الموضوع: عوض ما فاتك
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-14-2020
بنت الشام غير متواجد حالياً
Syria     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1589
 اشراقتي ♡ » Jul 2020
 كُـنتَ هُـنا » 11-25-2022 (08:02 PM)
موآضيعي » 13406
آبدآعاتي » 426,827
 تقييمآتي » 267345
 حاليآ في » في الأردن
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمدالله
آلعمر  » 20سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطة ♡
تم شكري »  12,150
شكرت » 18
الاعجابات المتلقاة » 9
الاعجابات المُرسلة » 0
مَزآجِي  »  الحمدلله
 
عوض ما فاتك



كثير منا من تصيبه الغفلة في بدايات شبابه، وربما تطول غفلاته، وتكثر زلاته،
وقد يقع في كثير من المخالفات ويرتكب الكثير من السيئات، تكثر عند البعض وتقل عند آخرين،
وربما كانت كبائر وعظائم.. ويتغمد الله الكثيرين برحمته،
ويمن عليهم بتوبة وعودة وأوبة ورجوع إلى الله وسلوك سبيل المحسنين.

لكن من الناس من يتحسر على ما مضى من تقصير، ويحزن على ما فات من طاعة..
وهو أمر لا بأس به، إن كان في حدوده؛ فالحزن على الخطل والزلل والتفريط،
والندم على ذلك، لا شك علامة من علامات صدق التوبة،
بل هو شرط من شروطها، وهو من سمات أهل العقل؛
كما يقول ابن الجوزي رحمه الله في كتابه "الطب الروحاني":
"العاقل لا يخلو من الحزن؛ لأنه يتفكر في سالف ذنوبه، فيحزن على تفريطه".

ولكن من الناس من يسرف في ذلك، فهو دائماً يجتر الذكريات الماضية الأليمة
، ويتذكرها، ويتصورها، ويكتئب ويحزن، ويقف طويلا عندها ولا يتجاوزها،
فلا يزال كذلك حتى يضيع حاضره، ويقطع عليه مستقبله،
فيأتي عليه زمان يتحسر فيه على الزمن الذي ضيعه في الحزن والتحسر
، فيضم إلى المصيبة مصيبة، فتصير اثنتين.

بماذا يفيدك البكاء والتحسر على ما فات.. ما فات قد انتهى وولى..
لن يعود مهما سكبت من دموع وندمت.
. كل ثانية مضت فلن يمكنك إصلاحها ولا العودة للوراء لتصحيحها..
فعش واقعك وعوض بما هو خير.

إن المصيبة ينبغي أن تخفف عن القلب وتُدفَع،
وإلا افسدت على المرء حاضره ومستقبله.. فيخسر الماضي والحاضر والمستقبل جميعا.

نعم.. من الجيد أن يعرف الإنسان تقصيره وعيوبه من أجل أن يستدركها،
لكن اجترار الهم والحزن والأمور المنغصة من أجل تكرار الألم
، والتثريب على الإنسان ليس بمرغوب ولا مطلوب!.
خصوصا وأن الله تعالى قد تعهد بقبول التوبة ممن صدق فيها مهما كانت ذنوبه
، ولا أدل على ذلك من قصة قاتل المائة نفس.

اعرف عيوبك من أجل أن تستدركها، واعرف خطأك من أجل أن لا تقع فيه في المستقبل
، ولا تلتفت إلى الماضي، دائماً صوب نظرك إلى الإمام، ابدأ حياة جديدة
، استقبل أمراً جديداً، عملاً نافعاً مجدياً [احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز]
، [وأتبع السيئة الحسنة تمحها].

إن تعويض ما فات لا يكون بالندم على ما فات فحسب
، ولا يكون باجترار أحزان الماضي،
إنما يكون بالجد والعمل، واغتنام كل فرصة قادمة ليتـقدم بها خطوة،
وهذا دليل الكياسة، وعلامة علو الهمة.



 توقيع : بنت الشام

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ بنت الشام على المشاركة المفيدة:
 (12-15-2020),  (12-14-2020)