شيخة رواية
12-25-2018, 06:54 AM
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
صراع ثقافات أستطيع أن أطلق عليه من خلال معايشتي أثناء الأيام القليلة الماضية حدثين مهمين في العاصمة الرياض، ففي الدرعية وتحديداً على هامش بطولة «الفورمولا-إي»، كانت هناك حفلات غنائية بمسرح مكشوف لأول مرة تقريباً تكون بهذا الحجم والنوعية تقام بالرياض، وبحضور نجوم عالميين، منهم الإسباني إنريكي إجلسياس، حيث وأنت موجود بالقرب من مسرح الحفلة، تشعر وأنت تشاهد السيناريو حولك، بأنك أمام حدث يجعلك تشعر أحياناً بغربة وأنت تتابع أعمار المتفاعلين مع نجوم حفلات الفورمولا؛ حيث تجد نفسك من دون مبالغة أمام مرحلة مختلفة عمرياً وثقافياً.
تشعر بأنك في حلم أو مدينة أخرى غير الرياض التي تعرفها، النقلات السريعة التي حدثت في مجتمعنا، وفتح المجال بصورة كبيرة للفنون بعد أن كانت من المحظورات، يجعلك في لحظة مجبراً على المقارنة بين قبل وبعد، أمر صعب ومبهج ومحزن أحياناً، تتساءل: لماذا كنا مُغيبين بتلك الصورة المفجعة؟ ما العواقب الكارثية التي كنا نسمع عنها لو أقام محمد عبده أو عمرو دياب أو إنريكي وغيرهم حفلاً غنائياً بالرياض، مثلها كمثل أي مدينة أخرى؟
بين جمهور إنريكي المختلف فكراً وعمراً، كانت أيام بسيطة ليكون الحديث عن نجم من ثقافة أخرى، ثقافة ما قبل أكثر من عقدين من الزمن، ظهر الفنان الشعبي مزعل فرحان كظهور رسمي كبير لأول مرة من خلال أوبريت الجنادرية 33 مع الفنانين محمد عبده وراشد الماجد، ظهورا يعتبر حالة فريدة؛ كونه يتناول ظاهرة فنية غريبة عايشناها كأجيال، كان مزعل من دون إعلام رسمي أو ازدراء أحياناً؛ كونه يصنف مطربا شعبيا، يحقق شعبية كبيرة وجمهورا عريضا على مستوى الخليج وليس الرياض فقط، في ظل مجتمع منغلق ومحارب للفنون آنذاك، ظهور مزعل رسمياً هو في حد ذاته فرصة لدراسة نجوميته وسرها، وشاهدنا وهذا يحدث لأول مرة أن الفنانين الذين تسيدوا الساحة كراشد الماجد يعترف بأستاذية مزعل وأنه كان من جمهوره.
التناقضات الذوقية والثقافية بالمجتمع السعودي جديرة بالملاحظة بالفعل، فما بين الاحتفائية بالإسباني إنريكي بالدرعية، والشعبي مزعل فرحان بالجنادرية هناك صراع ثقافي ولدته الصحوة، جعلت في فترة من الفترات من الشيلات فنا غنائيا «حلالا» فتلوثت الذائقة، وسرقت الألحان الغنائية الشهيرة، وظهر جيل مختلف، وكنت أتوقع أن الأمر توقف هنا، إلى أن شاهدت جمهور حفلات جيسون ديرلو وإجلسياس وعمرو دياب بالدرعية.
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
صراع ثقافات أستطيع أن أطلق عليه من خلال معايشتي أثناء الأيام القليلة الماضية حدثين مهمين في العاصمة الرياض، ففي الدرعية وتحديداً على هامش بطولة «الفورمولا-إي»، كانت هناك حفلات غنائية بمسرح مكشوف لأول مرة تقريباً تكون بهذا الحجم والنوعية تقام بالرياض، وبحضور نجوم عالميين، منهم الإسباني إنريكي إجلسياس، حيث وأنت موجود بالقرب من مسرح الحفلة، تشعر وأنت تشاهد السيناريو حولك، بأنك أمام حدث يجعلك تشعر أحياناً بغربة وأنت تتابع أعمار المتفاعلين مع نجوم حفلات الفورمولا؛ حيث تجد نفسك من دون مبالغة أمام مرحلة مختلفة عمرياً وثقافياً.
تشعر بأنك في حلم أو مدينة أخرى غير الرياض التي تعرفها، النقلات السريعة التي حدثت في مجتمعنا، وفتح المجال بصورة كبيرة للفنون بعد أن كانت من المحظورات، يجعلك في لحظة مجبراً على المقارنة بين قبل وبعد، أمر صعب ومبهج ومحزن أحياناً، تتساءل: لماذا كنا مُغيبين بتلك الصورة المفجعة؟ ما العواقب الكارثية التي كنا نسمع عنها لو أقام محمد عبده أو عمرو دياب أو إنريكي وغيرهم حفلاً غنائياً بالرياض، مثلها كمثل أي مدينة أخرى؟
بين جمهور إنريكي المختلف فكراً وعمراً، كانت أيام بسيطة ليكون الحديث عن نجم من ثقافة أخرى، ثقافة ما قبل أكثر من عقدين من الزمن، ظهر الفنان الشعبي مزعل فرحان كظهور رسمي كبير لأول مرة من خلال أوبريت الجنادرية 33 مع الفنانين محمد عبده وراشد الماجد، ظهورا يعتبر حالة فريدة؛ كونه يتناول ظاهرة فنية غريبة عايشناها كأجيال، كان مزعل من دون إعلام رسمي أو ازدراء أحياناً؛ كونه يصنف مطربا شعبيا، يحقق شعبية كبيرة وجمهورا عريضا على مستوى الخليج وليس الرياض فقط، في ظل مجتمع منغلق ومحارب للفنون آنذاك، ظهور مزعل رسمياً هو في حد ذاته فرصة لدراسة نجوميته وسرها، وشاهدنا وهذا يحدث لأول مرة أن الفنانين الذين تسيدوا الساحة كراشد الماجد يعترف بأستاذية مزعل وأنه كان من جمهوره.
التناقضات الذوقية والثقافية بالمجتمع السعودي جديرة بالملاحظة بالفعل، فما بين الاحتفائية بالإسباني إنريكي بالدرعية، والشعبي مزعل فرحان بالجنادرية هناك صراع ثقافي ولدته الصحوة، جعلت في فترة من الفترات من الشيلات فنا غنائيا «حلالا» فتلوثت الذائقة، وسرقت الألحان الغنائية الشهيرة، وظهر جيل مختلف، وكنت أتوقع أن الأمر توقف هنا، إلى أن شاهدت جمهور حفلات جيسون ديرلو وإجلسياس وعمرو دياب بالدرعية.