معنى الروح والنفس وهل الروح هي التي تعذب أم النفس؟
السؤال
هل الـروح هى النفـس ؟
وهل الـروح هى التى تعذب أم النفس؟
الجواب
لفظ "الروح" و"النفس"
من الألفاظ التـى تؤدي أكثر من معنًى
وهما في الواقع متغايرتان في الدلالة
بحسب ما يحدده السباق والسياق واللحاق،
وإن حلَّت إحداهما محلَّ الأخرى
في كثير من النصوص الشرعية،
لكن على سبيل المجاز وليس الحقيقة.
والروح المسؤول عنها
هي ما سأل عنها اليهودُ فأجابهم
الله تعالى في القرآن بقوله
﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)
[الإسراء: 85]؛
فهذه الـروح التـى يحيا بها الإنسان
هي سِرٌّ أودعه الله في المخلوقات
واستأثر في علمه بكنهها وحقيقتها،
وهي الـتى نفخها في آدم عليه السلام
وفي ذريته من بعده.
أما مسألة العذاب فقد ورد في السنة
ما يدلُّ على أن العذاب للنفس يكون
يوم القيامة، وأن عذاب الروح
وحدها يكون بعد مفارقتها للجسد بالموت،
وأن الــروح بعد السؤال في القبر
تكون في عليين أو في سجِّين،
وهذا لا ينافي عذاب القبر للروح
والجسد لمن استحقه، كما جاء ذكره
في الأحاديث الشريفة. وفي هذا المقام يلزم التنبيه إلى أنه
لا ينبغي الاشتغال بما استأثر الله بعلمه
حتى لا يكون ذلك سببًا في الزيغ
والضلال بعد الهداية والاعتدال؛
قال تعالى:
﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾
[الإسراء: 36].
والله سبحانه وتعالى اعلم
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتـور علـى حســن
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|