بئس العبيد أنتم
من كتب التراث
بئس العبيد أنتم
****
يحكي عن عبد الرحمن بن زيد أنه قال :
كنت في مركب فطرحتنا الريح إلي جزيرة فوجدنا فيها رجلا
يعبد صنما
فقلت له يارجل من تعبد فأشار إلي الصنم فقلت له أن معنا
في المركب من يصنع مثل هذا .. ليس هذا بإله يعبد
فقال الرجل وأنتم من تعبدون
قلنا له نعبد الله فقال لنا وما الله قلنا :
الله الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه
وفي الأحياء والأموات قضائه
قال وكيف علمتم ذلك قلنا
وجه إلينا هذا الملك رسولا كريما فأخبرنا بذلك
قال وماذا فعل بالرسول قلنا :
لما أدي الرسالة قيضه الله إليه .. فقال الرجل وهل ترك
عندكم علامة قلنا عندنا كتاب الملك .. فقال الرجل
أروني كتاب الملك
ينبغي ان تكون كتب الملوك حسانا فأتيناه بالمصحف
فقال لا أعرف هذا
فقرأنا عليه سورة من القرآن الكريم فلم نزل نقرأ له
وهو يبكي وينتحب
وبعد ان ختمنا السورة قال الرجل
ينبغي لصاحب هذا الكلام ان لا يعصي
ثم اسلم الرجل وحملناه معنا وعلمناه شعائر الإسلام
وسور من القرآن
وكنا حين جن الليل نصلي العشاء ثم نأخذ مضاجعنا
فقال لنا الرجل يا قوم .. هذا الإله الذي دللتموني عليه
إذا جن الليل هل ينام مثلكم ؟؟
قلنا : ياعبد الله هو حي قيوم لا ينام .. فنظر الرجل إلينا وقال
بئس العبيد أنتم .. تنامون ومولاكم لا ينام .. فأعجبنا كلامة
فلما وصلنا إلي عبدان قلت لأصحابي
هذا قريب عهد بالإسلام فجمعنا دراهم وأردنا اعطائها له
فقال ما هذا .. قلنا نفقة حتي تنفقها فقال:
لا إله إلا الله انا كنت في جزائر البحرأعبد صنما من دونه
ولم يضيعني فهل يضيعني الأن وأنا معه
الموت
يقول عبد الواحد بن زيد :
في أحد الأيام قيل لي أنه في الموت فاتيته وقلت له
هل لك من حاجة
فقال لي
قضي حوائجي من جاء بكم إلي الجزيرة
ثم قال عبد الواحد
غلبتني عيني فنمت عنده .. فرأيت مقابر عبادان روضة
وفيها قبه وفيها جارية لم تري عيني أحسن ولا أجمل منها
تقول سألتك بالله الا عجلت فقد أشتد شوقي إليك
فانتبهت فإذا به قد فارق الدنيا .. فقمت إليه
وغسلته وكفنته ثم صليت عليه وواريته
فلما جن اليل نمت فرأيته
في القبه مع الجارية وهو يقرأ والملائكة
يدخلون عليهم من كل باب
سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار
******
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|