في مشهد الجنازات ينتابني الفزع
من لحظة إغلاق القبر وتسارع الناس
لترك ميتهم ! فأعلى القبر أحدهم يبكي..
والآخر حزين..
وآخر لا يبالي !!
وداخل القبر أحدهم يقول..
ربي الله وديني الإسلام
ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم..
وآخر يقول..
هاه هاه لا أدري!
يحكمون إغلاق القبر من هنا ومن هناك
وكأنهم يخشون خروجه !
وداخل القبر أحدهم يقول..
رب أقم الساعة وأحدهم ينادي..
رب أرجعنى لعلي أعمل صالحا فيما تركت...
يتأفف البعض من التراب وترهقه حرارة الشمس
ويمل من طول الدعاء وفي القبر لا يملك
أحدهم إلا مترين في متر من كون فسيح
وقطعة قماش وعمله ودعوات صالحات...
كان النبي ï·؛ إذا فرغ من دفن الميت
وقف عليه وقال..
أستغفروا لأخيكم وسلوا له
التثبيت فإنه الآن يسأل..
فلا تكاد تمضي ربع ساعة إلا وقد فرغ المكان
وساد السكون وخيم الصمت ورحل الزوار !!!
وفي الداخل ضجيج !!!!
أحدهم يُنعّم ويرى مقعده من الجنة...
وآخر يصرخ من ضيق المكان وظلمته
من الهول والفزع يسمعون قرع نعال
أحبتهم وهم يغادرون أحدهم في سعة
ولطف ورحمة وآخر في ضيق وحر ونكد...
أفي النعيم المقيم نحيا أم في العذاب نشقى؟
لمثل هذا فليعمل العاملون
فلا نجاة من الموت...
اللهـم إنا مقصرون فاعف عنا يارب
اللهـم عاملنا بعفوك ورحمتك وجودك
وكرمك وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
اللهم نسـألـك حسـن الخاتمــة

لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علــى