⦁.Σнѕαѕ.☘
11-05-2017, 10:34 PM
عسكري من الدرجة الأولى، وصف نفسه بأنه محارباً لا سياسياً وكان صادقاً تماماً، فهو لا يجيد السياسة بل يجيد القتل والقمع والإستبداد، عيدي أمين دادا الرئيس الثالث لأوغندا الذي سطر سيرته بدماء معارضيه، فلقبه شعبه بجزار افريقيا !
https://www.arageek.com/wp-content/uploads/mkafm23.jpg
عيدي أمين دادا في قبيلة تدعى “كاكوا” في قرية “كوبوكو” بأوغندا عام 1925، عاش طفوله تعيسة بسبب إنفصال والده عن والدته، حيث ظل متنقلاً ما بين والده في السودان ووالدته التي تعيش في مدينة أروا بأوغندا.
خاض عيدي أمين الحياة السياسة مبكراً ، وذلك عندما عمل كطباخ في الجيش البريطاني أثناء أحتلال بريطانيا لأوغندا، إلى ان بلغ العشرين من عمره فتم استدعاؤه إلى الخدمة العسكرية، وإنضم إلى السلاح الملكي الأفريقي، حيث كان واحداً من أهم الجنود الأفارقة، لطاعته وإنصياعه للأوامر.
بعدها شارك عيدي أمين في إحباط ثورة “الماو ماو” بكينيا وقمع المعارضين للحكومة، ولنجاحه في هذه المهمة تمت ترقيته إلى رتبة ملازم ، ثم إلى رتبة نقيب عام، وبعدها بعام واحد كان عيدي أمين قد تولى قيادة الجيش الأوغندي، حيث تمت ترقيته إلى قائد عام للأركان، وكانت هذه الترقية نوعاً من المكافأة له من قبل “ميلتون أوبوتي” رئيس أوغندا آنذاك.
استغل عيدي المنصب الجديد في إرضاء النزعة السادية بداخله، ورغبته في الهيمنة وممارسة السلطة، فقام بإستخدام أموال الجيش وفقاً لأهواءه والتصرف فيها كما لو كانت ملكية خاصة، الأمر الذي إستفز أوبوتي الذي قرر القبض علي عيدي ومحاكمته، بعد عودته من سنغافورة لحضور مؤتمر” الكومنولث” يناير 1971، لكن الوقت لم يسعفه، فبمجرد أن عرف عيدي أمين نيته، قام بإنقلاب عسكري وعزل أوبوتي وإستولى على السلطة.
جيفارا .. صرخة في وجه الظلم !
فترة حكمه
https://www.arageek.com/wp-content/uploads/الحاج-عيدى-أمين-دادا.jpg
كان أول القصيدة لدى عيدي أمين كفر بواح، فلم يتجمل ولم يعط فرصة للشعب ليتقبله، بل قام بحملة إعدام طالت القادة العسكريين المناهضين للإنقلاب، تبعها بحملة تطهير واسعة شملت كل المؤسسات العسكرية للتخلص من مؤيدي أوبوتي..
وما زاده جرأة وبطشاً دعم عدد لا بأس به من الدول له، وإعترافها به كرئيس شرعي لأوغندا، حيث كانت بريطانيا وأمريكا على رأس الدول التي إعترفت به وأمدته بالمال والسلاح، بالرغم من الجرائم التي إرتكبها ضد شعبه، وسياسة القمع والتصفية والتمييز العنصري التي يتبعها، فضلاً عن الصراعات الأهلية المستمرة بين الأعراق المختلفة، والتي لم تجد حاكماً سياسياً يجيد التعامل معها، بل وجدت من يصب الزيت ويزيد النار إشتعالاً!
فلم يكن عيدي يتعامل مع هذه الصراعات بالحوار، كانت أداة التفاهم الوحيدة لديه السلاح، فهو الذي يسد عجزه عن التصرف سياسيا في أي قضية تقابله، هذا الفكر وهذا الأسلوب الذي حكم به البلاد، كان سبباً رئيسياً في قتل ما يقرب من نصف مليون مواطن خلال الـ 8 سنوات التي حكم بها !
ومثله مثل معظم الطغاة أطلق على نفسه ألقاباً لا حصر لها، كلها تشي بمدى عبقريته وعقليته الفذة، أشهرها ” الرئيس الأبدي لأوغندا” و “المارشيل” و “الحاج “، وأخيراً “آخر ملوك اسكتلندا” وذلك لحبه الشديد ومدى إعجابه باسكتلندا !
كما كان يتصرف بغرابة في كثير من الأمور، حيث كان يتبع حدسه وأفكاره بل وأحلامه أيضاً، فمن إحدى غرائبه انه في يوم 9 أغسطس 1972، أمر كافة الآسيوين المقيمين بأوغندا والذين كان عددهم 35000 مواطن بمغادرة البلاد، كما أعطاهم مهلة لا تتعدى الـ 3 شهور، وكان هذا القرار المفاجيء والغريب دافعه حلم، حلم إدعى فيه انه رأي الله يأمره بطرد الآسيوين من أوغندا !
https://www.arageek.com/wp-content/uploads/amin_13.jpg
ليس هذا كل شيء، بل قام في نفس العام بقطع علاقته الدبلوماسية مع بريطانيا، بعد أعوام من الطاعة والولاء ، وذلك بعد إدانة بريطانيا ورفضها لسياسته وتصرفه تجاه الآسيوين، فرأي عيدي ان الرد المثالي هو قطع العلاقات الدبلوماسية معها..
وطرد مواطنيها أيضاً ، وكنوع من الإستفزاز لبريطانيا قام عيدي في إحدى مؤتمرات القمة الأفريقية التي عقدت في العاصمة كمبالا، بدخول المؤتمر وهو محمولاً على الأكتاف، حيث كان جالساً على كرسي يحمله أربعة بريطانيين في رسالة هدفها إذلال بريطانيا أمام العالم !
كل هذه الأفعال دفعت عديد من الدول لقطع علاقتها الدبلوماسية بأوغندا، لكن أمرا كهذا لم يكن ليؤرق بال عيدي أمين الذي يحكم ويدير البلاد بصبيانية مطلقة ، ويتجلى ذلك في علاقته بدولة تنزانيا أيضاً..
والتي أصبحت مقراً ونقطة تجمع لمعارضيه، كان عيدي أمين يتعمد إستفزاز تنزانيا بتصريحاته الدائمة عن نيته ورغبته في إحتلالها، إلى ان زادت الحدة بين البلدين وبلغ التوتر أشده في أكتوبر عام 1978، عندما قام عيدي بدخول تنزاينا وإحتلال مثلث كاجيرا وهى منطقة صغيرة بتنزاينا..
فجاء رد رئيس تنزانيا آنذاك ” يوليوس نيريري “بالغ الحكمة، حيث قام بتنظيم صفوف المعارضة ودعمهم ومدهم بالسلاح وإطلاقهم ككرة نار بوجه عيدي، وبالفعل نجح الثوار في توحيد صفوفهم من خلال منظمة الجبهة الشعبية لتحرير اوغندا والتي يرأسها الرئيس المعزول أوبوتي في إسقاط عيدي أمين وطرده خارج البلاد.
شخصيات تاريخية شهيرة لسنا متأكدين من وجودها فعلياً !
حياة المنفى
https://www.arageek.com/wp-content/uploads/Idi_Amin_Jeddah.jpg
كانت الوجهة الأولى لعيدي هى ليبيا، حيث القذافي أحب الزعماء إليه، الذي أيد إنقلابه وأفعاله الجنونية وجرائمه تجاه شعبه، فضلاً عن إمداده بالمال وبالسلاح والبترول، ودعمه في المحافل الدولية.
إنتقل بعدها عيدي أمين إلى السعودية، حيث أسكنه الملك فهد بن عبد العزيز إحدى فيلاته، ولم تكن إستضافة الملك له مدفوعة بتأييد أو دعم، بل كانت تسلطاً ورغبة في تقييده، فقد كان شرط إستضافته ألا يمارس أي عمل سياسي، ويكتفي بالحياة كمواطناً عادياً، ويقال ان الدافع الحقيقي وراء استضافة الملك له هو الرغبة في الحد من تصرفاته التي تشوه صورة الإسلام.
كانت السعودية آخر محطات عيدي أمين التي قضى فيها سنوات طويلة، يمارس حياته كمواطن عاديا، إلى ان تم إعلان خبر وفاته إثر سكتة قلبية بمستشفى الملك التخصصي عام 2003، بعد معاناة مع المرض.
https://www.arageek.com/wp-content/uploads/mkafm23.jpg
عيدي أمين دادا في قبيلة تدعى “كاكوا” في قرية “كوبوكو” بأوغندا عام 1925، عاش طفوله تعيسة بسبب إنفصال والده عن والدته، حيث ظل متنقلاً ما بين والده في السودان ووالدته التي تعيش في مدينة أروا بأوغندا.
خاض عيدي أمين الحياة السياسة مبكراً ، وذلك عندما عمل كطباخ في الجيش البريطاني أثناء أحتلال بريطانيا لأوغندا، إلى ان بلغ العشرين من عمره فتم استدعاؤه إلى الخدمة العسكرية، وإنضم إلى السلاح الملكي الأفريقي، حيث كان واحداً من أهم الجنود الأفارقة، لطاعته وإنصياعه للأوامر.
بعدها شارك عيدي أمين في إحباط ثورة “الماو ماو” بكينيا وقمع المعارضين للحكومة، ولنجاحه في هذه المهمة تمت ترقيته إلى رتبة ملازم ، ثم إلى رتبة نقيب عام، وبعدها بعام واحد كان عيدي أمين قد تولى قيادة الجيش الأوغندي، حيث تمت ترقيته إلى قائد عام للأركان، وكانت هذه الترقية نوعاً من المكافأة له من قبل “ميلتون أوبوتي” رئيس أوغندا آنذاك.
استغل عيدي المنصب الجديد في إرضاء النزعة السادية بداخله، ورغبته في الهيمنة وممارسة السلطة، فقام بإستخدام أموال الجيش وفقاً لأهواءه والتصرف فيها كما لو كانت ملكية خاصة، الأمر الذي إستفز أوبوتي الذي قرر القبض علي عيدي ومحاكمته، بعد عودته من سنغافورة لحضور مؤتمر” الكومنولث” يناير 1971، لكن الوقت لم يسعفه، فبمجرد أن عرف عيدي أمين نيته، قام بإنقلاب عسكري وعزل أوبوتي وإستولى على السلطة.
جيفارا .. صرخة في وجه الظلم !
فترة حكمه
https://www.arageek.com/wp-content/uploads/الحاج-عيدى-أمين-دادا.jpg
كان أول القصيدة لدى عيدي أمين كفر بواح، فلم يتجمل ولم يعط فرصة للشعب ليتقبله، بل قام بحملة إعدام طالت القادة العسكريين المناهضين للإنقلاب، تبعها بحملة تطهير واسعة شملت كل المؤسسات العسكرية للتخلص من مؤيدي أوبوتي..
وما زاده جرأة وبطشاً دعم عدد لا بأس به من الدول له، وإعترافها به كرئيس شرعي لأوغندا، حيث كانت بريطانيا وأمريكا على رأس الدول التي إعترفت به وأمدته بالمال والسلاح، بالرغم من الجرائم التي إرتكبها ضد شعبه، وسياسة القمع والتصفية والتمييز العنصري التي يتبعها، فضلاً عن الصراعات الأهلية المستمرة بين الأعراق المختلفة، والتي لم تجد حاكماً سياسياً يجيد التعامل معها، بل وجدت من يصب الزيت ويزيد النار إشتعالاً!
فلم يكن عيدي يتعامل مع هذه الصراعات بالحوار، كانت أداة التفاهم الوحيدة لديه السلاح، فهو الذي يسد عجزه عن التصرف سياسيا في أي قضية تقابله، هذا الفكر وهذا الأسلوب الذي حكم به البلاد، كان سبباً رئيسياً في قتل ما يقرب من نصف مليون مواطن خلال الـ 8 سنوات التي حكم بها !
ومثله مثل معظم الطغاة أطلق على نفسه ألقاباً لا حصر لها، كلها تشي بمدى عبقريته وعقليته الفذة، أشهرها ” الرئيس الأبدي لأوغندا” و “المارشيل” و “الحاج “، وأخيراً “آخر ملوك اسكتلندا” وذلك لحبه الشديد ومدى إعجابه باسكتلندا !
كما كان يتصرف بغرابة في كثير من الأمور، حيث كان يتبع حدسه وأفكاره بل وأحلامه أيضاً، فمن إحدى غرائبه انه في يوم 9 أغسطس 1972، أمر كافة الآسيوين المقيمين بأوغندا والذين كان عددهم 35000 مواطن بمغادرة البلاد، كما أعطاهم مهلة لا تتعدى الـ 3 شهور، وكان هذا القرار المفاجيء والغريب دافعه حلم، حلم إدعى فيه انه رأي الله يأمره بطرد الآسيوين من أوغندا !
https://www.arageek.com/wp-content/uploads/amin_13.jpg
ليس هذا كل شيء، بل قام في نفس العام بقطع علاقته الدبلوماسية مع بريطانيا، بعد أعوام من الطاعة والولاء ، وذلك بعد إدانة بريطانيا ورفضها لسياسته وتصرفه تجاه الآسيوين، فرأي عيدي ان الرد المثالي هو قطع العلاقات الدبلوماسية معها..
وطرد مواطنيها أيضاً ، وكنوع من الإستفزاز لبريطانيا قام عيدي في إحدى مؤتمرات القمة الأفريقية التي عقدت في العاصمة كمبالا، بدخول المؤتمر وهو محمولاً على الأكتاف، حيث كان جالساً على كرسي يحمله أربعة بريطانيين في رسالة هدفها إذلال بريطانيا أمام العالم !
كل هذه الأفعال دفعت عديد من الدول لقطع علاقتها الدبلوماسية بأوغندا، لكن أمرا كهذا لم يكن ليؤرق بال عيدي أمين الذي يحكم ويدير البلاد بصبيانية مطلقة ، ويتجلى ذلك في علاقته بدولة تنزانيا أيضاً..
والتي أصبحت مقراً ونقطة تجمع لمعارضيه، كان عيدي أمين يتعمد إستفزاز تنزانيا بتصريحاته الدائمة عن نيته ورغبته في إحتلالها، إلى ان زادت الحدة بين البلدين وبلغ التوتر أشده في أكتوبر عام 1978، عندما قام عيدي بدخول تنزاينا وإحتلال مثلث كاجيرا وهى منطقة صغيرة بتنزاينا..
فجاء رد رئيس تنزانيا آنذاك ” يوليوس نيريري “بالغ الحكمة، حيث قام بتنظيم صفوف المعارضة ودعمهم ومدهم بالسلاح وإطلاقهم ككرة نار بوجه عيدي، وبالفعل نجح الثوار في توحيد صفوفهم من خلال منظمة الجبهة الشعبية لتحرير اوغندا والتي يرأسها الرئيس المعزول أوبوتي في إسقاط عيدي أمين وطرده خارج البلاد.
شخصيات تاريخية شهيرة لسنا متأكدين من وجودها فعلياً !
حياة المنفى
https://www.arageek.com/wp-content/uploads/Idi_Amin_Jeddah.jpg
كانت الوجهة الأولى لعيدي هى ليبيا، حيث القذافي أحب الزعماء إليه، الذي أيد إنقلابه وأفعاله الجنونية وجرائمه تجاه شعبه، فضلاً عن إمداده بالمال وبالسلاح والبترول، ودعمه في المحافل الدولية.
إنتقل بعدها عيدي أمين إلى السعودية، حيث أسكنه الملك فهد بن عبد العزيز إحدى فيلاته، ولم تكن إستضافة الملك له مدفوعة بتأييد أو دعم، بل كانت تسلطاً ورغبة في تقييده، فقد كان شرط إستضافته ألا يمارس أي عمل سياسي، ويكتفي بالحياة كمواطناً عادياً، ويقال ان الدافع الحقيقي وراء استضافة الملك له هو الرغبة في الحد من تصرفاته التي تشوه صورة الإسلام.
كانت السعودية آخر محطات عيدي أمين التي قضى فيها سنوات طويلة، يمارس حياته كمواطن عاديا، إلى ان تم إعلان خبر وفاته إثر سكتة قلبية بمستشفى الملك التخصصي عام 2003، بعد معاناة مع المرض.