عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2024   #5



 
 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 3 ساعات (03:51 PM)
موآضيعي » 14540
آبدآعاتي » 8,272,956
 تقييمآتي » 6059179
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلقسم آلمفضل  » الآسلامي♡
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  63,891
شكرت » 17,430
الاعجابات المتلقاة » 12253
الاعجابات المُرسلة » 646
 التقييم » رحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond reputeرحيل has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مُتنفسي هنا » مُتنفسي هنا
مَزآجِي  »  1
 
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
وسام حضور بهي | فعالية سحر الألوان  


/ نقاط: 0

8 سنوات من العطاء الممزوج بالحب ||  


/ نقاط: 0

وسآم || مسابقة ابيات القصيد - سحر الحروف  


/ نقاط: 0

وسآم || مسابقة ابيات القصيد -ملك/ة الحروف  


/ نقاط: 0

♥| سور من ورد - النشطاء ., ●  


/ نقاط: 0

  كل الاوسمة: 194

 

رحيل متواجد حالياً

افتراضي



شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري(6)

-المحكم والمتشابه


اعداد: الفرقان
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله. ذكرنا في الحلقة السابقة حاجة اليقظة الإسلامية، والشباب المهتدي إلى الضوابط الشرعية، التي تضبط له منهجه وطريقه، ورجوعه إلى الله سبحانه وتعالى، وإلا فإنه سيخسر جهده ووقته، ويخسر أفراده، ويضيع كل ذلك سدى. ومن الكتب النافعة المفيدة في هذا المضمار، كتاب: «الاعتصام بالكتاب والسنة» من صحيح الإمام البخاري، وقد اخترنا شرح أحاديثه والاستفادة من مادته المباركة.
2126. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ[: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ[: «إِذَا رَأَيْتُمْ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ».
الشرح:
الباب الخامس من كتاب التفسير ، باب قوله تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} (آل عمران : 7).
وأورد في الباب، حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: تَلا رَسُولُ اللَّهِ[: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (آل عمران: 7). قالت: قال رسول الله[: «إِذَا رَأَيْتُمْ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ» هذا الحديث رواه الإمام مسلم، في كتاب العلم، وبوب عليه الإمام النووي: باب النهي من اتباع متشابه القرآن ، والتحذير من متبعيه ، والنهي عن الاختلاف فيه .
ولكن لما كان له تعلقٌ بتفسير الآية ، جاء به الإمام المنذري في كتاب التفسير هاهنا .
قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} فيه أن القرآن نزل من عند الله تعالى ، لا من عند جبريل عليه السلام، ولا من الرسول محمد[، وقوله تعالى: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} الإحكام له معنيان: فأولا: كتاب الله سبحانه وتعالى محكم كله، بل في غاية الإحكام، بمعنى في غاية الإتقان والحسن ، والبلاغة والبيان، كما قال سبحانه: {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (هود: 1)، فهو كتاب عظيم محكم، مشتمل على الغاية في الحكمة والعدل والإحسان ،كما قال سبحانه وتعالى: {ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (المائدة: 50).
والمعنى الثاني : أن القرآن منه آيات محكمات، يعني: واضحات الدلالة، ليس فيها اختلاف، ولا شبهة ولا إشكال، ولا التباس على أحد، لأنها واضحة الدلالة جدا.
وقوله تعالى: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} أي: هي معظمه وأكثره، وهي أصله الذي يرجع إليه ما تشابه من الكتاب.
وأما المتشابه فكذلك، فالقرآن أولا: كله متشابه من حيث أن آياته متشابهه من حيث المعنى العام، وما تدعو إليه من التوحيد والأخلاق الحسنة، والمبادئ الفاضلة، ومن حيث الإتقان والحسن والبلاغة، فالقرآن يصدق بعضه بعضا ، لفظا ومعنى.
وهناك تشابه بمعنى آخر : وهو الذي قصده الله سبحانه وتعالى في هذه الآية، وهو الذي ورد ذكره في الحديث ، وهو أن في القرآن (آيات متشابهات) أي: يلتبس معناها على كثير من الناس؛ لأن دلالتها مجملة وخفية، ومحتملة لأكثر من معنى، فيلتبس معناها على كثير من الناس، فتحتاج في تفسيرها إلى الرد إلى المحكم الواضح، لفهم المراد منها، وأكثر القرآن محكم - كما قلنا - وواضح الدلالة، لا إشكال ولا التباس فيه ، وفيه آيات تشكل على بعض الأذهان ، فالواجب على المسلم الذي يريد الحق، أنه إذا التبست عليه آية من كتاب الله ، أن يردها إلى الواضح ، أي : يرد المتشابه الذي التبس عليه معناه ، وأشكل عليه فهم المراد منه ، يرده إلى الواضح المحكم ،كي يفهم المعنى المراد ، لأن كتاب الله ،كما قلنا يصدّق بعضُه بعضاً ، ويبين بعضه بعضا، فإذا فعلت ذلك زال عنك الإشكال بحمد الله ، وانتفت عنك المعارضة والمخالفة ، وهو ما حكاه الله عن أهل العلم والاستقامة على الصراط المستقيم .
وقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} أي : في قلوبهم زيغٌ وميل عن الاستقامة ؛ لأن لهم مقاصد فاسدة، وقد انحرفوا عن الصراط المستقيم، وابتعدوا وضلوا، فقلوبهم فيها زيغ، يعني: فيها انحراف، والانحراف قد يكون بالنية والقصد.
وقد يكون الزيغ والانحراف في طريقة فهم الآيات ، وفي المنهج الذي يسير عليه هذا الإنسان لمعرفة المعنى .
قوله: {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} ي : يتركون المحكم، ويتبعون المتشابه ، يتركون الواضح الجلي، ويذهبون إلى الذي فيه التباس وإشكال، وهذا عكس ما عليه أهل الإيمان والعلم .
وهكذا قوله[ في الحديث هنا : «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه» .
قال تعالى : {ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ فلو سأل سائل: لماذا يفعلون ذلك؟! فالجواب: قصدهم الفتنة، وصدّ الناس عن الحق الذي تضمنه كتاب الله سبحانه وتعالى؛ لأن المحكم الصريح الواضح، لو ترك على حاله لاهتدى به الخلق، لكنهم يقصدون صد الناس عن سبيل الله بالمتشابه ابتغاء الفتنة .
قوله: {وابتغاء تأويله} أي: تأويلا فاسداً، وتفسيرا محرفا ، وصرفه عن المراد منه .
قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} فيها قولان لأهل العلم: فمن المفسرين من قال بالوقوف على لفظ الجلالة {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} وهم أكثر أهل العلم.
وبعضهم يصل الآية ويعطف فيقول: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}.
وهو محتمل للأمرين، فإذا قصد بالتأويل حقيقة الشيء، أو ما يؤول إليه الأمر ، فإن الصواب الوقوف عند لفظ الجلالة ، فإن الله سبحانه وتعالى أخبرنا بأشياء عن الجنة والنار ، وما يكون عليه الحال يوم القيامة ، وهذه أمور مسلم بها ومعروف معناها ، لكن كيف تكون ؟! ما حقائقها ؟ وما كيفياتها وصفاتها ؟ فحقائق هذه الأشياء لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى .
وأما إذا قصدت بالتأويل في: {وما يعلم تأويله} معنى تفسيره والمراد منه، فأهل العلم يعلمون تفسيره ومعناه ، لا سيما أهل العلم الراسخين في العلم ، والراسخون في العلم هم الثابتون المستقيمون على الحق، الذين ليس من حالهم التغير والتقلّب ، كحال أهل البدع والأهواء ، عافانا الله من ذلك ، بل هم راسخون في العلم ، ثابتون على طريق الله عز وجل وعلى دينه ، فعلمهم راسخ ثابت ، نسأل الله عز وجل أن يثبت قلوبنا على دينه ، فهؤلاء أيضا يعلمون معنى كتاب الله سبحانه وتعالى، ولهذا يجوز أن تصل {والراسخون في العلم} ولا تقف عند لفظ الجلالة .
أما التأويل الذي هو بمعنى حقيقة الشيء، وما يؤل إليه ، فهذا لا يعلمه إلا الله تعالى، كحقائق اليوم الآخر، وكيفيات صفات الله عز وجل، التي لم يطلعنا الله عليها ، فالله سبحانه وتعالى لم يطلعنا على كيفيات صفاته ، ولا حقائق أوصافه، وكذلك حقائق يوم القيامة، ولهذا لما قال السائل لمالك رحمه الله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: 5)، كيف استوى؟ أنكر الإمام مالك هذا السؤال، وقال: الاستواء معلوم ، والكيف مجهول - أي كيفية الاستواء مجهولة بالنسبة لنا ، ولا يجوز لنا السؤال عنها - والسؤال عنها بدعة ، وأمر بطرد هذا الرجل. لأنه من الذين يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله .
فالسؤال عن كيفيات الأسماء والصفات بدعة؛ لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا عن أسمائه وصفاته ولم يخبرنا بكيفياتها، فيجب الوقوف على ما حد خبر الله تعالى لنا، أما أهل الزيغ فإنهم يتبعون الأمور المتشابهات التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ، أما الراسخون في العلم فيعلمونها ويؤمنون بها .
ويقولون آمنا به فهم يؤمنون بهذه الآيات، ويكلون علم حقائقها إلى الله تعالى ، فَيُسَلِمون ويَسْلمون، فأنت لا تَسْلَم حتى تُسلِّم ، كما قال السلف:لا تَسْلَم في آيات الصفات وأحاديثها، حتى تُسَّلِم ، فإذا سَلّمتَ سَلِمت ، وإذا لم تُسَلِّم لم تَسْلَم.
قوله: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} يعني: المحكم والمتشابه كله من عند الله عز وجل، وليس فيه تعارض، ولا تناقض، بل هو متفقٌ، يصدّق بعضه بعضا، ويشهد لبعضه البعض، ولهذا عندنا أصل كبير ، وهو: أنه إذا حصل التباس في فهم آية ، رددناه إلى المحكم من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله[.
وهل في كلام النبي[ محكم ومتشابه؟ الجواب: نعم، فيه كذلك محكم ومتشابه، فهناك أحاديث واضحات الدلالة صريحة، لا لبس فيها ولا إشكال ، وهناك أحاديث قد تشكل على بعض الناس أحيان ، فالخلاص من الإشكال، هو رد هذه الأحاديث المشكلة إلى الأحاديث الواضحة ، التي لا إشكال فيها، ولا لبس ، ولا غموض فيها.
قوله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} (البقرة: 269) وما يذكر من التذكر، الذي هو من الذكرى، وهي الموعظة والتذكير، أي: لا يتعظ بأوامر الله ونصحه وإرشاده إلا أهل العقول ، وهم أولوا الألباب ، أهل العقول الراجحة الرزينة ، لأن العاقل هو الذي دُلّ على ما ينفعه اتبعه وفعله ، وإذا حذّر مما يضره تركه ، لكن صاحب العقل الضعيف لا يستجيب ، فلو عندك طفل صغير ، فلا ينفع معه أن تقول هذا ينفعك وهذا يضرك، لأن عقله ضعيف ، وهكذا بعض الخلق تقول له: هذا ينفعك، وهذا حلال، وهذا حرام ، هذا يجلب لك غضب الله ، هذا يجلب لك لعنة الله ، فلا يستجيب .
وهو ليس بمجنون بل قد يكون ذكيا ، وقد فرق أهل العلم بين الذكاء وبين العقل، فالعقل هو الذي يمنعك مما يضرك، ويحثك على ما ينفعك، وهناك أذكياء اخترعوا الذرة والصاروخ، والأجهزة الدقيقة، وفعلوا وفعلوا، ولكن لم يستجيبوا للإيمان ولا ينقادون لله عز وجل ، ولا لرسوله[، ولذلك هم بحكم الشرع ووصف القرآن (قوم لا يعقلون) (لا يعلمون ) هذا وصفٌ الله عز وجل لهم في الكتاب، وقال: {ولكن أكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} (سبأ: 6-7 ) أي : يبتغون الظاهر من الحياة الدنيا، وما يظهر لهم بالسمع ، والبصر ، وبالذوق ، وبالحس ، فيأخذون بالأسباب الحسية فقط، ولا ينظرون إلى مسبّب الأسباب، {وهم عن الآخرة غافلون} لأن قلوبهم وإراداتهم متوجهة للدنيا وشهواتها فقط .
ومما يجب التنبه له: أن أسماء الله عز وجل وصفاته الثابتة بالكتاب والسنة ليست من المتشابه، كما أراد أهل البدع أن يدخلوها فيه؟! فصفات الله عز وجل الثابتة بالقرآن أو بالسنة الصحيحة ليست من المتشابهات، لأنها واضحات المعاني، أي مفهومة لغةً ومعنى، لكن المتشابه من الأسماء والصفات، هو الكيفيات فقط، والله عز وجل علمنا كيف نرد التشبيه بكلمة إجمالية، وكيف نثبت بكلمة إجمالية أيضا ، فقال سبحانه وتعالى في نفي التشبيه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فالله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير، وكذلك في قوله سبحانه وتعالى: {ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} (الإخلاص: 4)، كفوا، يعني: كفؤا،كما في بعض القراءات يعني: مكافئا، أي: ليس لله عز وجل مكافئ ، ولا مشابه ولا نظير.
وكذلك الإثبات في قوله عز وجل: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ([الشورى : 11) إثبات لصفتي للسمع والبصر ، فلا يثبت لك الإيمان بالله عز وجل، إلا بنفي وإثبات، فكما أنك لا تشهد لله عز وجل بالوحدانية إلا بنفي وإثبات ، فتقول : لا إله إلا الله، لكن إذا قلت وسكت: (لا إله) لا تكون مؤمنا؟! لو قلت: الله إله وسكت ؟لم تكن مؤمنا، وكذلك لو قلت : (ليس كمثله شيء) ووقفت عند ذلك، لا يتم الإيمان، وهذا واقع فيه المعتزلة وأشباههم ، فإنهم بالغوا في النفي فقالوا: ربنا ليس بكذا ولا في داخل العالم، ولا في خارج العالم، وليس فوقنا، وليس بكذا، وليس بكذا، لكن أين الإثبات؟ وأين الإيمان؟ لا إثبات ولا إيمان؟! بل إذا قالوا: هو السميع البصير! إذا سألهم سائل: هل تؤمنون أن السميع معناه الذي يسمع؟ يقولون : لا، ويقولون: هو البصير ، فتسألهم: هل هو الذي يبصر؟ يقولون: لا؟! وهكذا قولهم في الرحيم والعليم والحكيم.. وهو تناقض عظيم لا تقبله العقول .
قال لهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: قولكم سميع بلا سمع؟ بصير لا بصر؟ عليم بلا علم؟ حي بلا حياة؟ كقول الإنسان: هذا حلو بلا حلاوة ، مرٌ بلا مرارة، قوي بلا قوة، جميل بلا جمال؟! وهذا نوعٌ من الجنون والهذيان، وعدم العقل عن الله سبحانه وتعالى، وعن رسوله [، ولذلك قال السلف -رحمهم الله جميعا-: «صفات الله عز وجل معناها وعلمها، ليس من المتشابه، بل المتشابه هو الكيفيات فقط».
وقول النبي[: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» فيه: التحذير من أهل البدع والأهواء.
قال الإمام النووي -رحمه الله-: وفيه التحذير من مخالطة أهل الزيغ، وأهل البدع، ومن يتبع المشكلات بالفتنة، فأما من سأل عما أشكل عليه منها بالاسترشاد، وتلطّف في ذلك، فلا بأس عليه ، وجوابه واجب انتهى
إذن الأول لا يجاب، أي الذي يسأل عن المتشابه لأجل الفتنة، هذا لا يجاب ! بل يهجر ويعزّر؟! كما عزّر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه صبيغ بن عسل، حين كان يتتبع المتشابه، فقد جاء إلى المدينة وهو يتتبع المشكلات والمتشابهات من الآيات، فبلغ ذلك عمر، وأنه يشكك الناس، ويسأل عن أشياء، فدعاه عمر وقال له: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ ! فضربه عمر على رأسه بالدَّرة – وهي عصاه - وقال له : أنا عبد الله عمر! فلم يزل يضربه ويعيده إلى الحبس ، حتى قال له صبيغ: والله لقد شفاني الله عز وجل! أي تأدب بذلك، فأمر بإخراجه من المدينة ، ونفاه إلى الكوفة ، ونهى الناس عن مجالسته ، حتى تاب إلى الله سبحانه وتعالى من هذا المسلك ، وهو اتباع المتشابه والتشكيك ، والذي يسلكه بعض الكتاب اليوم، للأسف الشديد، في الجرائد والفضائيات، فيشكك بالآيات والأحاديث، وبأصول الدين، التي لا يعرف فيها اختلاف، صارت محل تشكيك مستمر عند بعض من ينتسب للإسلام، فأمثال صبيغ بن عسل اليوم كثر والعياذ بالله منهم .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا لما يحب ويرضى .
وصلى اللهم وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد .


 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
 (03-23-2024),  (03-23-2024)