عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-10-2023
رحيل متواجد حالياً
United Arab Emirates     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 29 دقيقة (09:01 PM)
موآضيعي » 14563
آبدآعاتي » 8,378,555
 تقييمآتي » 6084571
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  65,762
شكرت » 18,174
الاعجابات المتلقاة » 12738
الاعجابات المُرسلة » 659
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
افتراضي المسارات الأساسية لتطوير الشباب



نسعد بلقائكم عبر هذه النافذة (آفاق التنمية والتطوير)، لنقدم لكم آفاقًا جديدة من التفكير والتطوير؛ وذلك قيامًا بواجب نشر العلم وحمل الأمانة لإعمار الأرض، وتطوير نمط الحياة بما يحقق التنمية المستدامة ونسعد بتلقي اقتراحاتكم وتعليقاتكم على بريد المجلة.
تعدّ مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر بها الفرد في حياته؛ حيث تبدأ شخصيته بالتبلور، وتنضج معالم هذه الشخصية من خلال ما يكتسبه الفرد من مهارات ومعارف، ومن خلال النضوج الجسماني والعقلي، والعلاقات الاجتماعية التي يستطيع الفرد تكوينها ضمن اختياره الحر.
أهمية الشباب
إن للشباب دورا أساسيا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويقصد بالتنمية العمل الواعي الموجه، الذي يقوم على المشاركة بين أفراد المجتمع والجماعات، كما أنها تستهدف -في المقام الأول- إحداث التغيير والتطوير من خلال تنظيم جهود الأفراد وقدراتهم، كما أن التنمية تحدث تغيرات هيكلية وجذرية إيجابية في المجتمعات، وتسهم في بناء الأمم. ويتمتع الشباب بالقوة الجسدية، والنضارة الفكرية، ما يجعلهم أكثر عطاء ونشاطا من غيرهم، كما أن لديهم الطموح والأمل؛ مما يساعد على النهضة والتطوير المستمر.
مسارات التطوير
ويمكن لنا أن نحدد ثلاثة مسارات أساسية، تمثل حاجاتٍ ملحّة للشباب، علينا أن نلبيها لهم، وهي باختصار كما يلي:
أولا: المسار المعرفي
فالمعرفة الصحيحة، وتكوين العقل على نحو يفعِّل طاقاته ولا يكبتها أو يحرفها عن مسارها، هما الأساس في أي عملية إصلاح وتنمية للفرد والمجتمع؛ لأن أزمة مجتمعاتنا هي أزمة المعرفة وغياب العقل النقدي.
ومتى كانت النوافذ التثقيفية والتربوية تصب في بناء معرفة صحيحة عميقة، وفي تكوين عقل ناضج فعّال؛ فإن مسيرة المجتمع تصبح في مأمن من التعطل أو الانحراف، ولا سيما مع فضاءات المعرفة المفتوحة على مصراعيها.
ويعني ذلك -باختصار- العمل على إيجاد نظام تعليمي يلتقي مع الإمكانات العقلية التي تتميز بها مرحلة الشباب من التفتح والوعي، والقدرة على الاستيعاب والابتكار، وليس على الحشو والتلقين، وإنما على غرس قواعد التفكير السليم، وتنمية القدرة على مواصلة البحث والاكتشاف، بما يساعد على تفتح أذهانهم، وتنمية قدراتهم، وصقل مواهبهم، ورعاية ميولهم العلمية والعقلية؛ ليكونوا في مستوى التحدي العلمي والحضاري.
هذا إلى جانب تعزيز الهوية لدى الشباب، وتقديم وجبة دسمة له من الثقافة الإسلامية؛ بحيث تتكون لديه أرضية صلبة من الوعي بذاته الحضارية، وبتراثه، وبغايته ورسالته في الوجود، وبانتمائه للعالم الإسلامي.
ثانيا: المسار الاجتماعي
ونقصد به ضرورة المشاركة الإيجابية والتفاعل مع المجتمع؛ حتى لا يتقوقع الشباب ويعيشوا في عزلة بسبب عدم قدرتهم على التكيفِ معه، والانخراطِ في علاقات متوازنة ولا سيما مع جيل كبار السن.
ولا شك هنا أن للتربية الأسرية، ومناهج التعليم، والمحاضن التثقيفية والتربوية الأخرى، دوراً فاعلاً في ذلك كما أن الفضاء الإلكتروني الذي انتشر وتعمّق في مجتمعاتنا، وصار بديلاً عن التواصل الواقعي، قد زاد من عزلة الشباب وعزوفهم عن مخالطة الآخرين.
ومن هنا، لا بد من التفكير بإيجاد المحاضن النظيفة، كالروابط والنوادي الرياضية والثقافية، ومراكز رعاية الشباب، وجمعيات البر والخدمات العامة، والذهاب بالشباب إلى أماكن الكوارث والنكبات لممارسة أعمال الإغاثة، والتطوع والمشاركة الإيجابية في القضايا الوطنية، وتنمية الحس بالمسؤولية.
إننا نريد لشبابنا أن يتصالح مع مجتمعه، ويتفاعل معه، وأن يقود زمام المجتمع؛ فيتكامل مع حكمة الشيوخ وخبراتهم التي توارثوها من تراكم السنين والتجارب.
وهكذا كان منهج النبي - صلى الله عليه وسلم - في صناعة قيادات الشباب، بالنصح والتوجيه، وبإسناد مسؤوليات كبيرة لهم، كما في إسناد قيادة الجيش لأسامة بن زيد لقتال الروم، وتحت إمرته كبار الصحابة، وهو لم يزل في الثامنة عشرة من عمره.
ثالثا: المسار المهاري
حيث يفتقد كثير من شبابنا إلى المهارات اللازمة لانخراطهم في سوق العمل؛ ولذا فهم يفضلون العمل الإداري والمكتبي، لا العمل الإبداعي، فضلاً عن العمل اليدوي، وهذا الوضع لا يقيم حضارة، ولا ينشئ نهضة.
فلا يمكن أن تحدث نقلة نوعية بينما غاية الشباب تنحصر في وظيفة مريحة براتب كبير! فالمجتمعات لا تتقدم هكذا، والإنتاج الحقيقي لا يكون بهذه العقلية التي يمكن أن نصفها بالاتكالية.
ومن المؤكد أن ضعف الجانب المهاري عند الشباب إنما هو بسبب الأنظمة التعليمية التي تولي الأهمية الكبرى للجانب النظري، حتى في العلوم التطبيقية، وبسبب عدم العناية بالتعليم الفني، الذي يحظى بمكانة راسخة في الدول المتقدمة كما نتذكر هنا أن ضعف الميزانيات المخصصة للتعليم في مجتمعاتنا سبب رئيس في ذلك.
ومن ثم لا بد من تنمية المهارات العملية لدى الشباب؛ لنتيح لهم فرصة أكبر عند الانخراط في سوق العمل، حتى نقلل الفجوة الحاصلة بينهم وبين المجتمع، ويكونوا شركاء حقيقيين في التنمية والحراك الاجتماعي.
وختاما:
فإن للشباب مهمة في تنمية اقتصاد الدّول، وفي جميع القطاعات، ويمكن من خلال تحفيزهم على الإبداع في المجالات المُختلفة الحصول على أفكار إبداعية خلاّقة، وزيادة الإنتاج والدّخل لهم وللعاملين في تلك المجالات، ما يضمن النجاح والتقدم للمجتمع بمُختلف قطاعاته.



اعداد: ذياب عبد الكريم



 توقيع : رحيل




رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
 (12-17-2023),  (12-11-2023),  (12-11-2023),  (12-11-2023)