منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (http://www.r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ قِصص القُرآن الكرِيم ۩ (http://www.r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=123)
-   -   قصة إسلام أبي ذر الغفاري (http://www.r-eshq.com/vb/showthread.php?t=230153)

قانون الحب♥️ 05-29-2023 04:23 PM

قصة إسلام أبي ذر الغفاري
 
النفوس تحب القصص وتتأثر بها لذلك نجد في القرآن الكريم أنواعا من القصص النافع وهو من أحسن القصص، وكان من حكمة الرسول صلى الله عليه وسلم أن اقتدى بكتاب ربه فقص علينا من الأنباء السابقة نذكر بعضا منها لعل فيها العبرة والموعظة.

هو أبو ذَرّ، ويقال أبو الذَرّ جندب بن جنادة الغفاري. وقد اختلف في اسمه، فقيل: جندب بن عبدالله، وقيل: جندب بن السكن، والمشهور جندب بن جنادة. وأم أبي ذر هي رملة بنت الوقيعة الغفارية، وقد أسلمت رضي الله عنها.

كان آدم طويلا أبيض الرأس واللحية، أسمر اللون نحيفا، قال أبو قلابة عن رجل من بني عامر: «دخلت مسجد منى فإذا شيخ معروق آدم (أي أسمر اللون)، عليه حلة قطري، فعرفت أنه أبو ذَرّ بالنعت».

حال أبي ذر الغفاري في الجاهلية

ولد أبو ذَرّ رضي الله عنه في قبيلة غفار بين مكة والمدينة، وقد اشتهرت هذه القبيلة بالسطو، وقطع الطريق على المسافرين والتجار وأخذ أموالهم بالقوة، وكان أبو ذَرّ رضي الله عنه رجلا يصيب الطريق، وكان شجاعا يقطع الطريق وحده، ويغير على الناس في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع، فيطرق الحي ويأخذ ما يأخذ.

ومع هذا كان أبو ذَرّ ممن تأله رضي الله عنه: «أخذ أبو بكر رضي الله عنه بيدي فقال: يا أبا ذَرّ. فقلت: لبيك يا أبا بكر. فقال: هل كنت تأله في جاهليتك؟ قلت: نعم، لقد رأيتني أقوم عند الشمس (أي عند شروقها)، فلا أزال مصليا حتى يؤذيني حرها، فأخر كأني خفاء. فقال لي: فأين كنت توجه؟ قلت: لا أدري إلا حيث وجهني الله، حتى أدخل الله علي الإسلام». في الجاهلية، وكان يقول: لا إله إلا الله، ولا يعبد الأصنام.

النور يسري إلى قلب أبي ذر وقبيلته

عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال أبو ذَرّ رضي الله عنه: كنت رجلا من غفار، فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي، فقلت لأخي: انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره. فانطلق فلقيه، ثم رجع فقلت: ما عندك؟ فقال: والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير، وينهى عن الشر. فقلت له: لم تشفني من الخبر. فأخذت جرابا وعصا، ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه، وأكره أن أسأل عنه، وأشرب من ماء زمزم، وأكون في المسجد. قال: فمر بي علي رضي الله عنه، فقال: كأن الرجل غريب؟ قال: قلت: نعم. قال: فانطلق إلى المنزل. قال: فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء.

قال: فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله بعد؟ قال: قلت: لا. قال: انطلق معي. قال: فقال: ما أمرك؟ وما أقدمك هذه البلدة؟ قال: قلت له: إن كتمت علي أخبرتك. قال: فإني أفعل. قال: قلت له: بلغنا أنه قد خرج هاهنا رجل يزعم أنه نبي، فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر، فأردت أن ألقاه. فقال له: أما إنك قد رشدت، هذا وجهي إليه فاتبعني، ادخل حيث أدخل، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي، وامض أنت. فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت له: اعرض علي الإسلام. فعرضه فأسلمت مكاني، فقال لي: «يا أبا ذَرّ، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى بلدك، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل».

فقلت: والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم. فجاء إلى المسجد وقريش فيه، فقال: يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ. فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي، ثم أقبل عليهم فقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار، ومتجركم وممركم على غفار. فأقلعوا عني، فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ. فصنع بي مثل ما صنع بالأمس، وأدركني العباس فأكب علي، وقال مثل مقالته بالأمس.

وكان أبو ذَرّ رضي الله عنه من كبار الصحابة، قديم الإسلام، يقال: أسلم بعد أربعة فكان خامسا، وبعد أن أسلم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة وهو المعنق ليموت.

أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية أبي ذر الغفاري

كان للنبي أثر كبير وواضح في حياة أبي ذر رضي الله عنه، وذلك لقدم إسلامه، وطول المدة التي قضاها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فعن حاطب قال: قال أبو ذَرّ: «ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما صبه جبريل وميكائيل - عليهما السلام - في صدره إلا قد صبه في صدري».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو ذَرّ رضي الله عنه: يا رسول الله، ذهب أصحاب الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضول أموال يتصدقون بها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذَرّ، ألا أعلمك كلمات تدرك بهن من سبقك، ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك؟» قال: بلى يا رسول الله. قال: «تكبر الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتسبحه ثلاثا وثلاثين، وتختمها بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».

أهم ملامح شخصية أبي ذر الغفاري

٭ الزهد الشديد والتواضع: قيل لأبي ذر رضي الله عنه: ألا تتخذ أرضا كما اتخذ طلحة والزبير؟ فقال: «وما أصنع بأن أكون أميرا، وإنما يكفيني كل يوم شربة من ماء أو نبيذ أو لبن، وفي الجمعة قفيز من قمح».

وعن أبي ذر قال: «كان قوتي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من التمر، فلست بزائد عليه حتى ألقى الله تعالى».

٭ صدق اللهجة: قال أبو ذَرّ رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تقل الغبراء ولا تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذر، شبيه عيسى ابن مريم». قال: فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا نبي الله، أفنعرف ذلك له؟ قال: «نعم، فاعرفوا له».

حرص أبي ذر الغفاري على الجهاد رغم الصعوبات

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، جعل لايزال يتخلف الرجل فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان. فيقول: «دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه». حتى قيل: يا رسول الله، تخلف أبو ذَرّ، وأبطأ به بعيره. فقال رسول الله: «دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه». فتلوم أبو ذَرّ رضي الله عنه على بعيره فأبطأ عليه، فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول الله ماشيا، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كن أبا ذَرّ». فلما تأمله القوم، قالوا: يا رسول الله، هو – والله - أبو ذَرّ. فقال رسول الله: «رحم الله أبا ذَرّ، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده».

بعض المواقف من حياة أبي ذر الغفاري مع الرسول

وفي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: «نور أنى أراه». قال النووي: أي حجابه نور، فكيف أراه؟

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: «يا أبا ذَرّ، إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها».

بعض المواقف من حياة أبي ذر الغفاري مع الصحابة

مع معاوية

عن زيد بن وهب قال: مررت بالربذة، فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام، فاختلفت أنا ومعاوية في (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) (التوبة: 34)، قال معاوية رضي الله عنه: نزلت في أهل الكتاب. فقلت: نزلت فينا وفيهم. فكان بيني وبينه في ذاك، وكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني، فكتب إلي عثمان رضي الله عنه أن اقدم المدينة. فقدمتها فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذاك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبا. فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت.

مع أبي بن كعب

عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: دخلت المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلست قريبا من أبي بن كعب رضي الله عنه، فقرأ النبي سورة براءة، فقلت لأبي: متى نزلت هذه السورة؟ قال: فتجهمني ولم يكلمني. ثم مكثت ساعة، ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني، ثم مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني، فلما صلى النبي قلت لأبي: سألتك فتجهمتني ولم تكلمني. قال أبي: ما لك من صلاتك إلا ما لغوت.

فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، كنت بجنب أبي وأنت تقرأ براءة، فسألته متى نزلت هذه السورة فتجهمني ولم يكلمني، ثم قال: ما لك من صلاتك إلا ما لغوت. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق أبي».

بعض المواقف من حياة أبي ذر الغفاري مع التابعين

مع عبدالله بن الصامت

عن عبدالله بن الصامت، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل، فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود». قلت: يا أبا ذَرّ، ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر؟ قال: يا ابن أخي، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني، فقال: «الكلب الأسود شيطان».

مع صدقة بن أبي عمران

عن صدقة بن أبي عمران بن حطان قال: أتيت أبا ذَرّ فوجدته في المسجد مختبئا بكساء أسود وحده، فقلت: يا أبا ذَرّ، ما هذه الوحدة؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة، وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر».

أثر أبي ذر الغفاري في الآخرين

منذ أسلم رضي الله عنه أصبح من الدعاة إلى الله، فدعا أباه وأمه وأهله وقبيلته، ولما أسلم أبو ذَرّ رضي الله عنه قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه وانطلقت معهما حتى فتح أبو بكر بابا، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، قال: فكان ذلك أول طعام أكلته بها، فلبثت ما لبثت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني قد وجهت إلى أرض ذات نخل -ولا أحسبها إلا يثرب - فهل أنت مبلغ عني قومك، لعل الله ينفعهم بك ويأجرك فيهم».

قال: فانطلقت حتى أتيت أخي أنيسا، قال: فقال لي: ما صنعت؟ قال: قلت: إني أسلمت وصدقت. قال: فما بي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمت وصدقت. ثم أتينا أمنا فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت. فتحملنا حتى أتينا قومنا غفارا. قال: فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكان يؤمهم خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري، وكان سيدهم يومئذ، وقال بقيتهم: إذا قدم رسول الله أسلمنا. قال: فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم بقيتهم. قال: وجاءت «أسلم» فقالوا: يا رسول الله، إخواننا، نسلم على الذي أسلموا عليه. فقال رسول الله: «غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله».

بعض كلمات أبي ذر الغفاري

من أقواله رضي الله عنه: «حجوا حجة لعظائم الأمور، وصوموا يوما شديد الحر لطول يوم النشور، وصلوا ركعتين في سوداء الليل لوحشة القبور».

وفاة أبي ذر الغفاري

توفي أبو ذَرّ الغفاري رضي الله عنه بالربذة سنة 32هـ/ 652م.

لَـحًـــنِ ♫ 05-29-2023 06:18 PM

فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
‎تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
‎طًرّحٌ مٌخملَي ..,
‎كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
‎يعطَيكـ العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـً
‎بإنتظَآرَجَديِدكًـ بشغفَ

http://ladyoftheswamps.l.a.pic.cente...t/67821c78.png

الدكتور على حسن 05-29-2023 06:21 PM


https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...f1f948f715.gif
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...f1f948f715.gif


ضامية الشوق 05-29-2023 06:43 PM

جزاك الله خيرا

мя Зάмояч 05-29-2023 07:47 PM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

Şøķåŕą 05-29-2023 08:44 PM

_



جزاك الله كل خير ..
وَبارك الله فيك ولا حرمك الأجر
لك من الشكر أجزله.


الساعة الآن 01:19 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2024, Trans. By Soft
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع