيها شيئًا، فابرُز إلي وأبرز إليك، فأينا أصاب صاحبه انصرف إليه جنده، فأرسل إليه أرياط: أنصفتَ، فخرج إليه أبرهة، فرفع أرياط الحربة فضرَب أبرهة، فوقعت الحربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه وأنفه وعينه وشفته، فبذلك سمي أبرهة الأشرم، وحمل عتودة على أرياط من خلف أبرهة فقتله، وانصرف جند أرياط إلى أبرهة، فاجتمعت عليه الحبشة باليمن وودَى أبرهةُ أرياط" .
[2] رواه البخاري، ج8 ص 293، رقم 2254.
[3] رواه البخاري ج 7، ص 314، رقم 1975.
[4] رواه البخاري ج 6، ص 6، رقم 1488.
[5] رواه البخاري ج6، ص 12، رقم 1492.
[6] شرح صحيح البخاري لابن بطال، ج4، ص 278.
[7] رواه مسلم ج6، ص 319، رقم 2196.
[8] أبو الفرج عبدالرحمن بن الجوزي، كشف المشكل من حديث الصحيحين، ج1 ص 1039.
[9] رواه ابن ماجه ج11، ص 418، رقم 3922، وصححه الألباني، السلسلة الصحيحة، المجلدات الكاملة، ج14 ص 33، رقم 3420.
وقال: (وقد كنتُ ضعَّفت حديث ابن ماجه هذا في بعض تخريجاتي وتعليقاتي قبل أن يطبع "شعب الإيمان"، فلما وقفتُ على إسناده فيه، وتبينت حُسنه، بادرتُ إلى تخريجه هنا تبرئةً للذمة، ونصحًا للأمة داعيًا: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]، وبناءً عليه، يُنقَل الحديث من "ضعيف الجامع الصغير" و"ضعيف سنن ابن ماجه" إلى "صحيحيهما").
[10] رواه الحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ج 2 ص 583، رقم 3974، وعلق عليه الذهبي في التلخيص وقال: حديث صحيح.
[11] رواه الطبراني في المعجم الكبير، ج11 ص 285، رقم 11776.
[12] التفسير الكبير؛ للإمام فخر الدين الرازي.
د. أحمد مصطفى نصير

мя Зάмояч
03-18-2022, 09:55 AM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

الدكتور على حسن
03-18-2022, 04:28 PM
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
:rose::64::rose:

- سمَـا.
03-18-2022, 04:43 PM
-










اسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك
وَ يجعل الفردوس الأعلى سكنك
تقديري :20:.

شموخ الغلا
03-18-2022, 04:57 PM
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طَرْحِكْ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
دمتِ. .

:x37:

عاشق الغيم
03-18-2022, 06:08 PM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

Şøķåŕą
03-18-2022, 10:22 PM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

بنت الشام
03-19-2022, 12:48 PM
جزاك الله خير الجزاء*
وجعله في ميزان حسناتك
لروحك السعاده

نور القمر
03-19-2022, 10:48 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

♡ Šąɱąя ♡
03-20-2022, 03:56 AM
جزاك الله خيراا

خالد الشاعر
03-20-2022, 05:07 PM
جزاك الله خير الجزاء
جعل يومك نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالك
دام لنا عطائك

اميرة الصمت
03-20-2022, 06:29 PM
جزَآك آللَه كل خَيِرا علىَ طرحكَ آلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله:rose:

سمارا
03-20-2022, 09:56 PM
تسلم الأيادي على ما قدمت
ننتظر جديدك بكل شوق
تقبل مني أعطر التحايا

سمأأأأأرا

إميلي.
03-21-2022, 03:09 AM
جَلبَ ممُيَّز جِدَاً
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك

رحيل
03-27-2022, 09:06 AM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

غـُـلايےّ
08-14-2022, 10:10 AM
_






سَلِمت الأنَامِل المُتألِقة لِروعَة طَرحهَا
دَام الجُهُود المُميزَة والعَطاء المُتوَاصل
لا خُلينا مِنك https://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (8).png.

رحيل
04-16-2023, 06:41 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

Şøķåŕą
03-30-2024, 12:11 AM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير