ѕнмонк
05-17-2017, 01:36 AM
غالباً ما يربط القائمون على الفضائيات الإسلامية بين مسألة الرغبة في الحفاظ على الهوية وتخليصها من الشوائب ومسألة إطلاق هذه القنوات، فالهوية حاضرة بمركزية في قائمة الأهداف، وهي مكون أساسي عام وحاكم تتحرك الجهود في إطاره.
غير أن هذا الهدف المصيري والنبيل والوجودي غالباً ما يشوبه خلل خطير إذا ما انبنى على رؤية تحنط الهوية وتحولها الى مفهوم جامد معزول عن محيطه، بفعل انعدام وجود فهم عميق لهذا المفهوم الإشكالي، ووجود قصور في إدراك انعكاساتها على حياة الناس في ظل عصر الاتصالات والتحولات الثقافية والدينية والاقتصادية هذا من جانب، وللاختلافات الكبيرة في الخطابات الإسلامية الحاملة لهذا المفهوم والمتعصبة له، وهو ما تنجم عنه صراعات وأزمات داخلية بعضها ثائر وبائن ويمكن ملاحظته وتتبعه والإمساك به، وما العنف والحروب والصراعات الدينية في المنطقة غير جزء منها، وبعضها ساكن تحت الرماد ستظهر تبعاته ونتائجه في جولات قادمة وتعبيرات مختلفة.
هناك بديهية تفرض نفسها غداة الحديث عن ثنائية الهوية والفضائيات الإسلامية، ومفادها أن العدد الضخم من هذه الفضائيات (تجاوزت المئة، وتشهد حالياً نمواً وتزايداً) يدلل على عدم وجود خطاب إسلامي واحد، بل هناك خطابات إسلامية كثيرة، وهذا ما ينعكس مباشرة على الموقف من الهوية والتصورات المثالية والتخيلية المنسوجة حولها. فهوية القناة ذاتها جزء أصيل من موقفها من الهوية وتخيلاتها عنها، فنشاهد قناة سلفية، وأخرى إخوانية، وأخرى صوفية، ورابعة تعبر عن الإسلام الرسمي، وخامسة تقدم الإسلام الليبرالي، وسواها من أنواع القنوات الإسلامية التي تتفاوت في تشددها أو انفتاحها تجاه موضوع الهوية، كما تتفاوت في أشكالها وإمكاناتها المادية وتخصصها وما تسمح به وما لا تسمح به وكذلك الجمهور الذي تتوجه إليه وإن كانت لا تولي الأخير المكانة المستحقة.
وذلك يعني في ما يعنيه أن هناك رؤى مختلفة ومتفاوتة وربما متناقضة ومتصارعة تتعامل مع مفهوم الهوية وتتصدى لأسئلته المختلفة داخل منظومة القنوات الإسلامية تماماً كما هو الأمر في الحركات الإسلامية. وهو أمر يبدو للوهلة الأولى إيجابياً ومفيداً ويحقق حالة من الثراء والتنوع والتكامل، لكن الحكم على ذلك يتطلب الإجابة عن مجموعة من الأسئلة: ما طبيعة رؤية هذه الخطابات لنفسها ووعيها بذاتها وبرسالة الإسلام وانعكاس ذلك على مكونات الهوية المتخيلة في خطابها؟ ما طبيعة العلاقة بين هذه الخطابات وما مواقفها من بعضها بعضاً، هل تقوم على التصارع والتنافر أم على التكامل والتعاون؟ وما انعكاس هذه العلاقة على المجتمع بمختلف مكوناته وخلاياه ومذاهبه وتياراته الذي يعتبر مستهلكاً جيداً ومتلهفاً ومعبئاً ومجنداً لكل ما تبثه هذه القنوات، وكل حسب القناة التي يؤيد ويشاهد؟ هذه أسئلة يجب ان تسبق موضوع الهوية الإسلامية وموقفها من الآخر، فهي الأهم، لكونها تحكم العلاقات في كل ما يتبعها.
غير أن هذا الهدف المصيري والنبيل والوجودي غالباً ما يشوبه خلل خطير إذا ما انبنى على رؤية تحنط الهوية وتحولها الى مفهوم جامد معزول عن محيطه، بفعل انعدام وجود فهم عميق لهذا المفهوم الإشكالي، ووجود قصور في إدراك انعكاساتها على حياة الناس في ظل عصر الاتصالات والتحولات الثقافية والدينية والاقتصادية هذا من جانب، وللاختلافات الكبيرة في الخطابات الإسلامية الحاملة لهذا المفهوم والمتعصبة له، وهو ما تنجم عنه صراعات وأزمات داخلية بعضها ثائر وبائن ويمكن ملاحظته وتتبعه والإمساك به، وما العنف والحروب والصراعات الدينية في المنطقة غير جزء منها، وبعضها ساكن تحت الرماد ستظهر تبعاته ونتائجه في جولات قادمة وتعبيرات مختلفة.
هناك بديهية تفرض نفسها غداة الحديث عن ثنائية الهوية والفضائيات الإسلامية، ومفادها أن العدد الضخم من هذه الفضائيات (تجاوزت المئة، وتشهد حالياً نمواً وتزايداً) يدلل على عدم وجود خطاب إسلامي واحد، بل هناك خطابات إسلامية كثيرة، وهذا ما ينعكس مباشرة على الموقف من الهوية والتصورات المثالية والتخيلية المنسوجة حولها. فهوية القناة ذاتها جزء أصيل من موقفها من الهوية وتخيلاتها عنها، فنشاهد قناة سلفية، وأخرى إخوانية، وأخرى صوفية، ورابعة تعبر عن الإسلام الرسمي، وخامسة تقدم الإسلام الليبرالي، وسواها من أنواع القنوات الإسلامية التي تتفاوت في تشددها أو انفتاحها تجاه موضوع الهوية، كما تتفاوت في أشكالها وإمكاناتها المادية وتخصصها وما تسمح به وما لا تسمح به وكذلك الجمهور الذي تتوجه إليه وإن كانت لا تولي الأخير المكانة المستحقة.
وذلك يعني في ما يعنيه أن هناك رؤى مختلفة ومتفاوتة وربما متناقضة ومتصارعة تتعامل مع مفهوم الهوية وتتصدى لأسئلته المختلفة داخل منظومة القنوات الإسلامية تماماً كما هو الأمر في الحركات الإسلامية. وهو أمر يبدو للوهلة الأولى إيجابياً ومفيداً ويحقق حالة من الثراء والتنوع والتكامل، لكن الحكم على ذلك يتطلب الإجابة عن مجموعة من الأسئلة: ما طبيعة رؤية هذه الخطابات لنفسها ووعيها بذاتها وبرسالة الإسلام وانعكاس ذلك على مكونات الهوية المتخيلة في خطابها؟ ما طبيعة العلاقة بين هذه الخطابات وما مواقفها من بعضها بعضاً، هل تقوم على التصارع والتنافر أم على التكامل والتعاون؟ وما انعكاس هذه العلاقة على المجتمع بمختلف مكوناته وخلاياه ومذاهبه وتياراته الذي يعتبر مستهلكاً جيداً ومتلهفاً ومعبئاً ومجنداً لكل ما تبثه هذه القنوات، وكل حسب القناة التي يؤيد ويشاهد؟ هذه أسئلة يجب ان تسبق موضوع الهوية الإسلامية وموقفها من الآخر، فهي الأهم، لكونها تحكم العلاقات في كل ما يتبعها.