الدكتور على حسن
04-02-2022, 03:56 AM
حديث فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب،شيخ الأزهر الشريف حول أسماء الله الحسنى التى يتناولها فى حلقات برنامجه الرمضانى لهذا العام.
يقول الإمام: «التأمل فى أسماء الله تعالى ودعاؤه بها، والتضرع إليه بها وبصفاته العلى قد يكون هو «الأمل المتبقى» أمام المؤمنين به تعالى فى شحذ العزائم وإطالة حبل الصبر فى مواجهة متاعب الدنيا وتقلباتها بين أمن وخوف، وسلام وحروب، وفقر وغنى،وصحة ومرض،ونعم ونقم.ثم إنَّ دعاءَه تعالى بأسمائه الحسنى هو عبادة من العبادات، أمرَنا بها الله تعالى أمرًا صَريحًا فى كتابه الكريم.. وإن شِئت بُرهانًا على ذلك فتأمَّل قولَه تعالى فى سورة الأعراف: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، لتعلم أنَّ فى الآية أمرًا إلهيًّا واضحًا للمؤمنين، بأن يدعوا ربهم بأسمائه الحسنى، ويتوسلوا إليه بها فى قضاء حوائجهم، وتفريج كروبهم.
وهناك أمر آخر يغفل عنه كثير منا، حتى ممن هم على علم بموضوع الأسماء الحُسْنى، وهو أنَّ الأسماء هى «النوافذ» المعرفيَّة الوحيدة التى لولاها لما عرفنا «الله» تعالى لا ذاتًا ولا صفاتٍ ولا أفعالًا.. فأنت إذا لم تسمعْ أذناك كلماتٍ تُقْرَأ فى القرآن الكريم، الذى تعتقدُ أنه وحيٌ إلهيٌّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إذا لم تسمع أوصافًا لله -تعالي- مثل: أحد، قادر، مُريد، عليم، سميع بصير، غفَّار لطيف، ملك، سلام، مُهَيْمِن، هذه الأسماء والصفات؛ فمن أين لعقلك أن يكتسبَ عِلْمًا أو معرفةً أو تصورًا ذهنيًّا عن هذا الذى تَعبُده ولا تراه؟.
علماء التفسير قالوا فى سبب نزول قوله: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى» فى سورة الأعراف إنَّ بعضَ مُشركى مكة سَمِعَ رَجُلًا من المسلمين يقولُ فى صلاته: يا رحمنُ يا رحيمُ، فقال المشرك: أليس يَزعُم محمَّدٌ وأصحابه أنهم يعبدون ربًّا واحدًا؟ فما بال هذا يدعو ربَّين اثنين! فأنزل الله تعالى: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى» فَادْعُوهُ بِهَا. ومعنى «الحُسْنَى» مأخوذ من «الحُسن» بمعنى الجمال والبهاء؛ فهى حَسَنة فى سماعها، وحسنةٌ فى تأملها، وحسنةٌ فى شعور القلب بها.. وفى الآية دلالةٌ على أنَّ الأسماء الحُسنى لا يَتسمَّى بها على الحقيقة إلَّا الله تعالى وحدَه، وقد جاءت بأسلوبِ القصر والتحديد الذى يفهم من تقديم الخبر، فلو قال الله تعالى: الأسماء الحُسنى لله، لكان هناك مجالٌ للظن بأنها كما تكون لله تكون لغيره، أمَّا حين يقول: لله الأسماء الحسنى، بتقديم الخبر على المبتدأ فإن العربى يَفهم من هذا التقديم اختصاصَ الأسماء الحسنى بالله تعالى، وقصرَها عليه دون غيره. ومعنى قوله تعالى: «فَادْعُوهُ بِهَا»: اطلبوا منه بكلِّ اسمٍ من أسمائه ما يَليق بهذا الاسم، فتقول: يا رحيمُ ارحمنى! يا رزَّاقُ ارزقنى!، وهناك من الأسماء الحسنى أسماءٌ عامَّة مثل: مالك، وعزيز، ولطيف، يَصلح الدُّعاء بها لعامة الأمور من غير تخصيصِ مسألةٍ أو حاجةٍ بعينها.. لكن لا يجوز أن تدعو باسمٍ من هذه الأسماء بما لا يَتضمَّنه معناه أو يُضاد معناه، فلا تقول: يا رزَّاقُ اهدنى، أو: يا رحمنُ اجعل ثأرى على مَن ظلمنى.. والأنسب أن تقول: يا قويُّ يا عزيزُ، اجعل ثأرى على مَن ظلمنى.. وهكذا.
وللحديث بقية..
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــم
الدكتور علـــــى
يقول الإمام: «التأمل فى أسماء الله تعالى ودعاؤه بها، والتضرع إليه بها وبصفاته العلى قد يكون هو «الأمل المتبقى» أمام المؤمنين به تعالى فى شحذ العزائم وإطالة حبل الصبر فى مواجهة متاعب الدنيا وتقلباتها بين أمن وخوف، وسلام وحروب، وفقر وغنى،وصحة ومرض،ونعم ونقم.ثم إنَّ دعاءَه تعالى بأسمائه الحسنى هو عبادة من العبادات، أمرَنا بها الله تعالى أمرًا صَريحًا فى كتابه الكريم.. وإن شِئت بُرهانًا على ذلك فتأمَّل قولَه تعالى فى سورة الأعراف: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، لتعلم أنَّ فى الآية أمرًا إلهيًّا واضحًا للمؤمنين، بأن يدعوا ربهم بأسمائه الحسنى، ويتوسلوا إليه بها فى قضاء حوائجهم، وتفريج كروبهم.
وهناك أمر آخر يغفل عنه كثير منا، حتى ممن هم على علم بموضوع الأسماء الحُسْنى، وهو أنَّ الأسماء هى «النوافذ» المعرفيَّة الوحيدة التى لولاها لما عرفنا «الله» تعالى لا ذاتًا ولا صفاتٍ ولا أفعالًا.. فأنت إذا لم تسمعْ أذناك كلماتٍ تُقْرَأ فى القرآن الكريم، الذى تعتقدُ أنه وحيٌ إلهيٌّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إذا لم تسمع أوصافًا لله -تعالي- مثل: أحد، قادر، مُريد، عليم، سميع بصير، غفَّار لطيف، ملك، سلام، مُهَيْمِن، هذه الأسماء والصفات؛ فمن أين لعقلك أن يكتسبَ عِلْمًا أو معرفةً أو تصورًا ذهنيًّا عن هذا الذى تَعبُده ولا تراه؟.
علماء التفسير قالوا فى سبب نزول قوله: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى» فى سورة الأعراف إنَّ بعضَ مُشركى مكة سَمِعَ رَجُلًا من المسلمين يقولُ فى صلاته: يا رحمنُ يا رحيمُ، فقال المشرك: أليس يَزعُم محمَّدٌ وأصحابه أنهم يعبدون ربًّا واحدًا؟ فما بال هذا يدعو ربَّين اثنين! فأنزل الله تعالى: «وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى» فَادْعُوهُ بِهَا. ومعنى «الحُسْنَى» مأخوذ من «الحُسن» بمعنى الجمال والبهاء؛ فهى حَسَنة فى سماعها، وحسنةٌ فى تأملها، وحسنةٌ فى شعور القلب بها.. وفى الآية دلالةٌ على أنَّ الأسماء الحُسنى لا يَتسمَّى بها على الحقيقة إلَّا الله تعالى وحدَه، وقد جاءت بأسلوبِ القصر والتحديد الذى يفهم من تقديم الخبر، فلو قال الله تعالى: الأسماء الحُسنى لله، لكان هناك مجالٌ للظن بأنها كما تكون لله تكون لغيره، أمَّا حين يقول: لله الأسماء الحسنى، بتقديم الخبر على المبتدأ فإن العربى يَفهم من هذا التقديم اختصاصَ الأسماء الحسنى بالله تعالى، وقصرَها عليه دون غيره. ومعنى قوله تعالى: «فَادْعُوهُ بِهَا»: اطلبوا منه بكلِّ اسمٍ من أسمائه ما يَليق بهذا الاسم، فتقول: يا رحيمُ ارحمنى! يا رزَّاقُ ارزقنى!، وهناك من الأسماء الحسنى أسماءٌ عامَّة مثل: مالك، وعزيز، ولطيف، يَصلح الدُّعاء بها لعامة الأمور من غير تخصيصِ مسألةٍ أو حاجةٍ بعينها.. لكن لا يجوز أن تدعو باسمٍ من هذه الأسماء بما لا يَتضمَّنه معناه أو يُضاد معناه، فلا تقول: يا رزَّاقُ اهدنى، أو: يا رحمنُ اجعل ثأرى على مَن ظلمنى.. والأنسب أن تقول: يا قويُّ يا عزيزُ، اجعل ثأرى على مَن ظلمنى.. وهكذا.
وللحديث بقية..
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــم
الدكتور علـــــى