سرالهوى
07-11-2019, 12:33 AM
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كان ياما كان، ولا أقول في سالف العصر والأوان، ولكني أقصد منذ عقدين من الزمان، كان البيت السعودي أميناً على ما يحدث في جوفه، وكان أفراده قانعون بما يقتدرون على امتلاكه، من طعام، وملابس ونثريات وأثاث، وسيارات، وتسكع وسياحة وعلاقات، وكانت الأرواح مغتبطة بعين الرضى.
ولكن البيت اليوم يختلف كلياً، بعد أن غزته الهواتف المحمولة والحاسوب، بشاشات تطل على أودية جهنم، التي تغري الجميع باقتناء وتجريب ما لم يجربونه، وتمكين خصلة الطمع في الأنفس، وتبديل الطباع دون وعي، فلا يعود بيننا قانع يرتضي بقسمته.
كل جهاز يحمل في شاشته، أطعمة متعددة متنوعة ومقاهي ومطاعم، ومحلات حلوى، ومتاجر لكل جديد تصيب من يتابعها بالشفاحة، فلا يعود ينظر لما بين يديه إلا بازدراء ونقص وقرف، وإصرار مجنون على تجريب كل فنجان قهوة بأيدي من يستعرضون بشربها على الشاشات، وأن يتذوق اللقيمات، التي أكلها غيره، مهما كانت في واقعها مقرفة، المهم أن يتفاخر بتجريبها، وهو يرسل اللقطة لغيره.
الملابس كذلك، والأثاث، وجميع مستلزمات الحياة لم تعد تمتلك روح الحميمية والخصوصية، فدوماً هنالك الأجمل، والأكمل، بما يستعرض به غيرنا على الشاشات.
الشفح سمة العصر الحديث، وكل شخص أصبح يحتقر ما يمتلك، ويسعى بجنون لامتلاك الجديد دون وعي.
زيارة المطاعم، والمقاهي، والأسواق، والمحلات، التي تشاهدها الأسرة وحتى الأطفال منهم، تصبح فرضاً عليهم، حتى لا يكونوا متخلفين، عن ركب المشافيح.
أشكال الوجوه والملامح والأجسام تماهت، وتكررت، لدرجة مسخ الشخصية، وعدم اعتزازها بذاتها وقناعاتها، الساعية لإقناع أعين الآخرين، بأنها نسخة طبق الأصل عن مشاهير الشاشات.
النزهات، والترفيه، والأمكنة السياحية داخلياً وخارجياً، كلها يتم زيارتها بشفاحة مرضية، وقلوب بلاستيكية، وأعين مضخمة، لا يعود يكفيها حتى التراب.
الشفاحة ودون أن نشعر نشرت الكآبة في الأنفس، وكرّهت أفراد المجتمع بموجوداتهم، فشخوصهم صارت ناقصة، وحاجياتهم وبيوتهم حقيرة، مقارنة بما يرونه عند المشاهير، وبحيث لا يعود يهنأ لهم السكنى ولا العيشة الطيبة، إلا بما تفرضه عليهم الشاشات.
إنه عصر الشفاحة والقرف العالمي؛ ببطون وأعين ومدارك زائفة لا تتوقف عن اشتهاء كل غريب مختلف، مهما كان مكلفا، ومهلكا، ومقلقا للأنفس، التي ضيعت روعة حياتها ومتعتها بالجري والبريق.
من يتولون الصرف في منازلهم، حارت بهم الحيرة، وتجشموا ما لا يطيقون، لمجرد إرضاء شفاحة أفراد أسرهم، التي لم تعد تقدّر حال من يصرف، ولا تراعي الأصول، والمنطق، بل إن البعض من رؤساء الأسر أدخلوا أنفسهم في قروض، والتزامات، وأرصدة مكشوفة لبطاقات الائتمان، حينما يتساهلون في استخدامها لسد بعض حرارة الشفاحة والطمع عند أفراد أسرهم، ثم يندمون، ويتحسرون بعد أن يكتشفوا أنها زادت اللهيب، في أنفسهم وأفقدتهم حميمية منازلهم، التي تصبح فراغات جوع وحاجة جوفاء لا روح فيها.
ولكن البيت اليوم يختلف كلياً، بعد أن غزته الهواتف المحمولة والحاسوب، بشاشات تطل على أودية جهنم، التي تغري الجميع باقتناء وتجريب ما لم يجربونه، وتمكين خصلة الطمع في الأنفس، وتبديل الطباع دون وعي، فلا يعود بيننا قانع يرتضي بقسمته.
كل جهاز يحمل في شاشته، أطعمة متعددة متنوعة ومقاهي ومطاعم، ومحلات حلوى، ومتاجر لكل جديد تصيب من يتابعها بالشفاحة، فلا يعود ينظر لما بين يديه إلا بازدراء ونقص وقرف، وإصرار مجنون على تجريب كل فنجان قهوة بأيدي من يستعرضون بشربها على الشاشات، وأن يتذوق اللقيمات، التي أكلها غيره، مهما كانت في واقعها مقرفة، المهم أن يتفاخر بتجريبها، وهو يرسل اللقطة لغيره.
الملابس كذلك، والأثاث، وجميع مستلزمات الحياة لم تعد تمتلك روح الحميمية والخصوصية، فدوماً هنالك الأجمل، والأكمل، بما يستعرض به غيرنا على الشاشات.
الشفح سمة العصر الحديث، وكل شخص أصبح يحتقر ما يمتلك، ويسعى بجنون لامتلاك الجديد دون وعي.
زيارة المطاعم، والمقاهي، والأسواق، والمحلات، التي تشاهدها الأسرة وحتى الأطفال منهم، تصبح فرضاً عليهم، حتى لا يكونوا متخلفين، عن ركب المشافيح.
أشكال الوجوه والملامح والأجسام تماهت، وتكررت، لدرجة مسخ الشخصية، وعدم اعتزازها بذاتها وقناعاتها، الساعية لإقناع أعين الآخرين، بأنها نسخة طبق الأصل عن مشاهير الشاشات.
النزهات، والترفيه، والأمكنة السياحية داخلياً وخارجياً، كلها يتم زيارتها بشفاحة مرضية، وقلوب بلاستيكية، وأعين مضخمة، لا يعود يكفيها حتى التراب.
الشفاحة ودون أن نشعر نشرت الكآبة في الأنفس، وكرّهت أفراد المجتمع بموجوداتهم، فشخوصهم صارت ناقصة، وحاجياتهم وبيوتهم حقيرة، مقارنة بما يرونه عند المشاهير، وبحيث لا يعود يهنأ لهم السكنى ولا العيشة الطيبة، إلا بما تفرضه عليهم الشاشات.
إنه عصر الشفاحة والقرف العالمي؛ ببطون وأعين ومدارك زائفة لا تتوقف عن اشتهاء كل غريب مختلف، مهما كان مكلفا، ومهلكا، ومقلقا للأنفس، التي ضيعت روعة حياتها ومتعتها بالجري والبريق.
من يتولون الصرف في منازلهم، حارت بهم الحيرة، وتجشموا ما لا يطيقون، لمجرد إرضاء شفاحة أفراد أسرهم، التي لم تعد تقدّر حال من يصرف، ولا تراعي الأصول، والمنطق، بل إن البعض من رؤساء الأسر أدخلوا أنفسهم في قروض، والتزامات، وأرصدة مكشوفة لبطاقات الائتمان، حينما يتساهلون في استخدامها لسد بعض حرارة الشفاحة والطمع عند أفراد أسرهم، ثم يندمون، ويتحسرون بعد أن يكتشفوا أنها زادت اللهيب، في أنفسهم وأفقدتهم حميمية منازلهم، التي تصبح فراغات جوع وحاجة جوفاء لا روح فيها.