الانصراف من الصلاة
تحقيق شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي
الانصراف من الصلاة
• حدثنا عثمانُ بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن سِماك، عن قبيصة بن هُلْب، عن أبيه قال: "أَمَّنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فكان ينصرف عن جانبيه جميعًا".
هذا حديث قال ابنُ أبي حاتم في كتاب العلل عن أبيه: ورواه عمرو بن أبي قيس، عن سماك بلفظ: "كان يسلم عن يمينه، وعن يساره"، ولم يتابَع عليه، إنما كان ينفتِل عن يمينه، وعن شماله[1]، وقد سبق في باب وضع اليمين على الشمال، وأنَّ جماعة صححوه.
• حدثنا عليُّ بن محمد، ثنا وَكِيع، ح وثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا يحيى بن سعيدٍ قالا: ثنا الأعمشُ عن عُمارة عن الأسودِ قال: قال عبدُالله: "لا يجعلنَّ أحدُكم للشيطان في نفسه جزءًا؛ يرى أن حقًّا لله عليه ألا ينصرف إلا عن يمينه، قد رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أكثر انصرافِه عن يساره".
هذا حديث خرَّجاه في صحيحيهما[2].
• حدثنا بِشر بنُ هلال الصَّوَّاف، ثنا يزيد بن زُرَيع، عن حسين المعلِّم، عن عمرو بن شُعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه قال: "رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ينفتلُ عن يمينه، وعن يساره في الصلاة".
هذا حديثٌ إسناده صحيحٌ إلى عمرو، وقد تقدَّم الخلافُ في الاحتجاج بعمرو في أوائل الصلاة.
• حدثنا أبو بكر بنُ أَبي شَيبة، ثنا أحمدُ بنُ عبدالملك بن وَاقِد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شِهابٍ، عن هند بِنت الحارث، عن أمِّ سلمة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلَّم قام النساء حين[3] يقضي تسليمه، ثم يلبث في مكانه يسيرًا قبل أن يقوم".
هذا حديثٌ خرَّجه البخاريُّ في صحيحه[4]، وفي لفظٍ عنده: "كان يسلِّم، فينصرف النساء، فيدخلن بيوتَهن من قَبل أن ينصرفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم"[5].
وفي الباب حديثُ أنس بن مالك من عند مسلم قال: "أكثر ما رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ينصرف عن يمينه"[6]، وفي لفظ: ((لا تسبقوني بالركوع، ولا بالسجود، ولا بالقيام، ولا بالانصرافِ، فإني أراكم أمامي))[7]، قال مالك: لا يَثبت الإمامُ بعد سلامه، وقال أشْهَب: له أن ينتَقل من[8] مَوضعه، وقال أبو حنيفة: كلُّ صلاة ينتقل بعدها يقوم، وما لا نافلة بعدَه كالعصرِ والصبح لا يقوم، وقال محمد: ينتقل في الصلوات كلِّها؛ ليتحقق المأمومُ أنه لم يَبقَ عليه من سجوده سهوٌ، وقال الشافعيُّ: يُستحب له أن يَثبت ساعة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|