الموضوع
:
وقفة مع سورة المزمل
عرض مشاركة واحدة
#
1
04-16-2020
SMS ~
[
+
]
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
عضويتي
»
1261
اشراقتي ♡
»
Aug 2019
كُـنتَ هُـنا
»
06-28-2021 (10:00 PM)
موآضيعي
»
2618
آبدآعاتي
»
21,927
تقييمآتي
»
2336
حاليآ في
»
دولتي الحبيبه
»
جنسي
»
حالتي الآن
»
آلعمر
»
🌹
الحآلة آلآجتمآعية
»
أعزب 😄
تم شكري
»
11,727
شكرت
»
1,048
الاعجابات المتلقاة
»
1
الاعجابات المُرسلة
»
0
مَزآجِي
»
мч ѕмѕ
~
وقفة مع سورة المزمل
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين
المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فإن أول ما نزل من القرآن الكريم على الإطلاق سورة (اقرأ) ، التي تحث في مجمل آياتها
على فضل العلم وتعلمه ، ذلك العلم الباعث على الهدى ، والمعين عليه ، وهو العلم عن
الله المبلغ عن طريق رسوله عليه الصلاة والسلام ؛ أمرًا ونهيًا وتوحيدًا ، ولعبادته على
الوجه الذي أمر به والاستقامة عليه.
ثم نزلت سورة المدثر (قم فأنذر) ؛ فبعد العلم تكون الدعوة إليه ونشره ، وهو محض
فريضة على عباد الله ؛ فمنهم من يُعلم العلم ، ومنهم من يأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر ؛ فهو ليس أمرًا اختياريًّا إن شاء العبد فعله وإن شاء تركه ؛ لقوله تعالى في سورة
فصلت :
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ}
[فصلت: 33]
وقوله تعالى في سورة آل عمران :
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ
إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}
[آل عمران:
104]
والعلم والدعوة إليه متلازمان لا ينفكان ؛ فلا يفتر المؤمن عن الدعوة إلى الله والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر خلال رحلة حياته ، التي يستمر بها متعلمًا وعاملًا ، عابدًا
وداعيًا .
ومما يطرأ على العباد بمختلف مشاربهم وتعدد مستويات علمهم ودعوتهم : نوازع النفس
وحظوظها ، التي تدعوهم إلى العجب بعد ثناء الناس عليهم أو إعجابهم بأنفسهم ؛ فتجد
العالم والمتعلم منهم على حد السواء منخرطًا في الدروس والمحاضرات والأنشطة
والفعاليات ، وهو فضل كبير بلا شك ، إلا أن هذا الفضل قد تشوبه شوائب الرياء أو
العُجب ؛ فالنية - ومحلها القلب - متقلبة ، والثبات والإخلاص مطلب عزيز ظفر به من
منَّ الله عليه من صفوة عباده ، الذين راقبوا الله سرًّا وعلانية ، واجتهدوا بعد الاستعانة به
عز وجل في تحقيق هذا المطلب العظيم .
وفي سورة المزمل إشارات عظيمة إلى هذه المعاني وأحوال المؤمن مع الإخلاص
( قُمِ
الليْلَ إلَّا قَلِيلًا )
؛ فمن ذا الذي يقوى على قيام الليل بعد نهار طويل من الكد أو التعلم
والتعليم والدعوة ، وقد رأى أنه أحسن عمل نهاره فاكتفى به ؟!
ومن ذا الذي يقوى على تلك العبادة التي لا رياء يشوبها ولا ثناء عليها ولا تشجيع من
العباد معها ؛ فترى المؤمن يتخفى فيها ليخلو بربه ويناجيه ؛ فلا عين تبصره ولا لسان
يشكره إلا عين الله تعالى .
فالإخلاص الذي يزمل المؤمن ليلًا في وقت السكون والركون ، والذي يدعوه إلى هجر
فراشه وترك التلذذ بالراحة وتحقيق أجلِّ معاني العبودية في قيام الليل وإحيائه بالصلاة
والذكر وترتيل القرآن
( وَرَتِّلِ الْقُرآنَ تَرْتِيلًا )
.
فشرف المؤمن قيامه بالليل ، وقد أثنى الله تعالى في مواضع كثيرة من كتابه المجيد على
قوام الليل المتعبدين فيه :
{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ (18)}
[الذاريات]
وهنا تتجلى فضيلة ذكر الله على سائر الأعمال التعبدية ؛ لما كان حظها من الرياء كاد أن
يكون معدومًا ؛ فخير العبادة ما كان مستترًا عن عيون الخلق كما جاء في الأخبار عن
المتصدق الذي لا تعلم شماله ما تنفق يمينه .
وقيام الليل يورث نورًا في القلب ، وسكينة في الجوارح ، واطمئنانًا يغمر صاحبه ؛ فبه
تتحقق العبودية الخالصة ، وبه يُستعان على شدائد الأمور ومصاعب الدعوة وطريقها
الوعر ؛ لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس قيامًا في الليل ، وكان ذلك متوافقًا
مع كونه أشد الناس همًّا وأثقلهم حملًا للدعوة والتبليغ .
{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (
6)}
[المزمل]
فهذا القرآن الكريم ثقيل بثقل كلام الله عز وجل وما يحمله من شرائع
، المتمثلة بالفرائض والحدود والأوامر والنواهي ، وما يتطلبه من مجاهدة للنفس
والشيطان للقيام به ليلًا ، وقال ابن المبارك :
" إن ما ثَقُل في الدنيا يُثقل الميزان يوم
القيامة "
.
( أشد وطئًا )
أي أشد استقامة واستمرارًا على الصواب .
{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيل}
[المزمل: 7]
والسبح - كما جاء في القرطبي - الجري
والدوران ، أي فلك يا محمد ولقومك معك في النهار ما يشغلكم من أمور الحياة والسعي
في الأرض من طلب رزق أو دعوة ذهابًا ومجيئًا ، أفلا يكون لنا بعد هذا الخطاب
والوقوف على بعض أسراره حظ من عبادة السر وتحصيل الشرف ليلًا ؟!
الحقيقة أن لسورة المزمل شجونًا طويلة في نفوس المؤمنين ، والفوائد منها كسائر سور
القرآن الكريم لا تنقطع ، وللسورة وقفات وأسرار قد يضيق بنا المجال في الوقوف عليها
جميعًا ، وبما سبق نكتفي سائلين المولى عز وجل أن يجعلنا من أهل الشرف والعزة
أصحاب الخلوات المباركة بقيام الليل وإحيائه بالذكر ، والتزمل بردائه الساتر عن بواعث
الرياء ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
,
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الأمير على المشاركة المفيدة:
(04-16-2020),
(04-17-2020)
زيارات الملف الشخصي :
3283
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 12.38 يوميا
MMS ~
الأمير
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الأمير
البحث عن كل مشاركات الأمير