منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الجزلة الرَّزان (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=257346)

مثلي قليل 03-23-2024 01:31 AM

الجزلة الرَّزان
 
السَّيِّدة الجزلة الرَّزان التي كان يحسب لها الرِّجال ألف حساب؟
من هذه الصَّحابيَّة الباسلة التي كانت أوَّل امرأة قتلت مشركًا في الإسلام؟
من هذه المرأة الحازمة التي أنشأت للمسلمين أوَّل فارسٍ
سلَّ سيفًا في سبيل الله؟

إنَّها صفية بنت عبد المطلب الهاشميَّة القرشيَّة
عمَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم سُؤدد الحسب، وعِزِّ الإسلام:
اكتنف المجد صفيَّة بنت عبد المطَّلب من كلِّ جانب: فأبوها،
عبد المطَّلب بن هاشم جدُّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وزعيم قريش
وسيِّدها المطاع. وأمُّها، هالة بنت وهبٍ أخت آمنة بنت وهب والدة
الرَّسول صلى الله عليه وسلم. وزوجها الأوَّل، الحارث بن حرب أخو أبي
سفيان بن حرب زعيم بني أميَّة، وقد توفِّي عنها. وزوجها الثَّاني،
العوَّام بن خويلد أخو خديجة بنت خويلد سيِّدة نساء العرب في
الجاهليَّة، وأولى أمَّهات المؤمنين في الإسلام. وابنها الزبير
بن العوام حواريُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. أفبعد هذا
الشَّرف شرفٌ تطمح إليه النُّفوس غير شرف الإيمان؟!

لقد توفِّي عنها زوجها العوَّام بن خويلد وترك لها طفلًا صغيرًا
هو ابنها الزُّبير، فنشَّأته على الخشونة والبأس، وربَّته على
الفروسيَّة والحرب، وجعلت لعبته في بري السِّهام وإصلاح القسيِّ.
ودأبت على أن تقذفه في كلِّ مخوفةٍ وتقحمه في كلِّ خطرٍ، فإذا
رأته أحجم أو تردَّد ضربته ضربًا مبرِّحًا، حتَّى إنَّها عوتبت في ذلك
من قبل أحد أعمامه حيث قال لها: ما هكذا يُضرب الولد، إنَّك تضربينه
ضرب مبغضةٍ لا ضرب أمٍّ؛ فارتجزت قائلةً:

مَــــن قَال أبغَضتُهُ فَقَد كَذَب
وإنَّــــما أَضربُهُ لِكَي يَلِــــــبْ
وَيَهْزِمَ الجَيشَ وَيَأتِي بِالسَّلَبْ

ولمَّا بعث الله نبيَّه بدين الهدى والحقِّ، وأرسله نذيرًا وبشيرًا للنَّاس،
وأمره بأن يبدأ بذوي قُرباه، جمع بني عبد المطَّلب، نساءهم ورجالهم و
كبارهم وصغارهم، وخاطبهم قائلًا: "يا فاطمة بنت محمَّد،
يا صفيَّة بنت عبد المطَّلب، يا بني عبد المطَّلب،
إنِّي لا أملك لكم من الله شيئًا".

ثمَّ دعاهم إلى الإيمان بالله، وحضَّهم على التصديق برسالته،
فأقبل على النور الإلهيِّ منهم من أقبل، وأعرض عن سَنَاه (ضيائه)
من أعرض؛ فكانت صفيَّة بنت عبد المطَّلب في الرَّعيل الأوَّل من المؤمنين
المصدِّقين، عند ذلك جمعت صفيَّة المجد من أطرافه: سُؤدد الحسب،
وعِزِّ الإسلام...انضمَّت صفيَّة بنت عبد المطَّلب إلى موكب النُّور
هي وفتاها الزُّبير بن العوَّام، وعانت ما عاناه المسلمون السَّابقون
من بأس قريش وعنتها وطغيانها. فلمَّا أذن الله لنبيِّه والمؤمنين معه
بالهجرة إلى المدينة خلَّفت السَّيِّدة الهاشميَّة وراءها مكة بكل ما لها
فيها من طيوب الذِّكريات، وضروب المفاخر والمآثر ويمَّمت وجهها
شطر المدينة، مهاجرةً إلى الله ورسوله.

وعلى الرَّغم من أنَّ السَّيِّدة العظيمة كانت يومئذٍ تخطو نحو السِّتِّين
من عمرها المديد الحافل، فقد كان لها في ميادين الجهاد مواقف
ما يزال يذكرها التَّاريخ بلسانٍ نديٍّ بالإعجاب رطيبٍ بالثَّناء، وحسبنا
من هذه المواقف مشهدان اثنان: كان أولهما يوم أحدٍ، وثانيهما
يوم الخندق.

في غزوة أحد:
أمَّا ما كان منها في أحد، فهو أنَّها خرجت مع جند المسلمين
في ثلَّةٍ من النِّساء جهادًا في سبيل الله، فجعلت تنقل الماء،
وتروي العطاش، وتبري السِّهام، وتُصلح القِسيَّ (جمع قوس).
وكان لها مع ذلك غرضٌ آخر هو أن ترقب المعركة بمشاعرها كلِّها،
ولا غرو فقد كان في ساحتها ابن أخيها محمَّدٌ رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وأخوها حمزة بن عبد المطلب أسدُ الله،
وابنها الزُّبير بن العوَّام حواريُّ نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم،
وفي المعركة -قبل ذلك كلِّه وفوق ذلك كلِّه- مصير الإسلام الذي
اعتنقته راغبةً، وهاجرت في سبيله محتسبةً، وأبصرت من خلاله طريق الجنَّة.

ولمَّا رأت المسلمين ينكشفون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلاَّ قليلًا منهم، ووجدت المشركين يوشكون أن يصلوا إلى النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم ويقضوا عليه؛ طرحت سقاءها أرضًا،
وهبَّت كاللَّبؤة (أنثى إلآَّسد) التي هوجم أشبالها،
وانتزعت من يد أحد المنهزمين رُمحه، ومضت تشقُّ به الصُّفوف،
وتضرب بسنانه الوجوه، وتزأر في المسلمين قائلةً: ويحكم،
انهزمتم عن رسول الله؟!!

فلمَّا رآها النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام مقبلةً خشي عليها أن ترى أخاها
حمزة وهو صريعٌ، وقد مثَّل به المشركون أبشع تمثيلٍ فأشار إلى ابنها
الزُّبير قائلًا: "المرأة يا زبير .. المرأة يا زبير". فأقبل عليها الزُّبير
وقال: يا أمَّه إليك .. إليك يا أمَّه! فقالت: تنحَّ لا أمَّ لك. فقال:
إنَّ رسول الله يأمرك أن ترجعي. فقالت: ولم؟! إنَّه قد بلغني أنه
مثِّل بأخي، وذلك في الله. فقال له الرَّسول صلى الله عليه وسلم:
"خلِّ سبيلها يا زُبير". فخلَّى سبيلها.

ولمَّا وضعت المعركة أوزارها، وقفت صفيَّة على أخيها حمزة،
فوجدته قد بُقر بطنه، وأُخرجت كبده، وجُدع أنفه، وصُلمت أذناه،
وشوِّه وجهه، فاستغفرت له، وجعلت تقول: إنَّ ذلك في الله،
لقد رضيت بقضاء الله، والله لأصبرنَّ، ولأحتسبنَّ إن شاء الله.

رضي الله عن صفيَّة بنت عبد المطَّلب ..
فقد كانت مثلًا فذًّا للمرأة المسلمة ..
ربَّت وحيدها فأحكمت تربيته ..

الدكتور على حسن 03-23-2024 02:10 AM

http://img-fotki.yandex.ru/get/5110/...faacd2aa_L.png
الرائعة والقديرة الاستاذة
غلاتك غيـر
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
ربنا يبارك فيك ويسعدك ويكتب لك
كل الخير فى كل ما لمست يداك
وخطت قدمــاك
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتور علـى حسـن
http://img-fotki.yandex.ru/get/5108/...26c6f4a0_L.png

نور القمر 03-23-2024 04:20 AM


سلمت أناملك على الطرح المميّزhttps://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
ويعطيك العافية على المجهود المبذولhttps://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).png
ما ننحرم من فيض عطائك وإبداعكhttps://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/241.gif
لك تحياتي وفائق شكريhttps://www.a-al7b.com/vb/images/smilies/ff1 (27).png
ولك كل الود

حاء 03-23-2024 05:53 AM

-




بااقة ..من أرق عبارات الشكر
لهذا العطاءالمتميز والإنتقاء الراقي
بـ إنتظار جديدك وعذب أطرٌوحاتك
تحيتي وتقديري ض2

☆Šømă☆ 03-23-2024 06:52 AM

سلمت آناملك
يعطيك العافيه
وشكرا لك

البرنس مديح آل قطب 03-23-2024 12:49 PM


https://www.raed.net/img?id=664417

http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif
http://www.r-eshq.com/vb/images/icons/u11.gif

جزاكم الله خير الجزاء ..وبارك فيكم
:ff11:
تسلم الأنامل للطرح الجميل :kl8:
هنا وجدنا جمال من نوع أخر بحق :x30:
طرح مميز ورائع عشرة على عشرة :620:
أسعد الله قلبكم
:u11:
ننتظر منكم كل جديد ومميز :em6:
دمتم لا أبداع معنى نسمو به
:mh50:
إِحترامات مع تقديري لكم دائماً :eq-32:

لروحكم الزكية https://www.raed.net/img?id=669874

القيصر العاشق:eq-32:
البــــ :hp2: مديح آل قطب :hp2: ــــــرنس:238:

https://www.raed.net/img?id=664419
https://www.raed.net/img?id=664408


الساعة الآن 09:12 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
new notificatio by R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع