عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-08-2024
الدكتور على حسن غير متواجد حالياً
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1349
 اشراقتي ♡ » Oct 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ يوم مضى (10:44 PM)
موآضيعي » 3956
آبدآعاتي » 1,856,356
 تقييمآتي » 667250
 حاليآ في » اعيش حاليا فى القاهرة مصر الجديدة والجيزة شارع الهرم
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن » الحمد لله دائمـا وأبدا
آلعمر  » 54سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج 😉
تم شكري »  8,283
شكرت » 1,503
الاعجابات المتلقاة » 2157
الاعجابات المُرسلة » 236
مَزآجِي  »  1
 
Q117 إشراقات ... مستقبل الإفتاء



الإفتاء يتفق ويفترق مع كل مجالات الخطاب
الإسلامى كالدعوة والتعليم الدينى والحوار الديني،
ويأتلف ويختلف مع كل تخصصات
العلوم الاجتماعية والإنسانية،
وبين الإفتاء والقضاء مصاهرة ونسب تاريخية لا تنفك،
ولكن يبقى أن الجانب الأخلاقى له حضور
فى تاريخ الفتوى وحاضرها.
«الدِّين كلهُ خُلق فمن زاد عليك فى الخُلق زاد عليك فى الدين»،
كما يقول أهل الله، وأكثر من ثلثى نصوص
الكتاب والسنة دعوة أخلاقية، والإفتاء الخلقي-
أى المعتمد بصورة كبيرة على الجانب الخلقى
ودعم أخلاق المفتى والمستفتى والعملية الافتائية-
أكثر تفاعلا مع فقه الحياة. وتاريخ الإفتاء
حافل بالعناية بالأخلاق والآداب لكل أطراف
العملية الإفتائية للمفتى والمستفتى والإفتاء.
وفى المكتبة التراثية الإفتائية
عدد حافل من الكتب بعنوان أدب الفتوى
والمفتى والمستفتى إما مؤلفا مستقلا
أو ضمن مؤلف كبير لأعلام الفتوى عبر الزمان،
من أمثال الخطيب البغدادى وابن الصلاح
والنووى والقرافى وابن حمدان،
وغيرهم كثير،
وهى تحتاج إلى نظرة تجديدية معاصرة.
ومع مرور الزمان تتوطد العلاقة بين الإفتاء والأخلاق،
ومع ازدياد السيولة وسهولة التصرف تزداد
مسئولية الإنسان الأخلاقية عن نفسه،
ويعلو- عند المجددين- شأن الرقابة الذاتية
وصوت الضمير المستلهم من التوجيه الشريف
فى الحديث:
«اعبُدِ اللهَ كأنَّك تراه، فإنْ لم تكُنْ تراه فإنَّه يراك»
رواه مسلم.
ونجد أنفسنا فى احتياج إلى تجديد
مشاريع أئمة مثل أبى حامد الغزالي،
الذى جعل محور إحياء الدين
هو القضية الأخلاقية إن صح التعبير.
لقد بادرت دار الإفتاء المصرية،
إذ أصدرت الأمانة العامة لدور
وهيئات الإفتاء فى العالم فى مؤتمرها:
«دَور الفتوى فى استقرار المجتمعات»
ميثاق الشرف الإفتائي؛ ميثاقا أخلاقيا
يحيى آداب الفتوى والمفتى والمستفتي.
يتحدث فى مطلعه عن:
«مجموعة من القيم التى تسرى فى بنود
الميثاق ومواده، وتحكم الإفتاء معرفةً وصناعة
«ثم يسردها لتأتى الرحمة فى مطلعها
وهى القيمة المركزية فى كل الوظائف النبوية
التى تفرعت عنها وظائف الوارثين بعد ذلك،
وعليها تُبنى علاقة المفتى بالمستفتى،
وعلاقة المفتى بالدوائر المحيطة بالإفتاء.
ويسرد الميثاق عدة قيم وأخلاق أساسية:
منها الأمانة والمسئولية، وتقدير العلم
والعلماء والتخصصية، ودعم التعايش السلمي،
والحفاظ على الهوية، واحترام الخصوصيَّة،
وتشجيع الاجتهاد والتجديد،
والجودة والإتقان، والمرونة.
وفى فتاوى المستقبل -لا شك- أننا سنكون
أكثر احتياجا إلى دعم الأخلاق وتفعيلها بصور أكبر.
فى فتاوى الأسرة والحياة الأسرية،
تزداد احتياجاتنا يوما بعد يوم إلى الخروج
من صراع: «حقى وحقك»
الذى ينشب بين أفراد الأسرة، إلى رحاب:
المودة والرحمة،
والنموذج النبوى الكريم: «أنا خيركم لأهله».
ويفرض الذكاءُ الاصطناعى علينا جميعا تحديات
أخلاقية تحتاج من كل خطاب إنسانى
-والإفتاء جزء منها-
إلى وقفة أخلاقية ليتم الانتفاع بنعمة الذكاء
الاصطناعى بما يفيد الجميع.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــــم
الدكتــور علــــــى



 توقيع : الدكتور على حسن

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الدكتور على حسن على المشاركة المفيدة:
 (04-09-2024),  (04-20-2024)