المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير سورة يس الفصل الثاني


أبو علياء
06-11-2018, 04:45 PM
http://forum.tawwat.com/images-topics/images/bas/0006.gif

الفصل الثاني
من ينتفعون بالذكر وكتابة آثار الأعمال
تفسير الآيات 10-12
وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ ،لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ ، وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ ، فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) } { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى ، وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ، وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12).
قوله تعالى: (وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )إنذارك إيّاهم وعدمه سواء ، فلا ينفعهم الإنذار بسبب العتوّ والاستكبار .
إذا لم ينذر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين كفروا فمن ينذر؟
ليس المعنى على ظاهره إنما المعنى واصل دعوتك وإنذارك للناس، وإن أصر أناس على الكفر فلا تحزن؛ لأن منهم من كتب الله أزلاً شقوتهم وشقاءهم ، فالله عز وجل أمره بأن ينذر ويبلغ ويدعو، فلما رأى أناساً مصرين معاندين مكابرين هون عليه تعالى ذلك، وقال: لا تحزن ولا تأسف عليهم، فقد كتب الله شقوتهم أزلاً.
قال تعالى: إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ [يس:11].مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ : أي اتّبع القرآن .
وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ :أي خاف عقاب الله في السرّ والعلن ، وإن لم يره .
أي:أن الذي ينتفع بالموعظة هو ذلك الإنسان المتواضع له سبحانه وتعالى، والذي يقبل كلام رب العالمين، ويعمر قلبه بما جاء به النبي صلوات الله وسلامه عليه. وقوله تعالى: (مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ)، الذكر: ما ذكرته به، وما نزل من عند الله سبحانه.
وقوله: (وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ)، الخشية: هي شدة الخوف المبني على العلمبعظمة المخشي منه والهيبة منه، قال الله تعالى: "إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَماءُ”.وبين العلم الصحيح والخشية تلازم، ولا يكون المرء عالماً حقاً حتى يكون من أهل الخشية.
والتعبير القرآني تعبير قوي، فمن المعتاد أن يقال: ويخشى الله شديد العقاب سبحانه وتعالى. لكن الله قال: (وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ)؛ لأنهم مؤمنون، فالله لا يقنطهم من رحمته، أي: أنتم تخافون من الرحمن فلكم عند الرحمن الرحمة العظيمة الواسعة.
وقوله تعالى: (فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ)أي: فبشر هؤلاء بالمغفرة من الله سبحانه وتعالى، وبشرهم بالأجر الكريم وهو الجنة العالية الغالية، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهلها.
وعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلاَّ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَلَكِنِّى سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كَانَ الْكِفْلُ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ لاَ يَتَوَرَّعُ مِنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَارًا عَلَى أَنْ يَطَأَهَا فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ أُرْعِدَتْ وَبَكَتْ فَقَالَ مَا يُبْكِيكِ أَأَكْرَهْتُكِ قَالَتْ لاَ وَلَكِنَّهُ عَمَلٌ مَا عَمِلْتُهُ قَطُّ وَمَا حملني عَلَيْهِ إِلاَّ الْحَاجَةُ فَقَالَ تَفْعَلِينَ أَنْتِ هَذَا وَمَا فَعَلْتِهِ اذهبي فهي لَكِ. وَقَالَ لاَ وَاللَّهِ لاَ أَعْصِى اللَّهَ بَعْدَهَا أَبَدًا. فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَأَصْبَحَ مَكْتُوبًا عَلَى بَابِهِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِلْكِفْلِ. أَخْرَجَهُ أحمد
وذكر أبو نعيم([3])أن أحمد بن يحيى ثعلب النحوي قال كنت أحب أن أرى أحمد بن حنبل فدخلت عليه فقال لي فيم تنظر فقلت في النحو والعربية والشعر قال فأنشدني فأنشدته:
إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا … فَلَا تَقُلْ خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفُلُ سَاعَةً … وَلَا أَنَّ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ يَغِيبُ
غَفَلْنَا الْعُمُرَ وَاللهِ حَتَّى تَدَارَكَتْ … عَلَيْنَا ذُنُوبٌ بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ
فَيَا لَيْتَ أَنَّ اللهَ يَغْفِرُ مَا مَضَى … وَيَأْذَنُ فِي تَوْبَاتِنَا فَنَتُوبُ
فبكى حتى سمع الجيران بكاءه.
ويقول القاسم بن محمد :كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيراً ما كان يخطر ببالي، فأقول في نفسي:بأي شيء فُضُل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة؟!إن كان ليصلي إنا لنصلي، ولئن كان يصوم إنا لنصوم، وإن كان يغزو إنا لنغزو، وإن كان يحج إنا لنحج. قال: فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ انطفأ علينا السراج، فقام بعضنا لإصلاح السراج، فكانت هُنيهة -أي: لحظة من اللحظات- ثم جاء السراج، فنظرت إلى وجهه رحمه الله تعالى وقد ابتلت لحيته من كثرة الدموع،فقلت في نفسي: بهذه الخشية فُضِّل هذا الرجل علينا، ولعله عندما فقد السراج وصار إلى الظلمة ذكر القيامة فتأثر.

ويقول الشاعر:
نوح الحمام على الغصون شجاني * * * ورأى العذول صبابتي فبكاني
إن الحمام ينوح من خوف النوى * * * وأنا أنوح مخافة الرحمن
فلإن بكيت فلا أُلام على النوى * * * ولطالما استغرقتُ في العصيان
يا ربِّ عبدك من عذابك مُشفقٌ * * * بك مُستجيرٌ من لظى النيران
فارحم تضرعه إليك وحزنهُ * * * وامنن عليه اليوم بالغفران
وحكي أن بشراً الحافي كان في زمن لهوه في داره، وعنده رفقاؤه يشربون ويطيبون. فاجتاز بهم رجل من الصالحين، فدق الباب. فخرجت إليه جارية، فقال: صاحب هذه الدار حر أو عبد؟ فقالت: بل حر!
فقال: صدقت لو كان عبداً لاستعمل أدب العبودية وترك اللهو والطرب.
فسمع بشر محاورتهما فسارع إلى الباب حافياً حاسراً وقد ولى الرجل ؛ فقال للجارية: ويحك! من كلمك على الباب؟ فأخبرته بما جرى. فقال: أي ناحية أخذ هذا الرجل؟ فقالت: كذا.
فتبعه بشر حتى لحقه، فقال له: يا سيدي! أنت الذي وقفت بالباب وخاطبت الجارية؟ قال: نعم. قال أعد عليّ الكلام ؛ فأعاده عليه؛ فمرّغ بشر خديه على الأرض وقال: بل عبد! عبد! عبد! ثم هام على وجهه حافياً حاسراً حتى عُرف بالحفاء.
فقيل له: لمَ لا تلبس نعلاً؟ قال: لأني ما صالحني مولاي إلا وأنا حاف. فلا أزول عن هذه الحال حتى الممات([4]).
قوله تعالى: ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم … )
نُحْيِي الْمَوْتَى :نبعثهم بعد الموت .
وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا :أي نكتب في اللوح المحفوظ ما أسلفوا من الأعمال الصالحة والطالحة
وَآثَارَهُمْ :ما تركوه بعدهم من الحسنات المستمرّ نفعها بعد الموت ، كالعلم النافع ، والمسجد والمشفَى والمدرسة ، أو من السيّئات كالمظالم ، والأضرار ، ونشر البدع والضلالات بين الناس .
وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ :وَكُلَّ شَيْءٍ من أعمال العباد جمعنَاه وضبطناه ، وحقيقة الإحصاء : العدّ والحساب ، وهو هنا كناية عن الإحاطةِ والضبط ، وعدم تخلُّف شَيْءٍ عن الذكر وَالتعيين ، لأنّ الإحصاء والحساب يستلزم ألاّ يفوت شيء من المحسوباتِ .
إِمَامٍ مُبِينٍ :في اللوح المحفوظ ، أو في صحائف العباد .
( إِنَّا نَحْنُ )وإذا سأل سائل عن وقت تحقيق البشارة والنذارة ؟ فالجواب : إن ربك يحيى الموتى ليجازى الكل ، ويحقق ما وعده من البشارة وضدها ، واللّه يكتب ويحصى ما قدمه الناس وما أخروه من كافة الأعمال ، وهو يكتب آثارهم ، فآثار المرء التي تبقى وتذكر بعده من خير وشر يجازى عليها عبر هنا سبحانه تبارك وتعالى بنون العظمة لبيان عظيم فعله، وأنه الله الخالق العظيم الذي يحيي الموتى بقدرته سبحانه.
قال الله تعالى: وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ [يس:12].ما يقدمه الإنسان هو ما يفعله الآن، وأثره هو ما يتركه بعد وفاته، فيظل موجوداً باقياً، كالوقف الذي يحبسه، كمبنى يبنيه ويجعله مسجداً لله سبحانه وتعالى، هذا أثر للإنسان بعد ما يموت، حيث يظل الناس يصلون في هذا المكان، فيكون هذا أثراً من آثار هذا الإنسان يكتبه الله سبحانه وتعالى، فآثار المرء تبقى وتذكر بعده بخير أو بشر، ولو سن للناس سنة شر لكانت بعده في الناس يذكرونه بها.
من آثار الخير الحسنة التي يتركها الإنسان بعد وفاته: العلم الذي يعلمه، أو النهر الذي يجريه، أو البئر يحفرها للناس، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو مسجداً بناه، أو مصحفاً ورثه، أو ترك أولاداً صالحين يدعون له، كل هذا مما يكون أثراً لهذا الإنسان ينتفع به بعد وفاته ، كما في الحديث قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ: ” إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ من عملِهِ وحسناتِه بعدَ موتِه عِلمًا علَّمَه ونشرَه وولدًا صالحًا ترَكَه ومُصحفًا ورَّثَه أو مسجِدًا بناهُ أو بيتًا لابنِ السَّبيلِ بناهُ أو نَهرًا أجراهُ أو صدَقةً أخرجَها من مالِه في صِحَّتِه وحياتِه يَلحَقُهُ من بعدِ موتِهِ” حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة

أما الإنسان الذي يسن للناس سنة شر، فيصنع للناس أشياء فيقلده الناس عليها، كإنسان ظلم نوعاً من الظلم وسنه للناس، فصار عليه الناس بعده يسنون هذا الظلم ويتبعونه ويقلدونه، كفرضه على الناس أشياء لم ينزل الله عز وجل بها من سلطان، فيأخذ بها الناس، أو يضرب الناس على أشياء لم يؤمر بها لا في كتاب الله، ولا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا مما يتركه الإنسان ويسنه ويقلده من يليه بعد ذلك، فيأخذ من الناس أموالاً بغير حق، فيقلده الناس في ذلك، فهذا من المظالم وفي الحديث :قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ: "مَن سنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسنةً، فلَه أجرُها، وأجرِ مَن عمِلَ بِها بعدَهُ، مِن غيرِ أن ينقُصَ مِن أجورِهم شيءٌ، ومَن سنَّ في الإسلامِ سَيِّئةً، كانَ علَيهِ وزرُها ، و وِزرِ مَن عمِلَ بِها من بعدِه، من غيرِ أن ينقُصَ مِن أوزارِهم شيءٌ ، (ثمَّ تلى هذِه الآيةَ : "وَنَكتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ” ، قال : فقسَمهُ بينَهُم)"أخرجه مسلم وابن أبي حاتم والزيادة التي قبل الأخيرة له، وإسنادها صحيح
كتابة آثار خطوات العباد إلى المساجد
كذلك من أثر الإنسان آثار مشيه، كما جاء عن جابر في صحيح مسلم عن النبي صلوات الله وسلامه عليه أن بني سلمة كانت بيوتهم بعيدة عن مسجد النبي صلوات الله وسلامه عليه، وخلت البقاع حول المسجد، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد؛ لأن ديارهم بعيدة، وكانوا يحضرون مع النبي صلى الله عليه وسلم جميع الصلوات، فأحبوا أن ينتقلوا قرب المسجد ليهون الأمر عليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا بني سلمة! دياركم تكتب آثاركم)، يعني: الزموا دياركم، وتكتب آثاركم، والآثار هي الخطوات التي تمشونها إلى بيت الله عز وجل، فهي تعد لكم وتؤجرون عليها.
وروى هذا الحديث الإمام أحمد بلفظ آخر من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: هممنا أن ننتقل من دورنا لقرب المسجد، فزجرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: (لا تعروا المدينة)، يعني: أطراف المدينة يكون سكانها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، وتبقى أطراف المدينة للمنافقين، ويجيء الكفار من هذه الأماكن، قال: (لا تعروا المدينة)، لا تتركوا أطراف المدينة عارية بحيث يقدم علينا أي أحد ولا ندري ما الذي يحدث فيها. قال صلى الله عليه وسلم: (لا تعروا المدينة، فإن لكم فضيلة على من عند المسجد بكل خطوة درجة).

كتابة آثار الماشين في الظلم إلى المساجد
جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح قال: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) أي: الخارجين من البيت لصلاتي الفجر والعشاء في الظلمة. فمن خرج إلى بيت الله سبحانه يبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالنور التام يوم القيامة، وهو الذي ذكره الله سبحانه بقوله: يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [الحديد:12]، فنور المؤمن يترتب على ما عاناه في الدنيا من بذل لله سبحانه، ومن صبر على الطاعة، فيؤجر الأجر العظيم عند الله سبحانه.
من كان بيته بعيداً عن المسجد لا يحزن ولكن يفرح؛ لأن خطواته مكتوبة، وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ [يس:12]. أما إذا كان بيته قريباً من المسجد فهل يبحث عن مسجد بعيد يذهب إليه حتى تكتب الآثار؟
الجواب: ليس الأمر كذلك، طالما أنك قريب من المسجد فالله عز وجل رحمك بذلك، والذي تفعله هو أن تحضر مبكراً إلى بيت الله سبحانه، وتعوض آثار غيرك بالمكث في بيت الله سبحانه وتعالى، فعندما تسمع الأذان تأتي إلى بيت الله، أو تأتي قبل الأذان بفترة، فهذا يعوض لك وتنال من صلاة الملائكة عليك: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم صل عليه. وهذا أجر عظيم. لكن أن يترك الإنسان المسجد الذي بقربه خاصة إذا كان مسجداً على السنة، ويهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويقيمون فيه سنة النبي صلى الله عليه وسلم فلا معنى أن يترك ذلك وأن يتوجه إلى مسجد بعيد مثلاً .

إحصاء أعمال العباد في اللوح المحفوظ:
قوله: وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ [يس:12]. الإمام المبين هو اللوح المحفوظ، وهو عند الله عز وجل، مكتوب فيه كل شيء. كذلك صحائف الأعمال للعباد، كل عبد صحيفته يراها يوم القيامة: ” اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا "الإسراء:14

( فِي إِمَامٍ )،صحيفة أعمال، أو اللوح المحفوظ، وهذا الإمام للإنسان يوم القيامة، أي: الكتاب الذي عند الله سبحانه وتعالى، فهو الكتاب المقتدى به، وهو حجة على العباد. قالوا أيضاً: معناه: صحائف أعمال العباد. إذاً: إِمَامٍ مُبِينٍ [يس:12]، هو اللوح المحفوظ، الذي ينسخ منه ما في أيدي الملائكة، والكتب التي يجد فيها العباد ما عملوا في الدنيا.

ما هو اللوح المحفوظ ؟
اللوح المحفوظ : كتاب كتب الله فيه مقادير الخلق قبل أن يخلقهم فكتب فيه ما هو كائن إلى يوم القيامة.
وقد ورد اللوح المحفوظ في القرآن والسنة في عدة مواضع:
(ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب)[الحج:70 ]
و(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها)الحديد: 22

وروى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين – الطويل – وفيه: "كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض”.قال الحافظ ابن حجر أن المراد بالذكر هنا: هو اللوح المحفوظ
وله تسمياتٌ عدةٌ في القرآن:
1- هو أم الكتاب.
2- وهو الذكر.
3- وهو الكتاب المكنون.
4- وهو الإمام المبين.
أولاً : أمّا كونه ( أم الكتاب )فلقول الله تعالى: "يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ " الرعد – 39 ، وقوله تعالى: " وَإِنَّهُ في أُمِّ الكتاب لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ " الزخرف – 4.
” فِي أُمِّ الْكِتَابِ ” : في اللوح المحفوظ.
قال ابن كثير ” وقوله تعالى: ” وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ” بين شرفه في الملأ الأعلى، ليشرفه ويعظمه ويطيعه أهل الأرض، فقال تعالى(وإنه ) أي: القرآن ” فِي أُمِّ الْكِتَابِ ” أي: اللوح المحفوظ، قاله ابن عباس، ومجاهد.
ثانيًا : وأما كونه (الكتاب المكنون ) فلقوله تعالى: " إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ " الواقعة (77-78).
"فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ " مصون عند اللّه في اللوح المحفوظ محفوظ من الشياطين.
وقيل: مكنون محفوظ عن الباطل.
ثالثًا : وأما كونه ( الإمام المبين ) فلقوله تعالى” وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ " .

رابعًا : وأما كونه ( الذِّكر ) فلقوله تعالى: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ " الأنبياء – 105.
الذكر هو أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ عند الله .

ما الحكمة من كتابة الله تعالى لمقادير الخلق في اللوح المحفوظ وهو لا يضل ولا ينسى ؟
أولاً:يعتقد المسلم الذي آمن بالله تعالى ربّاً أنه تبارك وتعالى الحكيم في فعله ، وشرعه ، وحُكمه , ويعتقد المسلم أنه ثمة حكَماً جليلة في أفعاله ، وتشريعاته ، منها ما يُعرف , ومنها ما استأثر الله بعلمه.
ثانياً: مما لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى علِم ما يكون من الخلق ، فكتب ذلك في اللوح المحفوظ ، فعلمه تعالى سابق على كتابته ، وقد ذكر العلماء أن القدر له أربع مراتب : العلم ، ثم الكتابة ، ثم المشيئة ، ثم الخلق .

فالمرتبة الثانية من مراتب القدَر : كتابة مقادير كل شيء ، فالمخلوقات مهما عظم شأنها ، أو دق : قد كتب الله ما يخصها في اللوح المحفوظ ، من خلق وإيجاد ونشأة وإعداد وإمداد ، إلى غير ذلك ، كما قال تعالى : ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحج/ 70 ، وقال : ( وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) النمل/ 75 ، وقال تعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) فاطر/ 11 ، والآيات في ذلك كثيرة.

وقد يقال في حكمة ذلك أمور ، منها:
1- إثبات علم الله السابق على تلك الكتابة ، وأنه علم لا يتبدل ، ولا يتغير، وهو جواب موسى عليه السلام في حواره مع فرعون حيث سأل فرعون عن القرون السابقة ما حالهم هل هم في النار أم لا ، فأجابه موسى أن علم حالهم عند الله ، وهو في اللوح المحفوظ ، وأعلمه أن وجود ذلك العلم في اللوح هو مع اتصاف ربه تعالى بالاستغناء عنه ، وأنه سبحانه لا يتصف بالنسيان ، ولا بالخطأ ، كما هو حال البشر ، قال تعالى : ( قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى . قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى ) طـه/ 51 ، 52.

2- تطمين العبد المسلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه ،ففيه التسليم لقضاء الله ، والرضى بقدره . قال الله تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) الحديد/22.
وقد أشار صحابي جليل إلى هذه الحكمة ، فعَنْ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ : قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ اكْتُبْ قَالَ رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ قَالَ اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ) يَا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي) صححه الألباني في ” صحيح أبي داود” .

3- وفيه بيان لمشيئة الله النافذة التي لا راد لها ، ولا معقب لحكمه .
وإليه الإشارة في حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ).صححه الألباني في ” صحيح الترمذي” .

4- إثبات عظيم قدرة الله ، وكماله ، وإقامة الحجة على الخلق ،ومما لا شك فيه أن كتابة مقادير الخلائق ، وصفاتها ، وأحوالها ، صغيرها وكبيرها ، رطبها ويابسها : أمر عظيم ، وقد بيَّن الله تعالى أنه عليه يسير ؛ إثباتاً لعظيم صفاته ، وكمال جلاله ، قال تعالى : ( أَلمْ تَعْلمْ أَنَّ اللهَ يَعْلمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلكَ عَلى اللهِ يَسِيرٌ ) الحج/ 70 ، وقال الله تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )الأنعام/59.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: هذه الآية العظيمة من أعظم الآيات تفصيلا لعلمه المحيط ، وأنه شامل للغيوب كلها التي يطلع منها ما شاء من خلقه ، وكثير منها طوى علمه عن الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين ، فضلا عن غيرهم من العالمين ، وأنه يعلم ما في البراري والقفار من الحيوانات والأشجار ، والرمال والحصى والتراب ، وما في البحار من حيواناتها ومعادنها وصيدها ، وغير ذلك مما تحتويه أرجاؤها ، ويشتمل عليه ماؤها.
(وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ )من أشجار البر والبحر، والبلدان والقفر، والدنيا والآخرة
{ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ }من حبوب الثمار والزروع ، وحبوب البذور التي يبذرها الخلق ؛ وبذور النوابت البرية التي ينشئ منها أصناف النباتات.
(وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ )هذا عموم بعد خصوص.
(إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )وهو اللوح المحفوظ ، قد حواها واشتمل عليها ، وبعض هذا المذكور، يبهر عقول العقلاء ، ويذهل أفئدة النبلاء ، فدل هذا على عظمة الرب العظيم وسعته في أوصافه كلها ، وأن الخلق -من أولهم إلى آخرهم- لو اجتمعوا على أن يحيطوا ببعض صفاته لم يكن لهم قدرة ولا وسع في ذلك ، فتبارك الرب العظيم ، الواسع العليم ، الحميد المجيد ، الشهيد المحيط ، وجل مِنْ إله، لا يحصي أحد ثناء عليه ، بل كما أثنى على نفسه ، وفوق ما يثني عليه عباده . فهذه الآية دلت على علمه المحيط بجميع الأشياء ، وكتابه المحيط بجميع الحوادث ” . انتهى . "تفسير السعدي” (259).

المعنى الإجمالي للآيات :
– وإنّ كثيراً من هؤلاء الكفار المعاندين يستوي تحذيرك لهم وعدم تحذيرك ، فهم لا يصدقون بالحقّ ، ولا يعملون بمقتضاه .
– ولكنّ تحذيرك ينفع من آمن بالقرآن ، واتبع ما فيه من أحكام الله تعالى ، ووعده ووعيده ، وخاف الرحمن ، دون أن يراه ، وحيث لا يراه أحد إلا الله ، فبشر هذا وأمثاله بمغفرة من الله لذنوبه ، وثواب منه عظيم في الآخرة على أعماله الصالحة .
– إنا نحن نحيي الأموات جميعاً ببعثهم ليوم القيامة ، وجمعهم للحساب ، ونكتب ما عملوا من الخير والشر ، وآثارهم التي كانوا سبباً فيها في حياتهم وبعد مماتهم من خير ، كالولد الصالح ، والعلم النافع ، والصدقة الجارية ، أو شرّ كالكفر والعصيان ، وكل شيء جمعناه وسجّلناه في كتاب واضح هو أم الكتب ومرجعها ، وهو اللوح المحفوظ . فعلى العاقل أن يحاسب نفسه ، ويستقيم على مرضاة ربّه ، ليكون قدوة للناس في الخير في حياته وبعد مماته .
الدروس والعبر :
1- لا أمل في إنذار الكفّار والمعاندين إذا سدّوا على أنفسهم منافذ الهداية ومدارك المعرفة ، ولم تتفتّح بصائرهم لرؤية الحقّ والنور الإلهيّ .
2- وإنما ينفع الإنذار من آمن بالقرآن الكريم كتاباً منزّلاً من عند الله ، واتّبع ما فيه من الحقّ ، وخشي عذاب الله وسخطه ، فله البشارة من الله تعالى بمغفرة ذنوبه ، ودخول الجنة دار النعيم والتكريم .
3- البعث حقّ ، والإيمان به واجب ، لأنّ الله تعالى قادر على كلّ شيء ، وقد أحصى الله كل شيء من أعمال العباد وضبطه في كتاب مبين

لذة مطر ..!
06-11-2018, 11:40 PM
جزاك الله خير ع طرحك /وجعله في موازين حسناتك..:34:

غـُـلايےّ
06-12-2018, 07:53 AM
طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

ريُـ‘ـُآحُـ‘ـُ آلُـ‘ـُشُـ‘ـُۅقُـ‘ـُ
06-12-2018, 05:50 PM
جزاكم ربي خير الجزاء
ونفع الله بكم وسدد خطاكم
وجعلكم من أهل جنات النعيم
اللهم آآآآمين

بــســـمۭــۃ فــجــــڕ
06-13-2018, 04:17 PM
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى
ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

نبُض جآمح ❥
06-17-2018, 06:54 PM
جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

حلوة الروح
06-18-2018, 09:12 AM
تعلمت ان كلماتكِ عذبه بآآح بها قلبكِ قبل قلمكِ
مررت من هنا فزرعت احرفي دليل شكر وأنحناء لرقي اسلووبك ِوتألق عطركِ المعطاء
(( عزيزتي ))
جميل دائمآ حرفك يحاكي النجوم في السماء
بارقة هي حرووفك تتلألأ كالنور في الظلام
لك باقآآآت من الشكر تنحني لحرفكِ الرائع !!

وووردي قبل رررردي ..


الآنـہہُــوثَـِہــهہً ♥

ٲمنِـيَــةٌ
06-20-2018, 02:24 PM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..
لِ روحك

أبو علياء
06-22-2018, 05:49 PM
لذة مطر

نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-22-2018, 05:49 PM
نبضة عشق

نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-22-2018, 05:49 PM
رياح الشوق

نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-22-2018, 05:50 PM
بسمة فجر

نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-22-2018, 05:50 PM
نبض جامح

نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-22-2018, 05:51 PM
الانوثة

نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

أبو علياء
06-22-2018, 05:51 PM
العاشقه

نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

s α м α н
06-24-2018, 02:06 AM
جزاك الله خير ع طرحك القيم
جعله في موازين حسنآتك
دمت بحفظ الرحمن

ѕнмонк
06-29-2018, 09:24 PM
جزاكَ الله خيراً
طرح قيم ومميز وأكثر من نااااافع
كل الشكر والتقدير والإحترآم لسموك
بإنتظار القادم بكل شوق وترقب
دمت بحفظ الله ورعايته

جرعة جنون
07-01-2018, 01:36 AM
جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض ..
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
وَ في ميزآن حسناتك ..
آسأل الله أنْ يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمت بحفظ الله ورعآيته ..

أبو علياء
07-05-2018, 10:24 PM
جرعة جنون

نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

شيخة رواية
09-28-2018, 11:37 AM
بارك الله تعالى فيك اخي الكريم…….وثقل ميزانك بما تفعله من
مجهود في الدعوة لدين الله تعالى
تقبل مني مرورا متواضعا
وأسأل الله تعالى أن يجازيك علي عملك هذا خير الجزاء..
لك جل تقديري واحترامي

أبو علياء
12-08-2018, 12:22 PM
شيخة رواية
نبض من الجمال يتدفق بمروركم الرائع
ابهرني حضوركم المميز
تحية معطره مغلفة بالورد
لروعة حضوركم
دمتم بود

~~~~~
أبو علياء

تذكارُ...!
01-25-2019, 10:56 AM
طرح رآقي گ روحـگ
لآعدمنا جمآل ذآئقتگ
وبآنتظار جديد آبداعكگ دائمآ
ودي لگ

أبو علياء
02-08-2019, 12:33 PM
رفيف الهوى
انرتم متصفحي بكلماتكم الجميله والرائعه
لا عدمت طلتكم العطرة
تقدير يليق بكم
ودي وعبق وردي


~~~~~~
ابو علياء

Şøķåŕą
03-10-2023, 02:00 PM
_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.

روحي تبيك
05-28-2023, 06:29 AM
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك

Şøķåŕą
09-08-2023, 04:02 PM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

كلي وهم
03-14-2024, 08:21 PM
إنُتقِآءَ يُعآنِقَ السُمآءَ تُميزِاً’..
طُرحَ رآُقيَ كـ رُقيَكّ’,.
دُمتَ نهُِراً جُآرفَاً يُروُينَآ بُروآئَعكّ’,,
,.