منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (http://www.r-eshq.com/vb/index.php)
-   ✬ بـرَاءة طفُولـة ، عَالم الطّفـل الجميل ✬ (http://www.r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=60)
-   -   روائع وصايا الآباء لمؤدِّبي أبنائهم ومعلميهم (1) (http://www.r-eshq.com/vb/showthread.php?t=113990)

رحيل 03-21-2021 01:20 PM

روائع وصايا الآباء لمؤدِّبي أبنائهم ومعلميهم (1)
 
روائع وصايا الآباء لمؤدِّبي أبنائهم ومعلميهم (1)

وصية عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده


وائل حافظ خلف

بسم الله الرحمن الرحيم، رب يسر وأعن يا كريم..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرسل والنبيين، لاسيما خاتمهم العربي نبينا محمد ذي المقام المأنوق في أعلى عليين، والرضاء عن آله الطاهرين، وأصحابه والذين اتبعوهم بإحسان أجمعين.

أما بعدُ:
فقد التقطنا لك - أقر الله عينًا بك - في هذي المقالات جملةً من وصايا آباء أَلِبَّاء لمؤدبي أبناءهم ومعلميهم من أمَّات كتب الأخبار والأدب... ونصصنا كل وصية إلى بعض الأسفار التي وقفنا عليها فيها كما قد صنعنا في "وصايا الآباء للأبناء". وبالله التوفيق.

وصية عتبة بن أبي سفيان لمؤدب ولده
قال عتبة بن أبي سفيان لعبد الصمد مؤدب ولده:
«ليكن أول ما تبدأ به من إصلاحك بَنِيَّ إصلاحك نفسك، فإن أعينهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما استحسنت، والقبيح عندهم ما استقبحت.

علِّمْهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيَمَلُّوه، ولا تتركهم منه فيهجروه.

ثم روّهم من الشعر أعفَّه، ومن الحديث أشرفه.

ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مَضَلَّةٌ للفهم[1].

وعلمهم سِيَرَ الحكماء وأخلاق الأدباء، وجنبهم محادثة النساء.

وتهددهم بي، وأدّبهم دوني.

وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء.

ولا تتكل على عذري، فإني قد اتكلت على كفايتك، وزد في تأديبهم أزدك في بري إن شاء الله تعالى».

[أوردها أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في "البيان والتبيين" (ج2/ ص35-36)، طبعة القاهرة 1332هـ التي صورتها دار الكتب ببيروت ونشرتها غُفْلاً من التاريخ.

ونتف منها في كتاب "العيال"، و"عيون الأخبار"، و"محاضرات الأدباء" للراغب، و"ربيع الأبرار" للزمخشري، و"التذكرة الحمدونية" (ج1/ ص354) رقم (888).

وهي منسوبة في المطبوع من "العِقد" (ج2/ ص243/ تحقيق العريان) إلى عمرو بن عتبة!


وخرَّجها أبو نعيم في "حلية الأولياء" (ج9/ 147)، لكن وقع عنده ذا الكلام على أنه من وصية الشافعي لأبي عبد الصمد مؤدب ولد هارون الرشيد!].
♦♦♦♦


ومما يُروى من وصيته لولده ما أخبر به ابنه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، قال: كنت أساير أبي ورجل يقع في رجل[2]، فالتفت إليَّ أبي، فقال:
(( يا بني، نَزِّه سمعك عن استماع الخَنَا[3] كما تُنَزِّه لسانك عن الكلام به؛ فإن المستمع شريك القائل.

ولقد نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك، ولو رُدَّتْ كلمةُ جاهل في فيه؛ لسَعِدَ رادُّها كما شقي قائلُها )).

[ "عيون الأخبار" للإمام ابن قتيبة رحمه الله. وأوردها أبو عمر ابن عبد البر في "بهجة المجالس" (ق1/ ج1/ ص400) وسمى الولد عَمرًا[4]].


[1] في "العقد": «مشغلة للفهم».
وقد وردت هذه الجملة في "عيون الأخبار" و"ربيع الأبرار" غير منسوبة، وفيهما: «فإن اصطكاك العلم في السمع وازدحامه في الوهم مضلة للفهم».

[2] قال في "المصباح المنير": (( وقع فلان في فلان وُقُوعًا وَوَقِيعة: سَبَّهُ وَثَلَبَهُ ))، وفي "اللسان": (( الوقيعة في الناس: الغيبة، وَوَقَع فيهم وقوعًا ووقيعة: اغتابهم، وهو رجل وَقَّاع وَوَقَّاعة أي: يغتاب الناس. وقد أظهر الوقيعة في فلان، إذا عابه )).

[3] الخنا : الفحش وقبيح الكلام.

[4] ونسبها الآبي في "نثر الدر" (1 / 289) إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وانظر "حلية الأولياء" (9 / 123).


رحيل 03-21-2021 01:21 PM

الحلقة الثانية من

وصية عبد الملك بن مَرْوَانَ للإمام الشعبي معلم أولاده

من روائع وصايا الآباء لمؤدبي أبنائهم ومعلميهم (2)


وائل حافظ خلف


لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان وصايا سَنية لبنيه، قد وقع شيء منها في كتابنا "من روائع وصايا الآباء للأبناء"، فهي به أزكى وأليق، لكن الذي إليه المقصد هنا ذكر وصاته لمعلم ولده...

فقد قال عبد الملك للإمام عامر بن شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيِّ حين أخذ بتعليم ولده:
"علِّمْهم الصدقَ كما تعلمهم القرآن.
وجنِّبْهم السَّفِلَةَ[1] فإنهم أسوأ الناس رِعَةً[2] وأقلُّهم أدبًا؛ وجنِّبْهم الحشمَ فإنهم لهم مفسدة.

وأَحْفِ شعورَهم تَغْلُظْ رقابُهم[3]؛ وأَطْعِمْهُمُ اللحمَ يَقْوَوْا [تصحَّ عقولُهم وتشتدَّ قلوبُهم وتصقل رؤوسهم].

وعلمهم الشِّعر يَمْجُدُوا ويَنْجُدوا.

ومُرْهُم أن يستاكوا عَرْضًا[4]، ويَمُصُّوا الماء مَصًّا، ولا يَعُبُّوه عَبًّا[5].

وإذا احتجت إلى أن تتناولهم بأدب فليكن ذلك في ستر لا يعلم به أحد من الغاشية[6] فيهونوا عليهم".

[ذكرها ابن قُتَيْبَةَ الدينوري - ما خلا ما بين المعقوفين فهو لمن بعده - في "عيون الأخبار" (ج2/ص167) ط/ دار الكتب المصرية، والزمخشري في "ربيع الأبرار" (ج1/ص425-426)، وأبو المعالي ابنُ حَمْدُونَ في "التذكرة" (ج3/ص339-340) رقم (997).

وبعضها أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (873)، وابن أبي الدنيا في كتاب "العيال" (339)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق"، ومن طريقه الحافظ ابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق" (ج37/ص148) ط/ دار الفكر، وعندهم من الزيادة:
"وجالس بهم علية الرجال يناقضوهم الكلام".

والوصية ساقها الإمام ابن عبد البر في "بهجة المجالس"[7]، مطولة من غير تسمية، وفيها قال عبد الملك بن مروان لمؤدب بنيه:
"إنه واللهِ، ما يخفى عليّ ما تعلمهم وتلقيه إليهم، فاحفظ عني ما أوصيك به:
علِّمْهم الصدق كما تعلمهم القرآن.

واحملهم على الأخلاق الجميلة.

وروِّهم الشِّعر يسمحوا ويمجدوا ويَنْجُدوا، وجنبهم شعر عروة بن الورد؛ فإنه يحمل على البخل [8]...

ووَقِّرْهم في العلانية، وذَلِّلْهم في السر.

واضربهم على الكذب كما تضربهم على القرآن؛ فإن الكذب يدعو إلى الفجور، والفجور يدعو إلى النار.

وجنبهم شتم أعراض الرجال، فإن الحر لا يجد من عِرْضه عِوَضًا.

وإذا وَلُوا أمرًا فامنعهم من ضرب الأبشار، فإنه على صاحبه عارٌ باقٍ ووَِتْرٌ[9] مطلوب.

واحثثهم على صلة الرحم.

واعلم أن الأدب أولى بالغلام من النسب".

يتبع إنِ اللهُ شاء.


[1] السَّفِلَة من الناس والسِّفْلَة: أسافلهم وغوغاؤهم.

[2] الرِّعَة: الشأن والحال والأدب والهَدْي، يقال: فلان حسن الرعة وفلان سيِّئُ الرعة. وكذلك: الرعية.

[3] عند الزمخشري: "ذَنوبهم". وفي بعض الأسفار: "حَسِّن شعورهم".

[4] أي: في عرض الأسنان، ظاهرها وباطنها، فيكره طولاً؛ لأنه يجرح اللثة. قاله المناوي.

[5] ورد في هذا المعنى عدة أحاديثَ، لا يصح منها شيء. انظر "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" للشيخ ناصر الدين 940، 941، 1428، 2323، 2571.

[6] الغاشية: السُّؤَّال الذين يغشونك يرجون فضلك ومعروفك. وغاشية الرجل: مَن ينتابه من زُوَّاره وأصدقائه. قاله في "اللسان".
ووقع في نسخة من المطبوع من "التذكرة": "من الحاشية".

[7] وكذا الأمير أسامة بن منقذ في "لباب الآداب" ص230، وزعم أن المؤدب رجل من بني زُهْرَةَ!

[8] مع أن عبد الملك كان حسن الرأي في عروة وشعره، بل هو يقدمه في الجود على حاتم، حيث قال: "من زعم أن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد"!
ومن هذا الباب وليس منه ما رواه أبو الفرج الأصفهاني في ترجمة عروة من "الأغاني" بسنده عن معن بن عيسى قال: سمعت أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال لمعلم ولده:
لا تروِّهم قصيدة عروة بن الورد التي يقول فيها:

دعيني للغنى أسعى فإني http://www.r-eshq.com/vb/
رأيت الناس شرهم الفقير http://www.r-eshq.com/vb/

ويقول: "إن هذا يدعوهم إلى الاغتراب عن أوطانهم". انتهى.
وإن أنت أردت نموذجًا من الشعر الذي أحب عبد الملك أن يرويه بنوه فانظر ترجمة العُجَيْر السَّلُولي من "الأغاني" ج13/ص75 ط/ دار الكتب المصرية.
هذا، وقد وروى أبو زيد القرشي في "جمهرة أشعار العرب" ص81 بسنده عن الشعبي قال: قال عبد الملك لمؤدب أولاده: "أدِّبْهم برواية شعر الأعشى؛ فإن له عذوبةً يدلهم على محاسن الكلام؛ قاتله الله! ما أَعْذَبَ بحرَه، وأصلَبَ صخْرَه!".

[9] الوتر- بفتح الواو وكسرها: الثأر.

رحيل 03-21-2021 01:21 PM

من روائع وصايا الآباء لمؤدبي أبنائهم ومعلميهم (3)

وائل حافظ خلف

وصايا أُخَرُ لعبدالملك بن مَرْوَانَ:
الحمد لله كما حمِد نفسه في كتابه، والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله.

أما بعد:
فهذه – أسعدك الله - هي الحلقة الثالثة من روائع وصايا الآباء للمؤدبين والمعلمين، نذكر فيها على اسم الله تعالى وعونه صدرًا من وصايا عبد الملك؛ بِناء على ما قد سبق وتتميمًا، ومنه ابتداء.. واللهَ نسأل إخلاصًا وقَبولاً...
♦ ♦ ♦ ♦


وصية أخرى من وصايا عبدالملك للشعبي
أيُّهذا الفاضل الأريبُ:
قد مر في المقالة السابقة ذكر وصية أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان للإمام عامر بن شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيِّ معلم ولده، وكان من أماثل القوم... ونقول زائدًا إلى ما تقدم:

يروى أن عبد الملك كان يقول أيضًا للشعبي مؤدب ولده:
«علِّمْ ولدي العَوْم، وخُذْهُم بقلة النوم، فإنهم يجدون من يكتب عنهم، ولا يجدون من يسبح عنهم».

أوردها الزمخشري في "ربيع الأبرار".

وأولها عند العلامة المتفنن أبي العباس الْمُبَرِّد في موضعين من "الكامل في اللغة والأدب" (ج1/ص77)، و(ج1/ص311) ط/ مؤسسة المعارف ببيروت، ولفظه في الموضع الأول:
«...وهذِّبْهم بقلة النوم».
قلت:
كأن آخر الوصية محمول على عبدالملك، وإنما هو للعبد الحجاج بن يوسف فهو به ألصق، وما أحسبه تبع فيه عبد الملك واحتذاه، بل هو الذي كان يوصي مؤدب أولاده أن يعلمهم السباحة ويلح، حتى كان يقدمها على الكتابة!

ومما يشهد لك بذلك ما عند الجاحظ في "البيان" (ج2/ص92)، وابنِ قتيبة في "العيون" (ج2/ص166)، وابن عبد البر في "البهجة" (ق1/ج2/ص769)، وعنه ابن مفلح في "الآداب" (ج1/ص480-481)، أن الحجاج قال لمؤدب بنيه:
«علِّمْ ولدي السِّباحةَ قبل الكتابة، فإنهم يصيبون من يكتب عنهم ولا يصيبون من يسبح عنهم». انتهى.

وهذا إنما قاله الحجاج بإيعاز من خلقه وعلى قدر طبعه ومقدار رأيه، والكمال أن يجمع بينهما، فإن تزاحمت الأمور قدمت الكتابة... واسَوْءَتا! ماذا أقبح من مطاع جاهل؟!

وقد كان ابن التوءم يقول: «من تمام ما يجب على الآباء من حفظ الابناء: أن يُعلِّموهم الكتاب والحسابَ والسباحة».

وكانت العرب تُسَمِّي الرجل، إذا كان يكتب ويُحْسِنُ الرَّمْيَ ويحسن السباحة ويقول الشعر، الكاملَ.
♦ ♦ ♦ ♦


وصية عبدالملك بن مَرْوَانَ لإسماعيلَ بن عبيدالله بن أبي المهاجر مؤدِّبِ ولده
قال ابن حبان في "روضة العقلاء": أخبرنا محمد بن سعيد القزاز، حدثنا الفضل بن العباس البغدادي، حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا الهيثم بن عمران، قال: سمعت إسماعيل بن عبيدالله يقول:
«كان عبد الملك بن مراون يأمرني أن أجَنِّب بنيه السمن، وكان يأمرني أن لا أطعمهم طعامًا حتى يخرجوا إلى البراز». وكان يقول: «عَلِّمْ بَنِيَّ الصدق كما تعلمهم القرآن، وجنبهم الكذب وإن كان فيه كذا وكذا. يعني: القتل».

وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "العيال"[1]، قال: حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا الهيثم بن عمران، سمعت إسماعيل بن عبيد الله يقول:
«أمرني عبدالملك بن مروان أن أجنب بنيه السمن، وأن لا أطعمهم طعامًا حتى يخرجوا إلى البراز، وأن أجنبهم الكذب وإن كان فيه بعض القتل».

وروَى بعضًا منه في "مكارم الأخلاق"، وفي كتاب "الصمت وآداب اللسان" برقمي (448، 524/تحقيق الشيخ الحويني)، بالإسناد عينه[2].

وساقه الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الملك من "تاريخ دمشق" (ج37/ص147)، من طريق عبيدالله بن سعد، قال: حدثنا الهيثم بن خارجة... بسنده سواء.


[1] (ص80) رقم (338) ط/ مكتبة القرآن.

[2] لكن وقع تحريف في الموضعين في اسم الإمام الكبير إسماعيل بن عبيد الله؛ فوجب التنبيه.

رحيل 03-21-2021 01:21 PM

من روائع وصايا الآباء لمؤدبي أبنائهم ومعلميهم (4)


وائل حافظ خلف
ابن أبي الدنيا[1]: حدثني الحسين بن عبدالرحمن، قال: أوصى مسلمة بنُ عبدالملك مؤدبَ ولده فقال له:
«إني قد وصلت جناحك بعضدي، ورضيت بك قرينا لولدي؛ فأحسِنْ سياستهم تَدُمْ لك استقامتهم، وأسهلْ بهم في التأديب عن مذاهب العنف وعلِّمهم معروف الكلام، وجنِّبْهم مصادقة اللئام، وانْهَهُم أن يُعرفوا بما لم يَعرفوا، وكن لهم سائسا شفيقًا، ومؤدِّبًا رفيقًا؛ تُكسبك الشفقةُ منهم المحبةَ، والرفق حُسن القبول ومحمودَ الْمَغَبَّة، ويمنحك ما أدى من أثرك عليهم وحسن تأديبك لهم مني جميلَ الرأي وفاضلَ الإحسان ولطيف العناية».
• • •


وصية أخرى لمَسْلَمَةَ بن عبدالملك

عن محارب قال: قال مسلمة بن عبدالملك لحاضن بَنِيه:
«رَوِّ بَنِيَّ الشِّعرَ؛ فإنه صلة في عقولهم، وطول في ألسنتهم، وهو أجود لهم».
[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "العيال" (ص82) رقْم (344)].
• • •


وصية هشام بن عبد الملك لمؤدب ولده
قال هشام لمؤدب ولده:
«إذا سمِعتَ منه الكلمة العوراء في المجلس بين جماعة فلا تؤنبه لتخجله، وعسى أن ينصر خطأه فيكون نصره للخطأ أقبحَ من ابتدائه به؛ ولكن احفظها عليه فإذا خلا فرُدَّه عنها».
[أوردها أبو الفرج ابن الجوزي في أول الباب التاسع من كتاب "الأذكياء"].


[1] في كتاب "العيال".

رحيل 03-21-2021 01:22 PM

وصية هارون الرشيد لخلف الأحمر معلم ولده الأمين

وائل حافظ خلف

من أحسن مذاهب التعليم ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده.

قال خلف الأحمر: بعث إليَّ الرشيدُ في تأديب ولده محمد الأمين، فقال:
«يا أحمرُ، إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة، وطاعته لك واجبة؛ فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين:
أَقْرِئْهُ القرآن، وعرِّفه الأخبار، وروِّه الأشعار، وعلمه السنن، وبصِّرْه بمواقع الكلام وبدئه، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القواد إذا حضروا مجلسه.

ولا تَمُرَّن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميتَ ذهنه.
ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفَه.
وقوِّمه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإنْ أباهما فعليك بالشدة والغلظة».

["مروج الذهب" للمسعودي (ج3/ص254) ط/ دار إحياء التراث العربي، و"مقدمة ابن خَلدون"، وأطلنا النفس في الكلام على ذي الوصية في شرحنا الكبير على "المقدمة"، المسمى "نزهة العيون"].
♦ ♦ ♦

ولهارونَ الرشيدِ كلام وصَّى به بنيه حين سمعهم يتعاطَوْن الغريب في محاورتهم ويجنحون إلى الغليظ من الكلام، ننسخه لك من "وصايا الآباء للأبناء"..

قال هارون لبنيه:
(( لا تَحْمِلُوا ألسنتَكم على وَحْشِيِّ الكلام، ولا تُعَوِّدُوها المستشنع ولا المتصنع؛ فان العادة ألزم من الطبع.

واعتمدوا سهولة الكلام من غير استكراه ولا مؤونة تَكلُّف.

سيِّدُ الكلام ما ارتفع عن طبقة العامة، وانخفض عن درجة المتشدقين، وخالف سُبُل المُغْرِقين.

فليكن كلامكم قَصْدًا، وألفاظكم عددًا؛ فإن الإكثار يمحق البيان، ومِن قِبَلِهِ تحدث الآفةُ على اللسان.

وتحامَوا الأُنس بالسلطان، وكلما رفع دونكم سترًا من الحشمة فاحتجبوا عنه بستر من الإعظام، وكونوا أشدَّ ما يكون لكم بسطًا أشدَّ ما تكونون له هيبة )).

♡ذبحني غلآك♡ 03-21-2021 04:22 PM

،


يعطيك العآفيه:eq-32:
لآعدمنآ العطآء ولآ المجهود الرائع :34::34:


الساعة الآن 09:24 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
new notificatio by R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع