من وحى القلم.. يَوْمُ الْفِطْرِ
ثم تكونُ الجائزةُ من اللهِ تَعَاَلي، بالعيدِ المُباركِ، الذى جاءَ تتويجاً لشهرٍ كاملٍ من الأعمالِ الصالحةِ . الناسُ فى العيدِ، على حَالين، المتألمُ ، رغم فرحةِ العيدِ، على فراقِ رمضانَ، الذى كانَ له ملاذاً ومستقراً، صامَ نهارَه سعيداً، وقامَ ليلَه مسروراً، وقرأَ القُرآنَ فَرِحاً، واستمعَ إليه طرباً، وفَعلَ الخيراتِ اختياراً، وتركَ الموبقاتِ اقتناعاً، فكانَ إنساناً رمضانياً، يذهبُ رمضانُ، فكأنَّ روحَه تذهبُ معه، تُهرولُ وراءَه، ويقولُ فى نفسِه: هل أنتظرُ عاماً كاملاً، للقاءِ حبيبى؟ ما أطولَ الوقتَ ! وما أشقَّ الفراقَ ! والآخرُ من الناسِ ، يراها فترةَ عقوبةٍ وانقضتْ ! لنعودَ إلى الانطلاقِ فى هَذِهِ الدُنيا الجميلةِ ! وهم فى ذلكَ ، على درجاتٍ، فمنهم السعيدُ فى رمضانَ، والسعيدُ أيضاً بمغادرتِه، إلى أنْ نصلَ لهَذَا السعيدِ فقط بالمغادرة ! ولسانُ حالِه : رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ … والحقيقةُ أنْ مُرادَ اللهِ، أنْ يكونَ رمضانُ العامَ كُلَّه، اختياراً، وشهراً واحداً، جَبراً ، لتنتفى المشقةُ عن الناسِ، مع بقاءِ السلوكِ الطيبِ، فكُلُّ ما كانَ فى رمضانَ ، مستحبٌ بعدَ رمضانَ، بل قد يكونُ أعظمَ ثواباً ! لماذا، لأنَّه سيكونُ طاعةً من قلةٍ من الناسِ ، وقتَ الغفلةِ من الناسِ . ذهبَ شهرُ الرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ من النارِ، ذهبَ رمضانُ، وبقى ربُّ رمضانَ، فمَنْ كانَ يعبدُ رمضانَ، فقد مرَّ وفاتَ، ومَنْ كانَ يعبدُ ربَّ رمضانَ، فهو الْحَيُِّ الَّذِى لَا يَمُوتُ . قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَ ّفى الحديث القدسى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ ..لماذا الصيامُ تحديداً؟ وكُلُّ الأعمالِ للهِ ! الإجابةُ أولاً: لأنَّه العبادةُ الخالصةُ تماماً من الرياءِ ثانياً: لأنَّ رصيدَ الصيامُ، هو الرصيدُ الوحيدُ، الذى لا يُستخدمُ فى ردِ المظالمِ ، يومَ القيامةِ، ولا يتمُ الرجوعُ عليه! بمعنى، هَبْ أَنَّ إنساناً فعلَ من الخيراتِ، أقلَ مما فعلَ من الآثامِ، يتمُ ردُ المظالمِ، من سائرِ الأعمالِ، ويبقى مديوناً، فالقرارُ المتوقعُ، أنَّه إلى النارِ، لكنَّ اللهِ برحمتِه وفضلِه، لا يقتربُ من رصيدِ الصيامِ ، لتُستكملَ عمليةُ السدادِ، ويبقى الصيامُ حساباً مُغلقاً لصاحبِه، ويتولى اللهُ نفسُه السدادَ، نيابةً عن العبدِ الضعيفِ، حتى يُصبحَ رصيدُ المديونيةِ (صفرا) لكنَّ الحقيقةَ أنَّ هَذَا العبدَ ، يخرجُ فائزاً، لما يوضعُ رصيدُ الصيامِ ، الذى حفظَه اللهُ تَعَاَلى من سدادِ ديونِ العبادِ ! أيُّ مَكْرُمةٍ هَذِهِ ، أيها الصيامُ ! حقاً: إِلَّا الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ .. الآنَ يا ربُّ فهمنا كيفَ يكونُ جزاءُ الصيامِ . لقد شرَعَ اللهُ لهَذَهِ الأمَّةِ الفرحَ والسرورَ ، بتمامِ نِعمتِه، وكمالِ فضلِه، فعيدُ الفِطرِ يأتى بعدَ تمامِ صيامِهم ، الذى افترَضَه عليهم، وجعلَه يومَ الجوائزِ، يرجعون فيه مِن صلاتِهم بالمغفرةِ . وقد أقبلَ العيدُ ، فاللَّهُمَّ عيداً من الفرحةِ والرضا ، والبرِ والعملِ الصالحِ ، وصلةِ الأرحامِ ، وإدخالِ السرورِ على الناسِ . وقد انقضى رمضانُ فاللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ صِيَامِنَا إِيَّاهُ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاجْعَلْنا مَرْحُومين ، ولا تجْعَلْنا مَحْرُومين . لكم خالص تحياتى وتقديرى و عيدك سعيد مبــارك الدكتور علـى حسـن |
جزاك الله خير
بارك الله فيك |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
سلمت يمينك..
طرح فاائق الجمال ..والروعه تحياتي لك.. |
_
جزاك الله خير الجزاء وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم رزقك المولى الجنّة ونعيمها ض2 |
شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم دمت بكل خير |
الساعة الآن 05:17 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
new notificatio by R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع