شيخة رواية
05-17-2019, 05:23 AM
قدم الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - برنامجه التلفزيوني المحبوب (على مائدة الإفطار) في شهر رمضان لعدة سنوات مضت. وقد ارتبط اسمه بهذا البرنامج وغيره من البرامج الإذاعية؛ نظرا لعفويته وحديثه العذب الصريح. كان - رحمه الله - يسرد القصص والحكايات، ويجيب عن أسئلة المشاهدين بأسلوبه العذب الجميل. وقام - رحمه الله - بنشر ذكرياته وهو في العقد الثامن من عمره، على مدى خمسة أعوام بعد أن اعتزل الحديث في الإذاعة والتلفزيون. نشر حلقات ذكرياته كل يوم خميس في الصحافة حتى تجاوز ما نشره 250 حلقة. توقف بعدها وودع قراءه برسالة عاطفية قال فيها: (لقد عزمت على أن أطوي أوراقي وأمسح قلمي، وآوي إلى عزلة فكرية كالعزلة المادية التي أعيشها من سنين..).
يقول - رحمه الله - في ذكرياته: (لقد صرت معلما في الابتدائية، ومدرسا في الثانوية، وأستاذا في الجامعة، وما ذهب عن نفسي الضيق بالمدرسة، والفرح بالخلاص منها، والأنس بيوم الخميس، واستثقال يوم السبت، وما ذهبت إلى المدرسة أو الجامعة مرة إلا وتمنيت أن أجدها مغلقة، أو أجد الطلاب قد انصرفوا منها، والدروس معطلة فيها!). ولو أتى هذا الحديث من شخص فاشل أو ضعيف في الدراسة لصدقناه، ولكن أن يأتي هذا الحديث من الشيخ الطنطاوي، الذي كان يحتل مكانة مرموقة في التعليم والقضاء، فهو أمر يدل على واقعيته وصراحته في التعبير عما كان يجول في خاطره من دون خجل أو خوف من الناس. إن الطالب عندما يقول إنني أحب العطلة، فهذا لا يعني أنه يكره الدراسة. وعندما يحب الموظف الإجازة فهذا لا يعني أنه يكره العمل، بل هذا يدل على أنه يحتاج إلى إنعاش عقله وجسده، من أجل أن يعود إلى العمل أو الدراسة وهو أكثر حيوية ونشاطا وأكثر إنتاجا.
ولو أن الدولة أعطت كل موظف مبلغا مقطوعا وشهريا، على ألا يعمل ولا يترقى ويجلس في بيته.. فماذا يحدث؟ ستجد أن كثيرا من الناس لا يرضيهم ذلك. ومع ذلك فنحن بشر نكره القيود، ونحب ونعشق الحرية، ونضيق بالروتين المتكرر في حياتنا.
وعندما نقول إننا نحب المال، فلا يعني ذلك أننا نفضله على كل شيء، بل يعني أننا نعرف أهمية المال وقيمته، من أجل أن يكفينا ذل السؤال ومرارة الحاجة إلى الناس.
يقول - رحمه الله - في ذكرياته: (لقد صرت معلما في الابتدائية، ومدرسا في الثانوية، وأستاذا في الجامعة، وما ذهب عن نفسي الضيق بالمدرسة، والفرح بالخلاص منها، والأنس بيوم الخميس، واستثقال يوم السبت، وما ذهبت إلى المدرسة أو الجامعة مرة إلا وتمنيت أن أجدها مغلقة، أو أجد الطلاب قد انصرفوا منها، والدروس معطلة فيها!). ولو أتى هذا الحديث من شخص فاشل أو ضعيف في الدراسة لصدقناه، ولكن أن يأتي هذا الحديث من الشيخ الطنطاوي، الذي كان يحتل مكانة مرموقة في التعليم والقضاء، فهو أمر يدل على واقعيته وصراحته في التعبير عما كان يجول في خاطره من دون خجل أو خوف من الناس. إن الطالب عندما يقول إنني أحب العطلة، فهذا لا يعني أنه يكره الدراسة. وعندما يحب الموظف الإجازة فهذا لا يعني أنه يكره العمل، بل هذا يدل على أنه يحتاج إلى إنعاش عقله وجسده، من أجل أن يعود إلى العمل أو الدراسة وهو أكثر حيوية ونشاطا وأكثر إنتاجا.
ولو أن الدولة أعطت كل موظف مبلغا مقطوعا وشهريا، على ألا يعمل ولا يترقى ويجلس في بيته.. فماذا يحدث؟ ستجد أن كثيرا من الناس لا يرضيهم ذلك. ومع ذلك فنحن بشر نكره القيود، ونحب ونعشق الحرية، ونضيق بالروتين المتكرر في حياتنا.
وعندما نقول إننا نحب المال، فلا يعني ذلك أننا نفضله على كل شيء، بل يعني أننا نعرف أهمية المال وقيمته، من أجل أن يكفينا ذل السؤال ومرارة الحاجة إلى الناس.