منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (http://www.r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ (http://www.r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   القلب: أنواعه وصفاته (خطبة) (http://www.r-eshq.com/vb/showthread.php?t=257898)

غـرام الشوق 03-31-2024 07:22 PM

القلب: أنواعه وصفاته (خطبة)
 
القلب: أنواعه وصفاته


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.



﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ‌حَقَّ ‌تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ‌نَفْسٍ ‌وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].



﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا ‌قَوْلًا ‌سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70-71].



ثم أما بعد:

فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.



ثم أما بعد:

فقد خلق الله الإنسان في أكمل صورة، وفي أحسن تقويم، وجعل مدار صلاح جسده على مضغة وضعها فيه؛ ألا وهي القلب، ذلكم العضو الذي به حياة النفوس، وعليه مدار الأعمال والطاعات.



قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: (ذلك القلب الذي هو اللطيفة الربانية الروحانية التي هي حقيقة الإنسان، وهو الجزء العارف من الإنسان، وهو المخاطب المحاسب المعاتب، والمطالب من قبل الله عز وجل).



فلقاؤنا اليوم مع ذلك العضو العجيب، وتلك المضغة الغريبة، وحتى لا تضيع الكلمات سُدًى، وحتى تعم بإذن الله الفائدة، فسينتظم الكلام حول ثلاثة عناصر:

1- لماذا القلب؟

2- بأي قلب تأتيه؟

3- قلبك قلبك فاحرسه.



أولًا:- لماذا القلب؟

1- إنه الملك:

فهو أمير الجسد، وملك الأعضاء، وهو قائدها، وكل الحواس تبع له، فلا تصدر أفعالها إلا عن أمره، ومنه تكتسب الاستقامة أو الزيغ، فأعمال الجوارح ثمرة لأعمال القلوب؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ((استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم)).



وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القلب إنه ((مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله))، فكل الأعمال مردُّها إلى القلب، وانبعاثها من القلب.



ولما كان القلب هو الملك أصبح هدفًا مشتركًا بين المَلَك والشيطان، فكلاهما يستهدفه؛ لأن كليهما يعلمان أنه إذا سقط القائد سقط الجنود، فالمَلَك والشيطان في معركة حول هذا القلب، ونتيجتها إما هدايته وحياته، أو قسوته وموته، فوا عجبًا ممن أخذ نصيحة العدو، ورد وصية الحبيب، واشترى صداقة الشيطان بعداوة الملائكة!



• قال ابن الجوزي: "كيف طابت نفسك أن تكون ظهيرًا لفئة النفس على فئة القلب، وفئة القلب مؤمنة، وفئة النفس كافرة؟!".



2- طهارته شرط لدخول الجنة:

قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ ‌يُطَهِّرَ ‌قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 41].



وهكذا من لم يطهر قلبه؛ فلا بد أن يناله الخزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه: ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))، وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: "الجنة لا يدخلها خبيث، ولا من فيه شيء من الخبث، فمن تطهَّر في الدنيا ولقي ربه طاهرًا من نجاسته دخلها بغير معوق"؛ من أجل ذلك جاء الأمر الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَثِيَابَكَ ‌فَطَهِّرْ ﴾ [المدثر: 4]، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وجمهور المفسرين على أن المراد بالثياب ها هنا: القلب، والمراد بالطهارة: إصلاح الأعمال والأخلاق".



3- موضع نظر الله عز وجل:

أخرج مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم؛ ولكن ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم)).



أبان الحديث أن القلب هو موضع نظر الملك جل في علاه، فلا عبرة بحسن الظاهر مع خبث الباطن.



فيا عجبًا بعد ذلك ممن يعتني بمظهره الذي هو محل نظر الخلق حتى لا يطلع مخلوق على عيب فيه، ولا يهتم بقلبه لئلا يطلع ربه منه على دنس أو خبث.



إذًا فالعبرة ليست بظاهر العمل؛ فقد يكون ظاهره العصيان وصاحبه مثاب؛ كأن ينطق الرجل بكلمة الكفر مكرهًا وقلبه مطمئن بالإيمان، وقد يكون ظاهر العمل الإحسان وصاحبه في النار؛ كأن يقتل المرء في ساحة القتال ليتغنَّى الناس بشجاعته؛ ولذلك وضع الله عز وجل مقياسًا للحساب، فقال تعالى: ﴿ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا ‌كَسَبَتْ ‌قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 225].



4- أعمال القلوب أولى وأغلى:

لعمل القلب المكانة العظمى والمنزلة الأسمى في دولة الإيمان، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "فعمل القلب هو روح العبودية ولبُّها، فإذا خلا عمل الجوارح منه كان كالجسد الموات بلا روح".



وقال أيضًا: (فمعرفة أحكام القلوب أهَمُّ من معرفة أحكام الجوارح؛ إذ هي أصلها وأحكام الجوارح متفرعة عليها).



ولهذا يسبق أصحاب القلوب أصحاب الجوارح بمراحل وعلى الدوام؛ ولذلك قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه للتابعين: "لأنتم أكثر عملًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ولكنهم كانوا خيرًا منكم؛ كانوا أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة".



5- عليه مدار الأجر وتفاوته:

فتتفاوت الأجور في كل عمل حسب محتوى القلوب؛ فقد يصلي الرجلان في صف واحد، وبين ثوابهما كما بين السماء والأرض، وانظر أخي في الله لهذه القصة تعلم مكانة القلب:

ففي غزوة مؤتة لما قتل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أخذ عبدالله بن رواحة رضي الله عنه الراية، ثم تقدم بها وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد، ثم أخذ سيفه وتقدم فقاتل حتى قتل، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لقد رفعوا إلى الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبدالله بن رواحة ازورارًا عن سريري صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مَضَيَا، وتردَّد عبدُالله بن رواحة بعضَ التردُّد، ثم مضى".



يقول يحيى بن معاذ: مفاوز الدنيا تقطع بالأقدام، ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب.



ثانيًا:- بأي قلب تأتيه؟

قال ابن القيم: "اطلب قلبك في ثلاثة مواطن:

• عند سماع القرآن.

• في أوقات الخلوة.

• في مجالس الذكر.

فإن لم تجده فسل الله أن يمن عليك بقلب فإنه لا قلب لك".

• فأقسام القلوب إذًا ثلاثة: قلب حي - وقلب مريض - وقلب قاسٍ.



واعلم أخي في الله أني ما جئت بهذا العنصر إلا من أجل سؤال واحد هو: لو قبضنا الله الآن فبأي قلب نأتيه؟

علامات القلب الحي:

1- إذا ذكر الله عز وجل:

قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ ‌وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2]، فمن علامات المحب انزعاجه عند ذكر محبوبه، فهل يحضر قلبك عند ذكر ربك؟ أيخشع لكلامه؟ أبكيت ليلةً خوفًا من الله عز وجل؟



• روى الترمذي في سننه عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا ‌وَقُلُوبُهُمْ ‌وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60]، قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: ((لا يا بنت الصديق؛ ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدَّقون، وهم يخافون ألا تقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات، وهم لها سابقون)).



2- همومه أخروية:

فإن فات حي القلب ورده من قرآن أو صلاة حزن لفواته ألمًا أشد من فوات ماله.



وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخاطب بالحديث التالي إلا أحياء القلوب حين يقول: ((الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله))؛ أي: كأنما فقد أهله وماله وهلكوا.



قال يحيى بن معاذ: "التائب يبكيه ذنبه، والزاهد يبكيه غربته، والصديق يبكيه خوف زوال الإيمان".



3- غزير الدمع:

إن ساعدك الدمع أخي في الله وإلا فتباكَ، فليس مثل الدموع علامة على القلب الحي.



وكان أبو زكريا النهشلي إذا سمع النداء تغيَّر لونه، وأرسل عينيه، فبكى، فسئل عن ذلك، فقال: أشبهه بالصريخ يوم العرض، ثم غشي عليه.



وكان عطاء السليمي رحمه الله إذا فرغ من وضوئه انتفض وارتعد وبكى، فيقال له في ذلك، فيقول: إني أريد أن أقدم على أمر عظيم، أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل.



ونظر حذيفة المرعشي رحمه الله تعالى إلى رجل يبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقال: ذكرت ذنوبًا سلفت فبكيت، قال: فبكى حذيفة، ثم قال: نعم يا أخي، لمثل الذنوب فليبكِ.



* القلب القاسي:

• قال حذيفة المرعشي: "ما أصيب أحد بمصيبة أعظم من قساوة قلبه".



• قال تعالى: ﴿ ثُمَّ ‌قَسَتْ ‌قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74].



فالقلب القاسي لا القرآن يزكيه، ولا النظر في آيات الله يحييه؛ والسبب موت حواسِّه، وتعطُّل عملها.



علامات القلب القاسي:

1- لا أرى لا أسمع لا أتكلَّم:

• فهو أصَمُّ لا يسمع الحق، أبْكَمُ لا ينطق به، أعمى لا يراه، ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى ‌الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، قال تعالى: ﴿ وَفِي آذَانِهِمْ ‌وَقْرًا ﴾ [الإسراء: 46].



• وأخرج أحمد عن ابن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ويل لأقماع القول، ويل للمصرين الذي يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون))، فكما أن القمع يدخل ما يوضع فيه من جانب ويخرج من الآخر، فكذلك قاسي القلب.



2- احتلال الدنيا للقلب:

أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تعس عبدُ الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة، إن أُعطي رضي، وإن لم يُعْطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش)).



3- الفرح بالخطيئة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين))، وقال ابن عطاء رحمه الله تعالى: من علامات موت القلب: "عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات، وترك الندم على ما فعلته من وجود الزلَّات".



القلب المريض:

المرض دون القساوة، والقلب المريض هو المتذبذب بين السلامة والقساوة، وهو القلب الذي تمده مادتان: مادة الإيمان، ومادة الكفر، وهو إن غلب عليه مرضه التصق بالقلب القاسي، وإن غلبت صحته التصق بالقلب السليم.



وأمراض القلوب نوعان: أمراض تتعلق بالجوارح وهي الشهوات، وأخرى تتعلق بالعقول وهي الشبهات.



قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى)).



قال ابن القيم: "وأصل كل فتنة إنما هو تقديم الرأي على الشرع، والهوى على العقل، فالأول أصل فتنة الشبهة، والثاني أصل فتنة الشهوة، فالشبهات تدفع باليقين، والشهوات تدفع بالصبر، قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ ‌أَئِمَّةً ‌يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24].



أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.



الخطبة الثانية

إن الحمد لله، له الحمد الحسن، والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله، يقول الحق، وهو يهدي السبيل، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق المصدوق في كل قيل، فاللهم صلِّ على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



• قال بعض الحكماء: "مثل القلب مثل بيت له ستة أبواب، ثم قيل لك: احذر أن يدخل عليك من أحد الأبواب شيء، فيفسد عليك البيت؛ فالقلب هو البيت والأبواب: اللسان - البصر - السمع - الشم - اليدان – الرجلان، فمتى انفتح باب من هذه الأبواب بغير علم ضاع البيت".



• ولذا كان من حرس قلبه أعظم الخلق وأزكاهم، وإلى شيء من التفصيل لحراسة أهم هذه الأبواب الستة:

1- اللسان:

• روى الإمام أحمد عن علي بن مسعدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)).



• روى الترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، فتقول: اتقِ الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)).



• روى الإمام أحمد عن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوى بها سبعين خريفًا في النار)).

عوِّد لسانك نطقَ الخير تحظ به
إن اللسان لما عودت معتاد



2- السمع:

والسمع هو ثاني ثغر من حيث الخطورة؛ ولذا قال الحارث المحاسبي: "وليس من جارحة أشد ضررًا على العبد بعد لسانه من سمعه؛ لأنه أسرع رسول إلى القلب، وأقرب وقوعًا في الفتنة".



قال أحد السلف: "نَزِّه سمعك عن استماع الخنا كما تُنزِّه لسانك عن الكلام به، فإن السامع شريك القائل".



3- البصر:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألَّا تزدروا نعمة الله عليكم)).



قال الله عز وجل: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ ‌يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30-31].



• ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة قال: اصرف بصرك.



قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "إن النظرة تجرح القلب جرحًا، فيتبعها جرح على جرح".

كل الحوادث مبداها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوس ولا وتر
والمرء ما دام ذا عين يُقلِّبها
في أعين الغيد موقوف على خطر
يسرُّ مقلته ما ضَرَّ مهجته
لا مرحبًا بسرور عاد بالضرر


أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.



اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها، اللهم ائذن لنا بأمر رشد، يُعَزُّ فيه أهل طاعتك، ويُهدَى فيه أهل معصيتك، ويُذَل فيها عدوك وعدونا، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وأصلح ذات بينهم، وألِّف بين قلوبهم، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، واغفر لنا ولهم، اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ اللهم على محمد وآله وصحبه.

مثلي قليل 03-31-2024 10:56 PM

جزاك الله خير
بارك الله فيك

ضامية الشوق 03-31-2024 11:40 PM

جزاك الله خيرا

نبضها مطيري 04-01-2024 12:17 AM

يعطيك العآفيه..
طرح بقمة الذوووق والرووعه..
تسلم أيدك ع الطرح المميز لاعدمنـآك ,...
بانتظارجديدك بكل شوق

Şøķåŕą 04-01-2024 12:22 AM

شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

حاء 04-01-2024 04:45 AM

_


جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المولى الجنّة ونعيمها ض2


الساعة الآن 10:36 PM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
new notificatio by R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع