عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-08-2024
Şøķåŕą متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~ [ + ]
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1870
 اشراقتي ♡ » Jun 2021
 كُـنتَ هُـنا » منذ دقيقة واحدة (12:30 AM)
موآضيعي » 25250
آبدآعاتي » 7,565,749
 تقييمآتي » 2348007
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » ☆بعالم الحب يا حب ❤️ ☆
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » » ❤
تم شكري »  54,950
شكرت » 28,576
الاعجابات المتلقاة » 14422
الاعجابات المُرسلة » 2591
مَزآجِي  »  الحمدلله
мч ѕмѕ ~
 
Q126 داود وسليمان عليهما السلام (2)



داود وسليمان عليهما السلام (2)


بعد أن مكَّن الله لداودَ في الأرض، وآتاه المُلكَ والنبوَّة، وأنزل عليه الزَّبورَ وعلَّمه ما يحتاجُه هو وبنو إسرائيل من المنهج القويم، وقد يسَّر الله عز وجل لداود قراءةَ الزبور، وخفَّفه عليه حتى إنه كان يقرؤه بمقدار ما تُسرج دوابه، كما أخبر بذلك الصادقُ المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خُفِّفَ على داود عليه السلام القرآن، فكان يأمرُ بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن قبلَ أن تُسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده))، والمراد بالقرآن هنا الزبور الذي أنزله الله على داود عليه السلام؛ حيث يقول: ﴿ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴾ [النساء: 163]، كما يُطلق القرآن على القراءة، يعني: قراءة الزبور، وقد كان داود عليه السلام قد منحه الله عز وجل صوتًا جميلًا يتغنَّى به وهو يقرأ الزبور ويترنَّم، ولقد وصف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ترنُّمه بالزبور بصوت المزامير؛ فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((يا أبا موسى، لقد أُوتيتَ مزمارًا من مزامير آل داود))، وروى أحمد في مسنده قال: حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صوتَ أبي موسى الأشعري وهو يقرأ فقال: ((لقد أوتي أبو موسى مِن مزامير آل داود)).



وقد التزم داود عليه السلام بأنه لا يأكلُ إلا من عملِ يده، كما اتَّخذ منهجًا في الصيام والصلاة هو أحب المناهج التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضُّ عليها في التطوُّع؛ فقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود؛ كان ينام نصفَ الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ولا يفرُّ إذا لاقى))، وفي لفظ للبخاري من حديث عبدالله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الصيام إلى الله صيام داود؛ كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه))، كما روى البخاري في صحيحه من حديث المقداد بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أكل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكلُ مِن عمل يده)).



ولقد تفضَّل الله تبارك وتعالى على داود فَأَلانَ له الحديدَ، وعلَّمه صنعةَ لَبوسٍ؛ لصيانة المقاتلين المؤمنين، فكان أوَّلَ من صنع الدروع التي قد تسمى الزرد، وقد أرشده الله عز وجل إلى الطريقة المُثلى في صناعتها، فجعلها حلقًا بعد أن كانت صفائح ليسهل استعمالها، وأمره عز وجل أن يعملها سابغات تغطي كلَّ جسم لابسها ويجرها على الأرض، وتصلح للأجسام المختلفة طولًا وعرضًا، فيعم نفعها جميعَ المقاتلين، وأن يقدِّر في السرد؛ أي: في نسج الدرع، وهو إدخال الحلقات بعضها في بعض ولا تجعل المسامير غلاظًا فتكسر الحلقة، ولا دقاقًا فتتقلقل فيها، ولا تزاد في متانتها فتثقل على المقاتل؛ وهذه نعمة جزيلة، لفت الله المؤمنين إلى وجوب شكره عليها حيث يقول: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 80].



كما سخَّر الله عز وجل لداود الجبالَ والطير إذا سبَّح سبَّحتْ معه، وآتاه الحكمةَ وفصلَ الخطاب، وفي ذلك كلِّه يقول الله عز وجل في سورة الأنبياء: ﴿ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 79، 80].



ويقول عز وجل في سورة سبأ: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سبأ: 10، 11].



ويقول تعالى: في سورة (ص) آمرًا شيخ المرسلين محمدًا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء في الصبر بداود عليه السلام: ﴿ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ﴾ [ص: 17 - 20].



وقد افترى اليهودُ على داود عليه السلام أكاذيبَ كثيرة، كما كذبوا على أنبياء الله من قبله ومن بعده، وقتلوا بعضَ الأنبياء؛ فقد ادَّعوا أن داود خرج يتمشَّى على سطح بيت الملك مساءً، فوجد امرأة جميلة تغتسل، فأرسل رجالًا فأخذوها وجاؤوا بها إلى داود، فدخلت عليه فاضطجع معها وحبلت منه، وأنه عمل على قتل زوجها؛ فقد جاء في الإصحاح الحادي عشر من سفر صموائيل الثاني الذي بأيديهم في الفقرة الثانية منه: وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريره وتمشَّى على سطح بيت الملك؛ فرأى من على السطح امرأةً تستحم، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًّا، وفي الفقرة الثالثة فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد: أليست هذه بثشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحثي؟ وفي الفقرة الرابعة: فأرسل داودُ رسلًا وأخذها، فدخلت إليه فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها، ثمَّ رجعت إلى بيتها، وفق الفقرة الخامسة: "وحبلت المرأة، فأرسلت وأخبرت داود وقالت: إني حُبلى"، وبعد أن يسوق سفر صموائيل الثاني محاولة داود التخلُّص من أوريا زوج المرأة وإرساله إلى الحرب ليُقتل، بعد ذلك يقول السفر في الفقرة 26: فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلُها ندبت بعلها، وفي الفقرة 27: ولما مضت المناحة أرسل داود وضمَّها إلى بيته، وصارت له امرأة وولدت له ابنًا، وأما الأمر الذي فعله داود فقبُح في عيني الرب، ثم يتابع السفر المذكور سرد معاتبة الرب لداود وإماتة الله للولد الذي جاءت به بثشبع، ثم توبة داود وصيامه، ثم دخوله على امرأة أوريا واضطجاعه معها فتحبل وتلد ولدًا اسمه سليمان، والعجيب الغريب أن هذه الأكذوبة انطلت على بعض من ينتمي إلى علم التفسير ففسَّروا بها قوله الله عز وجل:

﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾ [ص: 21 - 25].



وتفسيرُ هذه الآيات بأن داودَ عشِق امرأة أوريا وقهره على التنازل له عنها، وسعى في قتله حتى قُتل، وكان لداود تسعٌ وتسعون امرأة، ولأوريا هذه المرأة الواحدة، ومجيء ملكين في صورة متخاصمين لداود لتنبيهه على قبح ما فعل، أقولُ: إن تفسير هذه الآيات الكريمات بهذا هو تفسير عاطل باطل، فاسد كاسد، وإفكٌ مفترًى مبتدَع يأباه لنفسه السوقة والرعاع، ومكر يهودي مخترع تمجُّه الأسماع، وتنفر منه الطباع؛ ولذلك أثر أن عليًّا رضي الله عنه قال: من حدثكم بحديث داود على ما يرويه القصاص جلدتُه مائة وستين جلدة، وهي حدُّ الفرية على الأنبياء، كما أُثر أن رجلًا صالحًا من أهل العلم كان جالسًا مع عمر بن عبدالعزيز بالمسجد وبالقرب منهما رجل يقصُّ على الناس هذه القصة المخترعة على داود، فقال الرجل الصالح: يا هذا، إن كان الأمر على خلاف ما تزعم فقد افتريتَ على نبيِّ الله داود، وإن كان على ما تزعم وستر الله على نبيِّه داود وكنَّى وقال نعجة ولم يقل امرأةً فما يحلُّ لك أن تفضح نبيَّ الله داود، فقال عمر بن عبدالعزيز: "هذا الكلام أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس".



 توقيع : Şøķåŕą

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : Şøķåŕą


رد مع اقتباس
4 أعضاء قالوا شكراً لـ Şøķåŕą على المشاركة المفيدة:
 (01-09-2024),  (01-08-2024),  (01-08-2024),  (01-09-2024)