منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   من وحـى القلـم ... فَتحُ مكَّةَ.. ورسالةُ الْعَفْوِ ( 18 ) (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=257839)

الدكتور على حسن 03-30-2024 05:32 PM

من وحـى القلـم ... فَتحُ مكَّةَ.. ورسالةُ الْعَفْوِ ( 18 )
 
هو الفتحُ الأعظمُ،
الذى أعزَ اللهُ به دِينِه ورسولَه وجندَه
وحزبَه الأمينَ، واستنقذَ به بلدَه وبيتَه،
الذى جعلَه هديً للعالمين،
من أيدى الكفارِ والمشركين.
فيه تجلِّتْ مكانةُ محمدٍ
(صلي الله علية وسلم)
إذ أوحى إليه ربُّه سُبحانَه،
مُخبراً بالمرأةِ حاملةِ خطابَ
حاطبٍ بنِ أبى بلتعةَ، وبمكانِها كذلك !
فيه الدعوةُ إلى فضيلةِ إقالةِ عثرةِ الكرامِ،
وتأكيدٌ على منزلةِ أهلِ بدرٍ،
وقد بدا ذلك جلياً، فى العفوِ عن حاطبٍ،
بعدَ اعتذارِه عن إفشاءِ سرِ موعدِ الفتحِ،
وتوبتِه إلى اللهِ، وفيه تعليمٌ للناسِ،
أنْ تُحاسِبَ بعضَها بعضا، على مُجملِ
الأعمالِ، وليس على نقيصةٍ واحدةٍ،
فقد يغفرُ عملُك الصالحُ المتواصلُ،
ذَلةً وقعتَ فيها يوماً، وإنْ كانتْ عظيمةً.
فيه الكمالُ النبويُّ، والعدلُ والوفاءُ،
لما أعادَ رسولُ اللهِ (صلي الله علية وسلم)
مفتاحَ الكعبةِ، لعثمانَ بنِ أبى طلحةَ،
ولم يُعطه علياً بنَ أبى طالبٍ، رضى اللهُ عنه،
وهو صهرُه، وابنُ عمِه،
وأحبُ الناسِ إلى قلبِه.
قامَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ
وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، صَدَقَ وَعْدَهُ،
وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ..
إلى أنْ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ،
مَا تُرَوْنَ أَنِّى فَاعِلٌ فِيكُمْ ؟ قَالُوا
خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ:
اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ.
تلخيصٌ للحالةِ، وتذكيرٌ بالماضى،
مصحوبانِ بهديةٍ ما أعظمَها،
وهى العفو عنهم.. مَا تُرَوْنَ، ما تظنون ؟
المعني: أنتم يقيناً تدركون أنَّكم
تستحقون أشدَ العقابِ، فقد ظلمتم
وتجبرتم وتكبرتم، سلبتم الأموالَ،
وحاصرتم الأبرياءَ، وعذبتموهم،
وضيقتم عليهم معيشَتَهم، حتى تركوا
دورَهم وأموالَهم، فَارين بدينِ اللهِ منكم.
لكنَّنى جئتُ رحمةً، وهَذَا درسٌ مهمٌ،
عليكم أن تتعلموه، الانتقامُ ليسَ
من أركانِ النبوةِ والرسالةِ،
ومقابلةُ الإساءةِ بالإحسانِ،
منهجُ الدعوةِ إلى اللهِ عندى.
خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيم :
تمامُ علمِهم به (صلي الله عليه وسلم)
أنَّه الكريمُ بأخلاقِه، الرحيمُ بالكائناتِ جميعاً،
وقد كانوا صادقين، واثقين تماما،
من مكارمِ أخلاقِه (صلي الله علية وسلم)
وكأنَّ لسانَ حالِهم:
نحنُ نطغي، نظلمُ، نقهرُ،
لكنَّ محمداً لا يفعلُ.
اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ: كانَ الأقربُ،
اذْهَبُوا فقط، دونَ تحديدٍ لشكلِ الذهابِ،
وفيه رحمةٌ كبيرةٌ، مصحوبةً بقلقٍ
وترقبٍ منهم، لكنَّ الطُّلَقَاءَ، عطيةٌ أعظمُ،
ومكانةٌ أكبرُ، هم لا يستحقونها،
أى اذْهَبُوا أحراراً ! اذْهَبُوا إلى أموالِكم
وتجارتِكم آمنين ! لماذا كُلُّ هَذِه الرحمةِ،
من رسولِ اللهِ (صلي الله عليه وسلم) :
لأنَّه فى الأساسِ رحمةٌ:
«وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين»َ..
إنَّما أنا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ..
فإكراماً للأرضِ،
يُكرَمُ مَنْ عليها من البشرِ !
فى النهايةِ، هى رسالةٌ تعليميةٌ،
شديدةُ الروعةِ والإبداعِ،
لبنى البشرِ جميعاً، فى كُلِّ زمانٍ ومكانٍ،
مفادُها الْعَفْوُ..
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتـور علــى

حاء 03-30-2024 05:42 PM

-




جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المولى الجنّة ونعيمها ض2

عٍشُقٌ♡ 03-30-2024 09:37 PM

جَزاكِ اللهِ خُيرِ الجَزاء
ونفِعُ بكٌ وبطِرحكَ القيَيم
ولاَ حَرمُكِ الاًجَر
بُاركِ اللهِ فيُك ..~

عاشق الغيم 03-31-2024 12:21 AM

جزاك الله كل خير
وبارك الله فيك
وكتبه في ميزان حسناتك
كل التقدير

نور القمر 03-31-2024 02:30 AM

سَلِمت يمنـاك
رآق لي ما خُطّ هنا يَ ألق
وافِر تحيّــاتي !

نبُض جآمح ❥ 03-31-2024 04:57 AM

-















جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك




الساعة الآن 01:23 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
new notificatio by R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع