منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=17)
-   -   عثرات على الدرب (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=13774)

نسر الشام 04-14-2018 02:54 AM

عثرات على الدرب
 
عثرات على الدرب

سائرٌ في طريقه مع صُحبته يقود المسير، حاملاً في يده بذوراً ليغرسها في صحراء قاحلة.
تحركه همةٌ مشتعلة وقلبٌ يقظ، وصحبةٌ تربتُ على كتفيه، وتشد من أزره.
وبينما هو ماضٍ في دربه، فجأةً انزلقت قدماه في حفرة قد غطتها الحشائش.

كان سقوطاً مفاجئًا وسريعاً حتى أن صحبته لم يلحظوا، وظنوا أنه قد سبقهم لغرس بذوره.
أما هو فقد كان في حفرته يعاني، وقد أصيبت قدمه إصابةً بالغة لم يقوَ معها على النهوض.
يتألم بشده، ويتأوه بصوت مبحوح لا يصل صداه إلى خارج الحفرة التي لا تزال مغطاةً.
فلا أحد يراه أو يسمع صوت أنَّاته..

وبينما هو على تلك الحال يعاني من آلامه ووحشته، شعر بلمسة ناعمة تحتضن موضع ألمه وتلتف حوله رويداً رويداً.
شعر بشيء من الأمن يلامس قلبه ويُذهب حر خوفه، فتولدت بقلبه مشاعر حب وامتنان نحو صاحب تلك اللمسات الحانية رغم أنه لا يراه، ولم يتعرف بعد على كينونته.
أخذت آلام قدمه تذهب رويداً رويداً، لكنه لا زال يعاني وحشة وغربة في تلك الحفرة الموحشة، ولا يؤنس وحشته ويضمد جراحه إلا صاحب تلك اللمسات الناعمة؛ فيمنحه شيئًا من الدفء والأمن.

وهناك بالخارج في الرحاب الواسعة صحبة تنتظر، وتفتقد القائد والدليل.
يسمع أصواتاً تهتف به وتحثه أن يعود، فيرد بصوت خافت ضعيف: أنا هنا انطلقوا وواصلوا المسير، وأنا لاحقٌ بكم لا محالة.
لكنه أدرك بعد حينٍ أن إصابته لن تساعده على النهوض واللحاق بهم سريعاً فأخذ يهتف بأقربهم إليه ودًّا ورحماً:
أخي الحبيب لقد سقطت.. ألاَ مِن مُعين؟

تتبَّع أخوه صوته المكلوم حتى عثر عليه، وأزال عن حفرته الحشائش؛ فتسلل إليها شيء من الضوء والهواء النقي.
صاح به أخوه: انهض واصعد إلينا.
رد قائلاً: أنا أريد ذلك حقًّا، وأشتاق إليكم، وأتطلع إلى مواصلة دربي، وغرس بذوري ولكن لي هنا صديق وفي، ضمد جراحي، وآنس وحشتي، فكيف لي أن أتركه وأرحل؟!
وهنا انتبه أخوه إلى ما يلتف حول قدمه، لقد كان ثعباناً ضخماً أحكمَ الالتفاف حول قدمه حتى تمكن منه.
هتف أخوه متعجباً: أين يا أخي الصديق؟!
إنه عدو لئيم!
أخرج سلاحك سريعاً وتخلص منه، فما ذاك بصديق.

نظر الجريح إليه ودموع عينيه تسيل وردّد قلبه بحزن:
أأقتل من كان أنيسي في وحشتي؟!
أأقتله أم أتركه حتى يقضي علي؟
حارت نفسه فلم يجد ملجأً أو ملاذاً إلا إلى الله..
فتضرع إليه في ذلة وانكسار:
"إلهي خالقي، أجرني فلا ملجأ لي إلا إليك"..

فإذا به قد تحرر من قيود تكبله عن المضي في الطريق، وعدوٍّ خدعه حين ارتدى ثوب الصديق.
مضى العدو بعيداً، وألقى إليه إخوته بحبل فخرج، فإذا به يرى روحه تعود إليه من جديد، فينهض من كبوته و يمضي لغراس بذره.

وإذا بها بعد حين تحمل زهراً، وتكسو الصحاري ربيعاً، وتفوح بها عبقاً وتملأ هواءها أريجاً.
وها هو يشيد وصَحبُه صروحاً تنشر العلم بين الورى نوراً، وتغرس في الأفئدة يقيناً فتغدو الصحاري جناناً يتنسم أهلُها شذاها وينعمون بها دهراً.

غـُـلايےّ 04-14-2018 03:17 AM

طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

ابو الملكات 04-15-2018 04:27 PM

جميل ورائع ما سطره يراعك الماسي هكذا الحياة
بشوق ولهفه انتظر جديدك القادم اكيد احلى واجمل

Bana almeshal 04-15-2018 09:45 PM

يًعّطيًكْ رٍبيً ألِف عّآفيًه
بإنتِظآرٍ جدِيًدِكْ بكْلِ شوَق
لِكْ منيً جزيًلِ آلِشكْرٍ وَآلِتِقدِيًرٍ

❞ ضَيٍ آلقُمَر ✦• 04-17-2018 01:25 AM










_
انتقاء رائع ومتفّرد
وعطاء بآذخ لامس سماء الابدآع
دمتِ ي طٌهر .،:20::31:

я α н ı ғ 04-17-2018 01:46 AM

ذائقة نالت الإعجاب برقي هذا الطرح
وهذا سَّــر إبداعك وذائقتك المُتميزه
سوف آظل أترقب الجديد بكل شوق
لك كل الود والاحترام ,:131:


الساعة الآن 06:50 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
new notificatio by R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع