منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (http://www.r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (http://www.r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   تفسير آية: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ. (http://www.r-eshq.com/vb/showthread.php?t=141467)

رحيل 11-08-2021 02:24 PM

تفسير آية: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ.
 
تفسير آية: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ.... ﴾


قال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 125 - 128].


الغَرَض الذي سِيقَتْ له: الإرشاد إلى الطريق الرشيدة في دعوة العباد إلى الله عز وجل وسلوك أحسن الطرق في معاملتهم.


ومناسبتها لما قبلها: أنه لما أمره باتباع ملة إبراهيم الحنيفية، أمره أن يدعو إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يعامل الناس بخُلُق حَسَن.


وقوله: ﴿ ادْعُ ﴾؛ أي: أرشد، والمفعول محذوف للعموم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الناس كافة.


وقولُه: ﴿ سَبِيلِ رَبِّكَ ﴾ يعني الملة الحنيفية السمحة، و(الحكمة) الطريقة السديدة الرشيدة الموافقة للكتاب والسنة، مع اتباع اللين في مواطن اللين، والحزم في مواطن الحزم.


﴿ وَالْمَوْعِظَةِ ﴾ العبرة النافعة الجميلة.


ومعنى ﴿ وَجَادِلْهُمْ ﴾: ناظِرهم وخاصِمهم، ودافع عن دينك.


ومعنى ﴿ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾؛ أي: بالطريقة التي هي أحسن.


فمرجع الضمير في قوله: ﴿ هِيَ ﴾ إلى الطريقة المفهومة من السياق، وحُسنُها أن تكون برفق ولطف ولين، وأن ينظر إلى حال المدعوين، فيتخذ معهم ما يناسبهم ويحملهم على الطاعة.


وقوله: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ تعليل لما قبله، وفيه ترغيب وترهيب، وقدم ذكر الضلال؛ لأن المقام في ذكر مجادلة الضالين، وعبر في جانب الضلال بالفعل وفي جانب الهدى بالاسم؛ لأن الإنسان مولود على الفطرة، فعبَّر في جانبه بما يقتضي الثبوت، أما الضلال فطارئ متجدِّد؛ ولذلك عبَّر في جانبه بالفعل، وجيء بضمير الفصل وكرَّر للتخصيص والتأكيد وخطر الوعد والوعيد.


وقوله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾ استئنافٌ للإشارة إلى ما يتعرض له الداعية من الأذى، وما ينبغي أن يتحلَّى به في مقابلة ذلك من العدل والإحسان.


والمعنى: وإن أردتم أذية مَن آذاكم فآذوه بمثل الأذى الذي وقع عليكم.


وقوله: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾؛ أي: ولئن أمسكتم عن مقابلة السيئة بالسيئة، فإن هذا الخُلُق خيرٌ لكم؛ فالضمير في قوله: ﴿ لَهُوَ ﴾ راجعٌ إلى الصبر المفهوم من قوله: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ ﴾.


وقوله عز وجل: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾؛ أي: واحبِس نفسك عن الجزع عند المصائب، واحبسها على الطاعات، وامنَعْها من الوقوع في الشهوات، وليكن اعتمادُك في كل ذلك على الله وحده؛ لأنه هو وحده القادر على تمكينك مِن التخلق بهذا الخلق العظيم، فاستعِن به وتوكَّل عليه، فإن هذا الخُلُق لا يُنال إلا بمشيئة الله وإعانته، وحوله وقوته.


وقوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾؛ أي: ولا تجزَع بسبب كفر هؤلاء الكافرين وإعراضهم عنك؛ وذلك لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألَّم كثيرًا من استمرارهم على الكفر وعنادهم لدعوة الإسلام؛ كما قال عز وجل: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3]، وكما قال عز وجل: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6].


ومعنى قوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾؛ أي: ولا يَضِقْ صدرك بسبب ما يجهدون به أنفسهم في عداوتك وإيصال الشر والأذى إليك، فإن الله عز وجل كافيك وناصرك ومؤيدك ومظهرك عليهم ومظفرك بهم، وهو ناصر دينه، ومُعلٍ كلمته؛ حتى تكون هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.

وقوله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾؛ أي: إن الصبر يورث الإحسان، ويجلب معيَّة الله الخاصة بالتأييد والنصر والمعونة والتوفيق والرشاد، ولا تنال الإمامة في الدين إلا بالصبر واليقين؛ كما قال عز وجل: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90]، ولذلك يقول عز وجل: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].


الأحكام:

1) إن على الداعي إلى الله أن يكونَ على بصيرة في دعوته، وأن يحرص على الكلمة الطيبة، وأن يختار لكل مقام مقالًا.
2) أن يكون جداله وحواره ومناظرته بأحسن الأساليب الملينة للقلوب، مبتعدًا عن كل كلمة جافة أو نابية أو متطرفة.
3) أن يكون مع المدعو كالطبيب الحاذق الحريص على شفاء المريض الذي يبدأ بالدواء المفرد قبل الدواء المركب.
4) أن يكون على هدى في سلوكه، موقنًا أن القلوب بيد الله، يهدي من يشاء فضلًا، ويضل من يشاء عدلًا.
5) لا يجوز التجاوز في العقوبة عن المثل، ويبتعد كل الابتعاد عن التمثيل بالقتلى.
6) الصبر سبب للتمكين في الأرض، مورث لأعلى المنازل في الدنيا والآخرة.

غلا الشمال 11-08-2021 02:42 PM

جزاك الله خير الجزاء ونفع بك :121:

мя Зάмояч 11-08-2021 04:59 PM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

بنت الشام 11-08-2021 05:39 PM

دام التألق ... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع
لك مني كل التقدير ...!!
وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...!
ارق التحآيآ لك
ودي وعبق وردي

شيخة المزايين 11-08-2021 06:21 PM

سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

Şøķåŕą 11-08-2021 06:30 PM

تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي


الساعة الآن 09:31 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
new notificatio by R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع