قـلـبُ شـاعِـر
سألني ما الحُبُّ ؟
فقلتُ قدَرٌ مَسطورٌ فَوقَ الجَبينْ
حُكمُهُ ماضٍ فينا
من آلاف السنينْ
وإنْ كانَ القلبُ أظلمَ السّلاطينْ
لا يهوى ولا يميلُ
إلّا لِمَن أهداهُ الأنينْ
وهذه سُنّةُ العاشقينْ
وقاطَعَني وقد بسَطَ كفَّهُ
لِتنامَ فَوقَ الجَبينْ
والشّوقُ نيرانٌ تتلَظّى
غَفَتْ على أعتاب الحنينْ :
أَهِيَ سُنّةُ العاشقين !
أَم للحُبِّ حساباتٌ أُخرى ؟
سأذهَبُ و أعودُ
وأشواقي مُنتَحِرَةْ
تبّاً لكَ يا قلبُ
تُكابِرُ ودُموعُكَ مُنهَمِرَةْ
أَم تُراها حلَتْ في عيونكَ الأوهامُ
وأمسَتْ أخلاقُكَ أخلاقَ شُعَرا ؟
في كُلِّ وادٍ تهيمُ
فحيناً أنتَ ماءٌ
وحيناً رمادٌ
وحيناً نيرانٌ مُستَعِرَةْ
فما عادَ يا قلبُ يُجدي
ولا عادَتْ سُفُنُكَ مُنتَظِرَةْ
فوداعاً يا ملِكَةَ الياسَمينْ
إنّي راحِلٌ ..
وأودِعُكِ فؤادي والحَنينْ
فغداً يخبو نَجمُنا
وتَطوينا السّنينْ
ويَروي القمَرُ عَنّا الحكايا
والنّايُ الحَزينْ
ويبقى قلبي يَحفَظُ العَهدَ
وبِدِماهُ يَروي الياسَمينْ
سَقى اللهُ رياضَكِ الغَيثَ
وأبعَدَ عنكِ الأنينْ
عامِرَةٌ قلوبُ العَذارى
عامِرَةٌ دِيارُ المُحِبّينْ
شكرا علـّۓ. الاهداء ياحاء
|