عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-07-2024
الدكتور على حسن غير متواجد حالياً
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1349
 اشراقتي ♡ » Oct 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 2 يوم (07:47 PM)
موآضيعي » 4004
آبدآعاتي » 1,917,073
 تقييمآتي » 667930
 حاليآ في » اعيش حاليا فى القاهرة مصر الجديدة والجيزة شارع الهرم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » الحمد لله دائمـا وأبدا
آلعمر  » 54سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج 😉
تم شكري »  8,419
شكرت » 1,505
الاعجابات المتلقاة » 2294
الاعجابات المُرسلة » 237
مَزآجِي  »  1
 
Q117 من وحى القلم .. رَبِحَ البَيْعُ ( 22 )



«صَنائعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ،
وصدَقةُ السِّرِّ تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ،
وصِلةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمُرِ ..»

صَنائعُ: جمعُ صَنيعٍ،
وهو ما يفعلُه الإنسانُ
(صُنعُ يديه) والمعروفُ:
ما عُرِفَ من أعمالِ الخيرِ، وإنْ قلَّ !
والمعني شديدُ الوضوحِ، خلاصتُه
أنْ ما يُقدمُه الإنسانُ في حياتِه من خيرٍ (يقيه) السُّوءَ،
واستخدمَ (صلى الله عليه وسلم) كلمةَ (مَصارع)
للدَلالة أنَّه السُّوءُ الشديدُ،
الذي من قوتِه وخطورتِه ، يبدو كالمصارعة !
هو إذنْ البَيعُ الرابحُ للإنسانِ،
بل أربحُ بيعٍ علي الإطلاقِ،
إذ يفعلُ المرءُ الخيراتِ، فيقيه اللهُ تَعَالَي بها،
من عثراتٍ ونكباتٍ وكوارثَ،
لا يعلمُ قسوتَها وخطورتَها إلا اللهُ،
وما كانَ هَذَا الإنسانُ ليقوي علي مواجهتِها
لو حدثتْ بالفعلِ،
تماماً كفكرةِ الدُعاءِ،
التي من ثمارِها البسيطةِ:
وإمَّا أنْ يَدْفَعَ عنهُ من السُّوءِ مِثْلَها..
يبدأُ الحديثُ الشريفُ البليغُ، أقوي بدايةٍ،
بدايةً تؤكدُ أنَّ الدينَ عملٌ وعطاءٌ، سلوكٌ وأخلاقٌ،
معاملاتٌ قبلَ أنْ يكونَ عباداتٍ،
ولعلَّك تلحظُ أنْ صَنائعَ المعروفِ هَذِه،
جاءتْ علي الوجهِ العامِ ، غيرِ المحددِ،
ليفهَم الإنسانُ أنَّ المُرادَ ، كُلُّ أعمالِ الخيرِ،
كبيرةً كانت أم صغيرةً ، فلا أحدَ يعلمُ
أيَّ حَسَنَةٍ تُدخِلُه الجنةَ !
تقولُ القصةُ إنَّ امرأةً صالحةً رأت في منامِها،
أنَّ رجلاً من أقاربِها، قد لدغته أفعى سامةٌ،
فقتلتْه على الفورِ، وقد أفزعتْها هَذِهِ الرؤيا كثيراً،
وفي صبيحةِ اليومِ التالي،
توجهتْ إلى بيتِ ذلكَ الرجلِ، وقصّتْ عليه رؤياها،
وطلبتْ منه أنْ يأخذَ حذَرَه ، خافَ الرجلُ،
وارتعدتْ فرائصُه،
فنذرَ على نفسِه أنْ يذبحَ كبشين كبيرين،
من الضأنِ، لوجهِ اللهِ تَعَالَى،
عسى أنْ يُنقذَه، ويكتُبَ له السلامةَ،
من هَذِهِ الرؤيا المفزعةِ، وهكذا فعلَ،
ودعا أقارَبه وجيرانَه، وقدم لهم عشاءً طيباً،
ووزَّعَ ما تبقي من اللحمِ، حتى لم يبقَ منه إلا ساقاً واحدةً،
وكانَ قد نسي نفسَه، بسببِ التوترِ الذي يساورُه،
ويملأُ نفسَه ، فلَفَّ الرجلُ الساقَ في رغيفٍ من الخبزِ،
ورفعَه نحوَ فمِه، ليأكلَ منه،
ولكنَّه تذكّرَ عجوزاً من جيرانِه لا تستطيعُ القدومَ،
بسببِ ضعفِها وهرمِها، فلامَ نفسَه،
وآثرَ العجوزَ عليها، وذهبَ إليها،
وقدّمَ لها تلكَ الساقَ، معتذراً لها ؛
إذ لم يبقَ عندَه شئٌّ من اللحمِ،
غيرُ هَذِهِ القطعةِ الصغيرة
سُرَّتِ المرأةُ العجوزُ بذلكَ، وأكلتِ اللحمَ،
ورمتْ عظمةَ الساقِ.
وفي ساعةٍ من الليلِ ،
جاءتْ حَيّةٌ على رائحةِ اللحمِ،
وأخذتْ تُقَضْقِضُ ما تبقى من الدهنيات، وبقايا اللحمِ،
عن تلكَ العظمةِ، فدخلتْ عظمةُ الساقِ في حَلقِها،
ولم تستطعْ تخليصَ نفسِها ،
وفي ساعاتِ الصباحِ الأولي،
سَمِعَ أبناءُ الرجلِ ،
حركةً وخَبْطاً، وراءَ بيتِهم ،
فأخبروا أباهم بذلكَ ، ولما خرجَ ليستجليَّ الأمرَ،
وجدَ الحيّةَ على تلكَ الحالِ،
وقد التصقتْ عظمةُ الساقِ في فكِّها،
وأوصلَها زحفُها إلى بيتِه ، فقتلَها،
وحَمِدَ اللهَ على خلاصِه ونجاتِه منها،
وأخبرَ أهلَه بالحادثةِ ، فتحدثَ الناسُ بالقصةِ زمناً،
وانتشرَ خبرُها في كُلِّ مكانٍ ،
وهم يرددون المثلَ القائلَ :
اللُّقَمُ تطردُ النِّقَمَ .
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علـــى



 توقيع : الدكتور على حسن

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الدكتور على حسن على المشاركة المفيدة:
 (04-08-2024),  (04-20-2024)