لَـحًـــنِ ♫
04-08-2019, 10:53 AM
بيوت الحقد
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
في لاس فيغاس مجسم لبرج إيفل طوله 164 مترا؛ أي نصف طول برج إيفل الحقيقي، وغير ذلك فهناك عشرات الأبراج والمباني الشبيهة بالبرج الشهير، بعضها قائم وبعضها زال، موزعة على أنحاء العالم: في لندن وأوساكا وبراغ وبرلين ولاهور وغيرها، بُنِيَت تقليداً لإيفل أو استيحاءً من تصميمه، غير أن هذا من مفارقات الحياة؛ لأن إيفل أصلاً لما بُنِي عام 1889م كان ممقوتاً لقبحه، وحاول الباريسيون إزالته، وضغطوا على الحكومة التي وافقت، ووعدتهم بأنها ستزيله بحلول عام 1909م (وهو أصلاً بُني لهدف مؤقت)، ولكن اختراع المذياع حال دون ذلك، فكان البرج لطوله يستقبل ويرسل أفضل من أي برج آخر، وهذا ما أنقذه من الزوال.
دائماً هناك نوايا معينة من بناء المباني، إلا أنها إذا شُيِّدت قد يكون ذلك لأهداف أخرى، ولديك شيء يسمى الحماقة إذا تُرجمت من الإنجليزية، وهو مذهب في الهندسة المعمارية يعني إقامة بناء مكلف لا لشيء إلا للزينة أو لهدف غير عملي، لا يبرر تكاليف البناء الباهظة، كتقليد معابد الرومان وأعمدتها. في قرية ويمبول البريطانية مبنى بُني في القرن الثامن عشر لمجرد أن يحاكي المباني القوطية، التي ازدهرت في القرن الثالث عشر. وفي روسيا مبنى صُمّم ليحاكي فن العمارة الهولندية، فقط ليمر المار ويشير إليه بتعجب. ورغم تطور طرق الري الحديثة، إلا أن ذلك لم يمنع بولنديين من بناء قناة مائية تحاكي البناء الروماني قبل 2000 سنة.
أما أعجب أهداف البناء فهو البناء.. للإغاظة! الأحقاد تورث أعاجيب كهذه، وإليك هذه مثالاً، ففي 1874م ورث أخوان في بوستن أرضاً ومالاً، وغاب أحدهما لعمله العسكري، ولما عاد فوجئ بأن أخاه قد أخذ كل شيء ولم يترك له إلا رقعة صغيرة بجانب بيته الكبير، ظاناً أنها بسبب صغرها عديمة الفائدة، إلا أن المظلوم دفعه الغضب إلى أن يبني فيها بيتاً خشبياً صغيراً حجب الشمس وشوّه المنظر، ما أذهب بهجة البيت الكبير! و"بيوت الحقد" هذه كثيرة وما زالت قائمة ومسكونة على صِغر حجمها وغرابة تصميمها
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
في لاس فيغاس مجسم لبرج إيفل طوله 164 مترا؛ أي نصف طول برج إيفل الحقيقي، وغير ذلك فهناك عشرات الأبراج والمباني الشبيهة بالبرج الشهير، بعضها قائم وبعضها زال، موزعة على أنحاء العالم: في لندن وأوساكا وبراغ وبرلين ولاهور وغيرها، بُنِيَت تقليداً لإيفل أو استيحاءً من تصميمه، غير أن هذا من مفارقات الحياة؛ لأن إيفل أصلاً لما بُنِي عام 1889م كان ممقوتاً لقبحه، وحاول الباريسيون إزالته، وضغطوا على الحكومة التي وافقت، ووعدتهم بأنها ستزيله بحلول عام 1909م (وهو أصلاً بُني لهدف مؤقت)، ولكن اختراع المذياع حال دون ذلك، فكان البرج لطوله يستقبل ويرسل أفضل من أي برج آخر، وهذا ما أنقذه من الزوال.
دائماً هناك نوايا معينة من بناء المباني، إلا أنها إذا شُيِّدت قد يكون ذلك لأهداف أخرى، ولديك شيء يسمى الحماقة إذا تُرجمت من الإنجليزية، وهو مذهب في الهندسة المعمارية يعني إقامة بناء مكلف لا لشيء إلا للزينة أو لهدف غير عملي، لا يبرر تكاليف البناء الباهظة، كتقليد معابد الرومان وأعمدتها. في قرية ويمبول البريطانية مبنى بُني في القرن الثامن عشر لمجرد أن يحاكي المباني القوطية، التي ازدهرت في القرن الثالث عشر. وفي روسيا مبنى صُمّم ليحاكي فن العمارة الهولندية، فقط ليمر المار ويشير إليه بتعجب. ورغم تطور طرق الري الحديثة، إلا أن ذلك لم يمنع بولنديين من بناء قناة مائية تحاكي البناء الروماني قبل 2000 سنة.
أما أعجب أهداف البناء فهو البناء.. للإغاظة! الأحقاد تورث أعاجيب كهذه، وإليك هذه مثالاً، ففي 1874م ورث أخوان في بوستن أرضاً ومالاً، وغاب أحدهما لعمله العسكري، ولما عاد فوجئ بأن أخاه قد أخذ كل شيء ولم يترك له إلا رقعة صغيرة بجانب بيته الكبير، ظاناً أنها بسبب صغرها عديمة الفائدة، إلا أن المظلوم دفعه الغضب إلى أن يبني فيها بيتاً خشبياً صغيراً حجب الشمس وشوّه المنظر، ما أذهب بهجة البيت الكبير! و"بيوت الحقد" هذه كثيرة وما زالت قائمة ومسكونة على صِغر حجمها وغرابة تصميمها