لَـحًـــنِ ♫
04-10-2019, 01:50 PM
موسم الهجرة إلى السودان
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png "إزّيكم، كيفنّكم أنا لي زمان ما شفتكم".. هكذا كان يصدح سيد خليفة بصوته الشجي، ليروي ظمأ المهمومين والعاشقين، فتتمايل على نغماته وُرَيْقات الصفصاف على ضفتي النيل، من مدينة أم درمان وحتى الشمال، معلنة حدادها الأبدي على رحيله، فيتعقبه الطيب الصالح في رثائه العميق، لوجدان السودان، وشعب السودان: عدت إلى أهلي يا سادتي بعد غيبة طويلة، عدت وبي شوق عظيم إلى أهلي في تلك القرية الصغيرة، عند منحنى النيل، سبعة أعوام وأنا أحن إليهم، وأحلم بهم، ولما جئتهم كانت لحظة عجيبة أن وجدتني حقيقة قائمة بينهم، ثم يتوارى خلفه شاعر السودان، وضمير أفريقيا الفيتوري بأشعاره الخالدة، التي تمثل روح وذاكرة الإنسان السوداني، عندما كان السودان سوداناً خالصاً ومتجرداً من كل العاهات الثقافية الغيبية المدمرة، التي صادرت الحلم، وألغت العقل، حتى أصيب بعقم ثقافي وفكري وفني واجتماعي.
يحكي لي الزول الوسيلة، والوسيلة ليس اسم آلة أو مكنة، إنه اسم علم لزول سوداني، اسمه فعلاً الوسيلة، يحكي الوسيلة بلهجته السودانية الخالصة: "داير تعرف شنو عن السودان"، وقبل أن أجيبه تذكرت كلام أحد المثقفين السودانيين، في التسعينات من القرن المنصرم، وبالتحديد في خيمة الجنادرية بفندق قصر الرياض، يقول: "كانت المرأة السودانية في مقدمة الصفوف، تجدها في المدرسة، والمكتبة، والجامعة، والشارع، كانت تمثل حلم وآمال تلك المرحلة، أما في التعليم، فقد كانت جامعة الخرطوم في السبعينات الميلادية، أعرق وأفخم جامعة في أفريقيا، أما الرياضة، فكان فريق المريخ الرياضي مثل نمر متوثب، هزم العديد من الفرق، وحصل على الكثير من البطولات العالمية، أما الثقافة والأدب فحدث ولا حرج، فقد ازدهرت الثقافة، وانتشرت المكتبات في كل مدينة وقرية، وأقبل الناس على الكتاب بشكل لافت للنظر، أما دور السينما فكان لها نصيب الأسد، في تلك الحقبة الثرية من تاريخ السودان، ودعاني لمشاهدة صورة الخرطوم بالأبيض والأسود في تلك الحقبة، وأكمل قائلاً عندما تشاهد الناس، والشوارع، والحدائق، وحركة المرور، وصور المقاهي، وحتى الزي الذي يرتديه الناس، فلن تصدق أن سودان الستينات والسبعينات، هو نفسه سودان الألفين.
ونحن بدورنا كمحبين للسودان وشعب السودان، نتمنى للسودان السلام والاستقرار، وأن تعود إلى الواجهة المرأة السودانية، والمكتبة السودانية، والمقهى السوداني، والموسيقى السودانية التي تناغم نهر النيل وجريانه الأبدي.
السلام عليكم
اسعد الله أوقاتكم بكل خير
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png "إزّيكم، كيفنّكم أنا لي زمان ما شفتكم".. هكذا كان يصدح سيد خليفة بصوته الشجي، ليروي ظمأ المهمومين والعاشقين، فتتمايل على نغماته وُرَيْقات الصفصاف على ضفتي النيل، من مدينة أم درمان وحتى الشمال، معلنة حدادها الأبدي على رحيله، فيتعقبه الطيب الصالح في رثائه العميق، لوجدان السودان، وشعب السودان: عدت إلى أهلي يا سادتي بعد غيبة طويلة، عدت وبي شوق عظيم إلى أهلي في تلك القرية الصغيرة، عند منحنى النيل، سبعة أعوام وأنا أحن إليهم، وأحلم بهم، ولما جئتهم كانت لحظة عجيبة أن وجدتني حقيقة قائمة بينهم، ثم يتوارى خلفه شاعر السودان، وضمير أفريقيا الفيتوري بأشعاره الخالدة، التي تمثل روح وذاكرة الإنسان السوداني، عندما كان السودان سوداناً خالصاً ومتجرداً من كل العاهات الثقافية الغيبية المدمرة، التي صادرت الحلم، وألغت العقل، حتى أصيب بعقم ثقافي وفكري وفني واجتماعي.
يحكي لي الزول الوسيلة، والوسيلة ليس اسم آلة أو مكنة، إنه اسم علم لزول سوداني، اسمه فعلاً الوسيلة، يحكي الوسيلة بلهجته السودانية الخالصة: "داير تعرف شنو عن السودان"، وقبل أن أجيبه تذكرت كلام أحد المثقفين السودانيين، في التسعينات من القرن المنصرم، وبالتحديد في خيمة الجنادرية بفندق قصر الرياض، يقول: "كانت المرأة السودانية في مقدمة الصفوف، تجدها في المدرسة، والمكتبة، والجامعة، والشارع، كانت تمثل حلم وآمال تلك المرحلة، أما في التعليم، فقد كانت جامعة الخرطوم في السبعينات الميلادية، أعرق وأفخم جامعة في أفريقيا، أما الرياضة، فكان فريق المريخ الرياضي مثل نمر متوثب، هزم العديد من الفرق، وحصل على الكثير من البطولات العالمية، أما الثقافة والأدب فحدث ولا حرج، فقد ازدهرت الثقافة، وانتشرت المكتبات في كل مدينة وقرية، وأقبل الناس على الكتاب بشكل لافت للنظر، أما دور السينما فكان لها نصيب الأسد، في تلك الحقبة الثرية من تاريخ السودان، ودعاني لمشاهدة صورة الخرطوم بالأبيض والأسود في تلك الحقبة، وأكمل قائلاً عندما تشاهد الناس، والشوارع، والحدائق، وحركة المرور، وصور المقاهي، وحتى الزي الذي يرتديه الناس، فلن تصدق أن سودان الستينات والسبعينات، هو نفسه سودان الألفين.
ونحن بدورنا كمحبين للسودان وشعب السودان، نتمنى للسودان السلام والاستقرار، وأن تعود إلى الواجهة المرأة السودانية، والمكتبة السودانية، والمقهى السوداني، والموسيقى السودانية التي تناغم نهر النيل وجريانه الأبدي.