عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-14-2024
البرنس مديح آل قطب متواجد حالياً
    Male
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 2105
 اشراقتي ♡ » Aug 2022
 كُـنتَ هُـنا » منذ دقيقة واحدة (03:33 PM)
موآضيعي » 4833
آبدآعاتي » 2,061,015
 تقييمآتي » 1333796
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلعمر  » 54سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج 😉
تم شكري »  28,795
شكرت » 11,907
الاعجابات المتلقاة » 13128
الاعجابات المُرسلة » 5287
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
افتراضي طاغية نجدان يُعَيّنُ وزيرين جديدين


















طاغية نجدان يُعَيّنُ وزيرين جديدين

حدثنا أبو أحمد الطوسي عن الخطيم ، عن العتابي ، عن شيخنا أبي الحسن النجداني ، قال:
اجتمعنا يوما عند طاغية نجدان، و عنده مغنية ما رأيتُ أجمل منها وجهاً و لا سمعتُ أعذب منها صوتاً ، و هي تغني :
فما لبسَ العشاقُ منْ حُلَل الهوى = و لا خلعوا إلا الثياب التي أبْلي
و لا شربوا كأساً منَ الحبّ مُرةً = و لا حُلوةً إلا شرابهُمُ فَضْلي
فلما انتهت من غنائها ، التفت إليّ الطاغية و سألني :
- لِمَن الشعرُ يا أبا الحسن ؟
قلت:
- هو لعِشْرقَة المُحاربية ، أيها الطاغية .
فقال :
- أجلْ ، هو كذلك أيها الشيخ ، فانظر معي عذوبة َ هذا الشعر و رقته و طلاوته. و الله ما سمعتُ كلاماً في الحب مثل هذا.
ثم إنه دعا كبير وزرائه و خاطبه بقوله:
- اعلمْ أني عينتُ الشاعرة عشرقة المحاربية وزيرةً للحب في حكومة نجدان .
فلما سمع كبير الوزراء ذلك الكلام حاول أن يتماسك ، و قال للطاغية:
- يا سيدي، لقد أخبرتَني أنك ستُعَين اليوم وزيرا للحرب لا وزيرا للحب !
قال الطاغية ، و قد بدت عليه علامات الغضب :
- ويلك ! أوَ ليس في حكومتنا وزيرٌ للحرب ؟
قال كبير الوزراء:
- لقد كان الشيخ عبدالله الخزاعي هو وزيرك في الحرب، و لكنك سألتَه يوماً - و الحكومة كلها مجتمعة - عن قائل البيت الشعري ( إذا ما غَزَوا بالجيش حَلّقَ فوقهمْ / عصائبُ طيرٍ تَهتدي بعصائبِ) فلم يعرفه ، فغضبتَ عندئذ أيها الطاغية ، و كسرتَ أصيص الأزهار، الموضوع أمامك ، قبل أن تخاطبَ باقي وزرائك قائلا :" كيف يكون عندي وزيراً للحرب من لا يعرف أشعار العرب عن الجيوش و الحروب ؟ " ثم إنك أمرتَ صاحبَ شرطتك ، بعد ذلك، بتسيير الوزير الشيخ الخزاعي إلى الكثيب ، فهو هناك إلى اليوم يرسف في الأغلال.
قال الطاغية :
- و هل بنيتُ الكثيبَ إلا لأمثال هذا الشيخ ؟ قاتله الله ! يضطلع بوزارة الحرب و لا يعرف أن النابغة الذبياني هو صاحب ذلك البيت المشهور في وصف الجيش؟ و ما الذي كان سيفعل لو كنتُ سألتُه، مثلاً، عن قائل هذا البيت ( و نَبكي حين نَقْتلكمْ عليكمْ / و نَقتلكم كأنّا لا نُبالي ) ؟
قال الشيخ أبو الحسن النجداني:
فلما نطق الطاغية بذلك الكلام ، لم ينبس منا أحد، و بقينا كأنّ على رؤوسنا الطير، خوفاً أن يسألنا صاحبُ نجدان عن اسم ذلك الشاعر الذي يَبكي على قتلاه و يَقتلهم كأنه لا يبالي . و هكذا بقينا ننظر إلى بعضنا متوجسين ، ذلك أن قائل البيت المشؤوم غير مذكور في كتُب الأقدمين. و حتى في ديوان الحماسة ، اكتفى أبو تمام - غفر الله له - بالإشارة إلى أن صاحب البيت رجلٌ من عقيل. و الشارحون عموماً يكتفون بالقول حين يتحدثون عنه : " و قال الحماسي العقيلي."
فمالنا و لهذا الرجل المجهول ؟ و لكنّ الله سلّم ، إذ أطرق الطاغية صامتا ، دون أن يَسأل أحدا منا. ثم إنه قال لكبير الوزراء:
- لا أرى الآن سوى أديب واحد، يستحق أن يتولى وزارة الحرب في نجدان . إنه الشيخ أبو هلال العسكري ، مؤلف " كتاب الصناعتين ." فاخرج الآن فتوجه إليه مع بعض رجالك ، و أخبره بما قرّ قراري عليه .
قال الشيخ أبو الحسن :
فلما غادرنا المجلس، مال عليّ أبو أحمد الطوسي و قال لي بصوت لا يكاد يُسمع :" يا أبا الحسن ، هذا جزاء من يتسمى بالعسكري و هو رجل مدني ، لا يحسن في الدنيا سوى شؤون اللغة و الفقه و الأدب." غير أني أشرتُ إليه أن يكفّ ، فالحيطان لها آذان في بلاد نجدان .








 توقيع : البرنس مديح آل قطب



أخى الحبيب ومديري رهيف أقدم لك أجمل عبارات الشكر والامتنان من قلب فاض بالمحبة والمودة والاحترام والتقدير
أقدم التحيّات أجملها وأنداها أرسلها لك بكلّ الودّ والحب والإخلاص شاكرًا لك على كل ما قدمت لي من تهنئة واللوك الجميل
من قلب محب للجميع

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ البرنس مديح آل قطب على المشاركة المفيدة:
 (04-15-2024),  (04-20-2024)