عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2024   #3



 
 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 6 ساعات (01:38 AM)
موآضيعي » 14563
آبدآعاتي » 8,373,555
 تقييمآتي » 6083671
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  65,698
شكرت » 18,129
الاعجابات المتلقاة » 12731
الاعجابات المُرسلة » 659
 التقييم » رحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
 
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
♥ وسام |إنيقة ك سلالة ورد ●  


/ نقاط: 0

وسام حضور بهي | فعالية سحر الألوان  


/ نقاط: 0

8 سنوات من العطاء الممزوج بالحب ||  


/ نقاط: 0

وسآم || مسابقة ابيات القصيد - سحر الحروف  


/ نقاط: 0

وسآم || مسابقة ابيات القصيد -ملك/ة الحروف  


/ نقاط: 0

  كل الاوسمة: 195

 

رحيل غير متواجد حالياً

افتراضي



شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري(4)

ليـس الخـبرُ كالمعاينـة



اعداد: الفرقان




إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله. ذكرنا في الحلقة السابقة حاجة اليقظة الإسلامية، والشباب المهتدي إلى الضوابط الشرعية، التي تضبط له منهجه وطريقه، ورجوعه إلى الله سبحانه وتعالى، وإلا فإنه سيخسر جهده ووقته، ويخسر أفراده، ويضيع كل ذلك سدى. ومن الكتب النافعة المفيدة في هذا المضمار، كتاب: «الاعتصام بالكتاب والسنة» من صحيح الإمام البخاري، وقد اخترنا شرح أحاديثه والاستفادة من مادته المباركة.
باب: في قوله تعالى: {رب أرني كيف تحيي الموتى}
فيه حديث أبوهريرة ] وقد تقدم في كتاب الفضائل ( 1608)
الشرح: باب: في قوله تعالى {رب أرني كيف تحي الموتى} وهذه الآية الستون بعد المائتين من سورة البقرة يقول الله عز وجل {وإذا قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تُؤمن قال بلى ولكن ليطمئنّ قلبي قال فَخُذ أربعةً من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبلٍ منهن جزءاً ثم ادعهن يأتينك سعياً واعلم أن الله عزيز حكيم}. هو سؤال إبراهيم عليه الصلاة والسلام لربه سبحانه في طلبه لرؤية كيفية إحيائه الموتى.
قول المنذري: فيه حديث أبي هريرة ] وقد تقدم في الفضائل. والحديث لفظه: أن رسول الله [ قال: « نحن أحقّ بالشك من إبراهيم، إذ قال {رب ارني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} وقال: «ويرحمُ الله لوطاً لقد كان يؤوي إلى ركن شديدٍ، ولو لبثت في السجن طولَ ما لبث يوسف، لأجبتُ الداعي».
وهذا الحديث أورده الإمام مسلم في كتاب الإيمان، وأيضا أعاده في كتاب الفضائل.
وأما معنى الآية والحديث: فهو أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام سأل ربه عز وجل فقال: {رب ارني} يعني: اجعلني انظر كيف تحيي الموتى، فإبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يعلم علم اليقين أن الله سبحانه وتعالى يحيي الموتى، ولا يجوز أن نظن بنبي من أنبياء الله، بل بخليل الرحمن عليه الصلاة والسلام، وهو معصوم عن الكبائر، أنه كان يشك في أن الله عز وجل يحيي الموتى أو لا يحييهم؟! بل الصحيح أنه كان يعلم علم اليقين أن الله تعالى يحيي الموتى، وكما قلنا: إن الرجل الصالح منا لا يشك في إحياء الله تعالى الموتى، فكيف بنبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟!
لكن المقصود: أن نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أراد أن ينتقل من علم اليقين إلى عين اليقين، من العلم اليقيني إلى المعاينة بالبصر، فيريد أن يرى بعينيه كيف يحي الله الموتى، وقد صحّ عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال في الحديث الصحيح: «ليس الخبر كالمعاينة» رواه أحمد والطبراني في الأوسط.
فأنت إذا أخبرك إنسان بخبرٍ وأنت مصدّق له، لا يكون تأثيره عليك كما لو إذا رأيته بعينك، هكذا جبلت النفوس البشرية، ولهذا جاء في تتمة حديث: «ليس الخبر كالمعاينة» قال: «إن الله أخبر موسى بما صَنعَ قومُه في العجل، فلم يُلق الألواح، فلما عاين ما صنعوا، ألقى الألواح فانكسرت».
فإبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو أبو الأنبياء، وإمام التوحيد، وكل الأنبياء الذين جاءوا من بعده كانوا من نسله عليه الصلاة والسلام، أراد أن يرى كيف يحيي الله الموتى وأن ينظر إلى ذلك، فقال الله تعالى له {أولم تؤمن قال بلى} وهذا ما يؤكد إيمانه بالله وباليوم الآخر، وبقدرته سبحانه على إحياء الموتى {قال بلى} ولكن ليطمئن قلبي لأزداد إيماناً ويقينا، قال الله عز وجل له {فخذ أربعة من الطير} وخص الطير بذلك، قالوا: لأن الطائر من أظهر المخلوقات وأبينها وأوضحها دليلا على الإحياء والبعث {فخذ أربعة من الطير} ولا يهمنا ما هي هذه الطيور؟ وما هي أنواعها؟ وهل هي في الحرم أو في غيره؟ هذا كله ليس بمهم، ولذلك لم يذكر الله سبحانه وتعالى أسماء الطيور، ولا حاجة لنا في أن نخوض في أسمائها ولا في أنواعها.
فالمقصود أن الله تعالى أمره أن يأخذ أربعة من الطير، يعني أربعة أنواع من الطير أو أربعة أشكال مختلفة، سواء كانت من الحمام أو من غيره من الطيور، وأمره بأن يقطعهن فقال: {فصرهن إليك} أي: اجمعهن إليك بحيث تراهن بعينك، ثم قطعهن ومزقهن، واخلط هذه الطيور بعد تقطيعها بريشها وعظامها ولحمها وعصبها {ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا} أي: اجعل على رأس كل جبل من هذه الطيور جزءا {ثم ادعهن} أي: ناديهن، أي: نادي هذي الطيور تحصل لهن الحياة سريعا، ففعل إبراهيم عليه الصلاة والسلام فجمع أربعة طيور وقطعها وخلط عظامها بلحمها بدمها بريشها، ثم جعل هذا الخليط أربعة أجزاء، فوضع كل جزء منها على جبل، ثم بعد ذلك نادي هذي الطيور، فقامت العظام والتأم كل عظم إلى صاحبه، وكل بدن إلى صاحبه، فجاء اللحم إلى هذا الطير وهذا اللحم إلى ذاك الطير، وركب الريش كل ريشة في الطائر الذي يخصه، وإبراهيم عليه السلام ينظر إلى ذلك بعينيه، وجاءت الطيور طائرة إليه.
وقوله {يأتينك سعيا} يعني طائرة بقوة وبحياة كاملة، وربما تكون ماشية على الأقدام، فالمقصد أنها جاءته [ حية بعد موتها، ثم قال الله تعالى {واعلم أن الله عزيز حكيم} أي: عزيز لا يغلب، ولا يرد أمره سبحانه وتعالى، فما شاء الله كان، ومالم يشأ لم يكن، فلا يمتنع على الله سبحانه وتعالى شيء، بل كل شيء منقاد لعزته، لأنه عز وجل عزيز.
وهو حكيم في ذلك، فلا يفعل شيئا إلا لحكمة، ولا يترك شيئا إلا لحكمة، فالبعث كائن لحكمة عظيمة، كما قال سبحانه {إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون} (يونس: 4).
وقال تعالى {ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذي أحسنوا بالحسنى} (النجم: 31 ). فهذا من أعظم حكم البعث، أن الله سبحانه وتعالى يجمع العباد لأجل أن يجازي كل عامل على عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
فالحاصل: أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كما قلنا لا يجوز أن نعتقد انه شك في قدرة الله على إحياء الموتى، فهذا ينافيه عصمة الأنبياء لا يجوز على الأنبياء الشك، لأن الشك في هذا نوع من الكفر، وهذا مما يتعارض مع عصمة الأنبياء، فإنهم متفقون على الإيمان بالبعث والنشور، ولا سبيل للشيطان عليهم كما هو معلوم، لأن النبي من الأنبياء معصوم من الشيطان، ولهذا لا يمكن أن يشك، ولكن إبراهيم عليه الصلاة والسلام كما قلنا إنما سأل لأجل أن يشاهد كيفية إحياء الله تبارك وتعالى للموتى، وكيفية جمع الله تعالى لأجزاء الموتى المتفرقة من الأرض.
فالإنسان إذا مات تفرقت أجزاءه، واضمحلت ذهب اللحم وذهب العصب، العظام، واختلطت بالتراب، فكيف يحصل إحياء الله تعالى للموتى، فهذا من العجب العجاب، ولكن الله عز وجل يخبر بأنه عزيز قادر على كل شيء، وأراد إبراهيم عليه السلام أن يرتقي من علم اليقين إلى عين اليقين.
وقول الرسول [: «نحن أحق بالشك من إبراهيم» يعني إن كان إبراهيم \ قد شك في إحياء الله للموتى، فنحن أحق بالشك منه، وهذا قاله دفاعا عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والمعنى: أن إبراهيم لم يكن ليشك في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، وإنما هو قال ذلك لأجل أن يرى ذلك بعينه، فينتقل - كما قلنا - من علم اليقين إلى عين اليقين.
وقال بعض أهل التفسير إن هذه الآية أرجى آية في كتاب الله، فروى ابن أبي حاتم: عن ابن المنكدر: أنه قال التقى عبدالله بن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم فقال: ابن عباس لابن عمر: أي آية في القرآن أرجى عندك؟ - أي: ما هي أرجى آية عندك؟ فهي من أرجى الآيات التي تتكل عليها وتطمع من خلالها برحمة الله - فقال عبد الله بن عمر: قول الله عز وجل {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم} فقال ابن عباس: لكني أنا أقول {َإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى }فرضي من إبراهيم قوله: بلى.
فهذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنهما معناه: إذا كان الله تبارك وتعالى لم يؤاخذ إبراهيم على سؤاله: كيف تحيي الموتى؟ فهذا دالٌ على سعة رحمته جل جلاله، ومغفرته لعباده، وأن انه عز وجل لا يؤاخذ عباده ولا يحاسبهم لو طرأ عليهم شيء من الشك العارض، فإن الله تبارك وتعالى يعفو عنه، ولكن من علِم قدرة الله عز وجل العظيمة العجيبة، التي لا يعجزها شيء، أيقن بأن البعث واقعٌ لا محالة، فالأمر هين عليه، كما قال سبحانه {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفسٍ واحدة} (لقمان: 28).
فجميع الخلق على كثرتهم واختلافهم وتنوعهم، إنما خلقهم وبعثهم بعد موتهم وتفرقهم، كنفس واحدة، بلمح البصر، وهذا مما يحير العقول والألباب!
قال بعض السلف: والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، فلكم في ذلك آية في كل يوم وليلة.
أي: الموت والبعث حاصل لك كل يوم، فأنت تتوفى وتنقطع عن الدنيا كل يوم، فالإنسان إذا نام ينقطع عن الحياة، فلا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ولا يأكل ولا يشرب، ولو ناديته لا يجيب، ولو حذرته لا يستجيب، ولا يكتسب شيئا من الأعمال، فكأنه ميت، وقد سمى الله سبحانه وتعالى النوم وفاة، في قوله {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الزمر: 42).
والاستيقاظ من النوم نوع من البعث، هو نوع من البعث الذي يحصل في كل يوم وليلة، وهو من آيات الله تبارك وتعالى، ودليل عقلي واضح على المعاد، وصحّ عن النبي [: أنه كان إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: «اللهم باسمك أموت وأحيا، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، واليه النشور» رواه البخاري في الدعوات (6312، 6314).
فقوله « وإليه النشور» أي: البعث يوم القيامة، يقال: نشر الله الموتى فانتشروا، أي أحياهم فحيوا، كما في قوله {ثم إذا شاء أنشره} (عبس).
فقيامك من النوم إذن هو نوع من رجوع الحياة لك بعد الموت، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
 (03-23-2024),  (03-23-2024)