شيخة رواية
12-19-2018, 10:00 AM
على الجبهة المعاني تختلف، والنفس تبدل أولوياتها، فلا شيء يعلو على صوت الوطن والواجب والحق وهدف النصر، وكل شيء في الحياة يمكن أن يؤجل حتى تنتهي تلك المهمة، ويصل الركب إلى مناطق الأمن والعزة..
كثيرون منا لا يتصورون ما معنى أن يكون أحد رجالنا البواسل على الجبهة. ولعلنا هنا أن نتبين القليل من بعض كثير مما يعيشه الجندي المقاتل.
ليس كثيراً على هذا الإنسان الغني بكل معاني الرجولة أن يفتح عين الحرص فجراً لينضم إلى صفوف المصلين، وهو يحمد الله أن هيأ له ساعات نوم بسيطة، بالتبادل مع إخوان له في المرابطة، وأعين في المراقبة، وصدور مصفحة باليقين، وقبعات حرص لا تعرف الغفلة، ليرتاح الشريك ويأمن فيما يكون على الجبهة.
يسارع مطمئناً على بقية أفراد كتيبته، ومتفانياً لإعطاء الفرصة لمن لم ينال قسطاً من الراحة، قبل أن ينطلق إلى أرض العدو، وهو يحمل قلبه على يده، مثلما يحمل سلاحه، ليحمي تاريخ ومستقبل وطنه، الأغلى بيقينه من كل عزيز.
خطة تحركاته تتجدد في كل ساعة، فلا بد من الهجوم، والتوازن مع حماية الصف، ولا بد من الحذر من توريط جزء من قوته، التي عاش بين أفرادها وقيادتها طوال أشهر مدركاً أنهم أعز أهله، وأقرب أحبته، وأنه يفتديهم بذاته.
على الجبهة المعاني تختلف، والنفس تبدل أولوياتها، فلا شيء يعلو على صوت الوطن والواجب والحق، وهدف النصر، وكل شيء في الحياة يمكن أن يؤجل، حتى تنتهي تلك المهمة، ويصل الركب إلى مناطق الأمن والعزة.
لقد ترك والدته وزوجته، وابنه الصغير أمانة عند الله في مدينة تبعد عنه مئات الكيلومترات، وهو يتمنى الاطمئنان عليهم، واحتضانهم، ومراعاتهم، ولكنه يعلم أن هنالك أولوية عظمى تصرفه حتى عن مجرد التفكير فيهم، فالجبهة لا ترضى بالشريك، وهاجس أمن الوطن يستحوذ على قلبه، فهو الحاضن الأعظم لكل أحبابه، والله هو من يرعاهم ويحميهم، ويدبر أمورهم، وما عليه هنا إلا الإخلاص في تنفيذ مهماته، والتزامه بمشاركة إخوة الجبهة في خطتهم المرسومة من قبل القيادات العليا المتناغمة، المتلاحمة، في مسار واحد، يحدد الهدف والمصير.
كل الظروف العصيبة يمكن تحملها، فلا طقس يهم، ولا جوع يؤخر الخطوات، ولا عطش يثني الروح العظيمة في نفسه، عن زيادة الإخلاص، والتفاني، والإقدام بإتقان العارف، ويد الخبير، وقلب المحب للثرى المقدس من خلفه، وكل من يسكن عليه.
النظام العسكري يلزمه بفعل كل شيء حسب ما خطط له، وما اختبره وأتقنه بروح الجماعة، ودون اختصار، أو ملل أو رعونة، لعلمه أن أي تفرد بالقرار قد يضر عموم المنظومة، فلا يستخف بدوره، ويظل في كامل يقظته، يسخر صدره فداء لكل القلوب الواثقة من خلفه.
قد يظن البعض أنه لا يحن لحبيب، ولا دنيا يصيبها، وأنه لا يتمنى ولو دقائق الخروج مما هو فيه، غير أنه بالمقابل يعلم أن مجرد التفكير بالخروج، يصبح خطراً شديداً على ذاته، وعلى كل من يعمل معه، وبالتالي خذلان قادة وطنه، من يستحقون الحب والوفاء، والتضحية، من أجل مبادئهم، التي ترسمها خطط الدولة الأبية، لتصون حدودها، وتنفذ وعودها، وتحمي إنسانها، ووجودها ورؤيتها وجيرتها.
من وقف على الجبهة ولو لساعات، يدرك حقيقة معاني الوطنية، وعشق الثرى، والولاء، وحب وافتداء وخدمة العلم والقائد، معاني قد لا يحيط بمكنونها من ينام قرير العين في بيته البعيد عن الجبهة، لأنها حالة من الحب والتضحية النادرة، بلا شروط أو حدود.
بالأمس فقد صديقه الحميم بلغم غدر جائر، وقبل أيام افتداه صدر صديقه الشهيد، وكم شاهد بعينه مناظر بشاعة الحروب، ومر بأقدامه وسط انفجارات وأشلاء بشرية، وقاد مركبته تحت قنص وابل، واستهداف لا يلين، ورغم ذلك ما يزال يحمل في جوفه عقل ومشاعر إنسان، لا يرتضى الظلم، ولا يقبل أن يفتك بإنسان بريء، أو سائمة أو طبيعة.
توازن عجيب يحياه، باجتماع كل معاني الإنسانية، في جوفه الباحث عن الفداء وردع الظلم، وتحطيم الباغي، وحماية الأرض والعرض، والمقدس، والكيان، والمبادئ.
على جبهة الحزم والعزم السعودية الصامدة في الحد الجنوبي، هنالك أشخاص عرفوا كيف يحملون على جباههم أوسمة الشرف، وأنوار الكرامة، وعزة التفاني، ولا بد لنا من شكرهم، بطبع قبلات محبة على كل جبهة.
منقول
كثيرون منا لا يتصورون ما معنى أن يكون أحد رجالنا البواسل على الجبهة. ولعلنا هنا أن نتبين القليل من بعض كثير مما يعيشه الجندي المقاتل.
ليس كثيراً على هذا الإنسان الغني بكل معاني الرجولة أن يفتح عين الحرص فجراً لينضم إلى صفوف المصلين، وهو يحمد الله أن هيأ له ساعات نوم بسيطة، بالتبادل مع إخوان له في المرابطة، وأعين في المراقبة، وصدور مصفحة باليقين، وقبعات حرص لا تعرف الغفلة، ليرتاح الشريك ويأمن فيما يكون على الجبهة.
يسارع مطمئناً على بقية أفراد كتيبته، ومتفانياً لإعطاء الفرصة لمن لم ينال قسطاً من الراحة، قبل أن ينطلق إلى أرض العدو، وهو يحمل قلبه على يده، مثلما يحمل سلاحه، ليحمي تاريخ ومستقبل وطنه، الأغلى بيقينه من كل عزيز.
خطة تحركاته تتجدد في كل ساعة، فلا بد من الهجوم، والتوازن مع حماية الصف، ولا بد من الحذر من توريط جزء من قوته، التي عاش بين أفرادها وقيادتها طوال أشهر مدركاً أنهم أعز أهله، وأقرب أحبته، وأنه يفتديهم بذاته.
على الجبهة المعاني تختلف، والنفس تبدل أولوياتها، فلا شيء يعلو على صوت الوطن والواجب والحق، وهدف النصر، وكل شيء في الحياة يمكن أن يؤجل، حتى تنتهي تلك المهمة، ويصل الركب إلى مناطق الأمن والعزة.
لقد ترك والدته وزوجته، وابنه الصغير أمانة عند الله في مدينة تبعد عنه مئات الكيلومترات، وهو يتمنى الاطمئنان عليهم، واحتضانهم، ومراعاتهم، ولكنه يعلم أن هنالك أولوية عظمى تصرفه حتى عن مجرد التفكير فيهم، فالجبهة لا ترضى بالشريك، وهاجس أمن الوطن يستحوذ على قلبه، فهو الحاضن الأعظم لكل أحبابه، والله هو من يرعاهم ويحميهم، ويدبر أمورهم، وما عليه هنا إلا الإخلاص في تنفيذ مهماته، والتزامه بمشاركة إخوة الجبهة في خطتهم المرسومة من قبل القيادات العليا المتناغمة، المتلاحمة، في مسار واحد، يحدد الهدف والمصير.
كل الظروف العصيبة يمكن تحملها، فلا طقس يهم، ولا جوع يؤخر الخطوات، ولا عطش يثني الروح العظيمة في نفسه، عن زيادة الإخلاص، والتفاني، والإقدام بإتقان العارف، ويد الخبير، وقلب المحب للثرى المقدس من خلفه، وكل من يسكن عليه.
النظام العسكري يلزمه بفعل كل شيء حسب ما خطط له، وما اختبره وأتقنه بروح الجماعة، ودون اختصار، أو ملل أو رعونة، لعلمه أن أي تفرد بالقرار قد يضر عموم المنظومة، فلا يستخف بدوره، ويظل في كامل يقظته، يسخر صدره فداء لكل القلوب الواثقة من خلفه.
قد يظن البعض أنه لا يحن لحبيب، ولا دنيا يصيبها، وأنه لا يتمنى ولو دقائق الخروج مما هو فيه، غير أنه بالمقابل يعلم أن مجرد التفكير بالخروج، يصبح خطراً شديداً على ذاته، وعلى كل من يعمل معه، وبالتالي خذلان قادة وطنه، من يستحقون الحب والوفاء، والتضحية، من أجل مبادئهم، التي ترسمها خطط الدولة الأبية، لتصون حدودها، وتنفذ وعودها، وتحمي إنسانها، ووجودها ورؤيتها وجيرتها.
من وقف على الجبهة ولو لساعات، يدرك حقيقة معاني الوطنية، وعشق الثرى، والولاء، وحب وافتداء وخدمة العلم والقائد، معاني قد لا يحيط بمكنونها من ينام قرير العين في بيته البعيد عن الجبهة، لأنها حالة من الحب والتضحية النادرة، بلا شروط أو حدود.
بالأمس فقد صديقه الحميم بلغم غدر جائر، وقبل أيام افتداه صدر صديقه الشهيد، وكم شاهد بعينه مناظر بشاعة الحروب، ومر بأقدامه وسط انفجارات وأشلاء بشرية، وقاد مركبته تحت قنص وابل، واستهداف لا يلين، ورغم ذلك ما يزال يحمل في جوفه عقل ومشاعر إنسان، لا يرتضى الظلم، ولا يقبل أن يفتك بإنسان بريء، أو سائمة أو طبيعة.
توازن عجيب يحياه، باجتماع كل معاني الإنسانية، في جوفه الباحث عن الفداء وردع الظلم، وتحطيم الباغي، وحماية الأرض والعرض، والمقدس، والكيان، والمبادئ.
على جبهة الحزم والعزم السعودية الصامدة في الحد الجنوبي، هنالك أشخاص عرفوا كيف يحملون على جباههم أوسمة الشرف، وأنوار الكرامة، وعزة التفاني، ولا بد لنا من شكرهم، بطبع قبلات محبة على كل جبهة.
منقول