المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مختصر تفسير القرآن تدبر وعمل (سورة الفاتحة)


رحيل
04-16-2022, 12:29 PM
مختصر تفسير القرآن تدبر وعمل

(سورة الفاتحة)









خالد بن حسن بن أحمد المالكي





قال الله تعالى: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 1 - 7].

الوقفات التدبرية:
1- ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾

كأنه سبحانه يقول: يا عبادي إن كنتم تحمدون وتعظمون للكمال الذاتي والصفاتي فاحمدوني فإني أنا «الله»، وإن كان للإحسان والتربية والإنعام فإني أنا «رب العالمين»، وإن كان للرجاء والطمع في المستقبل فإني أنا «الرحمن الرحيم»، وإن كان للخوف فإني أنا «مالك يوم الدين». [الألوسي].

2- ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾.
لما كان سؤال الله الهداية إلى الصراط المستقيم أجلَّ المطالب ونيله أشرف المواهب علَّم الله عباده كيفية سؤاله، وأمرهم أن يقدموا بين يديه:
• حمده، والثناء عليه، وتمجيده.
• ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم.

فهاتان وسيلتان إلى مطلوبهم: توسل إليه بأسمائه وصفاته، وتوسل إليه بعبوديته. وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء. [ابن القيم].

3- ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾

ذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى؛ فإن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر واجتناب النواهي. [السعدي].

4- ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾

العبادة أعلى مراتب الخضوع ولا يجوز شرعًا ولا عقلا فعلها إلا لله تعالى لأنه المستحق لذلك لكونه موليا لأعظم النعم من الحياة والوجود وتوابعهما. [الألوسي].

5- ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ﴾
في قوله: ﴿ نَعْبُدُ ﴾ بنون الاستتباع إشعار بأن الصلاة بنيت على الاجتماع. [البقاعي].

6- ﴿ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ﴾
الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق؛ بل لا نسبة بينهما؛ لأنه إذا هُدي كان من المتقين، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. [ابن تيمية].

7- ﴿ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ﴾
على قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم، وعلى قدر سيره على هذا الصراط يكون سيره على ذاك الصراط؛ فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالطّرف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمرُّ كشدِّ الركاب، ومنهم من يسعى سعيًا، ومنهم من يمشي مشيًا، ومنهم من يحبو حبوًا، ومنهم المخدوش المسلَّم، ومنهم المكدوس في النار، فلينظر العبد سيره على ذلك الصراط من سيره على هذا؛ حذو القُذَّة بالقُذَّة جزاءً وفاقًا؛ ﴿ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النمل: 90]. [ابن القيم].

التوجيهات:
1- لن تعبد الله حق العبادة حتى يعينك الله على ذلك، ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾.

2- الحذر من اتباع منهج اليهود: (تقديم الهوى على الشرع) ﴿ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ﴾ ومن اتباع منهج النصارى: (العبادة بالبدعة والجهل)، ﴿ وَلَا ٱلضَّالِّينَ ﴾.

العمل بالآيات:
1- ادع الله، وابدأ الدعاء بالحمد والثناء عليه سبحانه كما ابتدأت سورة الفاتحة، ثم اسأله ما تريد كما ختمت السورة، ﴿ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ ﴾، ﴿ ٱهْدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ ﴾.

2- سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن وأكثر سورة تقرأها، فأكثر من تدبر آياتها، ﴿ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ * ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ ﴾، الآيات ... إلى آخر السورة.

3- حدد مجموعة من أهل الخير والصلاح وأكثر من مصاحبتهم ومجالستهم، ﴿ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾

معاني الكلمات:
﴿ بِسْمِ اللَّهِ ﴾ أَيْ: أَبْتَدِئُ قِرَاءَتِي مُسْتَعِينًا بِاسْمِ اللهِ.
﴿ الرَّحْمَانِ ﴾ الَّذِي وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ جَمِيعَ الْخَلْقِ.
﴿ الرَّحِيمِ ﴾ الَّذِي يَرْحَمُ الْمُؤْمِنِينَ.
﴿ رَبِّ ﴾ الرَّبُّ: الْمُرَبِّي لِخَلْقِهِ بِنِعَمِهِ.
﴿ الْعَالَمِينَ ﴾ كُلِّ مَنْ سِوَى اللهِ تَعَالَى.
﴿ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ يَوْمِ الْجَزَاءِ وَالْحِسَابِ.
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ لاَ نَعْبُدُ إِلاَّ أَنْتَ.
﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ لاَ نَسْتَعِينُ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِنَا إِلاَّ بِكَ.
﴿ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ الطَّرِيقَ الَّذِي لاَ عِوَجَ فِيهِ؛ وَهُوَ الإِسْلاَمُ.
﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ ﴾ الْيَهُودِ، وَمَنْ شَابَهَهُمْ فِي تَرْكِ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ.
﴿ الضَّالِّينَ ﴾ النَّصَارَى، وَمَنْ شَابَهَهُمْ فِي الْعَمَلِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.

رحيل
04-16-2022, 12:29 PM
مختصر تفسير القرآن تدبر وعمل لسورة البقرة (1-5)
خالد بن حسن بن أحمد المالكي



قال الله تعالى: ï´؟ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [البقرة: 1 - 5].

الوقفات التدبرية:
ظ،- ï´؟ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ï´¾
إنما ذُكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثلِه، هذا مع أنه مركَّب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها... ولهذا كل سورة افتُتحت بالحروف فلا بد أن يُذكر فيها الانتصار للقرآن، وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء. [ابن كثير].

ظ¢- ï´؟ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ï´¾
لم يقل: هدًى للمصلحة الفلانية، ولا للشيء الفلاني؛ لإرادة العموم، وأنه هدى لجميع مصالح الدارينِ؛ فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية، ومُبَيِّن للحق من الباطل، والصحيح من الضعيف، ومبيِّن لهم كيف يسلكون الطرقَ النافعة لهم في دنياهم وأُخراهم. [السعدي].

ظ£- ï´؟ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ï´¾
لم يقل: يفعلون الصلاة، أو يأتون بالصلاة؛ لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة؛ فإقامة الصلاة: إقامتها ظاهرًا بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها، وإقامتُها باطنًا بإقامة روحها؛ وهو حضور القلب فيها، وتدبُّرُ ما يقوله ويفعله منها. [السعدي].

ظ¤- ï´؟ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ï´¾
وأتى بـ ï´؟منï´¾ الدالةِ على التبعيض؛ لينبِّهَهم أنه لم يرد منهم إلا جزءًا يسيرًا من أموالهم، غير ضارٍّ لهم، ولا مثقل، بل ينتفعون هم بإنفاقه، وينتفع به إخوانهم، وفي قوله: ï´؟رَزَقْنَاهُمْï´¾ إشارة إلى أن هذه الأموالَ التي بين أيديكم، ليست حاصلة بقوَّتِكم وملككم، وإنما هي رزق الله الذي خوَّلكم، وأنعم به عليكم؛ فكما أنعم عليكم وفضَّلكم على كثير من عباده، فاشكُروه بإخراج بعضِ ما أنعم به عليكم. [السعدي].

ظ¥- ï´؟ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ï´¾
وجهُ ترتُّبِ الإنفاق على الإيمان بالغيب أن المدد غيب؛ لأن الإنسان لما كان لا يطلع على جميع رزقه، كان رزقه غيبًا، فاذا أيقن بالخلف جاد بالعطيَّة، فمتى أمد بالأرزاق تمت خلافته، وعظم فيها سلطانه، وانفتح له باب إمدادٍ برزق أعلى وأكمل من الأول. [البقاعي].

ظ¦- ï´؟ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ï´¾
اليقين أعلى درجات العلم؛ وهو الذي لا يمكن أن يدخله شكٌّ بوجه. [ابن عطية].

التوجيهات:
ظ،- من أسباب حصول الهداية بالقرآن تقوى الله تعالى، فقدِّم دائمًا مرادَ الله على هوى نفسك، ï´؟ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [البقرة: 2].

ظ¢- سعادتُك بالفلاح، والفلاحُ لا يناله إلا مَن اتصف بهذه الصفات، ï´؟ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ï´¾ [البقرة: 3 - 5].

ظ£- من أهمِّ صفات المؤمنين: ثباتُهم على إيمانهم في حال الغيب وحال الشهادة، ومراقبتهم لله على كل الأحوال، ï´؟ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ï´¾ [البقرة: 3].

العمل بالآيات:
ظ،- مبنى التقوى على مخالفة شرع الله لهوى نفسك اختبارًا لإيمانك، فحدِّد أمرًا في حياتك ترى أنك تقدِّم فيه هوى نفسك على شرع الله سبحانه وتَراجَع عنه مستغفرًا ربَّك، ï´؟ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [البقرة: 2].


ظ¢- حاسِبْ نفسك في أمر الصلاة، وتفقَّد اليوم جوانب التقصير فيها فكمِّله، وأقمه على الوجه المطلوب شرعًا، ï´؟ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ï´¾ [البقرة: 3].

ظ£- اختبر إيمانك باليوم الآخر ويقينَك به بالإنفاق اليوم من مال الله الذي آتاك، موقنًا أن الله تعالى سيخلفه عليك في الدنيا والآخرة، ï´؟ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ï´¾ [البقرة: 3].


معاني الكلمات:
ï´؟المï´¾: هَذَا الْقُرْآنُ مُؤَلَّفٌ مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ، وَلَا يَسْتَطِيعُونَ الإِتْيَانَ بِمِثْلِهِ.

ï´؟لِلْمُتَّقِينَï´¾: مَنْ جَعَلُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَذَابِ اللهِ وِقَايَةً بِفِعْلِ الأَوَامِرِ وَتَرْكِ النَّوَاهِي.

رحيل
04-16-2022, 12:30 PM
مختصر تفسير القرآن تدبر وعمل لسورة البقرة (1-5)
خالد بن حسن بن أحمد المالكي



قال الله تعالى: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 1 - 5].

الوقفات التدبرية:
١- ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾
إنما ذُكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثلِه، هذا مع أنه مركَّب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها... ولهذا كل سورة افتُتحت بالحروف فلا بد أن يُذكر فيها الانتصار للقرآن، وبيان إعجازه وعظمته، وهذا معلوم بالاستقراء. [ابن كثير].

٢- ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾
لم يقل: هدًى للمصلحة الفلانية، ولا للشيء الفلاني؛ لإرادة العموم، وأنه هدى لجميع مصالح الدارينِ؛ فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية، ومُبَيِّن للحق من الباطل، والصحيح من الضعيف، ومبيِّن لهم كيف يسلكون الطرقَ النافعة لهم في دنياهم وأُخراهم. [السعدي].

٣- ﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾
لم يقل: يفعلون الصلاة، أو يأتون بالصلاة؛ لأنه لا يكفي فيها مجرد الإتيان بصورتها الظاهرة؛ فإقامة الصلاة: إقامتها ظاهرًا بإتمام أركانها وواجباتها وشروطها، وإقامتُها باطنًا بإقامة روحها؛ وهو حضور القلب فيها، وتدبُّرُ ما يقوله ويفعله منها. [السعدي].

٤- ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾
وأتى بـ ﴿من﴾ الدالةِ على التبعيض؛ لينبِّهَهم أنه لم يرد منهم إلا جزءًا يسيرًا من أموالهم، غير ضارٍّ لهم، ولا مثقل، بل ينتفعون هم بإنفاقه، وينتفع به إخوانهم، وفي قوله: ﴿رَزَقْنَاهُمْ﴾ إشارة إلى أن هذه الأموالَ التي بين أيديكم، ليست حاصلة بقوَّتِكم وملككم، وإنما هي رزق الله الذي خوَّلكم، وأنعم به عليكم؛ فكما أنعم عليكم وفضَّلكم على كثير من عباده، فاشكُروه بإخراج بعضِ ما أنعم به عليكم. [السعدي].

٥- ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾
وجهُ ترتُّبِ الإنفاق على الإيمان بالغيب أن المدد غيب؛ لأن الإنسان لما كان لا يطلع على جميع رزقه، كان رزقه غيبًا، فاذا أيقن بالخلف جاد بالعطيَّة، فمتى أمد بالأرزاق تمت خلافته، وعظم فيها سلطانه، وانفتح له باب إمدادٍ برزق أعلى وأكمل من الأول. [البقاعي].

٦- ﴿ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴾
اليقين أعلى درجات العلم؛ وهو الذي لا يمكن أن يدخله شكٌّ بوجه. [ابن عطية].

التوجيهات:
١- من أسباب حصول الهداية بالقرآن تقوى الله تعالى، فقدِّم دائمًا مرادَ الله على هوى نفسك، ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2].

٢- سعادتُك بالفلاح، والفلاحُ لا يناله إلا مَن اتصف بهذه الصفات، ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 3 - 5].

٣- من أهمِّ صفات المؤمنين: ثباتُهم على إيمانهم في حال الغيب وحال الشهادة، ومراقبتهم لله على كل الأحوال، ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾ [البقرة: 3].

العمل بالآيات:
١- مبنى التقوى على مخالفة شرع الله لهوى نفسك اختبارًا لإيمانك، فحدِّد أمرًا في حياتك ترى أنك تقدِّم فيه هوى نفسك على شرع الله سبحانه وتَراجَع عنه مستغفرًا ربَّك، ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [البقرة: 2].


٢- حاسِبْ نفسك في أمر الصلاة، وتفقَّد اليوم جوانب التقصير فيها فكمِّله، وأقمه على الوجه المطلوب شرعًا، ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 3].

٣- اختبر إيمانك باليوم الآخر ويقينَك به بالإنفاق اليوم من مال الله الذي آتاك، موقنًا أن الله تعالى سيخلفه عليك في الدنيا والآخرة، ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3].


معاني الكلمات:
﴿الم﴾: هَذَا الْقُرْآنُ مُؤَلَّفٌ مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ، وَلَا يَسْتَطِيعُونَ الإِتْيَانَ بِمِثْلِهِ.

﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾: مَنْ جَعَلُوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَذَابِ اللهِ وِقَايَةً بِفِعْلِ الأَوَامِرِ وَتَرْكِ النَّوَاهِي.

بنت الشام
04-16-2022, 02:33 PM
جزَآك آللَه خَيِرآ علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم
وًجعلهآ فيِ ميِزآن حسًنآتكْ
وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى ًمِن الجنـَه
حَمآك آلرحمَن ,,~

رحيل
04-16-2022, 05:25 PM
جزاكم الله خيرا :rx:

خالد الشاعر
04-16-2022, 06:34 PM
جزاكى الله خير الجزاء
جعل يومكِ نوراً وَسروراً
وجبال من الحسنات تعآنقها بحورا
جعلها الله فى ميزان اعمالكِ
دام لنا عطائكِ

♡ Šąɱąя ♡
04-16-2022, 08:32 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه
وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم
لكم مني ارق المنى
وخالص التقدير والاحترام

Şøķåŕą
04-17-2022, 09:47 AM
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

إيلين
04-17-2022, 11:21 AM
طرح رائع ومفعم بالجمال والرقي..
يعطيك العافيه على هذا الطرح..
وسلمت اناملك المتألقه لروعة طرحها..
تقديري لك..

غـُـلايےّ
10-09-2022, 10:45 AM
شكرا ولا تكفي لما يبذل من جهود راقية
وماننحرم من فيض عطائك وإبداعك
https://lyaly-alomr.com/vb/images/smilies/arabchathearts.gif تحياتي https://lyaly-alomr.com/vb/images/smilies/arabchathearts.gif

Şøķåŕą
11-02-2022, 05:10 PM
جزاك الله
كل خير
وبارك الله فيكم