شيخة رواية
05-17-2019, 05:24 AM
ازدهرت التكايا في عديد من العصور، وأصبحت تؤدي أدوارا عديدة في المجتمعات الإسلامية، فهناك تكايا لمن انقطعت بهم السبل، وتكايا للعجزة، ولطلبة العلم، والأرامل والأيتام، بل إن بعض الدول كانت بها تكايا خصصت لجنسيات بعينها؛ أوقفها أصحابها من الموسرين على أهل البلد الذي ينحدرون منه.
وكانت للتكية أسماء متعددة: تكية، ومبرة، ودار للأيتام، ودار للعجزة، ودار لأبناء السبيل.. وكانت هذه المبرات تقدم خدمات إنسانية كثيرة، مثل "الطبابة والإيواء والوجبات الغذائية"، وكانت في بعض العقود مقرا لتوزيع الحنطة على الفقراء.
وكانت في المدينة تكايا للمغاربة والهنود والبخارية والتكارنة وغيرهم، وظلت هذه التكايا تختفي شيئا فشيئا، حتى حل مكانها ما يعرف بدور العجزة؛ وما هو موجود في منطقة الحجاز، كان موجودا في كثير من الدول الإسلامية، لعل من أبرزها دول شمال إفريقيا ومصر وسورية. كانت تلك التكايا في الغالب تعود إلى أسر وأفراد موسرين، قاموا بتخصيص أوقاف للصرف من ريعها على تلك التكايا. وكان بعض هؤلاء الموسرين يخصصون أوقافا على دور العلم، وقد عاصرت في المدينة ثلاثة أوقاف مشهورة، واحدا على "مدرسة العلوم الشرعية" التي أخذت منها الشهادة الابتدائية، وكان صاحب الوقف رجلا هنديا صالحا اسمه "أحمد الفيض أبادي"، ووقف على "مكتبة عارف حكمت" عبارة عن منازل ومحال في المدينة، وكنت عندما أخرج من مدرستي أذهب إلى المكتبة المجاورة لشرب الشاي وقراءة الصحف، والوقف الأخير هو "دار للأيتام" في الجهة الشمالية للمسجد النبوي الشريف.
وقد قرأت وعرفت أن المدن الإسلامية حتى الحرب العالمية الأولى كانت تعج بالأوقاف، أوقاف على كل شيء وليس على أشياء محددة، فقد كانت هناك أوقاف للصرف على فقراء "أغوات الحرمين"، وأوقاف على "حمام الحرم" عبره يتم تأمين الغلال للحمام أو الطيور التي تحف بالحرمين الشريفين، وأوقاف على القطط والكلاب الضالة، وأوقاف على تأمين الماء لعابري السبيل، وأوقاف لإطعام الأسر الفقيرة في رمضان. وهناك أوقاف للصرف على طلبة العلم، وعلى "النساخ" الذين يقومون بنسخ المصحف الشريف والكتب الدينية الأساسية.
أين الأوقاف الآن؟ لماذا لا يتم إحياء ما هو مفيد من تلك السنن، مثل توفير المنازل بأسعار رمزية لذوي الدخل المحدود، وأوقاف على المدارس التي تعلم المحتاجين، وأوقاف لتبني الموهوبين من الجنسين، إن هناك عشرات الأبواب للوقف، مع الأسف حصرناها، في باب واحد أو بابين!
وكانت للتكية أسماء متعددة: تكية، ومبرة، ودار للأيتام، ودار للعجزة، ودار لأبناء السبيل.. وكانت هذه المبرات تقدم خدمات إنسانية كثيرة، مثل "الطبابة والإيواء والوجبات الغذائية"، وكانت في بعض العقود مقرا لتوزيع الحنطة على الفقراء.
وكانت في المدينة تكايا للمغاربة والهنود والبخارية والتكارنة وغيرهم، وظلت هذه التكايا تختفي شيئا فشيئا، حتى حل مكانها ما يعرف بدور العجزة؛ وما هو موجود في منطقة الحجاز، كان موجودا في كثير من الدول الإسلامية، لعل من أبرزها دول شمال إفريقيا ومصر وسورية. كانت تلك التكايا في الغالب تعود إلى أسر وأفراد موسرين، قاموا بتخصيص أوقاف للصرف من ريعها على تلك التكايا. وكان بعض هؤلاء الموسرين يخصصون أوقافا على دور العلم، وقد عاصرت في المدينة ثلاثة أوقاف مشهورة، واحدا على "مدرسة العلوم الشرعية" التي أخذت منها الشهادة الابتدائية، وكان صاحب الوقف رجلا هنديا صالحا اسمه "أحمد الفيض أبادي"، ووقف على "مكتبة عارف حكمت" عبارة عن منازل ومحال في المدينة، وكنت عندما أخرج من مدرستي أذهب إلى المكتبة المجاورة لشرب الشاي وقراءة الصحف، والوقف الأخير هو "دار للأيتام" في الجهة الشمالية للمسجد النبوي الشريف.
وقد قرأت وعرفت أن المدن الإسلامية حتى الحرب العالمية الأولى كانت تعج بالأوقاف، أوقاف على كل شيء وليس على أشياء محددة، فقد كانت هناك أوقاف للصرف على فقراء "أغوات الحرمين"، وأوقاف على "حمام الحرم" عبره يتم تأمين الغلال للحمام أو الطيور التي تحف بالحرمين الشريفين، وأوقاف على القطط والكلاب الضالة، وأوقاف على تأمين الماء لعابري السبيل، وأوقاف لإطعام الأسر الفقيرة في رمضان. وهناك أوقاف للصرف على طلبة العلم، وعلى "النساخ" الذين يقومون بنسخ المصحف الشريف والكتب الدينية الأساسية.
أين الأوقاف الآن؟ لماذا لا يتم إحياء ما هو مفيد من تلك السنن، مثل توفير المنازل بأسعار رمزية لذوي الدخل المحدود، وأوقاف على المدارس التي تعلم المحتاجين، وأوقاف لتبني الموهوبين من الجنسين، إن هناك عشرات الأبواب للوقف، مع الأسف حصرناها، في باب واحد أو بابين!