وهبت الطبيعة ساحل كابو دي غاتا جمال لا مثيل له، يمكنك ان تلمسه ما بين العديد من الشواطئ النقية المزينة
بنباتات برية رائعة، وما بين الخلجان المنعزلة ذات الرمال الذهبية الناعمة، والتي تضفي جميعها سحرا خاصا للمكان.

ويعد شاطىء بلايا ديل مونسول، أحد أجمل الشواطىء في الحديقة، إذ يمتاز بمياهه الضحلة الواضحة،
وتحيط به تشكيلات صخرية بركانية متداعية، بما في ذلك قطعة كبيرة من الصخور تقسم الشاطئ إلى جزئين وتمنحه
مظهرا مميزا.

كما يتمتع شاطىء بلايا دي لوس مورتوس بموقع مذهل مع مناظر رائعة للمنحدرات المحيطة،
ويحظى بشعبية كبيرة بين الزائرين الباحثين عن العزلة والخصوصية.

لا يزال هذا المنتزه الوطني منخفض الكثافة السكانية، حتى أنك ستندهش عند الزيارة من مدى التناقض
الصارخ للحديقة مع الأجزاء الأكثر حيوية من الساحل الإسباني، والتي يتميز بالفنادق والشوارع الصاخبة.

وعلى الرغم من أن أسلوب الحياة في المتنزه قد لا يناسب الجميع، إلا أنه يتميز بالكثير من
السلام والهدوء، مع قلة من المقاهي والمطاعم الشاطئية التي تنتشر في عدد قليل من القرى الساحرة
على طول الساحل، لذا إذا كنت ترغب في العثور على بعض الهدوء بعيداً عن المنتجعات المزدحمة في إسبانيا،
فهذا هو المكان الأمثل لك.

إذا كنت ترغب في الاستمتاع بالطقس الدافئ في أوروبا وخاصة في فصل الشتاء، فإن منتزه كابو دي غاتا
الطبيعي هو المكان المناسب للزيارة، ولا عجب في ذلك، فهذه الحديقة هي المكان الأكثر جفافاً في أوروبا،
مع متوسط ​​درجة حرارة 18 درجة مئوية، ما يعني مزيد من فرص الاستمتاع بالشواطىء الساحرة على مدار العام.

كما يمكنك عند زيارة تلك الوجهة الرائعة الاستمتاع بالسير لمسافات طويلة، فضلا عن الغوص، والتجديف.

تم تصنيف حديقة كابو دي غاتا الطبيعية كمحمية حيوية لليونسكو في عام 1997، كما تم إدراجها ضمن المناطق
ذات الحماية الخاصة في البحر الأبيض المتوسط في عام 2001، حيث تضم أكثر من 1000 نوع من الحيوانات داخل
الحديقة، ومعظمها من الطيور، ذلك بالإضافة إلى ثروة الطيور البحرية على طول الساحل، فضلا عن الشعاب
المرجانية الضخمة تحت الماء، والتي تعج بالحياة البحرية الرائعة.

كما تتميز الحياة النباتية في حديقة كابو دي غاتا بأنواعها المختلفة، التي يمكنها تحمل مناخ
الرطوبة العالية، إذ تعتبر رائحة إكليل الجبل الطازجة والزعتر والروزماري التي تنتشر في النسيم بين أرجاء الحديقة،
خير دليل على ذلك.

ومع الكثافة السكانية المنخفضة، فإن العديد من البلدات والقرى الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء الحديقة
الطبيعية، لا تزال هادئة وبسيطة كما هي، بما في ذلك بلدة سان خوسيه الكبيرة التي تحتفظ إلى يومنا
هذا بطابعها الريفي مع مجموعة من المباني البيضاء، والتلال التي تعانق الخليج الضحل.

وبالفعل تتميز كل مدينة وقرية في حديقة كابو دي غاتا الطبيعية بسحرها وتاريخها، الذي
يمكنك اكتشافه سيرا على الأقدام بين المشاهد والطرق المريحة.

على الرغم من أن هذا الأمر يتعلق بمنطقة خارج الحديقة الطبيعية، من المهم أن نذكر أنه إلى جانب العزلة
الساحرة والجمال الريفي للمنتزه الطبيعي، هناك بعض المعالم الإسبانية القريبة والتي تستحق الزيارة، بما
في ذلك جبال سييرا نيفادا التي تقع على بعد بضع ساعات بالسيارة،.