منتدى رواية عشق - أسرار من خلف المقود.. كيف دفعت لكزس ثمن السيارة بالنيابة عن مالكيها؟

الحدث: الكشف عن لكزس أل أف أي Lexus LFA، أول سيارة رياضية خارقة من إنتاج الصانع الياباني الفاخر.

لكزس أل أف أي هي سيارة خارقة قررت الشركة الأم تويوتا إنتاجها كي تكون مثالاً لقدرات الصانع الياباني الذي بنى مجده على السيارات الإقتصادية في مجال السيارات الفاخرة الرياضية عالية الأداء، ولتعكس الحالة الذهبية التي كانت ولا تزال تتمتع بها تويوتا في أبرز ثلاثة أنواع من السباقات، أي بطولة العالم للراليات التي حققت فيها المركز الأول غير مرة، وبطولة العالم لسباقات التحمل، وسباقات الفورمولا واحد التي كان لها فيها حضور مشرّف.

"يتألف محرك أل أف أي من 10 أسطوانات بسعة 4.8 ليتر، وهو يتمتع بقوة 553 حصانًا"
يتألف محرك أل أف أي من 10 أسطوانات بسعة 4.8 ليتر، وهو يتمتع بقوة 553 حصانًا -

وأتت أل أف أي بجسم مصنوع من الألياف الفحمية يحمل خطوطًا مثيرة، ومحركًا جبارًا من عشر أسطوانات بقوة 553 حصانًا جرى تطويره بالتعاون مع ياماها وحمل تقنيات طُوّرت في سباقات الفومولا واحد، ومقصورة قيادة تجمع بين أعلى مستويات الفخامة وبين وضعية الجلوس الرياضية الخالصة.

بهذه المواصفات الكريمة تمكّنت لكزس أل أف أي من تحقيق الهدف المرجو من إنتاجها، وهو التعبير عن قدرات الصانع الياباني في مجال السيارات المتفوقة عالية الأداء والتباهي بتاريخه وحاضره في ساحات السباق.

ولكن هناك مشكلة، مشكلة من النوع التي لا يمكن إلا لصانع من مستوى تويوتا أن يتعامل معها، هذه المشكلة هي الكلفة المرتفعة لتطوير لكزس أل أف أي، التي تجاوزت سعر النسخ الـ 500 التي أُنتجت من السيارة !

"توفر مقصورة السيارة وضعية قيادة رياضية ممتازة مع مستويات فخامة عالية"
توفر مقصورة السيارة وضعية قيادة رياضية ممتازة مع مستويات فخامة عالية -

وبذلك تحتم على لكزس ومن خلفها تويوتا أن تخسر مبلغًا كبيرًا من المال مع كل نسخة يجري إخراجها من خطوط الإنتاج، لتكون بذلك أل أف أي أغلى سيارات لكزس بسعر بلغ في حينها 1.4 مليون ريال سعودي، دون أن تحقق لصانعها أي ربح.

ولعل أبرز المشكلات التي واجهت لكزس خلال عمليات تطوير السيارة وإنتاجها هو أنّ الشركة لم تكن معتادة على هذا النوع من السيارات، فتويوتا موتورز كومباني بعلامتيها التجاريتين تويوتا ولكزس اعتادت توفير مكونات تؤمن أعلى مستويات الجودة ولكن بسعرٍ اقتصادي وليس على مكونات عالية الأداء لا تعير أي اهتمام للكلفة المنخفضة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ محرك لكزس أل أف أي الذي ذكرنا أنه يتألف من 10 أسطوانات يأتي بسعة 4.8 ليتر، جرى تطويره بالتعاون مع ياماها، وهو يتمتع بقوة 553 حصانًا عند 8700 دورة في الدقيقة، ويمكن أن تصل سرعته إلى 9000 دورة في الدقيقة، علمًا أنّ 90 % من عزم الدوران يتوفر على نطاق دوران يتراوح بين 3700 و 9000 دورة في الدقيقة.

ويتصل هذا المحرك بعلبة تروس أوتوماتيكية تتابعية من ست نسب مثبّتة خلف الترس التفاضلي محدود الانزلاق.

تتكوّن أذرع التحكم من التعليق الأمامي، مع ترتيب متعدد الوصلات في الخلف.

للحفاظ على الوزن منخفضًا، فإنّ قطع التعليق ومخمدات الأنبوب الأحادي مصنوعة من الألمنيوم.

بهذه المواصفات وبذلك الزمن الذي أُنتجت فيه السيارة، فإنّ لكزس أل أف أي كانت تستحق أن تُسعر بسعرٍ يفوق مبلغ الـ 1.4 مليون ريال سعودي، خاصةً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنّ سعر مرسيدس أس أل أر التي أُنتجت قبلها ببضعة سنوات كان أكثر ارتفاعًا.

وهنا يبدو أنّ لكزس قررت تحديد سعر منخفض نسبيًّا لـ أل أف أي خوفًا من أن يمتنع العملاء عن شرائها في حال تم توفيرها بسعرٍ أعلى، ولكن واقع الأمور ما بعد العام 2010 أثبت أنّ السيارة تستحق أكثر من سعرها الأساسي، والدليل هو أنّ سعر النسخة المستعملة من السيارة اليوم يتراوح ما بين 3.6 و 5.8 مليون ريال سعودي، وهذا يعني أنّ الخسارة التي تكبدتها لكزس، ومن خلفها تويوتا في الماضي، باتت ربحًا كبيرًا لمالكي السيارة اليوم، وهذا يعني أيضًا أنّ لكزس بشكلٍ أو بآخر دفعت ثمن السيارة بالنيابة عن مالكيها.