عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-15-2019
نور القمر متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 751
 اشراقتي ♡ » Jul 2018
 كُـنتَ هُـنا » منذ 4 ساعات (01:58 AM)
موآضيعي » 28784
آبدآعاتي » 8,096,893
 تقييمآتي » 2398814
 حاليآ في » بقلب عاشقي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » 29سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » 💔
تم شكري »  54,546
شكرت » 83,487
الاعجابات المتلقاة » 11089
الاعجابات المُرسلة » 16614
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي حديث: "دعوني ما تركتكم"



حديث: "دعوني ما تركتكم"

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دعوني ما تركتكم، إنما أهلك من كان قبلكم [كثرة] سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتُكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم))؛ متفق عليه[1].

يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى:
دل الحديث على أنه يتعين على المسلم الاعتناء بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبذل وسعه في فعل ما يستطيعه من الأوامر واجتناب ما ينهى عنه، فتكون همتُه مصروفةً بالكلية إلى ذلك لا إلى غيره، وهكذا كان حال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان في طلب العلم النافع من الكتاب والسنة، علمًا وعملًا، فأما إن كانت الهمة مصروفة عند سماع الأمر والنهي إلى فرض أمور قد تقع وقد لا تقع، فإن هذا مما يثبط عن الجد في متابعة الأمر واجتناب النهي، ومن امتثل ما في هذا الحديث حصلت له النجاة في الدنيا والآخرة، ومن خالف ذلك واشتغل بخواطره وما يستحسنه وقع فيما حذَّر منه النبي صلى الله عليه وسلم من حال أهل الكتاب الذين هلكوا بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم، وعدم انقيادهم وطاعتهم لرسلهم عليهم السلام[2].

الفائدة الثانية:
يجب على المسلم اجتناب كل ما نهى الله تعالى عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الأصل في النهي ما لم يوجد ما يصرفه عن التحريم إلى غيره، وكان السلف رحمهم الله يحرصون على اجتناب جميع المناهي من غير تفصيل، سواء ما كان منها محرمًا وما كان مكروهًا، ولم يقيِّد النبي صلى الله عليه وسلم اجتناب المنهيات بالاستطاعة كما قيد فعل المأمورات؛ وذلك لأن الترك لا يحتاج إلى قدرة ولا نية؛ لأنه جارٍ على الأصل، وهو عدم الفعل، وقد جمع هذا الحديث معانيَ تقوى الله تعالى، قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله، فمَن رُزق بعد ذلك خيرًا، فهو خيرٌ إلى خير[3].

الفائدة الثالثة:
أخذ العلماء رحمهم الله تعالى من هذا الحديث وغيره قاعدة من قواعد الفقه، وهي: (الميسور لا يسقُطُ بالمعسور)، ومعناها: أن المسلم إذا تمكن من فعل بعض ما أمر الله به، فإنه يفعله، ولا يتركه بسبب عجزه عن غيره، ويدخل في ذلك صور كثيرةٌ، منها: من استطاع غسل بعض أعضائه في الوضوء وعجز عن بعضها، وجب عليه غسل ما أمكنه منها، ومن استطاع القيام في الصلاة وعجز عن الركوع، وجب عليه القيام، وأومأ بالركوع، ومن استطاع صيام بعض أيام رمضان وعجز عن بعضها، وجب عليه صيام ما يقدِر عليه، ويُفطِر ما يعجِز عنه، ويقضيه وقت الاستطاعة، وهكذا.
.........
[1] رواه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم 6/ 2658 (6858)، ومسلم في كتاب الحج، باب فرض الحج مرة في العمر 2/ 975 (1337)، والزيادة بين [قوسين] من رواية مسلم.

[2]ينظر: جامع العلوم والحكم 1/ 91 - 92، 95 (شرح الحديث التاسع).

[3]تاريخ مدينة دمشق 45/ 230، وتهذيب الكمال 21/ 445

[/quote]



 توقيع : نور القمر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس