02-16-2018
|
#40
|
ليلٌ طويل و أرواحٌ قريبة .. نائمة ..
وحدي أنا .. هنا .. أُنصِتُ للهدوء
و أستمعُ جيّداً للسكون .. ربّما يحمِلُ صوتاً يُشبِهُك
كل ما حولي ممتلئٌ بذكرى رحيلك ..
كل شيء يبدو كما كان عليه ..
إلا شوقي إليكَ ، بات كثيفاً جداً ..
لمَ الليلُ حزينٌ هكذا؟ أم أنها نفسي الحزينة؟
لمَ لا تكفّ تلك الأيّامُ الباردة عن مباغتتي
بما كانت تحمِلُه من حُزنٍ و بُكاء؟
خوفٌ يُخيّمُ على قلبي و يعتصِرُه بألم .. و ببطءٍ شديد يتسرّبُ فيه حتى يتشبّعَ قلقاً .. لا أدري كيف استطاع العيش في تلك الوحدة التي لا تشبهُ الوحدة أبداً ..
ما الأسوأُ من أن تشعُرَ بوحدةٍ ثقيلة وأنت بينهم؟
ما الأكثرُ ألماً من أن تجدَ أحداً معك ،
يُشاركِكُ تفاصيل يومِك ولا يترُكك أبداً ..
لتكتشفَ متأخّراً بأنُه لم يكن معك منذُ البداية !
ليلٌ هاديء... و هذيانٌ أُسردُهُ على ورقة... لأستيقظ صباحاً فأجدها كُتبت بكلماتٍ لستُ أفهمها .. أخبّئها تحت الوسادة بعد أن أُغرِقها بالدموع .. ربّما لأنها بكت معي .. و تاهت الحُروفُ بين سطورِها .. و لهذا لم أحزن من أجلها .. سأكتُبُ أخرى
و سأذرِف من الدمعِ الكثير عليها و الليلُ طويلٌ جداً هنا .. و أنا وحيدة .. أُسامِرُ الكتب و الأوراق ..
و أنام .. كما ينامُ الحُزنُ في الصباح
ليُباغِتنا مرةً أخرى .. حينما نتوحّدُ بنا .. في شتاءٍ بارد .. في ليلٍ كئيبٍ آخر..
|
|
|
|