عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-09-2023
Şøķåŕą متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~ [ + ]
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
لوني المفضل Deeppink
 عضويتي » 1870
 اشراقتي ♡ » Jun 2021
 كُنت هنا » منذ دقيقة واحدة (12:10 AM)
موآضيعي » 25386
آبدآعاتي » 7,703,953
 تقييمآتي » 2355924
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  الآسلامي♡
 حالتي الآن » ☆بعالم الحب يا حب ❤️ ☆
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ❤
تم شكري »  56,294
شكرت » 30,496
الاعجابات المتلقاة » 15259
الاعجابات المُرسلة » 2688
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
 التقييم » Şøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond reputeŞøķåŕą has a reputation beyond repute
مَزآجِي  »  الحمدلله
 آوسِمتي »
Q81 شرح العقيدة الواسطية (1)



بدأ رحمه الله بالبسملة تأسِّيًا بالكتاب العزيز، وتأسيًا بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم في كُتبه إلى الناس؛ فإنه جاء في الصحيحين - وأفرده البخاري بطوله - لما كتب إلى هرقل: ((بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم))[1]، واستئناسًا بما رُوي من وجوه عديدة: ((كل أمر ذي بالٍ لا يُبدأ فيه باسم الله، أو بذكر الله، أو ببسم الله، أو بالحمد لله فهو أبتر، أو أقطع، أو أجذم))[2]، والحديث - وإن كان ضعيفًا مضطربًا في ألفاظه لكنه - يُستأنَس به مع هذين الأصلَين؛ تأسيًا بالكتاب العزيز، وبسُنة النبيِّ صلى الله عليه وسلم.



الحمد لله:

هذا مِن حمد الله والثناء عليه، وهذا تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه إذا خَطَب أو حدَّث الناسَ بدأ حديثَه بحمدِ الله والثناء عليه، على أنه ليس بلازمٍ ومتعيِّنٍ أن يكون بَدؤه بحمد الله والثناء عليه مِن خلال خُطبة الحاجة[3]، والناس في خُطبة الحاجة على مَناحٍ ثلاثة:

1- منهم مَن يرى قَصْرَها على عَقد النكاح كما هو صَنيع أكثر المتأخرين من الفقهاء، بحيث يجعلونها شعارًا لخطبة النكاح، بأن يأتي بخُطبة ابن مسعود.



2- ويُقابلهم طوائفُ مِن أهل الحديث وأهل الظاهر يوجب أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه بخطبة الحاجة، فإن لم يفعل فإنه تحت طائلة التُّهمة؛ إما بالتبديع، أو بالتضليل، أو بالتخطئة.



3- والوسط بين ذلك هو ما عليه صنيع العلماء من عهد الصحابة إلى هذا الزمان؛ أنَّ خطبة الحاجة يُبتدَأ بها في تصانيف الكتب، وفي الأمور المهمة، وإن بَدأ بحمد الله والثناء عليه بما أُثني عليه في القرآن فإنه لا ضير ولا غضاضة في ذلك، ومن ذلك صنيع الشيخ ها هنا.



حمد الله؛ لأنه الذي حَمِد نفسه؛ كما في أول الفاتحة: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، وقوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾ [الأنعام: 1]، وقال: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ﴾ [الأعراف: 43]، وقال: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾ [الكهف: 1].




الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدًا:

رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أرسله بالهدى ليَهتديَ هو ويهديَ الناس مِن بعده، ودين الحق ليس بالدين الباطل المحرَّف، وإنما دين الحق هو الذي أرسل الله رسوله به ليَظهر على الناس كافَّة.



هو الذي أرسل رسوله بالحق: ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 43]، فالله تعالى أرسلَه، وشهد بأنه رسولٌ مرسَل إلى الناس كافَّة، وفي هذا مع حمدِ الله الإشارةُ إلى النعمة العظيمة التي أولانا الله إياها أن هدانا للإيمان مِن خلال بَعثة هذا النبيِّ الكريم صلى الله عليه وسلم.




وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقرارًا به وتوحيدًا:

الإقرار هو الاعتراف والإيمان؛ "إقرارًا به وتوحيدًا"، وهذه الشهادة شهادة التوحيد، ولها أصلٌ في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري في حديث "سيِّد الاستغفار"، من حديث شدَّاد بن أوس: ((اللهم أنتَ ربِّي لا إله إلا أنت، خلقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي))[4]؛ أي: أعترف وأقر إقرارًا به، وتوحيدًا؛ لأن الرسالة في بيان التوحيد.



وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مجيدًا:

هذا مِن أعظم ما يُثنَى به على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بهذين الوصفَين: وصف العبوديَّة، وصف الرسالة، فهُما أعظم وأجمعُ وَصْفين يُمدح بهما نبيُّنا، ويوصف بهما، ويثنى عليه بهما؛ وصف الرسالة، ووصف العبودية؛ لأنها أعلى درجة يُدرِكها العبد في الدنيا أن يكون لله عبدًا، فمن كان لله عبدًا فهذا غاية ما يحصله من المراتب الشريفة في الدنيا؛ لأن من لم يكن لله عبدًا كان لغيره عبدًا؛ يقول ابن القيم:

هرَبوا من الرقِّ الذي خُلقوا له ♦♦♦ فبُلوا برِقِّ النفس والشيطان[5]



مَن لم يكن لله عبدًا كان لغيره عبدًا، ومن كانت عبوديته لله فهذه أعظمُ المراتب في الدنيا؛ ولهذا وصف الله رسوله بوصف العبودية في أشرف المقامات:

1- المقام الأول: مقام الإسراء: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء: 1] إن الله قادر على أن يقول: سبحان الذي أسرى بمحمَّد، لكنه وصَفه في هذا المقام الشريف بوصف العبودية.



2- المقام الثاني: التنزيل: فقال: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ﴾ [الكهف: 1]، وقال: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ﴾ [الفرقان: 1].



3- المقام الثالث: مقام التحدي؛ كما في قوله: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا ﴾ [البقرة: 23].



4- المقام الرابع: مقام الدعوة في قوله: ﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ ﴾ [الجن: 19].



5- والمقام الخامس في مقام الشفاعة العظمى؛ كما جاء في الصحيحين أنَّهم يأتون آدم، ثم نوحًا ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، فيقول عيسى: ((اذهبوا إلى محمَّد؛ عبدٍ غُفر له ما تقدم من ذنبه))[6].



وعندما قيل عن الملائكة: إنهم إناث مدح الله الملائكة، ورد على المشركين قولهم، فقال: ﴿ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴾ [الأنبياء: 26].



فأعلى ما يُحصِّله العبدُ في الدنيا أن يكون لله عبدًا، فيترقَّى في درجات العبودية، ولا يتردَّى في دَركات الوثنية.



ووصف العبودية وصفٌ مكتسَب يكتسبه الإنسان بعمله وباعتقاده، وبما يَستقيم عليه مِن دين ربه.



المنحرفون في هذه المسألة:

1- مَن رفعوا العباد عن درجة العبودية، فجعلوا لهم خصائص العبادة؛ كالمشركين، والوثنيِّين، والقبوريين.

2- مَن أخرجوا العباد عن معنى العبودية؛ كالملاحدة، والإباحية، واللادينيين.

والوصف الثاني: وصف الرسالة، وهذا خاصٌّ بالاصطفاء؛ إذ ليست الرِّسالة مكتسَبة فقد اصطفاه الله بها، فقال تعالى: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ﴾ [الحج: 75]؛ فهي اصطفاء واجتباء.



والشهادة بأن محمدًا عبدالله ورسوله؛ لما جاء في حديث وفدِ بني عامر، من حديث عبدالله بن الشخِّير رضي الله عنه قال: انطلقنا في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: سيدنا وابن سيدنا وعظيمنا وابن عظيمنا قال: ((أيها الناس قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان - وفي رواية: ولا يستجريَنَّكم؛ أي: يجري بأهوائكم - إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله))[7]، وجاء في بعض الروايات: ((ما أُحبُّ أن تَرفعوني فوق المنزلة التي أنزلني الله عليها))[8]، من حديث أنس رضي الله عنه.



ومقتضى هذه الرسالة ومعناها في أربعة أمور:

1- تصديقه صلى الله عليه وسلم فيما أخبَر.

2- وطاعته فيما أمَر.

3- اجتناب ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم وزجَر.

4- ألا نعبد الله إلا بما شرع رسوله صلى الله عليه وسلم.




المنحرفون في هذه المسألة:

1- الفلاسفة الذين زعموا أن النبوة مكتسبة.

2- غلاة الصوفية، الزاعمة أن الولي أفضل من النبي.

3- المكذبون بالرسل، أو ببعضهم؛ كالمشركين، واليهود، والنصارى؛ كل بحسبه.



فوصفُ العبودية والرسالة أبلغُ وصفين يوصف بهما محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا جاءت بها الأدلة المتكاثرة؛ منها قوله - في حديث عُبادة في الصحيحين -: ((مَن شهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا عبده ورسوله))[9]، وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله))[10]؛لأن مقتضى الرسالة مقتضى العبودية.



هذه جملةٌ فاصلة لما قبلَها عما بعدها، وأصلها: أمَّا بعدَ ذلك، فحذف المضاف إليه، وأبدل بدله بالضمة "أما بعدُ"، وقالوا: إن أول من قالها خطيب العرب القسُّ بن ساعدة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقولها في خُطبِه: ((أما بعد)).



وبعض الناس يقول: ثم أما بعد، وهذه مِن غير الفصيح؛ لأن ثُم عاطفة، ولا حاجة إلى أن يعطف وهو يُريد أن يَفصل الكلام ما قبله عمَّا بعده بقوله: "أما بعد"، ولكن إذا أراد أن يأتي بالعطف أن يقول: وبعد، أو يقول: بعده، ثم يأتي بمراده.




فهذا اعتقاد:

هذا يسمَّى عند المؤلفين بذِكْر العنوان[11]، فهذا اعتقاد؛ أي: بيان العقيدة.

الاعتقاد مأخوذ من العَقْد، وهو الرَّبط والإيثاق، ويكون العقد في القلب في موضع الاعتقاد، وهذا فرقُ ما بين العقيدة والفكر؛ لأن العقيدة ناشئة من اعتقاد من ربط وتوثيق.



العقيدة والفكر:

أمَّا ما يسمى عند الناس بالفكر فالفكر يَعرِض ويزول، أما الاعتقاد فهو موثقٌ بهذا الربط والعقد في قلبه؛ ولهذا فإن من الأغلاط الشائعة تَسميةَ العقيدة فكرًا، وتسمية الفكر عقيدة، وهذا غلط، وهو كثير، خصوصًا على ألسنة الإعلاميين والصحفيين، ومن تشبَّه بهم من المنتسبين للعلم.



ولهذا تُسمى العقائد الباطلة أفكارًا؛ كفِكر التكفير، وفكر التكفير عقيدةٌ في قلب هذا المفكر، وتسميتها فكرًا خطأ؛ لأن الفكر يعرض ويزول، ونحن في الأصل لم نُؤاخذ على مجرد فكرة؛ لأن الفكرة غالب الحديث حديث نفس، أو إن شئتَ سمِّه: حديث عقل.



أما العقيدة فهي الأمر المستوثق، المنعقِد في قلبك، فالتكفير الباطل هذا عقيدة، والتبديع بغير حقٍّ عقيدة، وليست هي أفكارًا، ونسمع من بعض الصحفيين: الفكر الإرجائي، والفكر التكفيري، وهذا كله خطَأ في الاصطلاح.



مشكلة المصطلح:

والاصطلاحات التي تُلوعِب بها سَمَّت الأشياء بعد ذلك بغير اسمها، ألم يُخبرنا النبي عن هذه الأزمة (أزمة الاصطلاحات)؛ أنه يأتي في آخر الزمان مَن يشرب الخمر ويُسميها بغير اسمها؟! فإذا سمَّاها بغير اسمها درَج ذلك عند الجهَّال، فظنوا أنها ليست الخمرة المحرمة.



ويؤكَل الرِّبا فيسمَّى بغير اسمه، وهذا وقَع؛ فالربا يسمى فوائدَ استثماراتٍ اقتصادية، وهو ربًا صريح، ولو سُمي باسمه لحَذِرَه المسلمون، أما إذا سمي بغير اسمه عند الجاهلين وغير العارفين، فإنه يسوغ عندهم، ولا ينكر.



والخمر مثلاً سميت مشروبات روحيَّة، أو مشروبات الفرفشة، أو مشروبات حمراء وصفراء، حتى درجت فنشأ أجيالٌ بعد ذلك لا يظنُّون أنها هي الخمر المحرمة.



وكذلك التدين إذا سمي إرهابًا أُسيءَ إليه، فالاستقامة على السُّنة لا تُسمَّى إرهابًا، لكن التشدد يسمى تشددًا، ويسمى تعسيرًا كما سمَّته الشريعة.



وكذلك من الانحراف في الأسماء والمصطلحات رسمُ ذَوات الأرواح أو نحتها، فإنه يسمى فنًّا عند أهله، والغنى، واللهو، والفن، والطرب يسمى فنًّا، وتسميته فنًّا من اللعب بالمصطلح.



فالمقصود أن هذا اعتقاد، ولا يسمى فكرًا؛ فإن تسميته فكرًا من المحدَثات!



الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة:

سُميت الفرقةَ الناجية لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمَّاها كذلك؛ كما في الحديث المستفيض والمتواتر؛ حيث رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثرُ مِن ستةَ عشر صحابيًّا حيث قال: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقةً، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقةً، وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقةً))[12]، وسمَّاها فِرقًا، ثم قال: ((كلها في النار إلا واحدةً))[13]، فالحديث إلى هذا الجزء من الحديث متواتر إلى قوله: ((إلا واحدة))، ولا عبرة بمن يضعِّف الحديث فإنه بلَغ مبلغ التواتر إلى هذه الجملة.



ثم بعد ذلك تباين الروايات، فأكثرها: قالوا: من يا رسول الله؟ قال: ((مَن كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي))[14]، وجاء في رواية: قال: ((هم السَّواد الأعظم))، وجاء في رواية ثالثة فقال: ((همُ الجَماعة))[15]، ومِن هذا الباب سُمي أهل السنة والجماعة أهل السنة؛ لأنهم على مِثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ أي: مع سنته.



وسُمُّوا بالجماعة لقوله: هم السواد الأعظم، فهذان الوصفان مستمدهما من هذا الحديث الشريف، وقد شرح شيخ الإسلام حديث الافتراق شرحًا بديعًا.



فالرسول سَماها فِرقة، وجعلها فرقة ناجية، وغيرها هالكة.



((كلها في النار))، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّها في النار)) أنه على جِهة الوعيد.



وهو نوعان:

1- فمنها ما هي في النار خالدة؛ إذا كانت بدعتها ومخالفتها وافتراقها مكفرًا مخرجًا عن ملة الإسلام.



2- ومنها ما ليست في النار خالدة، وإنما على جهة الوعيد، وهو ما كانت بدعتها مضلِّلة مفسِّقة، لم تبلغ حد التكفير، وهذا كثير.



أنواع البدع من حيث حكمُها:

1- فمِن البدع ما هو كفر؛ كبدعة سبِّ الصحابة وتكفيرهم، وكبدعة اعتقاد أن غير الله ينفع أو يضر، وكبدعة نَفْي القدر جملة؛ فهذه مُكفِّرة، وبدعةِ أنَّ الله لا يَعلم إلا الكُليات كما هو مذهب الفلاسِفة وبِدَع الباطنيَّة، فهذه بالاتِّفاق أنها مكفِّرة، بل كفرها أكبر مِن كُفْر عقائد اليهود والنصارى وكثير من المشركين، كما ذكره أهل العلم في فِرَق الباطنيَّة، والإسماعيلية، والديصانية، والعبيدية، والحشَّاشين وأمثالهم.



2- وهناك بدع مُضلِّلة لا تبلغ حد الكفر، وإنما مبلغها مبلغ التضليل؛ كمُؤوِّلة بعض الصفات ونحوهم، وهذه يأتي لها مزيدُ بسطٍ وبيان في ذكر اعتقاد الشيخ.




أوصاف الطائفة الناجية:

فالفِرقة الناجية هي ناجية في مُقابل الفِرَق الهالكة:

1- الوصف الأول أنها فِرقة.

2- والوصف الثاني أنها ناجية.

3- والوصْف الثالث أنها مَنصورة، وهذا وصْفٌ ثالث لهذه الفرقة المُعينة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: ((لا تَزال طائفة من أمَّتي على الحق ظاهِرين))[16]، وفي بعض الألفاظ: ((لا تَزال طائفة من أمتي منصورة على الحق لا يضرُّهم مَن خالَفَهم ولا من خذَلهم حتَّى يأتي أمر الله وهم كذلك))[17]، والصحيح أن المنصورة وصْفٌ لهذه الفرقة، فالفرقة الناجية منصورة وإن خذلها الناس.



النُّصرة نسبية قد تخفى في مناطق وأجيال وفئات، وتظهر في آخرين، والنصرة ها هنا من جهة أن الله نصَرها وإن عرَّضها لأنواع البلاء، لكن تبقى منصورة، وضابط هذه النصرة كما في الحديث: ((لا يضرُّها من خالفها حتى يأتيَ أمرُ الله وهم كذلك))، لا يَعتبرون بالكثرة إذا اعتبر غيرهم أن الحق في كثرة أهله، ولا يعتبرون بقوة سلطان، ولا يعتبرون بقوة مالٍ، وإنما مبعث قوتهم ونصرتهم ناشئ من هذا الاعتقاد الذي اعتقدوه، وهو الاعتقاد الصحيح الذي هو الإيمان، فهؤلاء هم أهل السنة والجماعة، وعلى هذا أئمة السلف، فإن الإمام أحمد لما سئل: مَن هذه الفرقة الناجية؟ قال: "إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم".



وجاء عن سفيانَ وغيرِه أنهم هم أهل الأثر وأهل العلم، وهذه أوصافٌ لرؤوس ورموز هذه الطائفة الناجية؛ أنهم أهل علم، عنايتهم بعلم الوحي، وعلم الشريعة، وأنهم أهل حديث، طلابٌ لتصفية وتنقية حديث النبي صلى الله عليه وسلم، إنهم مُتتبِّعون لآثار رسول الله وآثار أصحابه، فهُم أهل الأثر؛ لتعظيمهم الآثار أشد من تعظيم غيرهم الأقوال وتعصبِهم لمذاهب الرجال، فهم أهل الآثار.




وهو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبِه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيرِه وشرِّه:

لخَّص شيخ الإسلام رحمه الله اعتقادَهم إجمالاً بأصول الإيمان الستَّة، وهي: الإيمان بالله، وملائكة، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت وهو الإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره؛ فهذه هي أصول اعتقاد المسلمين، هذه هي أصول اعتقاد الفِرقة والطائفة الناجية، هذه هي أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة أصول الإيمان الستة.



لِم أصول الإيمان ستة؟

لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّها ستةَ أصول؛ كما في الحديث الذي هو أصلٌ من أصول الإسلام؛ حديث جبرائيل عليه السلام لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، فأخبره بأركانه الخمسة، فقال: ((صدقتَ)) ثم سأله عن الإيمان فقال: ((أَخبِرْني عن الإيمان قال: الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره))[18]، وفي رواية: ((حلْوِه ومُرِّه من الله تعالى)).



هذا التعريف للأسف لا يعده المناطقة ومن تأثر بهم من الأصوليين - تعريفًا منطقيًّا صحيحًا؛ وإنما هذا هو أصدق التعاريف؛ لأنه جاء ممن لا ينطق عن الهوى، وبه تعرفون ما داخل بعض علوم الشريعة كأصول الفقه من شوائب أصول الضلال والبدع؛ ولهذا يعدُّون هذا التعريف غير جامع، أو غير مانع، أو غير مستوٍ، أو غير صحيح، والحق بخلاف قولهم تأصيلاً وتفريعًا.



أصول الإيمان ستة، وقد عدها النبي صلى الله عليه وسلم ستة أصول.



وابن القيم وغيره من أهل العلم ربما سماها بالأصول الخمسة عدًّا من القرآن، كما في آية البقرة: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى ﴾ [البقرة: 177]، فذكر خمسة أصول، وفي سورة النساء: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136]، فذكرها الله تعالى في القرآن مُجملةً خمسة أصول.



وليس معنى هذا أن السنَّة تُعارض القرآن، بل سيأتينا في الواسطية، قول الشيخ: "فصْل: ثم السنَّة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه"؛ لأنَّ هذه الأصول الخمسة في آيتي البقرة والنساء لم يذكر فيها القدر، وإنما جاء القدر مُستقلاًّ في مواضع أخرى؛ منها قوله: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2]، وقوله: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، ولم يذكر القدر مع هذه الأصول في آيتي النساء وقبلها البقرة؛ لأنَّ القدَر قدر الله، ولهذا جاء في الحديث عطفُ الخمسة على الفعل الأول، ثم لما جِيء بالقدر كرر الفعل مرة ثانية، فقال: ((الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر)) وما قال: تؤمن بالملائكة ثم قال: ((وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه))؛ لأن القدر قدر الله، وهو من أفعاله تعالى، وعطف الفعل عليها تخصيصًا للتأكيد، والتنويه بشأن القدر الذي هو مزلَّة أقدام كثير من المتعبِّدين، وكثير مِن الطوائف المبتدعين على ما سيبينه الشيخ في مواضع.



هذه هي أصول الإيمان الستة التي انعقد عليها كلام ربنا القرآن، وحديث نبينا صلى الله عليه وسلم خير البيان، وعليها الإجماع، وهي أصول الإيمان إجمالاً، فإذا قيل لك: ما أصول العقيدة، وما أصول الإيمان، وما أصول اعتقاد الفرقة الناجية؟ فلن تجد أشفى، ولا أجمع، ولا أصوب من أن تجيب بقول النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأصول الستة.



 توقيع : Şøķåŕą

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : Şøķåŕą


رد مع اقتباس