صاحبة السمو
04-07-2019, 11:21 AM
التقنية
تتمثل التقنية في مجموعة الأدوات والأساليب التي يعتمدها الإنسان في حياته اليومية، من أجل تحقيق منافع مباشرة، وتعبر التقنية بهذا المعنى عن حاجة حياتية تعوض الإنسان عن ضعفه الفيزيائي في مواجهته لمخاطر الطبيعة الخارجية: الزلازل والبراكين والفيضانات.. ومن هنا تطور مفهوم التقنية عبر آلاف السنين، وتناولها الكثير من الفلاسفة بالبحث والتفسير.
وتعبر التقنية من خلال تاريخها عن الإنسان ككائن ثقافي يتخطى صعوبات المعطى الطبيعي؛ لذلك عد الفيلسوف الألماني شبنجلر التقنية خاصية مميزة للإنسان عن غيره من الكائنات، فهي تعبر عن دراسة مسبقة ومنظمة لمآل الوجود البشري. إن التقنية بهذا المعنى، خطة للحياة تتجاوز أن تكون مجرد ردة فعل غريزي حيوي، كما هو الشأن عند الحيوان.
ومع تطور التقنيات بدأ المنظرون يربطون بين التقنية والعلوم، وسادت حالة من التفاؤل في عالم يسوده التقدم العلمي، غير أن ماركس رصد نزعة الاستلاب الملازمة للاقتصاد الحديث، بوصفه قائماً على سيادة الآلة، وقد تابع سارتر طريق ماركس، وإن كان من منظور مختلف. إن ما ضاعف الاهتمام بالآثار السلبية للتقدم التقني، هو تلك الآثار المدمرة للحروب على الوجود البشري والطبيعي، وذلك منذ بدايات القرن العشرين، حيث أصبحت الحرب للمرة الأولى في تاريخ البشرية حرباً كونية بفعل التقدم التقني؛ بل بفعل التقنية قطع التاريخ البشري مع المشكلات المحلية، ليرتقي إلى مستوى المشكلات الكونية.
وشهد مفهوم التقنية خلال العقود القليلة الماضية تركيزاً واضحاً على سلبياته، وتحول في الكثير من الأدبيات المعنية بالمسألة، إلى كائن قائم بذاته، يقع الإنسان نفسه في النهاية في قبضته، يرتهن إرادته ويوظفه، ويوهمه بقوة لا متناهية وبحرية زائفة.
إن سيادة التقنية كظاهرة مميزة للعصر الحديث، ترسخت من خلال استقلالية التقنية ككائن يتخطى غايات الإنسان، ولذلك لاحظ الفيلسوف جاك إيلول، أن التقنية تنجز أعمالها ضمن منظومة التقنية؛ أي وفقاً للمقتضيات الضرورية للتقنية نفسها.
[/align]
تتمثل التقنية في مجموعة الأدوات والأساليب التي يعتمدها الإنسان في حياته اليومية، من أجل تحقيق منافع مباشرة، وتعبر التقنية بهذا المعنى عن حاجة حياتية تعوض الإنسان عن ضعفه الفيزيائي في مواجهته لمخاطر الطبيعة الخارجية: الزلازل والبراكين والفيضانات.. ومن هنا تطور مفهوم التقنية عبر آلاف السنين، وتناولها الكثير من الفلاسفة بالبحث والتفسير.
وتعبر التقنية من خلال تاريخها عن الإنسان ككائن ثقافي يتخطى صعوبات المعطى الطبيعي؛ لذلك عد الفيلسوف الألماني شبنجلر التقنية خاصية مميزة للإنسان عن غيره من الكائنات، فهي تعبر عن دراسة مسبقة ومنظمة لمآل الوجود البشري. إن التقنية بهذا المعنى، خطة للحياة تتجاوز أن تكون مجرد ردة فعل غريزي حيوي، كما هو الشأن عند الحيوان.
ومع تطور التقنيات بدأ المنظرون يربطون بين التقنية والعلوم، وسادت حالة من التفاؤل في عالم يسوده التقدم العلمي، غير أن ماركس رصد نزعة الاستلاب الملازمة للاقتصاد الحديث، بوصفه قائماً على سيادة الآلة، وقد تابع سارتر طريق ماركس، وإن كان من منظور مختلف. إن ما ضاعف الاهتمام بالآثار السلبية للتقدم التقني، هو تلك الآثار المدمرة للحروب على الوجود البشري والطبيعي، وذلك منذ بدايات القرن العشرين، حيث أصبحت الحرب للمرة الأولى في تاريخ البشرية حرباً كونية بفعل التقدم التقني؛ بل بفعل التقنية قطع التاريخ البشري مع المشكلات المحلية، ليرتقي إلى مستوى المشكلات الكونية.
وشهد مفهوم التقنية خلال العقود القليلة الماضية تركيزاً واضحاً على سلبياته، وتحول في الكثير من الأدبيات المعنية بالمسألة، إلى كائن قائم بذاته، يقع الإنسان نفسه في النهاية في قبضته، يرتهن إرادته ويوظفه، ويوهمه بقوة لا متناهية وبحرية زائفة.
إن سيادة التقنية كظاهرة مميزة للعصر الحديث، ترسخت من خلال استقلالية التقنية ككائن يتخطى غايات الإنسان، ولذلك لاحظ الفيلسوف جاك إيلول، أن التقنية تنجز أعمالها ضمن منظومة التقنية؛ أي وفقاً للمقتضيات الضرورية للتقنية نفسها.
[/align]