عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-07-2018
أبو علياء غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 595
 اشراقتي ♡ » Apr 2018
 كُـنتَ هُـنا » 01-18-2023 (02:11 PM)
موآضيعي » 1534
آبدآعاتي » 248,843
 تقييمآتي » 184546
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلعمر  » 🌹
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج 😉
تم شكري »  10,446
شكرت » 7,096
الاعجابات المتلقاة » 1
الاعجابات المُرسلة » 0
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
افتراضي الهواتف النقالة.. إدمان قاتل للصغار



الهواتف النقالة.. إدمان قاتل للصغار



بين زمن تلفزيون الأبيض والأسود والرقمي تغيّرت الكثير من مفاهيم الحياة. ولّت عادات وتقاليد بلا رجعة، في ذاكرة كبار السن ما زال صوت المذياع، يبث أخبار الثورة المصرية، حاضراً، لم يتمكن أبو حسين السبعيني من نسيان تلك الحقبة من تاريخ الأمة، يضحك حين تسأله عن التلفاز القديم وتلك المرحلة.
يبتسم وهو يتحدث عن مسلسلات إبراهيم مرعشلي وهند أبي اللمع وشوشو وغيرهم.. وشوشات الذاكرة لا تلغي بعضاً من قيمة تلك الحقبة. كنا نجتمع في القهوة لنشاهد شاشة الأبيض والأسود، ولم يكن متوافراً في كل المنازل.. ناهيك عن سهرات «الميجانا» والحكواتي في القهوة، وأولاد الحارة تنتظر قدومه ليسرد قصته اليومية. اندثرت تلك الذاكرة، وسيطر الهاتف على العقول.. حتى الأطفال منهم. بات لصيق يومياتهم، حتى كادت تتحول إلى آلة صامته، وهنا تكمن أزمة الطفولة الضائعة في غياهب عالم «الديجيال» وانعكاساتها السلبية على تطور نمو وذكاء الطفل.
تعاني فاطمة كثيراً مع ابنها مصطفى. يجلس طوال النهار وعيناه على الهاتف يلعب «الغيمات» بلا توقف، بات قليل الكلام، مزاجي، يرفض الخروج من المنزل دون هاتفه، مع أنه لم يتجاوز ال5 أعوام، حتى دخل مرحلة الإدمان السيئ.
تواجه والدته صعوبة في التعاطي معه، بل غالباً ما تردد كلمة «خليه عم يلعب، بلا ما يشيطن»، ولكن فجأة وقعت الكارثة، «حاول الانتحار، حمل سكيناً ومشى وهو يقلد شخصية اللعبة، لم تستيقظ إلا وهو في المستشفى لتعي مخاطر الألعاب على أطفالنا.
ليست حالة مصطفى وحيدة بل هي لصيقة بكل أقرانه في زمن تتلهى فيه الأمهات عن رعاية أولادهن، والمكوث طويلاً بصحبة النرجيلة والهاتف. وبالفعل سجل ارتفاع في نسبة تراجع نمو الصغار في لبنان نتيجة إدمانهم الهواتف والألعاب الذكية، وهذا بحسب الطب النفسي ظاهرة خطرة، يتوجب لجمها والحد منها، نظراً لسلبياتها الكبيرة. وحسب أخصائية الطب النفسي للأطفال د. سماح صباح فإن غياب فرص تدريب الأطفال على اللعب والحوار وممارسة هواياته، جزء لا يتجزأ من تربية الطفل وإذكاء روح الطفولة بداخله. إنما وللأسف يتم تزويده بالهاتف لقتل هذه الروح، وندمر جزءاً من فكره ونمو عقله، لأنه ينشغل فقط باللعب دون التفكير، مما يترك أثره النفسي لاحقاً ليظهر في تصرفاته، وقد يزداد عنفاً، وتفرداً إلى تصرفات تثير الريبة، ويجب معالجتها.
لا تتردد صباح قائلة: إن نسبة الأطفال الذين يعانون واقعاً نفسياً ترتفع مع الأيام نتيجة الإدمان على الألعاب، وهذا واقع خطر يجب معالجته.
سجلت دراسة نشرت مؤخراً أن هناك 30% من الأطفال يعانون إدماناً على الألعاب الإلكترونية، وأن 20% من بينهم يعانون حالة نفسية من جرائها، و10% من الأهالي تعي مخاطر ما يصيب الطفل وتعمل على علاجه.
وتلفت الدراسة إلى أن هؤلاء الصغار بين ال3 و8 سنوات أكثر إدماناً على تلك الألعاب نتيجة «الدلع» الذي يقدمه الأهالي لأطفالهم ظناً منهم أنهم يؤمنون له رفاهية دون أن يعوا أنهم يقتلونهم ببطء.
من جهتها ترى الدكتورة هالا شميساني أخصائية العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية من خلال دراسة أعدتها حول إدمان الأطفال للهواتف ومدى انعكاسها على ذكاء الأبناء، وخلصت إلى أن المجتمع ينحدر نحو الحضيض إن استمر على هذا الخط، وأن ركيزة المجتمع هم النشء، وللأسف بدأت تباشير الآثار السلبية تظهر في المدارس ويسجل تراجعاً كبيراً في نسبة الإصغاء والتركيز عندهم، وهذا ينسحب أيضاً على تعاملهم مع رفاقهم، إذ تغيب روح المشاركة لصالح الهاتف، وهذا مؤشر خطر على أطفالنا، إذ يتحمل الجزء الأساسي منه الأهالي الذين يعتمدون التربية الخاطئة بتحفيز أولادهم على حمل الهاتف بدلاً من الكتاب، وعلى اللعب بدلاً من الحوار والنقاش، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على موت المجتمعات تدريجياً، وما يؤكد المقولة الشهيرة «قوة المجتمعات بقوة أفكارها، وضعفها بتشرد الأفكار






رد مع اقتباس