لَـحًـــنِ ♫
04-07-2019, 11:17 AM
القوة والإرادة
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
تعيش الأمم الإنسانية على هامش ضيق من القوة والتمكين لصقل وجودها الاجتماعي والطبيعي على سطح كوكبها الأرضي، وهي بلا شك غير قادرة على التجانس الكلي؛ وإنما حققت التقارب الجزئي، وذلك على النحو الثقافي والترابط السياسي والاقتصادي.
قبل آلاف السنين كان الإنسان مندمجاً مع الطبيعة بكل تجلياتها رغم أدواته البسيطة؛ فكان مبصراً بقلبه أكثر من عقله ولديه حدس خارق ينبئه عما سيحدث مستقبلاً، هي ليست عبارات تكهنية وإنما تجانسه الطبيعي وصفاء حياته جعلاه يدرك أشياء قبل حدوثها. لكن الثورة العقلية جعلته يتباعد عن محور الطبيعة، خاصة في عصرنا الحالي لا يتحرك ولا يسير؛ إلا وفق التقنية الجديدة من مواصلات سريعة وأجهزة ذكية تعلمه كيف يوجه بوصلته اليومية.
ومن حسن الطالع أن هذه التقنية أحدثت ثورة في التقارب الجغرافي والأممي، ولكن كما أسلفت إنها أبعدتنا عن الروح الطبيعية وفككت مجتمعاتنا الصغيرة التي كانت بالسابق تعيش تحت ظل من التراحم والتلاحم.
نعيش اليوم تحت ظلال التقنية البسيطة بالحجم والمعقدة بجزئياتها الصغيرة، لقد جمعتنا ولكن في عالمٍ افتراضي ووهمي لا روح له ولا جوهر من هذا المنطلق نفتقد للقوة التي مهما حاولنا لن نصل إليها؛ بسبب قوة وسيطرة التقنية علينا. فالمجتمعات الصغيرة في السابق كانت تتميز بالقوة والصبر والتحمل والاستقلال؛ وهي صفات الكائن الطبيعي المتجذر من رحم الطبيعة ومن كل ظروفها الفيزيقية.
هي ليست دعوة للتشاؤم ونبذ التقنية، وإنما إعطاء مساحة كافية للرجوع إلى أحضان الطبيعة الإنسانية والاجتماعية، والتفكر بقلوبنا وعقولنا حول المجريات الكونية التي تحيط بنا. والحصيف هو المستفيد من إيجابيات هذه التقنية الجبارة والذكية من الاستفادة من المعلومات الهائلة؛ بالإضافة للفيديوهات التي تحمل أنواعاً شتى من الثقافات والعلوم النظرية والتطبيقية.
فعصرنا الحالي أمكننا أن نحقق ما نريد من أشياء بهذه الوسيلة التي أزاحت قوتنا الطبيعية ونأمل ألا تسيطر علينا ونكون وسيلتها!
بهذا يتضح أن قوتنا بالتقنية التي ابتكرناها، ولكن ماذا عن المستخدم الذي طول الوقت منشغل بها لقد تعطلت حواسه وانطفأ نورها الطبيعي وأصبح لا يتحرك إلا من خلالها مما سيسبب له مستقبلاً خمولاً في الذاكرة وينعدم التفكير والتأمل وتقل قدرته في تحكيم الأمور.
أصبحت إرادتنا حرة طليقة بفضل هذه القوة التي اخترعناها وحلت محل قوتنا الحقيقية؛ فكانت الإرادة بالسابق لا تتحقق إلا بقوة تكمن في أعماق النفس وتتجلى بالعزيمة والصبر والحنكة. والسؤال: هل إرادتنا اليوم وهمية؟! على الأرجح نعم. وتأمل هذه العبارة التالية وفكر بها.. عندما ابتكر المخترع المسدس قال جملته الشهيرة "الآن تساوى الشجاع مع الجبان"!
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
تعيش الأمم الإنسانية على هامش ضيق من القوة والتمكين لصقل وجودها الاجتماعي والطبيعي على سطح كوكبها الأرضي، وهي بلا شك غير قادرة على التجانس الكلي؛ وإنما حققت التقارب الجزئي، وذلك على النحو الثقافي والترابط السياسي والاقتصادي.
قبل آلاف السنين كان الإنسان مندمجاً مع الطبيعة بكل تجلياتها رغم أدواته البسيطة؛ فكان مبصراً بقلبه أكثر من عقله ولديه حدس خارق ينبئه عما سيحدث مستقبلاً، هي ليست عبارات تكهنية وإنما تجانسه الطبيعي وصفاء حياته جعلاه يدرك أشياء قبل حدوثها. لكن الثورة العقلية جعلته يتباعد عن محور الطبيعة، خاصة في عصرنا الحالي لا يتحرك ولا يسير؛ إلا وفق التقنية الجديدة من مواصلات سريعة وأجهزة ذكية تعلمه كيف يوجه بوصلته اليومية.
ومن حسن الطالع أن هذه التقنية أحدثت ثورة في التقارب الجغرافي والأممي، ولكن كما أسلفت إنها أبعدتنا عن الروح الطبيعية وفككت مجتمعاتنا الصغيرة التي كانت بالسابق تعيش تحت ظل من التراحم والتلاحم.
نعيش اليوم تحت ظلال التقنية البسيطة بالحجم والمعقدة بجزئياتها الصغيرة، لقد جمعتنا ولكن في عالمٍ افتراضي ووهمي لا روح له ولا جوهر من هذا المنطلق نفتقد للقوة التي مهما حاولنا لن نصل إليها؛ بسبب قوة وسيطرة التقنية علينا. فالمجتمعات الصغيرة في السابق كانت تتميز بالقوة والصبر والتحمل والاستقلال؛ وهي صفات الكائن الطبيعي المتجذر من رحم الطبيعة ومن كل ظروفها الفيزيقية.
هي ليست دعوة للتشاؤم ونبذ التقنية، وإنما إعطاء مساحة كافية للرجوع إلى أحضان الطبيعة الإنسانية والاجتماعية، والتفكر بقلوبنا وعقولنا حول المجريات الكونية التي تحيط بنا. والحصيف هو المستفيد من إيجابيات هذه التقنية الجبارة والذكية من الاستفادة من المعلومات الهائلة؛ بالإضافة للفيديوهات التي تحمل أنواعاً شتى من الثقافات والعلوم النظرية والتطبيقية.
فعصرنا الحالي أمكننا أن نحقق ما نريد من أشياء بهذه الوسيلة التي أزاحت قوتنا الطبيعية ونأمل ألا تسيطر علينا ونكون وسيلتها!
بهذا يتضح أن قوتنا بالتقنية التي ابتكرناها، ولكن ماذا عن المستخدم الذي طول الوقت منشغل بها لقد تعطلت حواسه وانطفأ نورها الطبيعي وأصبح لا يتحرك إلا من خلالها مما سيسبب له مستقبلاً خمولاً في الذاكرة وينعدم التفكير والتأمل وتقل قدرته في تحكيم الأمور.
أصبحت إرادتنا حرة طليقة بفضل هذه القوة التي اخترعناها وحلت محل قوتنا الحقيقية؛ فكانت الإرادة بالسابق لا تتحقق إلا بقوة تكمن في أعماق النفس وتتجلى بالعزيمة والصبر والحنكة. والسؤال: هل إرادتنا اليوم وهمية؟! على الأرجح نعم. وتأمل هذه العبارة التالية وفكر بها.. عندما ابتكر المخترع المسدس قال جملته الشهيرة "الآن تساوى الشجاع مع الجبان"!