الخصائص السلوكية والتعليمية للمعاقين عقليا
أن الخصائص السلوكية عند ذوي التخلف العقلي قد رصدت واصبحت واضحة للمختصين ، وذلك نتيجة للدراسات التي أجريت عليهم قیاس مع الاطفال العاديين والمعاقيين المساوين لهم في العمر الزمني ، وتجدر الاشارة بانه لامر صعب تعميم هذه الصفات على جميع أفراد هذه الفئات ، وقد تنطبق هذه الصفات على طفل في حين أنها لا تنطبق على طفل آخر ، وبالرغم من ذلك فمنهم من هو قادر على النمو والتعلم حتى ولو كان ذلك بطيئة ، لذلك يجب دراسة جوانب النمو الاكاديمي ، والجسمي ، والانفعالي ، والاجتماعي والعقلي ،والسمات الشخصية عند ذوي الاعاقات العقلية ، لكي يتمكن المختصون من تخطيط وتصميم مناهجهم ، وبرامجهم التعليمية ، وسنتطرق الى خصائصهم التعلمية (الاكاديمية ) ، والانتباه ، والنمو الجسمي واللغوي والنمو الاجتماعي – الانفعالي ، والعقلي ، والانفعالي ،کالعدوان ، والانسحاب ، والسلوك النمطي والفوضوي ، وایذاء الذات .
اولا: السلوك الاكاديمي التعليمي: بما أن المعاقين لديهم مشکلات مثل الخلل الوظيفي في عمل الدماغ ، فان الجانب التعلمي لديهم يتأثر بذلك ، حيث يتصف هؤلاء الأفراد بعدم قدرتهم على مجاراة أترابهم اكاديمية بسبب هذه المشكلات ، حيث يتصفون ببطء التعلم وصعوبته قياسا مع العاديين ، والموهوبين الذي يتصفون بسرعة وسهولة التعلم ، حيث أن هناك ارتباط بين الذكاء والتعلم والمعروف بان المعاقين يقعون بين درجة ذكاء (۷۰-۳۰) درجة اقل من الوسط بانحراف او انحرافین معیارین سالبين عن الوسط ، فهم لديهم مشكلات في الانتباه والتشتت ، حيث تكون فترات انتباههم قصيرة لا تمكنهم من مواصلة الدراسة ، حيث أن الدراسة تحتاج الى تركيز الانتباه عند الدارس ، وعلاوة على ذلك فهم يعانون من مشكلات في القراءه ، والكتابه والاستيعاب المناهجي والقرائي ان هذه الفئات لا تستطيع التعلم بانفسها قياس بالاطفال العاديين ، حيث يحتاج معلم التربية الخاصة إلى اللجوء الى التلقين القرائي والكتابي ، والى الاعتماد على تشكيل سلوكات تعليميه لديهم ، والى تسلسل هذه السلوكات ،والی نمذجتها ايضا ، والي تجزيء المهمات بالاضافة إلى استعمال التعزيز الايجابي في كل اسلوب تعليمي ليسهل عليهم عملية التعلم والاستيعاب . ويشير (ماکمیلان ۱۹۷۷) إلى أن الفروق بين تعلم الأطفال العاديين والمعاقين بانها فروق في الدرجة والنوع ويشير (الروسان ۱۹۸۸) في دراسة له عند مقارنة أداء الطلبة العاديين والمعوقين عقلية بالنسبة للمفاهيم العددية حيث اشارت نتائج الدراسة إلى تفوق الطلبة العاديين على الطلبة المعوقين اعاقة عقلية بسيطة والمتماثلين في العمر الزمني في تعلم المفاهيم العددية ، ويشير في دراسة أخرى اجراها عام ۱۹۸۷ افادت نتائجها الى تفوق الطلبة العاديين على المعوقين في مهارات الكتابة والقراءه . وفي دراسة أجراها (البسطامی ۱۹۸۸) هدفت إلى تحديد مستوى أداء الطلبة ذوي الاعاقات العقلية البسيطة في عمر (7 – 6) سنوات على مهارات القراءة العربية للصف الأول الأساسي حيث اشارت نتائجها الى ان الطلبة المعوقين اعاقة بسيطة يستطيعون اتقان مهارات التعبير اللفظي المصوره ، ومهارات القراءة اللفظية المصورة ، وبعض مهارات القراءة المجرده ، ويجب أن لا يفوتنا القول بان اصحاب هذه الاعاقات يعانون من مشكلات في العمليات الحسابية بسبب اعتمادهم على التعلم الحسي ، وبسبب عدم قدرتهم على التجريد والذي يزيد الطين بلة بالنسبة العملية تعلم هؤلاء الأفراد ما يلي :
أ-الانتباه attention ينمو انتباه الفرد من خلال تفاعله مع البيئة كاستجابة للمثيرات البيئية المحيطة به ، والمثيراته الداخلية المرتبطة بما لديه من انفعالات وغيرها . ان جميع الأطفال في سن مبكرة يعانون من مشكلات في الانتباه وهذا أمر طبيعي ، وينمو الانتباه عند الاطفال تبعا لنموهم الجسمي ، والعقلي ، والنفسي ، وتبعا لمراحل نموهم ، اما اذا لم يستطع الطفل القيام بالمهمات المطلوب منه القيام بها والتي تحتاج الى الانتباه قياسا مع انتباه الطلبة العاديين فانه سيكون لديه مشكلة في الانتباه ويعتبر الانتباه متطلب رئيس وسابق لعملية التعلم . آن قدرة المعاق على الانتباه الى المثيرات ذات العلاقة بالموقف التعليمي ادنی من قدرة الطفل غير المعاق ، لذلك يجدر بمعلم التربية الخاصة استعمال الاستراتيجيات التالية لاستثمار وتطوير انتباه الطفل المعوق عقليا .
ويلخص (ماکمیلان ۱۹۷۷) مجموعه من الدراسات اجراها زيمان وزيمان وهاوتس وتيرنر وسبتز أفضت الى القاء المزيد من الضوء على مشكلات الانتباه لدى الاطفال المعوقين عقلية وهي كما يلي :
يزداد التذكر في الفرد بازدياد قدراته العقلية وبسلامة جهازه العصبي والعقلي والعكس صحيح ،ويمتاز اصحاب هذه الاعاقة بنقص شديد في قدرتهم على الاسترجاع اوالتذكر بسبب عدم قدرتهم على الانتباه ،والاختزان ،اذ كيف يستطيع ان يتذكر الطفل المعوق اذا كان لا يستطيع الانتباه والاستيعاب الا بصعوبة بالغة ، أن الذاكره قصيرة المدى هي التي تتأثر وترجع اسباب صعوبات التذكر لدى هؤلاء الأطفال الى ما يلي :
بما أن الأطفال المعوقون يعانون من مشكلات تتعلق بالمثيرات التميزية ، والانتباه الانتقائي ، ومن مشكلات في استقبال المعلومات والتدريب ، وعدم قدرتهم على الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها ، retention بسبب تشتت انتباههم ، وعدم قدرتهم على تسلسل اداءاتهم ، حيث أن انتقال ثر التعلم يحتاج الى اختزان المعلومه ، والقدرة على استرجاعها ، ومن ثم استخدامها في المواقف التعلمية المشابهة ، وبما أن لديهم صعوبة في الفصل بين المتشابهات ، فانه سيكون تبعا لذلك لديهم مشكلة في انتقال أثر التعلم ، اذ كيف سيكون ذلك في غياب تشتت الانتباه ، وصعوبة استقبال المعلومات ، والاستجابة لتسلسل التعليمات التي لها علاقة بضعف انتباههم ، ولضعف قدرتهم على اختزان المعلومات واسترجاعها . أن طبيعة المهمة التعليمية ودرجة التشابه بين الموقف السابق واللاحق ودجة الاعاقة العقلية هي من العوامل التي تجعل انتقال اثر التعلم واستخدامه عند هؤلاء الأطفال امرا صعبا . ثانيا: السلوك اللغوي ينمو السلوك اللغوي ويتطور وفقا لقدرات الفرد المعرفية ، لذلك فان ذوي الاعاقات العقلية ستكون لديهم مشکلات لغوية بسبب ضعف قدرتهم على الاستيعاب ، وتشتت الانتباه ومشکلات الذاكره ،وصعوبة استقبال المعلومات ، وضعف التمييز بين المتشابهات ، واختلفات من المثيرات . وبناء على ذلك ستتأثر عملية قيامهم بالمهمات المطلوب منهم القيام بها ، انهم يعانون من مشكلات كالتهجئة ،ومشکلات اللغة التعبيرية ، وفقر قاموسهم اللغوي ، وإسائه ، استخدام القواعد اللغوية ، ويتصف سلوكهم اللغوي كما اشار کوفمان وهلهان ۱۹۸۲ بما يلي:
وقد أجريت العديد من الدراسات حول مظاهر وخصائص النمو اللغوي عند الاطفال المعوقين عقلية مقارنة مع الاطفال العاديين واشارت هذه الدراسات الى ما يلي :
السلوك النمطي سلوك شاذ يظهر على شكل استجابات مختلفة من الناحية الشكلية وهو سلوك ليس له وظيفة أي ليس له غاية يؤديها وهو سلوك شائع لدى الأطفال المعوقين ، وقد يسمى بالسلوك التوحيدي autistic ،وهو سلوك غير مؤذي الا انه يعيق الانتباه ، ومن اشکال هذا السلوك سلوك هز الرأس ، ومص الإبهام ، وحركات الأصابع ،واليدين ، وهز الجسم ، وحكه ، والتلويح باليد ، ولف الشعر ، وهز الرجلين ، والتربيت على الوجه ، والصراخ ، والقهقهة ، والتصفيق باليدين ، وضرب القدمين بالأرض ، والتحديق في الفراغ والضوء وفرقعة الاصابع ، والدوران في المكان نفسه ، وتجدر الاشاره بان ۹۰٪ من هؤلاء الاطفال لديهم مثل هذا السلوك ، وترجع اسباب السلوك النمطي الى نقص في الإثاره ، ومحاولة المعوق إلى الحصول على مستوى اكبر منها او محاولته الهروب من الإثارات البيئية الهائله ،او لتخفيض اثارة القلق والاحباط لديه ، او انه ربما يعود الى اضطرابات في العمليات الفيزيولوجية ، او تلف في الجهاز العصبي ، وعدم تعلم المعوق للانماط السلوكية التكيفيه . رابعا: السلوك الفوضوي :Missy sloppy وهو سلوك يحول دون تأدية الفرد لوظائفه بشكل أو بآخر ، وهو سلوك يعيق من عملية التعلم ، ومن اشكاله المشي في غرفة الصف ، ومغادرته وتغيير المقعد، واللعب بادوات الآخرين ،والتململ ، وهز الجسم اثناء الجلوس ، ورمي الأوراق على الأرض ، وعدم العناية بالملابس ، (الهرجلة) ، والضحك بطريقة غير مناسبة ، واصدار اصوات غير مفهومة ، والكتابة على الجدران ، وتمزيق الملابس والكتب ، وعدم العناية بها والتأخر عن مواعيد الطعام والحصص. خامسا: سلوك ايذاء الذات Self – injurious وهو سلوك يشكل خطرا على المعوق نفسه ، أن الأطفال المتوحدين يميلون إلى ضرب رؤوسهم بالحائط ، او شد شعرهم ، الامر الذي يسبب تلف جسدي لديهم ، ويشمل هذا السلوك إسائه معامله الذات ، والتشويه الذاتي ، واتلاف الذات ،وعقاب الذات ، وقد يرجع أسباب ذلك السلوك الى الامراض الجسدية ، والاضطرابات الجسمية ،ومحاولة رد غضب الفرد على نفسه ، او لجلب الانتباه ، او الهروب من موقف معين ، وعدم قدرته على التفاعل مع البيئه ومثيراتها بطريقة موفقه وقد يرجع السبب الى اضطراب في عملية النمو الطبيعي . سادسا : الانسحاب الاجتماعي : ويعتبر استجابة للسلوك غير المتكيف بسبب عدم قدرة الفرد المعوق على الاستجابة المناسبة للتفاعلات الاجتماعية في بيئته ، وقد يرجع السبب إلى رغبة المعوق في الهرب من المضايقات التي يسببها له ، اقرانه او الى تلف في الجهاز العصبي المركزي ، او الاضطرابات في الكلام واللغة ، ونقص في مهارات الاتصال ، او العدوان ، او مشكلات الشلل الدماغي والعادي ، او وجود اعاقات مرافقة للاعاقة العقلية ، والى عدم النضج الاجتماعي ، والی صعوبات التعلم والاكتئاب ، والخوف والقلق ،ويأخذ الانسحاب الاجتماعي الاشكال التالية :
سابعا: السلوك العدواني يأخذ العدوان اشكال العدوان اللفظي ، والجسمي ، والرمزي ، ويشتمل على ايقاع الأذى بالآخرين ، او تخریب الممتلكات ، او السيطرة على الآخرين جسمية ، او لفظية ، ويجب التفريق بين سلوك العدوان ، وسلوك توكيد الذات ، حيث أن الأخير يأخذ شكل مطالبة الفرد بحقوقه بدون الاعتداء على الآخرين وقد ترجع اسباب العدوان على ما يلي :
يتأخر المعوقون عقلية في سلوكهم ونموهم الحركي قياسا مع العاديين ، وكذلك يتصفون بقلة نشاطهم الجنسي ، كما انهم يعانون من ضعف الاتصال البصري ، والتآزر الحركي ، وتجدر الاشارة بان بعض المعاقين قد يعانون من نشاط زائد بسبب الافراز الزائد لمادة الثيروكسين الناتج عن مشکلات في غددهم الدرقية ، كما أنهم يعانون من مشكلات في حركة اللسان ولدي بعضهم مشکلات سلس البول ومشکلات حركية مصدرها اصابتهم بالصرع. ثامنا : فقر في سلوك التكيف الاجتماعي ويأخذ ذلك شكل نقص في الميول والاهتمامات الاجتماعية ، وعدم تحمل المسؤولية ، كما ينصفون بالانسحاب ، والعدوان ، وايذاء الذات ، واضطراب مفهوم الذات وتدينه بحيث يشعرون بالفشل ، والاكتئاب ، والعزلة والاجتماعية كما أنهم يعانون من فقر في العلاقات الاجتماعية وقلة الاصدقاء . تاسعا: السلوك الانفعالي والعاطفي: يتصف المعوقون عقلية بعدم الاتزان العاطفي والانفعالي ، اذ ان استجاباتهم لمثل هذه المثيرات لا تكون مناسبة ، فقد تكون ضعيفة ، وباردة او خاوية ،او شديدة ومبالغ فيها يومؤذية للفرد ذاته وللآخرين ، كما انهم يتصفون بعدم قدرتهم على تحمل الاحباط والفشل والقلق . ان اتجاهات الناس حول المتخلفين عقلية تزيد من حدة مشكلاتهم الانفعالية ، خاصة اذا كانت اتجاهات ذات طابع سلبي ،حيث تساعد على تدني مفهومهم عن ذواتهم ، ومن ثم الشعور بالإحباط والفشل والدونية ، وعدم اللياقة والنفع ، انهم يعانون من مشكلات الثقة بالنفس والاعتماد على الآخرين . |
سلمت الايادي على الطرح الجميل
ودي |
جهد كبير
بارك الله فيك تحياتي ومروري |
يعطيك العافيه طرح رائع
https://j.top4top.io/p_20675m8ml0.gif |
سلمت أناملك ع روعة طرحك وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقااء بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك تحيتي وتقديري |
طرح رائع
يعطيك العافيه على هذا الابداع سلمت يمناك ولاعدمنا جديدك المميز |
الساعة الآن 04:45 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
new notificatio by R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع