sham
03-10-2019, 10:52 PM
أبو الفرج محمد الغساني المعروف
بـ الوأواء الدمشقي
نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْـهُ يَـدِينَ
قْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَـدِي
كأَنَّهُ طُـرْقُ نَمْـلٍ فـي أَنامِلِهـا
أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَـرَدِ
كأَنَّها خَشِيَـتْ مِـنْ نَبْـلِ مُقْلَتِهـا
فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِـنَ الـزَّرَدِ
مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّهـا شَرَكـاً
تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِـلِ الجَسَـدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِـنْ كـلِّ نَاحِيَـةٍ
وَنَبْلُ مُقْلَتِهـا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي
وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَـتْ زُبانَتُـهُ
وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
وَخَصْرُها ناحِلٌ مِثْلِي عَلـى كَفَـلٍ
مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَـت
مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْمـاً عَلـى أَحَـدِ
سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْـتَ تَعْرِفُنـا
مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَـاتَ بِالكَمَـدِ
وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَـوىً
مِنَ الغَرامِ وَلَمْ يُبْـدِئْ وَلَـمْ يُعِـدِ
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِـنْ زَلَـلٍ
إِنَّ المُحِبَّ قَلِيـلُ الصَّبْـرِ وَالجَلَـدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَـتْ فِينـا لَوَاحِظُهـا
مَا إِنْ أَرى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِـنْ قَـوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِي طَريحـاً وَهْـيَ قَائِلَـةٌ
تَأَمَّلوا كَيْفَ فِعْـلُ الظَّبْـيِ بِالأَسَـدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنـي وَمَضـى
بِاللَهِ صِفْـهُ وَلا تَنْقُـصْ وَلا تَـزِدِ
فَقَالَ أَبْصَرْتُهُ لَوْ مَـاتَ مِـنْ ظَمَـأ
وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَـرِدِ
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ
يَا بَرْدَ ذاكَ الَّذي قَالَتْ عَلَى كَبِـدِي
وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَـا
مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّـتْ يَـداً بِيَـدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤأً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَـتْ
وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَـرَدِ
وَأَنْشَـدَتْ بِلِسَـانِ الحَـالِ قَائِلـةً
مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلا مَطْـلٍ وَلا جَلَـدِ
وَاللَهِ مَا حَزِنَـتْ أُخْـتٌ لِفَقْـدِ أَخٍ
حُزْنـي عَلَيْـهِ وَلا أُمٌّ عَلَـى وَلَـدِ
فَأَسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَـلٍ
فَعِنْدَ رُؤْيَتِها لَـمْ أَسْتَطِـعْ جَلَـدِي
وَجَرَّعَتْنِي بِرِيـقٍ مِـنْ مَرَاشِفِهـا
فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي
حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ
بـ الوأواء الدمشقي
نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْـهُ يَـدِينَ
قْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَـدِي
كأَنَّهُ طُـرْقُ نَمْـلٍ فـي أَنامِلِهـا
أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَـرَدِ
كأَنَّها خَشِيَـتْ مِـنْ نَبْـلِ مُقْلَتِهـا
فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعاً مِـنَ الـزَّرَدِ
مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّهـا شَرَكـاً
تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِـلِ الجَسَـدِ
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِـنْ كـلِّ نَاحِيَـةٍ
وَنَبْلُ مُقْلَتِهـا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي
وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَـتْ زُبانَتُـهُ
وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
وَخَصْرُها ناحِلٌ مِثْلِي عَلـى كَفَـلٍ
مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَـت
مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْمـاً عَلـى أَحَـدِ
سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْـتَ تَعْرِفُنـا
مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالاً مَـاتَ بِالكَمَـدِ
وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَـوىً
مِنَ الغَرامِ وَلَمْ يُبْـدِئْ وَلَـمْ يُعِـدِ
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِـنْ زَلَـلٍ
إِنَّ المُحِبَّ قَلِيـلُ الصَّبْـرِ وَالجَلَـدِ
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَـتْ فِينـا لَوَاحِظُهـا
مَا إِنْ أَرى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِـنْ قَـوَدِ
قَدْ خَلَّفَتْنِي طَريحـاً وَهْـيَ قَائِلَـةٌ
تَأَمَّلوا كَيْفَ فِعْـلُ الظَّبْـيِ بِالأَسَـدِ
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنـي وَمَضـى
بِاللَهِ صِفْـهُ وَلا تَنْقُـصْ وَلا تَـزِدِ
فَقَالَ أَبْصَرْتُهُ لَوْ مَـاتَ مِـنْ ظَمَـأ
وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَـرِدِ
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ
يَا بَرْدَ ذاكَ الَّذي قَالَتْ عَلَى كَبِـدِي
وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَـا
مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّـتْ يَـداً بِيَـدِ
وَأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤأً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَـتْ
وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَـرَدِ
وَأَنْشَـدَتْ بِلِسَـانِ الحَـالِ قَائِلـةً
مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلا مَطْـلٍ وَلا جَلَـدِ
وَاللَهِ مَا حَزِنَـتْ أُخْـتٌ لِفَقْـدِ أَخٍ
حُزْنـي عَلَيْـهِ وَلا أُمٌّ عَلَـى وَلَـدِ
فَأَسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَـلٍ
فَعِنْدَ رُؤْيَتِها لَـمْ أَسْتَطِـعْ جَلَـدِي
وَجَرَّعَتْنِي بِرِيـقٍ مِـنْ مَرَاشِفِهـا
فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي
حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ