بركة دعاء الوالدين على الأبناء والأحفاد
قال تعالى : ( فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم )
تأملت قولها ( وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ) هذه الدعوة نالت بركتها ابن مريم عيسى المسيح عليه الصلاة والسلام ( ولعل في هذه الآية الإشارة لمعنى حديث : ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان ، فيستهل صارخا من نخسة الشيطان ، إلا ابن مريم وأمه)
وهنا تذكرت الخبر عن نبينا صلى الله عليه وسلم من مرسل خالد بن معدان : نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، صلى الله عليه وسلم.
وقد أورد الطبري هذا الخبر في تفسير قوله تعالى : ( ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك)
فنبينا صلى الله عليه وسلم دعوة أبيه إبراهيم ويقال قياساً عيسى المسيح دعوة جدته امرأة عمران
وهذا يبين لك عظيم بركة دعاء الوالد الصالح للأبناء والأحفاد فلا يترك هذا المورد المعين ودعوة الوالد مظنة إجابة إذ فيها تمام المحبة والشفقة على المدعو له لكمال محبة الأب للإبن فإذا أضيف لذلك الخضوع والخشوع وحضور القلب فقد تم الأمر وربك الكريم الوهاب
قال رجل للتابعي الإمام الحسن البصري رحمه الله :
ما تقول في دعاء الوالد لولده ؟
فقال الحسن : نجاةٌ , وقال بيده هكذا - يرفعها - كأنه يرفع شيئاً من الأرض
فقال الرجل : فما دعاؤه عليه ؟
فقال : استئصال - يعني قطع- وقال بيده كأنه يخفض شيئاً
[ البر والصلة لابن المبارك - ]