المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب ...}


- سمَـا.
03-19-2022, 02:21 PM
تفسير قوله تعالى:
﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾
قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 115].
قوله: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ﴾ الواو: استئنافية، "لله": جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم، واللام للملك
وقدم الخبر؛ لإفادة الاختصاص، أي: ولله سبحانه وتعالى خاصة ملك المشرق والمغرب.
﴿ الْمَشْرِقُ ﴾: مكان شروق الشمس والقمر والنجوم.
﴿ وَالْمَغْرِبُ ﴾: مكان غروب الشمس والقمر والنجوم.
والمعنى أن له عز وجل كل شيء؛ لأن ذكر المشرق والمغرب يعني الإحاطة وشمول ملكه لجميع الآفاق- إضافة
إلى الإشارة إلى ما في المشرق والمغرب من الآيات العظيمة في كونهما محل طلوع الأنوار ومغاربها.
﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ الفاء عاطفة، و"أين": شرطية، و"ما": زائدة من حيث الإعراب، مؤكدة من حيث المعنى.
﴿ تُوَلُّوا ﴾: فعل الشرط، أي: فأينما تتوجهوا في صلاتكم ودعائكم.
﴿ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾: جواب الشرط، والفاء: رابطة لجواب الشرط؛ لأنه جملة اسمية.
﴿ فَثَمَّ ﴾ أي: فهناك، والإشارة إلى الجهة التي تولوا إليها.
أي: فتوجهكم إلى الله تعالى سواء كنتم في المشرق أو المغرب، أو غير ذلك من الجهات.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصقن قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا صلى"[1].
والمعنى: فأين ومهما توجهتم إليه من الجهات فتوجهكم إلى الله إذا كان ذلك بأمره عز وجل لكم، كما في استقبالكم الكعبة
أو استقبالها تحرياً واجتهاداً عند خفاء القبلة، أو الصلاة إلى غير الكعبة في حال تعذر استقبالها كما في حال اشتداد
القتال والمسايفة، وحال المرض ونحو ذلك، أو في صلاة التطوع في السفر على الراحلة حيثما توجهت، كما في حديث ابن عمر
- رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته
حيث كان وجهه، قال: وفيه نزلت: ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ "[2].
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 115]
أي: واسع الملك والتيسير، كما قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 115]، وقال تعالى
﴿ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [يس: 83]، وقال تعالى: ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [البقرة: 255].
واسع العلم، كما قال تعالى: ﴿ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [طه: 98]، وقال تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ﴾ [غافر: 7].
واسع المغفرة، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: 32]
وقال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].
واسع الرحمة، كما قال تعالى: ﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ ﴾ [الأنعام: 147]، وقال تعالى:
﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]، وقال تعالى: ﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ﴾ [غافر: 7].
واسع الفضل والغنى والجود والعطاء، كما قال تعالى ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130]
وقال تعالى: ﴿ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32]
وقال تعالى: ﴿ كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: 20].
واسع السمع، كما في حديث عائشة- رضي الله عنها- قالت: "الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات"[3]، وفي رواية أنها قالت: "تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء"[4].
واسع الإحاطة، كما قال تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 126].
واسع العفو، واسع الحلم، واسع الحكمة، واسع القدرة، واسع الصفات كلها، والواسع من أسماء الله عز وجل.
﴿ عَلِيمٌ ﴾ ذو علم، محيط بكل شيء كما قال تعالى: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12].

[1] أخرجه البخاري في الصلاة- حك البزاق باليد في المسجد (406)، ومسلم في المساجد
مواضع الصلاة- النهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها (547)، وأبو داود في الصلاة (479)
والنسائي في المساجد (724)، وابن ماجه في المساجد والجماعات (763).
[2] أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها- جواز صلاة النافلة على الدابة (700)، والنسائي في الصلاة (491).
[3] أخرجه البخاري معلقاً في كتاب التوحيد- باب (وكان الله سميعاً بصيراً) "فتح الباري" (13/ 372)، وأخرجه
موصولاً النسائي في الطلاق (3460)، وابن ماجه في المقدمة- باب فيما أنكرت الجهمية (188)، وأحمد (6/ 46).
[4] أخرجها الطبري في "جامع البيان" (22/ 454)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/ 3342)، والواحدي في "أسباب النزول" ص (273).

_ الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم.

إيلاَن
03-19-2022, 04:11 PM
~





يعافيك ربي على زاويتك الراقية
وشُكراً لطرحك المُميز وإختيارك الرائِع
عبق الجوري لِـ روحك .

- سمَـا.
03-19-2022, 04:16 PM
-















إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد ض2.

мя Зάмояч
03-19-2022, 07:47 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

نور القمر
03-19-2022, 10:46 PM
شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير

♡ Šąɱąя ♡
03-20-2022, 03:55 AM
جزاك الله خيراا

Şøķåŕą
03-20-2022, 05:58 AM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

خالد الشاعر
03-20-2022, 05:10 PM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

اميرة الصمت
03-20-2022, 06:35 PM
جزَآك آللَه كل خَيِرا علىَ طرحكَ آلقيَم
وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ
الفًردوسَ الأعلى
دمت بحفظ الله:rose:

عواد الهران
03-20-2022, 06:38 PM
بارك الله فيك

جزاك الله خير الجزاء,

والتميز بكمن بما نستفيد ونفيد,

وقمة التفاعل:

بالرد عليكم ,وتلقي ردودكم الكريمه.

سمارا
03-20-2022, 10:09 PM
تسلم الأيادي على ما قدمت
ننتظر جديدك بكل شوق
تقبل مني أعطر التحايا

سمأأأأأرا

إميلي.
03-21-2022, 03:08 AM
جَلبَ ممُيَّز جِدَاً
وإنتقِاءَ رآِئعْ
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك

بنت الشام
03-21-2022, 03:56 PM
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح آلرآئع والقيم وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
ودي وشذى الورد~|

بنت الشام
03-21-2022, 03:56 PM
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح آلرآئع والقيم وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران
ودي وشذى الورد~|

- سمَـا.
03-21-2022, 05:50 PM
-










ملك
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
03-21-2022, 05:50 PM
-










اميرة
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
03-21-2022, 05:50 PM
-










سمر
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
03-21-2022, 05:51 PM
-










سكرة
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
03-21-2022, 05:51 PM
-










خالد
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
03-21-2022, 05:51 PM
-










همس
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
03-21-2022, 05:51 PM
-










عواد
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
03-21-2022, 05:52 PM
-










سمارا

إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
03-21-2022, 05:52 PM
-










مون

إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا.
03-21-2022, 05:52 PM
-










بنت
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

خاطري آضمـڪ
03-27-2022, 02:13 AM
جزاك الله خير

وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله

رحيل
03-27-2022, 08:57 AM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

- سمَـا.
03-27-2022, 04:18 PM
-












إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد :20:.

Şøķåŕą
04-12-2023, 08:34 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

رحيل
04-16-2023, 06:38 PM
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما

Şøķåŕą
03-30-2024, 12:11 AM
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير